كانت الخلافة العباسية في بغداد تعاني من الضعف الشديد على مختلف الجوانب السياسية والعسكرية والاجتماعية و الاقتصادية .
أما من حيث الجانب السياسي : فقد أقفل الخلفاء العباسيون على أنفسهم أبواب القصور ، وأحاطوها بالحرس ، وأصبحت مقابلة الخليفة أمراً بالغ الصعوبة للخاصة قبل عامة الناس، وكان الخليفة يعيش في عزلة عن الناس ، حتى إن المستنصر والد المستعصم لما مات لم يدر أحد من الناس ولا أهلِ بيته بموته يومين كاملين سوى الحاشية الذين نصبوا ولده المستعصم..!
وشهدت هذه الفترة تسلطًا من الحاشية ورجال البلاط، لدرجة أنهم هم الذين اختاروا الخليفة المستعصم لما مات أبوه ونصبوه في الخلافة، ولما اختير للخلافة اعترض بعض أقاربه لعلمهم بضعفه وعدم كفاءته، لكن الوزراء والحاشية أجبروهم على البيعة وسجنوا من امتنع منهم وحبسوا منهم الطعام والشراب حتى بايعوه مكرهين..
وكان الخليفة المستعصم ضعيفًا قليل الخبرة بأمور الملك، وكان زمانه ينقضي بسماع الأغاني والتفرج على الأمور التافهة.
وأما من حيث الجانب العسكري : فقد كان للوزير الرافضي ابن العلقمي دور كبير في تقليص عدد الجيش وإهماله بحجة توفير الأموال لخزينة الدولة، حتى صار الجيش في عهد المستعصم عشرة آلاف، بعد أن بلغ المائة ألف في عهد والده المستنصر..!!
أما من حيث الجانب الاجتماعي: فقد شهد المجتمع العديد من الثورات والنزاعات الطائفية الداخلية، وصل بعضها إلى القتال المسلح وسفك الدماء بسبب وجود الرافضة في بغداد وممالأة الوزير ابن العلقمي لهم، مما أضعف بنية المجتمع، وأدى إلى وقوع خيانات مختلفة ضد الخليفة .
وأما الجانب الاقتصادي : فقد شهد عصر المستعصم أعنف الكوارث الطبيعية التي لم تشهد مثلها الخلافة العباسية ، فكثرت الفيضانات التي أتلفت المحاصيل ، وارتفعت الأسعار وتعذرت الأقوات ، مما أدى إلى ضعف الحكم في البلاد..
وللحديث بقية..
سبحان الله!! فعلا في التاريخ عبرة، كأننا نتكلم عن ايامنا هذه ولكن مع اختلاف الاسماء !!
ففي الجوانب المذكورة كلها بدون استثناء هناك تشابه عجيب بين الحالين، ولكن هنا سؤال يطرح نفسه: من هم تتار هذا الزمن؟هل ظهروا ام لم يظهروا بعد؟!!
توقيع : Sarah
إن المسلمين إذا فقدوا مودّة الرحمن لم يبق لهم على ظهر الأرض صديق، وإذا أضاعوا شرائع الإسلام فلن يكون لهم من دون الله وليّ ولا نصير
تتار اليوم هم الأمريكان ومن عاونهم من دول الغرب الصليبي الحاقد ، فلقد حارب الأمريكان في بلاد المسلمين حروباً كحروب التتار.. حروبًا بلا قلب.. لا تفرق بين مدني ومحارب.. ولا بين رجل وامرأة.. ولا بين طفل أو شاب أو شيخ كبير.. واستولى الأمريكان على ثروات المسلمين تماماً كما فعل التتار.. وإلا فما الفارق بين البترول وبين الذهب والفضة؟! وما الفارق بين تغير المناهج وتبديلها وتزييفها وبين إغراق مكتبة بغداد؟!!..
طمس لكل ما هو إسلامي.. وروح همجية لا تقبل الحضارة..
وسبحان الله.. كأن الله عز وجل أراد أن يطابق الأمريكان أفعال التتار فجعل خطواتهم في إسقاط بغداد شديدة الشبه بخطوات التتار..
فكما تمركز التتار في أفغانستان أولاً قبل إسقاط بغداد.. تمركز الأمريكان كذلك في أفغانستان عن طريق الاحتلال وإسقاط نظام طالبان قبل إسقاط بغداد!! وسعوا إلى إقامة قواعد لهم في أوزبكستان وباكستان.. كما فعل التتار ذلك تمامًا قبل عدّة قرون!!! "أتواصوا به بل هم قوم طاغون".