[ 28 ]
إنما وجب نصب الإمام المعصوم ـ عند الشيعة ـ
لغرض أن يزيل الظلم والشر عن جميع المدن والقرى،
ويقيم العدل والقسط.
والسؤال :
هل تقولون :
إنه لم يزل في كل مدينة وقرية خلقها الله تعالى
معصوم يدفع ظلم الناس أم لا؟!
إن قلتم :
لم يزل في كل مدينة وقرية خلقها الله تعالى معصوم.
قيل لكم :
هذه مكابرة ظاهرة،
فهل في بلاد الكفار من المشركين وأهل الكتاب معصوم؟
وهل كان في الشام عند معاوية رضي الله عنه معصوم؟
وإن قلتم :
بل نقول هو واحد،
وله نواب في سائر المدائن والقرى.
قيل لكم :
له نواب في جميع مدائن الأرض أم في بعضها؟
إن قلتم :
في جميع مدائن الأرض وقراها.
قيل لكم:
هذه مكابرة مثل الأولى!
وإن قلتم :
بل له نواب في بعض المدن والقرى.
قيل لكم:
جميع المدن والقرى حاجتهم إلى المعصوم واحدة،
فلماذا فرقتم بينهم؟!
[ 29 ]
بوّب الكليني باباً مستقلاً في الكافي بعنوان
(إنّ النساء لا يرثن من العقار شيئا)،
روى فيه عن أبي جعفر قوله:
«النساء لا يرثن من الأرض ولا من العقار شيئاً» ([1]) .
وروى الطوسي في التهذيب ([2]) عن ميسر قوله:
«سألت أباعبد الله عليه السلام
عن النساء ما لهن من الميراث؟
فقال: لهن قيمة الطوب والبناء والخشب والقصب
فأما الأرض والعقار فلا ميراث لهن فيهما»
وعن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال:
«النساء لا يرثن من الأرض ولا من العقار شيئاً»
وعن عبدالملك بن أعين عن أحدهما عليهما السلام قال:
«ليس للنساء من الدور والعقار شيئًا».
وليس في هذه الروايات تخصيص أو تقييد
لا فاطمة رضي الله عنها ولا غيرها.
وعلى هذا فإنه لا حق لفاطمة رضي الله عنها
أن تطالب بميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛
(حسب روايات المذهب الشيعي).
وأيضاً كل ما كان للرسول صلى الله عليه وسلم
فهوللإمام،
فعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد رفعه،
عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (ع) قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
«خلق الله آدم وأقطعه الدنيا قطيعة،
فما كان لآدم(ع ) فلرسول الله صلى الله عليه وسلم
وما كان لرسول الله فهو للأئمة من آل محمد » ([3])
والإمام الأول بعد رسول الله حسب معتقد الشيعة
هو علي رضي الله عنه ،
ولذا فالأحق بالمطالبة بأرض فدك
هو علي رضي الله عنه ،
وليس فاطمة رضي الله عنها،
ولم نره فعل ذلك،
بل هو القائل:
«ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل،
ولباب هذا القمح، ونسائج هذا القز،
ولكن هيهات أن يغلبني هواي
وأن يقودني جشعي إلى تخير الأطعمة،
ولعل بالحجاز واليمامة من لا طمع له في القرص،
ولا عهد له بالشبع» ([4]) .
=====================
([1]) انظر: «فروع الكافي» للكليني (7/127).
([2]) (9/254).
([3]) أصول الكافي للكليني، كتاب الحجة
ـ باب أن الأرض كلها للإمام عليه السلام، (ج1 ص476).
([4]) نهج البلاغة، (1/211).