السحــــــــــــر
س – و ما هو السحـــــر ؟
ج –
السِحر في اللغة مشتق من كلمة أو لفظ السَحَر، و يطلق على الفترة التي تعقب صلاة الفجر حيث لا يمكن تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، أي النهار من الليل و هي التي تسبق بقليل شروق الشمس،
و منها مشتق لفظ السحور و هو الطعام الذي يأكله الصائم قبل أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود ،
أي هو الوقت الخداع الذي لا تستطيع أن تصفه نهاراً كان أم ليلاً،
و من هذا المعنى قال العرب القدماء " سحرت الصبي " أي خدعته،
و يقول الإمام الحافظ ابن حجر أن العلماء اصطلحوا على تصنيف السحر إلى ثلاث أنواع ،
سوف نسردهم هنا بتصرف و شرح مبسط و هم:
1- استخدام حيل لصرف انتباه من يشاهده بينما يقوم الساحر بعمل شئ آخر يفاجئه به ، أو كما نقول بالعاميه هي خفة يد ، وهو الشائع ، كما يندرج تحت هذا التصنيف ما قد يستخدمه الساحر من بعض التقنيات أو القواعد العلمية للتاثير على من يشاهده و إقناعه بقيامه بأمور غير عادية أو خارقة،
يقول الله تعالى في كتابه العزيز:
قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ * وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ
قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى
2- ما يحدث عن التعاون مع الشياطين من الجن للقيام بأمور تبدو خارقة لنظرا لتفوق قدراتهم على قدرات الانس المحدودة ،
يقول الله تعالى في كتابه العزيز:
وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا"
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(اجتنبوا السبع الموبقات). قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: ( الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات)
3- ما يحدث بمخاطبة الكواكب و الأفلاك السماوية للتنبؤ ببعض الأمور ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( من اقتبس علما من النجوم، اقتبس شعبة من السحر. زاد ما زاد )).
و الآن لنرى ما يقول لنا المولى عز و جل في القرآن الكريم عن السحر،
لقد ورد ذكر السحر بتصريفه ( سحر أو السحر أو سحروا أو سحرهم) في القرآن الكريم ( 20 ) مرة، يشمل هذا اتهام الكافرين للأنبياء و المرسلين بالسحر،
و أشهر و أعم الآيات التي تتحدث عن السحر هي الآية التي بها تبرئة سيدنا سليمان من السحر و الآيات التي بها ذكر حادثة التحدي بين سيدنا موسى و السحرة،
وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ
قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ.قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ .وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ
فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ
إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى
... وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ
كما نجد في السنة حديث عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها حديث مختصره:
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله ، حتى دعا الله سبحانه و تعالى فجاءه ملكان في صورة رجلين أخبراه أنه مطبوب و أن من طبه هو يهودي يدعى لبيد بن الأعصم وأن ما طبه به موضوع في بئر فذهب علية الصلاة و السلام في نفر من أصحابه إلى البئر فاستخرجوه و أبطله علية الصلاة و السلام ، و قيل أبطله بما أوحى الله إليه من سورتي الفلق و الناس ،
و قد أعترض بعض العلماء على هذا الحديث و أضعفوه لقولهم أنه علية الصلاة و السلام معصوم من الناس وهو نبي فكيف يسحر النبي ؟ ،
و هو قول مردود عليه بأن موسى عليه السلام أيضاً نبي و قد سحرت عينه كما سحرت أعين كل المشاهدين للتحدي بينه و بين سحرة فرعون فرأى حبالهم و عصيهم و كأنها حيات و ثعابين تسعى،
مما سبق و بالنظر و التدبر في آية تبرئة سيدنا سليمان عليه السلام و آيات التحدي بين سحرة فرعون و سيدنا موسى عليه السلام، نجد أنه:
1. يوجد فعلا ما يمكن أن نطلق عليه سحر الخداع و الإغواء و هو ما أستخدمه سحرة فرعون لتضليل المشاهدين لهم بما فيهم سيدنا موسى عليه السلام و إيهامهم بأن الحبال و العصي تتحرك مثل الثعابين و الحيات،
قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ،
بأن حشوها بالزئبق لتتحرك كما الإمام القرطبي في تفسيره أو بأي طريقة أخرى فأبطل الله ما فعلوا من الإفك ( الكذب أو الخداع ) بأن حول عصى موسى لحية حقيقية و أمرها بأن تأكل الحبال و العصي المتمثلة إفكاً في صورة حيات و أفاعي ،
2. و كذلك ما يوجد ما يمكن أن نطلق عليه سحر الإعاذة،
وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ،
و هو ليس المقصود به تسخير الجن كما كان مسخرا لسيدنا سليمان عليه السلام ، بل هو نوع من التعاون و تبادل المصالح ، فهناك من الأنس من يعوذون ( يلجئون طلبا للعون و الحماية ) برجال من الجن ليعطوهم بعض متاع الدنيا الزائلة من مال أو نفوذ أو قوه بقدراتهم التي تتجاوز قدرات الإنس نظراً لطبيعة خلقهم و البعد الذي يعيشون فيه يروننا منه و لا نراهم ، و ذلك في مقابل أن يكفروا بالله عز و جل بطقوس أو بغير طقوس ( فهم بمجرد اعتقادهم بأن من بيده ضرهم أو نفعهم مخلوق غير الله يعوذون به و يلجئون إليه و يستعينون به فقد كفروا ) ،
أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ
3. لا يمكن أن نطلق على النوع الثالث أسم سحر ( و هو بمخاطبة الكواكب و الأفلاك السماوية) فالمعروف عنه أنه يطلق عليه التنجيم و مُمارٍسُهُ كاهن و ليس ساحر و لكن كما قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فإن به شعبة من السحر حيث أن الكهانة بها إفك و خداع و إيهام بشيء غير حقيقي و قد تغري ممارسها بسحر الخداع و الغواية أو سحر الاستعاذة ليؤكد بها ما يدعيه ،
4. بالتأمل و التدبر في آية براءة سيدنا سليمان عليه السلام من تهمة السحر و الكفر التي ألصقتها به الشياطين ( شياطين الجن و الأنس )،
وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ
نجد أن العلماء قد اختلفوا في تفسيرها و كان اختلافهم على رأيين حول لفظ "ما " في قوله تعالى:
وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ ،
▀ الرأي الأول
فسر" ما " بأنها نافية أي لم ينزل السحر على الملكين،
و المقصود بالملكين هنا هما جبريل و ميكائيل حيث أن اليهود كانت تقول أن السحر أنزل عليهما ببابل،
و استدلوا على ذلك بنفي الله سبحانه و تعالى تهمة السحر و الكفر عن سيدنا سليمان عليه السلام في بداية الآية بلفظ " ما " حيث يقول سبحانه و تعالى وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ ،
كما أن الله سبحانه و تعالى لا ينزل من عنده شراً ليتعلمه الناس ،
أما هاروت و ماروت فقد قال البعض أنهم قبيلتان من الجن وهو قول غريب كما يقول الإمام أبن كثير ،
و قال البعض أنهم قبيلتان من الأنس ببابل تعلما السحر من الشياطين ، حيث أن " و ما أنزل على الملكين " تكون جملة اعتراضية القصد منها نفي أن يكون السحر قد انزل على جبريل و ميكائيل ، و يكون التفسير كالآتي :
" الشياطين كفروا يعلمون من الناس قبيلتي هاروت و ماروت السحر الذي لم ينزل على الملكين جبريل و ميكائيل ببابل كما يدعي اليهود "
▀ الرأي الثاني
ذهب إلى أن ما ليست نافيه و أن المقصود بها أن السحر أنزل على الملكين هاروت و ماروت ببابل ،
و أوردوا القصة المشهورة عن الملكين و مختصرها:
" أن الله سبحانه و تعالى لما خلق آدم قالت الملائكة ، كما هو وراد أول في سورة البقرة :
أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ
و كان ذلك سراً في أنفسهم و علمه الله فما كان إلا أن :
عَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
ثم بعد أن كثر بنو آدم و كثرت ذنوبهم قال الملائكة لما يفضل الله هذا المخلوق علينا و قد كثرت ذنوبه و معاصيه و نحن لا نعصيه سبحانه طرفة عين و نسبح بحمده،
و كان ذلك أيضاً سراً في أنفسهم و علمه الله فما كان إلا أن أختار من الملائكة أثنين هم هاروت و ماروت و بث أو خلق فيهما شهوة بني آدم ثم أنزلهم للأرض ببابل ،
فوجدا بها امرأة جميلة جداً تدعى الزهرة فراوداها عن نفسها فرفضت إلا بعد أن يسجدا لصنم فرفضا،
فظلت تراودهما حتى شربا خمرا فلما سكرا سجدا للصنم و وقعا بها
فعاقب الله المرأة بأن مسخها كوكبا،
و خير الملكين بين عقاب الدنيا و عقاب الآخرة فاختارا عقاب الدنيا،
فهما معلقان حتى الآن بين جبلين ببابل عقاباً لهما و الذي يأتيهما يعلماه السحر فتنة من الله "
قصة مأخوذة من أحاديث غير معلوم صحتها و غير واردة بأي من الصحيحين ( البخاري و مسلم ) و لم يرد بأي منها أن الله تعالى قد أنزل السحر على هذين الملكين،
و المتأمل في هذه القصة يجد أنها إلى حد كبير من المصطلح على تسميته بين العلماء "إسرائيليات "، و هي الأحاديث الموضوعة من قبل اليهود و المأخوذة عن التوراة و تم نسبتها إلى الرسول علية الصلاة و السلام،
و بهذه الأحاديث كثير من الافتراءات على رسل الله و ملائكته و ذاته سبحانه و تعالى عما يشركون،
لكن العبد الفقير لله له رأي أخر غير أراء السلف من أساتذة المفسرين و التي سار عليها كثير من أساتذة المفسرين المحدثين، مع احترامي و تقديري لهم جميعاً و اعترافي بأنني لست نداً لهم و لو بمقياس واحد على المليون،
▀ و رأيي الشخصي ( وله من وجهة نظري ما يدعمه) هو و الله اعلم :
هناك أمر آخر تعلمه الشياطين للناس اقترن بالسحر وهو " ما أنزل " على الملكين ببابل،
أمر آخر غير السحر،
لأننا إذا تأملنا في نص الآية جيداً نجد أن:
1. نص الآية :
الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ
مشابه لقول:
" المدرسون يعلمون التلاميذ الحساب و ما توصل إليه العلماء في مجال التكنولوجي "
فهذا شيء و هذا شيء آخر،
و ما يدعم استنتاجنا هذا عبارة أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ ،
فكلمة " أنزل " قد وردت ( 99 ) مرة في القرآن الكريم و كلها تقريبا تنزيل من الله عز و جل بالخير ( إما مطر أو كتاب أو علم أو سلطان )،
و سبحانه لا ينزل على عباده ( من البشر أو الملائكة ) شيء ليتعلموه أو يعلموه إلا خيراً ،
إذا فما أنزل على الملكين ببابل ليس شر بل الذين يتعلمونه من الناس و الذين يعلمونهم من الشياطين هم الذين يستخدمونه في الشر و الكفر،
وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ
و يتفق مع العبد الفقير إلى الله في هذا الجزء الإمام محمد أبو زهرة إذ يرى رحمه الله أن:
" ما أنزل على الملكين ليس هو السحر فالملائكة لا تتنزل بالشر أو الكفر و لكن هو حيل الساحر لكي يعلم الناس أن ما يفعله الساحر خداع "
و لكنني اختلف مع فضيلته في الجزء الأخير و قد أكون مخطئاً و لكن في النهاية هي وجهة نظر و الله أعلم بما في كتابه العزيز فدعونا نكمل،
2. " إنما نحن فتنة فلا تكفر"
فما هي الفتنة ؟
الفتنة ابتلاء من الله لعبادة بالخير أو بالضر، ليميز الخبيث من الطيب،
و ليس تمييز علم ، سبحانه و لكن تمييز لإقامة الحجة و الدليل على من يقعون فيها ،
فالمال فتنة و الأولاد فتنة( قلت أو كثرت )،
وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ
إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ
والصحة فتنة و السلطة فتنة( قلت أو كثرت )،
فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ. وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ
و لنا بإذن الله تعالى وقفة مع الفتن عند وصولنا إلى " فتنة المسيح الدجال " بالتفصيل بمشيئة الله
و كذلك العلم فتنة ،
فهل أبالغ حين أقول أن ما أنزل على الملكين ليس بسحر بل هو علم ؟
علم لدني ليس بعلم وضعي و لا علم شرعي ( و سوف نأتي على شرح و تفصيل أنواع العلم عند حديثنا عنه بإذن الله)،
علم مثل الذي أوتي العبد الصالح ( الخضر ) و ذهب إليه سيدنا موسى عليه السلام ليتعلمه منه
فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا
علم مثل الذي أوتي وزير سيدنا سليمان عليه السلام (آصف بن برخيا ) و تفوق به على قدرات العفريت الذي من الجن،
قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ
و لينتبه القارئ جيداً أنني قلت مثل و ليس هو نفس العلم،
و لنسترجع معاً الجزء الأخير من قصة الخضر مع سيدنا موسى،
وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا
الم يكن في وسع الخضر أو أي شخص مكانه لديه هذا العلم أن يستعمل العلم الذي عنده استعمال آخر و يأخذ الكنز لنفسه ؟؟؟
و لا تنسوا أن إبليس عليه لعنة الله كان عالماً و وصل بعلمه لمرتبه عاليه تمكنه من أن يكون مع الملائكة الحاضرين لواقعة الخلق !!!
و كذلك كان قارون صاحب القصة الشهيرة الذي كان من قوم سيدنا موسى " بني إسرائيل " !!!
قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ،
إذن فهناك نوعان من السحر:
1. سحر الخداع ،
و هو الذي يستخدم فيه الساحر العلم أو القواعد العلمية لخداع من يشاهده فيصدق أنه يقوم بأمور خارقة غير عادية مثل المعجزات ، و قد بينـًا هذا فيما سبق وهو معروف للجميع تقريباً مثل الذي يقوم به السحرة الاستعراضيين على خشبة المسارح أو في وسائل الإعلام المختلفة ،
2. سحر الإعاذة ،
و هو الذي يلجأ فيه الساحر إلى الجن ليساعدوه على القيام بأمور تبدو خارقة نظرا لما يتميزوا به عن الإنس من مادة الخلق و رؤيتهم لنا من حيث لا نراهم و سوف نفصل ذلك عند حديثنا عن الجن بإذن الله تعالى ،
كما انه هناك علم لدني يخلط بينه و بين السحر،
فما هو هذا العلم ؟
و لكن قبل أن نبين ما هو يجب أن نسأل:
ما هو العلم ؟
هل مللتم أم أكمل ؟