السلام عليكم
نام يوسف بعد يوم شاق من الدراسه وتعب المواصلات والزحام وكثير من المشاكل التى يمر بها كل يوم فى عصرنا هذا
يوسف شاب فى العشرينات فى جامعه من جامعات بلادنا الئإسلاميه إسما وليس فعلا أقصد الجامعه التى يكثر بها الإختلاط ومخالفة الشريعه وكان يوسف شاب كأغلب الشباب فى عصرنا لا يهمه سوى أن يعيش سعيدا أو يقضى يومه كما يفعل الكثيرون وتمر به السنون عام يليه آخر ينغمس فى الدنيا وشهواتها دون أن يفكر فى ماهية حياته . إلتزم عدد لا بأس به من أصحابه ولكنه حتى الآن ليس مقتنعا بما يفعلونه كما يقول وعلى لسانه الحياه لا تستحق كل هذه الجديه
وجاءته رسائل عديده تارة بموت أحد أصدقائه على المعصيه وتاره بإلتزام آخر وتاره بندوه دينيه فى الجامع يلقيها شيخ فاضل لكنه حتى لم يعطى نفسه فرصه ليسمع ومضى فى حياته كقطار يمشى على قضيب لا ينظر أمامه ولا يلتفت حوله إنما يسير بسرعة ثابته نحو المتعه اللحظيه ويدفع الثمن من عمره دون أن يشعر
وفى هذه الليله أراد الله أن يعطيه رساله جديده لكنها فريده نام يوسف هذه الليله كعادته دون صلاه ولم يستمع لدعوات أمه له بالصلاه ودعوات كل من حوله بالهدايه له وفى هذه الليله يرى رؤيه يرى فيها رجلا جميلا حصيفا تبدو عليه الهيبه والوقار يجلس على أريكه وبجواره رجلان كأنه ملك وإلى جواره وزرائه والكل يتسابق ليكلمه كلمه أو يحكى له موقف أو حتى يصافحه ليلمس يده ويوسف يقف فى آخر هذه الجموع لكنهم أفسحوا له مجالا ليسمع ويرى مايحدث .
ويتقدم إلى هذا الرجل الحكيم شاب قد عرفه يوسف يقول يوسف فى نفسه من هذا إنى أعرفه إنه صاحبى ياسرالذى إلتزم من عامين
يقول ياسر: السلام عليكم يارسول الله ورحمة الله وبركاته
يقول يوسف فى نفسه (رسول الله)هذا رسول الله
يقول ياسر إنك لا تعلم يارسول الله قدر سعادتى برؤيتك الليله لقد شرفتنا وصحبك الكرام لكم كنا فى حاجه لهذه الزياره فإنا مضطهدون كثيرا ومحبطون جدا وقد بذلنا كل جهدنا لدعوة شباب الإسلام وإيقاظ همم الشباب
يرد عليه رسول الله قائلا {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }
يكمل ياسر نعلم ذلك يارسول الله ويكفينا أنك معنا الآن
يقول رسول الله {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }غافر
ثم يرى يوسف شاب قادم من بعيد يسرع وخلفه من يطلبونه والتفت الجمع كلهم ينظرون إليه وهو يصيح رسول الله أنا محمود إسمى مثل إسمك سمانى أبى كذلك لأكون مثلك (هنا يراه يوسف جيدا ويقول فى نفسه محمود صديقى الذى مات العام الماضى ونحن كنا كنا ثم يتذكره يوسف جيدا وكل صحبته وكل ما كانوا يجتمعون عليه من المعاصى ويفيق مره أخرى من ذكرياته على صرخه أخرى من محمود وكأنه يخاف شيئا ..وهو يصرخ أحبك يارسول الله لكم إشتقت لرؤيتك ..ولكن يلحق به من خلفه ويمسكونه وهو يكمل سامحنى رسول الله كنت أود أن أكون معك وبجوارك لكننى طمعت وفسدت وأفسدت وأرجوا الله أن تشفع لى
يقول رسول الله اتركوه إنه من أمتى ويحمل إسمى
فيقول الرجل وهو يجذب محمود بقوه لا يارسول الله إنك لا تدرى ماذا فعل بعد
ويذهب محمود من حيث أتى
وينظر يوسف ويجد شابا تلو الآخر يتقدم ويحدث النبى والنبى يربت على كتفه ومنهم من يقبله النبى ومنهم من يجلسه إلى جواره ومنهم من يباهى به وآخرون إلى جوار يوسف تتخطفهم أيدى خفيه يختفون كأنهم لم يكونوا موجودين
ويأتى دور يوسف وينادى عليه شاب من الأمام أنت أنت ألا تريد أن تقص للرسول ماذا فعلت للإسلام وماذا فعلت بعد رسول الله فيرتعد يوسف عندما يتذكر حياته المليئه بالمعاصى ويغطيه الخجل وينظر إلى يمينه يجد شاب آخر يقول له يوسف ألن تحكى للنبى قصتنا مع الإلتزام وماذا فعلنا فينظر يوسف فى دهشه ويستغرب ويكمل الشاب الذى إلى جواره يوسف يوسف ماذا جرى لك أتترك الرسول هكذا دون أن تحدثه وتحكى له ماذا فعلنا ويناديه الشاب مره أخرى وهو ينظر إليه فى حيره من أمره يوسف يوسف
ويستيقظ يوسف من هذه الرؤيه الجميله على صوت أمه يوسف يوسف إقترب موعد الفجر بنى هلا قمت تصلى مع والدك هداك الله
gds hgNk dhvs,g hggi gdQ hggi çgâk dhvs,g
توقيع : e-mysarah
قال عبد الله بن المبارك عليه رحمة الله إن البُصَرَاء لا يأْمَنون مِن خَمْسِ خصالٍ: × ذَنبٌ قَد مَضى لا يدري ما يصنع الربُّ فيه × و عُمرٌ قد بَقِيَ لا يدري ماذا فيه من الهَلَكَات × و فَضْلٌ قد أُعطِيَ لِعلَّةٍ و استدراج × و ضلالةٍ و قد زُيّنت لهُ فيراها هُدًى × و من زَيغُ القلب ساعةً بعدَ ساعة ، أسرع من طرفةٍ عينٍ قد يُسلَبُ دِينَه و هو لا يَشعُر
يستيقظ يوسف سعيدا مبتسما ليس كعادته وتستغرب أمه وتعيد عليه كلامه يوسف هلا قمت تتوضأ لتخرج مع أبيك للصلاه
فيجيب يوسف نعم أماه حان وقت الصلاه فتندهش الأم فى فرحه وتقول فى نفسها(لكم دعوتك يوسف للصلاه ولم تهتم وكم دعوت لك بنى ولم أراك تتغير الآن إستجاب الله حمدا لله حمدا لله)ثم تكمل حديثها مع يوسف حسنا بنى طالما أنك نويت أنك تخرج مع أبيك قم توضأ بينما أخبر أبيك ينتظرك قليلا يوسف لا تعود للنوم وتأخر أبيك عن صلاة الجماعه
يرد يوسف لا أماه أستيقظ حالا وأسرع يوسف وتوضأ وخرج مع أبوه للصلاه ووالده كاد يطير فرحا عندما علم بأن إبنه بعد كل هذه السنوات يخرج ليصلى معه فى الجامع ويبدأ إلتزامه بصلاة الفجر أحب الصلوات لقلب أبيه وبينما يسيران معا فى شوارع هادئه نحو المسجد ويوسف شارد الذهن يفكر فى الرؤيه التى رآها ويسأل نفسه هل أقصها على أبى أم أنتظر حتى أقابل ياسر اليوم فى الجامعه وأخبره بما رأيته أم أذهب لشيخ الجامع وأقص رؤيتى له أشعر أنها خير بإذن الله فلقد عزمت بإذن الله لا أترك طاعة الله ولكن أصحابى ماذا أفعل معهم لابد أن أتركهم لا بل أدعوهم لا علىَ إيجاد صحبه أخرى فى الله يساعدوننى على الطاعه ولكن أين أجدها وهل سرضون بى صديقا ...وبينما يسيران معا فىليله بارده لاحظ الأب شرود ذهن إبنه وأنه لا يتكلم كعادته فخاف الأب أن يكون يوسف ندم على إستيقاظه من النوم وخروجه فى البرد لصلاة الفجر مع أبيه ففكر فى أن يذكر إبنه بثواب صلاة الفجر وقال الأب فى خنو على إبنه وهو يضع يده على كتف يوسف يوسف هل تعرف ثواب صلاة الفجر يقول رسول الله ركعتى الفجر خير من الدنيا ومافيها ) أتعرف معنى الحديث يايوسف هذا الحديث يقصد أن ركعتى السنه فى صلاة الفجر خير من الدنيا ومافيها فكم يكون مقدار صلاة الفجر نفسها بالتأكيد تساوى أكثر من ذلك فيرد يوسف أعرف أبى ....أبى أنا ....ثم يصمت يوسف ويؤذن الفجر الآن يسمع يوسف الآذان لأول مره بإنصات شديد وكأنه لم يسمعه من قبل
الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله
ويرى يوسف أبوه يتمتم بكلمات فينظر إليه يوسف فيفهم الأب ويربت على كتف إبنه ويقول له ردد الآذان يوسف هذه سنه من سنن رسول الله
فيقول يوسف رسول الله وكأن نورا أشرق فى قلبه المظلم من المعاصى ويردد الأذان ويدخل المسجد لأول مره منذ زمن بعيد منذ أن عرف صحبة الجامعه التى طالما جذبته للفساد وأغرته على المعصيه ويضع رجله فى المسجد ويشعر بشعور غريب وكأنه كان مسافرا وعاد لأهله يملأ قلبه الحنين والشوق للصلاه ويفتقد المسجد الذى طالما كان يدخله وهو صغير مع أبوه من قبل أن يفقه شيئا عن الصلاه ولكنه كان يمسك بيد أبيه ليذهب معه للجامع لإحساسه بأنه شئ جميل ومكان يرحب به كل من فيه ولكنه عندما شب وكبر نسى المسجد لم يفكر غير فى الشهوه والمتعه
وهنا يربت الأب على كتف يوسف ويقول له صلى يايوسف ركعتين تحية المسجد ثم صلى ركعتين سنه قبل الفجر ويصلى يوسف وهو يجمع قلبه على الصلاه كأنه يصلى أمام رسول الله فأطال الصلاة كثيرا ظنا منه أن رسول الله يراقبه ما أجملها صلاه وأطال الركوع والسجود وبينما هو ساجد وقد أكثر من تسبيح الله كأنه كان فى عالم آخر سمع رجلا يقول هلم ياشيخ مسعود ألن نصلى الفجر اليوم لقد إنتظرنا طويلا
فيقول الشيخ مسعود انتظر أخى مازال هذا الرجل فى صلاته إنتظر حتى ينتهى من ركعتى السنه
فيرد الرجل ومن هذا الرجل لعله نام وهو يصلى فيرد أبو يوسف إنه إبنى يوسف
فيقول الشيخ مسعود يوسف إبنك ياحاج معقول لم أره منذ كان صغيرا لقد أصبح رجلا
فيقوم يوسف من التشهد وينهى صلاته وإذا بالشيخ يقيم الصلاه فاسرع يقف فى الصف
وصلى بهم الشيخ وبما أن إنتهت الصلاة أقبل كل من فى المسجد يقبلون يوسف ويصافحونه ويشدون على يديه ووجوههم كلها حب وفرحه واستبشار بعودته للمسجد
توقيع : e-mysarah
قال عبد الله بن المبارك عليه رحمة الله إن البُصَرَاء لا يأْمَنون مِن خَمْسِ خصالٍ: × ذَنبٌ قَد مَضى لا يدري ما يصنع الربُّ فيه × و عُمرٌ قد بَقِيَ لا يدري ماذا فيه من الهَلَكَات × و فَضْلٌ قد أُعطِيَ لِعلَّةٍ و استدراج × و ضلالةٍ و قد زُيّنت لهُ فيراها هُدًى × و من زَيغُ القلب ساعةً بعدَ ساعة ، أسرع من طرفةٍ عينٍ قد يُسلَبُ دِينَه و هو لا يَشعُر
يعود يوسف إلى منزله بعد أن أخذ قرارا فى نفسه أن لا يقص الرؤيه أولا إلا على ياسر صاحبه الملتزم الذى رآه فى الرؤيه مع النبى ويسأله ماذا فعل منذ أن ترك صحبة السوء التى أبى يوسف أن يتركها وأبى أن يسمع كلام ياسر ويتبع طريقته
وفى موعده خرج يوسف للجامعه يملؤه الشوق لصاحبه ياسر وتغمره الفرحه بالبشرى الساره التى يحملها له
وعندما وصل للجامعه أقبل عليه رفقاء السوء يستقبلونه بالترحاب والنكات التافهه وكأنهم يتسابقون إلى غوايته ولكن يوسف لم ينصت إليهم وكأنهم ريح خبيثه أقبلت عليه فقطع حديثهم إيه قائلا آسف ياجماعه إنى على موعد من الأمس وأخشى أن أتأخر عليه وانطلق فى طريقه مبتعدا مسرعا يبحث عن ياسر فى كل مكان وكلما التقى زميل سأله فى لهفه هل رأيت صديقى ياسر الليله ولكنه للأسف لم يجده وأجابه آخر قد يكون ياسر فى مسجد الجامعه فقد اعتاد صلاة ركعتين كلما تسنت له فسحه من الوقت بين المحاضرات فاسرع يوسف إلى المسجد وهذه المره لا يخشى استهزاء اصحابه كأنهم لم يكونون له صحبا فى يوم من الأيام
وما إن دخل المسجد حتى وجد فرقه من أصحاب ياسر يستعدون للخروج من المسجد فاقبل إليهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالكم أنا يوسف كنت صديق ياسر جئت أبحث عنه لأمر هام هل تعلمون مكانه
يجيب عليه أحدهم فى حزن شديد نعم كلنا يعلم مكانه
فقال يوسف إذن دلونى على مكانه أريده فى أمر هام
فيجيبه مره أخرى نحن ذاهبون إليه هل تريد أن تأتى معنا فيقول يوسف بالطبع أنا مشتاق لرؤيته
فيمضى يوسف معهم وهو فى فرحه شديده لكن الدهشه تسربت إلى نفسه عندما نظر إليهم ووجد أن وجوههم يكسوها الحزن وبعضهم غلبته عبراته وبعض منهم يمسك بمصحفه يتلوا بعض الآيات وبينما هم على هذه الحال وهم فى طريقهم لبيت ياسر يستقلون إحدى الحافلات ويوسف شارد الذهن يفكر فى اللقاء بينه وبين ياسر الذى فارقه منذ سنتين وكان هذا الفراق وبالا على يوسف حيث رسب عامين متتالين بينما ياسر الذى كان معه فى نفس الصف أصبح فى سنة التخرج و
وبينما وصلوا لبيت ياسر أخذ أحد أصحاب ياسر يربت على كتف يوسف ظنا منه أنه يعلم البقاء لله تماسك أخى
فصعق يوسف وأجهش فى البكاء يقول ياسر ماذا توفى ياسر كيف.... متى حدث ذلك فقاطعه أحدهم كل نفس ذائقة الموت وحسبنا أن ياسر كان من خيرة الشباب الملتزم وتوفاه الله وهو على طاعه
فيكمل الأخر ياسر وافته المنيه ليلة أمس عندما كان عائدا من الجمعيه الخيريه وانقلبت به السياره
فيقول شاب آخر لقد سمعته ينطق بالشهاده فى آخر أنفاسه هو فى الجنه إن شاء الله
فيقول يوسف وقد غمرت وجهه الدموع هو فى الجنه بإذن الله مع رسول الله وصحبه الكرام
ويدخل يوسف إلى بيت ياسر من جديد بعد أن انقطع عن زيارته منذ عامين لاعتقاده بأن ياسر قد سلك طريقا صعبا لا يستطيع يوسف السير معه ولا يصبر على مشقته
وبينما هو جالس وسط أصدقائه ينتظرون أن يخرج جثمانه ليقبلوا رأسه جميعا داعين الله له سمع أم ياسر قول إبنى إن شاء الله فى الجنه مع الرسول لقد كان بارا وحنونا لقد كان يقيم الليل ويدعوا لكل المسلمين ويصوم النهار وكان دائما فى شغل وفى طاعه لم أره يكل يوما عن دروس المسجد والأعمال الخيريه اللهم تقبله وافرغ علينا صبرا
وهنا تذكر يوسف الرؤيا وكيف استقبله الرسول وماقاله له ولكنه كلما يريد أن يقص الرؤيه تغلبه دموعه وكأنه لم يبكى منذ أن ولد يبكى على فراق صاحبه الذى عندما تذكره كان قد فات موعد اللقاء يبكى علىنفسه لأنه تأخر كثيرا عن ياسر ولعله لن يستطيع أن يلحق به بالعمل يبكى لأنه خدع نفسه بمتع وشهوات زائله بينما كان يبيع دينه بعرض من الدنيا كان ياسر لا يكل من عمل الخير
وبينما هو يبكى واشتد بكاؤه حتى على صوت نحيبه إذا بشاب يربت على كتفه فى حنو
توقيع : e-mysarah
قال عبد الله بن المبارك عليه رحمة الله إن البُصَرَاء لا يأْمَنون مِن خَمْسِ خصالٍ: × ذَنبٌ قَد مَضى لا يدري ما يصنع الربُّ فيه × و عُمرٌ قد بَقِيَ لا يدري ماذا فيه من الهَلَكَات × و فَضْلٌ قد أُعطِيَ لِعلَّةٍ و استدراج × و ضلالةٍ و قد زُيّنت لهُ فيراها هُدًى × و من زَيغُ القلب ساعةً بعدَ ساعة ، أسرع من طرفةٍ عينٍ قد يُسلَبُ دِينَه و هو لا يَشعُر
وبينما يوسف يبكى وقد على صوت بكاؤه أقبل عليه شاب يربت على كتفه فى حنو تماسك أخى إنا لله وإنا إليه راجعون إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شئ عنده بمقدار ولكن يوسف كان فى شغل على أن ينظر لوجه الشاب وواصل البكاء وهو يفكر فى رؤية الأمس ماذا يفعل مامصيره وخرج المغسلون من حجرة ياسر واسرع أصحابه يتسابقون للدخول عليه يقبلونه فى جبينه وينظرون إليه النظره الأخيره قبل أن يفارقهم لآخر مره دون أن يعود إليهم بابتسامته وأدبه
ويدخل يوسف وينظر لياسر ويقول له بصوت خافت سلامى إلى رسول الله ياياسر أخبره بأنى فى المره القادمه سوف يكون عندى الكثير لأقصه عليه عن ما سأفعله من أجل الإسلام والمسلمين وأخبره بشوقى إليه وأنى على عهده ولن أضيع العهد ماحييت بإذن الله
وبينما هو يقول ذلك سمعه صديق لياسر ذلك الشاب الذى ربت على كتفه وهو يبكى قبل أن يدخل لياسر
إنه عمر أعز أصدقاء ياسر رفيق دربه فى الإلتزام ومن أقرب الناس إليه وهو من اهتدى ياسر على يديه وأيضا الكثيرون ممن سبقوا ياسر للإلتزام
وأقبل أصدقاء ياسر يحملون جثمانه الطاهر ليدفنوه ويتموا مراسم الدفن ويوسف لا يتركهم يتحرك معهم خطوه بخطوه وكأنه يراقبهم وقد نسى كل شئ من أمر الدنيا نسى أن يأكل أو يشرب ونسى أهله ولكنه لم ينسى الصلاه كعادته سابقا ففى كل أذان يسرع أصحابه الجدد ويصحبونه معهم إلى الجامع لأداء الصلوات و بعد أن إنتهى العزاء وذهب الناس جميعا أقبل عمر إلى يوسف مبتسما وهو يقول له انتهى العزاءاليوم يا أخى وأرى أن تعود لبيتك وغدا تأتى لنكمل واجب العزاء فينظر إليه يوسف ويتأمل وجهه فيندهش يوسف وتظهر عليه نظرات الإستغراب فيسترسل عمر هل أنت صديق ياسر من زمن بعيد فيجيب يوسف ولازال مستغربا بينما رسمت إبتسامه خفيفه على وجهه نعم نعم
فيقول عمر لكنى لم أسمع عنك من ياسر
فيرد يوسف وتبدو عليه علامات فرحه وكأنه وجد ضالته ياسر كان من أعز أصدقائى
فيقول عمر لعلك كنت مسافر يقول يوسف نعم كنت على سفر بعيد والآن عدت
فيرد عمر فى دهشه هل لى أن أسألك سؤالا فيجيبه يوسف بالطبع أخى تستطيع فيسأله عمر أخى أنت غريب بعض الشئ ماالذى كنت قتوله اليوم لياسر قبل أن يدفن ولماذ بدت عليك علامات الفرحه عندما حدثتك هل كنت تعرفنى من قبل ؟ أحكى عنى ياسر لك ؟؟
فيجيبه يوسف أنت كنت رفيقى فى رؤية رأيتها بالأمس وكان ياسر معنا وكنت أنت آخر من استيقظت على صوته وكنت تنادينى باسمى
فيجيبه عمر رؤيه أية رؤيه ؟ أرجوك قصها على........
ويمضيان معا يوسف وعمر على طريق واحد ولهدف واحد يستعينان بالله على طريق صعب وغايه ساميه نحو غد مشرق ترتفع فيه راية الإسلام وتعلو فيه كلمة لا إله إلا الله
توقيع : e-mysarah
قال عبد الله بن المبارك عليه رحمة الله إن البُصَرَاء لا يأْمَنون مِن خَمْسِ خصالٍ: × ذَنبٌ قَد مَضى لا يدري ما يصنع الربُّ فيه × و عُمرٌ قد بَقِيَ لا يدري ماذا فيه من الهَلَكَات × و فَضْلٌ قد أُعطِيَ لِعلَّةٍ و استدراج × و ضلالةٍ و قد زُيّنت لهُ فيراها هُدًى × و من زَيغُ القلب ساعةً بعدَ ساعة ، أسرع من طرفةٍ عينٍ قد يُسلَبُ دِينَه و هو لا يَشعُر