منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   الحضارة في الإسلام (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=83)
-   -   توقير العلماء من شيم النبلاء (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=1677)

Dr.asmaa gamal 14-08-2008 05:55 AM

توقير العلماء من شيم النبلاء
 
توقير العلماء من شيم النبلاء




اعتنى الإسلام عناية فائقة بالعلماء، وجعل لهم المكانة العالية، والمنزلة الرفيعة، وأمر بطاعتهم فيما أمر الله تعالى به، فقال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}، وأولو الأمر هنا هم العلماء والأمراء.
ومن المعلوم لكل مسلم أن المسلمين على مدى العصور الماضية -وحتى عصرنا الحاضر- يقدرون علماءهم، ويجلونهم ويحترمونهم، ويأخذون العلم عنهم، ويتأدبون عند سؤالهم أو طلب العلم على أيديهم. ولا يزال أهل العلم -قديما وحديثا- يؤكدون على التأدب مع العلماء والسمع لهم. وقد بوب الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه بقوله: {باب الإنصات للعلماء}.
ثم أورد قول الصحابي الجليل جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه- الذي ذكر فيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له في حجة الوداع: "استنصت الناس. فقال: لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض".

حياء شرعي
وذكر ابن حجر -رحمه الله- مبينا أهمية التأدب مع العلماء والاستحياء منهم: "وقد تقدم أن الحياء من الإيمان، وهو: الشرعي الذي يقع على وجه الإجلال والاحترام للأكابر، وهو محمود؛ وأما ما يقع سببا لترك أمر شرعي، فهو مذموم، وليس بحياء شرعي؛ وإنما هو ضعف ومهانة".
وكان السلف -رحمهم الله- يحرصون على إجلال العلماء وتوقيرهم ويدل على هذا ما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه طاووس، قال: "من السنة أن يوقر أربعة: العالم وذو الشيبة والسلطان والوالد".
وهاهو الصحابي الجليل عبد الله ابن عباس -رضي الله عنهما- يجل ويقدر زيد بن ثابت -رضي الله عنه- مع أن زيدا كان مولى، وابن عباس هو ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم. قال الشعبي: "صلى زيد بن ثابت على جنازة، ثم قُربت له بغلة ليركبها، فجاء ابن عباس -رضي الله عنه- فأخذ بركابه، فقال له زيد: خل عنها يا ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال ابن عباس: هكذا يفعل بالعلماء والكبراء".
قال ابن عبد البر: أنشدني يوسف بن هارون بنفسه في قصيدة له:


وأجلّه في كل عين علمه
***




فيرى له الإجلال كل جليلِوكذلك العلماء كالخلفاء عند
***


الناس في التعظيم والتبجيل
وعلى قدر ما كان السلف الصالح -رضي الله عنهم- يحرصون على أخذ العلم عن العلماء، فقد كانوا يحرصون على إجلال العلماء وتقديرهم والتأدب معهم ومعرفة قدرهم، وكانوا يوصون طلاب العلم بذلك. قال عبيد الله بن جعفر: "العلماء منار البلاد منهم يُقتبس النور الذي يُهتدى به".
وقال الحسين بن علي -رضي الله عنهما- لابنه: {يا بني إذا جالست العلماء، فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الكلام، ولا تقطع على أحد حديثا وإن طال حتى يمسك}.
فخالط رواة العلم واصحب خيارهم***فصحبتهم زيـن وخلطتهم غُنمولا تعد عيناك عنهم فإنهم***نجـوم إذا ما غاب نجــم بدا نجــمفو الله لولا العلم ما اتضح الهدى***ولا لاح من غيب الأمور لنا رسم



أدب الإنصات


http://www.islamonline.net/arabic/Pu...ges/pic05a.jpg

الحفاظ على مكانة العالم.. واجب شرعي



ومن التأدب مع العلماء إضافة إلى الإنصات عندما يتحدثون وعدم مقاطعتهم، أن يتأدب السائل في عبارته عند سؤاله للعالم، فيقول أحسن الله إليك، أو يقول عظّم الله أجرك ما حكم كذا، أو أشكل عليّ كذا، وهذا بلا شك من التواضع للعالم والتقدير له، قال الشعبي: "جالسوا العلماء فإنكم إن أحسنتم حمدوكم، وإن أسأتم تأولوا لكم وعذروكم، وإن أخطأتم لم يعنفوكم، وإن شهدوا لكم نفعوكم".
وقال الخليل بن أحمد: "إذا علّمت عاقلا علما حمدك، وإن علّمت جاهلا ذمك ومقتك، وما يتعلم مستح ولا متكبر قط". فالمسلمون عامة -وطلبة العلم خاصة- لا بد أن يكونوا عقلاء حامدين للعلماء، آخذين عنهم مستفيدين من علمهم، وشاهدين لهم بالعلم والفضل.
وأشار ابن جماعة الكناني -في كتابه تذكرة السامع والمتكلم في أدب العلم والمتعلم- متحدثا عن أدب طالب العلم مع شيخه: "أن ينظر إلى الشيخ بعين الإجلال؛ فإن ذلك أقرب إلى نفعه به".
وقال الإمام الشافعي رحمه الله: "كنت أصفح الورقة بين يدي مالك صفحا رفيقا هيبة له، لئلا يسمع وقعها. وقال الربيع: والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إليّ هيبة له. وينبغي أن لا يخاطب شيخه بتاء الخطاب وكافه -أي كاف الخطاب- ولا يناديه من بُعد، يقول يا سيدي ويا أستاذي".
وقال الخطيب: "يقول أيها العالم وأيها الحافظ ونحو ذلك، وما تقولون في كذا وما رأيكم في كذا وشبه ذلك، ولا يسميه في غيبته أيضا باسمه إلا مقرونا بما يُشعر بتعظيمه، كقول: قال الشيخ أو الأستاذ".
فهل تأدبنا مع علمائنا الأجلاّء -أيها النبلاء- أسوة بسلفنا الصالح -رضي الله عنهم ورحمهم- فعنهم أخذنا العلم، وبهم بلغنا دين الله تعالى، رحم الله من مات منهم، وحفظ الأحياء، وبارك لنا في علمهم، ومد في أعمارهم، وجزاهم عنا وعن أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- أفضل الجزاء وأوفاه، وصلى الله على خير عباد الله، ورسوله ومصطفاه، محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه.

ألب أرسلان 15-08-2008 09:40 AM

[align=center]والله أختنا ان هذا الموضوع ذو أهمية بالغة

فنرى اليوم أشياء يندى لها الجبين من التطاول على العلماء

وفعلا توقير العلماء من شيم النبلاء

جزاكم الله خيرا وبارك الله فى مجهودكم .........
[/align]

Dr.asmaa gamal 16-08-2008 05:05 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألب أرسلان (المشاركة 8100)
[align=center]والله أختنا ان هذا الموضوع ذو أهمية بالغة [/align][align=center]

فنرى اليوم أشياء يندى لها الجبين من التطاول على العلماء

وفعلا توقير العلماء من شيم النبلاء

جزاكم الله خيرا وبارك الله فى مجهودكم .........
[/align]

جزاك الله خيرا اخي الفاضل ,بالفعل ان توقير العلماء أمر واجب وحتمي لأنهم كنوز المعرفة و العلماء ورثة الأنبياء , بارك الله فيكم .

مصطفى الديب 16-08-2008 12:07 PM

موضوع رائع شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


الساعة الآن 09:48 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام