الإسلام يقدر البواعث الكريمة، والقصد الشريف والنية الطيبة، في تشريعاته وتوجيهاته كلها،والنبي يقول "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" وبالنية الطيبة تستحيلالمباحات والعادات إلى طاعات و قربات إلى الله فمن تناول غذاءه بنية حفظ الحياة،وتقوية الجسد، ليستطيع القيام بواجبه نحو ربه وأمته، كان طعامه وشرابه عبادةقربة.
ومن أتى شهوته مع زوجه بقصد ابتغاء الولد أو إعفاف نفسهوأهله كان ذلك عبادة تستحق المثوبة، وفي ذلك يقول النبي عليه السلام "وفي بضع أحدكمصدقة. قالوا: أيأتي أحدنا شهوته يا رسول الله ويكون له فيها أجر؟ قال: أليس إنوضعها في حرام كان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في حلال كان لهأجر".
"ومن طلب الدنيا حلالا تعففا عن المسألة، وسعيا علىعياله، وتعطفا على جاره لقي الله ووجهه كالقمر ليلة البدر".
وهكذا كل عمل مباح يقوم به المؤمن، يدخل فيه عنصر النية،فتحيله إلى عبادة. أما الحرام فهو حرام مهما حسنت نية فاعله، وشرف قصده، ومهما كانهدفه نبيلا، ولا يرضى الإسلام أبدا أن يتخذ الحرام وسيلة إلى غاية محمودة، لأنالإسلام يحرص على شرف الغاية وطهر الوسيلة معا. ولا تقر شريعته بحال مبدأ (الغايةتبرر الوسيلة) أو مبدأ (الوصول إلى الحق بالخوض في الكثير من الباطل) بل توجبالوصول إلى الحق عن طريق الحق وحده.
فمن جمع مالا من ربا أو سحت أو لهو حرام أو قمار أو أيعمل محظور، ليبني به مسجدا أو يقيم مشروعا خيريا، أو.. أو.. لم يشفع له نبلمقصده، فيرفع عنه وزر الحرام، فإن الحرام في الإسلام لا يؤثر فيه المقاصدوالنيات.
هذا ما علمه لنا رسول الله حين قال: "إن الله طيب لايقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: (يا أيها الرسلكلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم) سورة المؤمنون:51. وقال: (ياأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) سورة البقرة:172. ثم ذكر الرجل يطيلالسفر أشعث أغبر (ساعيا للحج والعمرة ونحوهما) يمد يديه إلى السماء "يا رب يا رب" ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجابلذلك؟!". ويقول: "من مالا من حرام ثم تصدق به، لم يكن فيه أجر،وكان إصره عليه". ويقول: "لا يكسب عبد مالا حراما، فيتصدق به فيقبل منه، ولا ينفقمنه فيبارك له فيه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار. إن الله تعالى لايمحو السيئ بالسيئ، ولكن يمحو السيئ بالحسن. إن الخبيث لا يمحوالخبيث".
المصدر: د. يوسف القرضاوي، الحلال والحرام في الإسلام.
"ومن طلب الدنيا حلالا تعففا عن المسألة، وسعيا علىعياله، وتعطفا على جاره لقي الله ووجهه كالقمر ليلة البدر".
هذا الحديث ضعيف فيه علتان أحد الوراة ضعيف والانقطاع بين الراوي والصحابي أبي هريرة ...
وأيضا :
اقتباس:
ويقول: "لا يكسب عبد مالا حراما، فيتصدق به فيقبل منه، ولا ينفقمنه فيبارك له فيه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار. إن الله تعالى لايمحو السيئ بالسيئ، ولكن يمحو السيئ بالحسن. إن الخبيث لا يمحوالخبيث".
هذا الحديث ضعيف بارك الله بك ...قال الهيثمى (1/53) : رجال إسناده بعضهم مستور ، وأكثرهم ثقات . وقال فى (10/228) : رجاله وثقوا وفى بعضهم خلاف ..
وأما حديث:
اقتباس:
من مالا من حرام ثم تصدق به، لم يكن فيه أجر،وكان إصره عليه"
مختلف بين العلماء بين تحسبنه وتضعيفه ..
والله أعلم بالصواب .
سامحونا
توقيع : الأرقم
قال الإمام ابن قتيبة في مقدمة كتابه " إصلاح غلط أبي عبيد "
و قد كنا زمانا نعتذر من الجهل , فقد صِرنا الآن إلى الإعتذار من العلم , و كنا نؤمّل شكر الناس بالتنبيه و الدلالة , فصرنا نرضى بالسلامة , و ليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال , و لا ينكر مع تغير الزمان , و في الله خلف و هو المستعان