منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   المنتدى العام والهادف (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=104)
-   -   لا تأكلي من هذا اللحم (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=18449)

madabou 18-01-2011 12:26 AM

لا تأكلي من هذا اللحم
 
لا تأكلي من هذا اللحم





سحر محمد يسري




زهرتي الغالية..


هل شاركتِ صديقاتك يوماً في طعام لذيذ؟..من المؤكد أنكِ أمضيت وقتاً ممتعاً معهن، وتمنيتِ لو تكررت هذه اللقاءات المرحة.


لكن ما هو رأيك إذا دعيتِ إلى طعام من نوعِ جديد، إلى تناول وجبةٍ من لحم إحدى صديقاتك الميتة؟ وقد مرت عدة أيام على موتها حتى أنتن لحمها..!!


هل ستقبلين هذه الدعوة ..؟؟؟


إنّ من يغتابون الناس، ويتفكهون بذكر عيوبهم، جداً وهزلاً، قد تناولوا هذا الطعام مراراً.. فأين أنتِ من الغيبة؟


فما هي الغيبة؟


أيتها الحبيبة..الغيبة داء خلقي واسع الانتشار، وذنب يستهين به كثير من الناس، فهل تعرفين معناها؟


الغيبة معناها في اللغة: (أن يتكلم خلف إنسان مستور بما يغمه لو سمعه، فإن كان صدقاً سُمِّي "غِيبةً"، وإن كان كذباً سمِّي "بهتاناً). [الصحاح، الجوهري، (1/196)].


وفي الشرع :أن يذكر المسلم أخاه المسلم بما يكرهه في غيبته.


وهذا هو التعريف الذي ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتدرون ماالغيبة؟" قالوا: الله ورسوله أعلم. قال "ذكرك أخاك بما يكره" قيل: أفرأيت إن كان فيأخي ما أقول؟ قال "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهتّه (أي ظلمته)) [رواه مسلم].


شناعة الغيبة وقبحها:


هي ذنب قبيح قد نهى الله تعالى عنه، ونفّر عباده منه أشد التنفير، ومثّله بصورة كريهة تتقزز منها النفوس، لما فيها من انتهاك المسلم لحقّ أخيه المسلم في حفظ عرضه، وستر عيبه، وصيانة سمعته، قال عز وجل: {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات: 12].


قال الشوكاني: (مثّل سبحانه الغيبة بأكل الميتة؛ لأن الميت لا يعلم بأكل لحمه، كما أن الحي لا يعلم بغيبة من اغتابه، وفيه إشارة إلى أن عرض الإنسان كلحمه، وأنه كما يحرم أكل لحمه يحرم الاستطالة في عرضه، وفي هذا من التنفير عن الغيبة، والتوبيخ لها، والتوبيخ لفاعلها، والتشنيع عليه ما لا يخفى، فإن لحم الإنسان مما تنفر عن أكله الطباع الإنسانية، وتستكرهه الجبلة البشرية، فضلاً عن كونه محرّماً شرعاً.([


ولا يصلح أن تكوني شريكةً بأذنيكِ..!


بأن تستمعي إلى الغيبة وتسكتين معتقدةً بأن ذلك السكوت يعفيك من الذنب؛ لأنك لم تشاركي بلسانك..، فإنّ الساكت على الحق شيطان أخرس..والساكت على سماع الغيبة مشارك في إثمها، قال تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ} [القصص: 55].


قال الإمام النووي:(اعلم أن الغيبة كما يحرم على المغتاب ذكرها، يحرم على السامع استماعها وإقرارها)


كيف أتخلص من الغيبة؟


- أول شيء استحضري خطر اللسان وأن الله تعالى يحاسبك ويسألك عن كل كلمة تصدر منكِ، قال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]، وقال تعالى: {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ} [القمر:53]، (أي: مكتوب محفوظ).


إن معرفتك بأن جهازا للكاسيت يسجل عليك كل كلمة تصدر عنك ..يجعلك في غاية الحذر..ممسكة عن كثير من الكلام...؛إذن فاعلمي أنّ الله تعالى قد أوكل – فعلاً وحقاً- بكل إنسان ملكين كريمين وأمرهما أن يسجلا عليه كل ما يقول ويفعل، كتابةً، وأن ذلك سيعرض عليكِ وتقرئينه بنفسك بين يدي الله تعالى يوم القيامة..! ألا يجعلك ذلك أكثر إمساكا وحذراً، وأكثر انضباطاً وصمتاً؟!!


- فكّري في تبعات الغيبة، وإنها لمعضلة حقاً..فالغيبة من الذنوب التي تتعلق بحقوق الآخرين ممن اغتبتهم، وهذا النوع من الذنوب لا يغفره الله تعالى إلا إذا غفر صاحبه لمن أساء إليه ونال منه في غيبته..وكثير من الناس لو ذهبتِ تستحليهم من الغيبة؛ فقد يتفاقم الأمر وتحدث من ورائه مشاكل خاصةً إذا كان الأمر في محيط العائلة أو الجيران..!!


أرأيتِ..كيف هي مشكلة كبيرة في دينكِ أن تقعي في الغيبة؟ فهل يزج العاقل بنفسه في هذه الورطة؟


- (الجزاء من جنس العمل) قانون إلهي، وسنة ربانية لا تتبدل، لذلك إذا وقعتِ في الغيبة وذكر عيوب الناس؛ فتوقعي أن ينال الناس منك بألسنتهم أيضاً ويفتشون عن عيوبك ويتكلموا بها، عن أبي برزة الأسلمي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته) [صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (4880)].


- ويسري عليكِ هذا القانون أيضاً ولكن لصالحك إذا بدّلتِ الخبيث بالطيب، وأصبحتِ خير صديقة لا تسمح لنفسها بغيبة صديقاتها، بل تدافع عنهن بظهرالغيب، وتردّ عنهن الغيبة فعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من ردّ عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة) [صححه الألباني في صحيح الجامع، (6262)].


- تخيلي نفسك مكان من تغتابيها..هل يروق لكِ أن يسخر منك الآخرون أو يتحدثون بعيوبك وإن كانت موجودة بالفعل فيكِ؟ فأنصفي الناس من نفسك إذن، وتذكري قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) [متفق عليه].



- لا تسمحي لنفسك أبداً بالمشاركة في الغيبة، أو الاستماع إليها، وإن لم تستجب صديقاتك لنصيحتك..ففارقي هذا المجلس، وطهّري قلبك، وثقي بنفسك، وتمسكي بمبادئكِ، والزمي صحبة الصالحات اللاتي يذكرنك بالله تعالى، ويعنّكِ على الخير، ينتقين أطايب الكلام كما ينتقى أطايب الثمر..


- عوِّدي نفسك على التمهل قبل الكلام، والتركيز فيما تنوين النطق به، وإليك في هذا المقام قاعدة من قواعد إدارة الذات درّبي نفسك عليها لمدة أسبوعين إلى أن تصير عادة من عاداتك، وهي أن تعدّي من 10:1 إذا أردت أن تتكلمي في موضوع ما.


وأخيراً ..زهرتنا الحبيبة


كوني من أفضل المسلمين..! وهل تعلمين أي المسلمين أفضل؟؟


عن أبي موسى رضي الله عنه قال: (قلت يا رسول الله أي المسلمين أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده) [متفق عليه].


ولا تخجلي، أو تخافي أن تُرد عليكِ نصيحتك..ولكن قومي بدورك في النصح والتغيير،عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يمنعن رجلا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه) [صححه الألباني في السلسلة الصحيحة، (168)][كوني داعية، ناصر الشافعي، ص(37)، بتصرف].


فأنتِ أيتها الواعدة، داعية الخير ومفتاح التغيير لمن حولك نحو الفضائل والمروءات.






موقع مفكرة الإسلام










الساعة الآن 07:08 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام