القلوب كالقدور تغلي بما فيها ، وألسنتها مغارفها ،
فانظر إلى الرجل حين يتكلم ، فإن لسانه يغترف مما
في قلبه ، حلو ..حامض ..عذب ..أجاج ..وغير ذلك ،
ويبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه.
فالقلب هو هذا الكائن الذى يتقلب بين الحين و الآخر ، فأحيانا
نجده مطمئن طائع و منيب ، و احياناً آخرى قلب متمرد يقع فى
المعاصى و الذنوب فهذا هو حال القلوب الدائم .
والقلب لغةً و أصطلاحاً
القلب : هو تَحْويلُ الشيءِ عن وجهه. قَلَبه يَقْلِـبُه قَلْباً
وقال بعضهم: سُمِّي القلب قَلْباً لتَقَلُّبِه؛ وأَنشد: ما سُمِّي القلب
إِلاَّ مِنْ تَقَلُّبه، والرَّأْيُ يَصْرِفُ بالإِنْسان أَطْوارا وروي عن النبي،
صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال( سُبْحانَ مُقَلِّب القُلُوب!))
وقال اللّه تعالى: {ونُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهم وأَبصارَهم}.
فمن معنى كلمة القلب أصلها التقلب وعدم الثبات على شئ
وقلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء
كما أخبر النبي صلى الله عليه و سلم و قال:
((اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك))
فإذا كان هذا حال رسول الله صلى الله عليه و سلم كان لا يأمن
على نفسه و هو رسول الله ، فكيف بنا نحن خاصة مع تلاطم أمواج
الفتن في هذا الزمان