(4) لا........لا...... مستحيل هتف الأسير بغضب : لن تنالوا ما تريدون أبدا لن تستطيعوا العودة أبدا, سنسحقكم سحقا لسنا وحدنا هذه المرة...الجميعيؤيدوننا القائد بصوت مخيف : نعم ...تحالف اللصوص الجبناء.... تغضون الطرف عمايفعلونه هناك, ليغضوا الطرف عما تفعلونه هنا والمصلحه مشتركه...... القضاءعلينا جميعا هنا وهناك الأسير بتكبر وغرور : هل علمتم الآن أنكم أضعف منابكثير القائد بسخريه لاذعه : لازلتم تكررون نفس العبارات الهزيلة المعتقة, يبدوأنكم تكذبون الكذبة ثم تصدقونها أليس لديكم جديد تقولونه ؟ ألم تصلكم نتائجالمعارك التى خضناها ضدكم حتى الآن؟ ألا تعرف أعداد القتلى والجرحى من جانبكم؟ أمأنكم تخدعون قادتكم كما تخدعون شعبكم ؟ أم أن قادتكم هم الذين يخدعونكم , ويوهمونكم بالنصر المنتظر ؟ صرخ الأسير بمقت شديد : أنتم شرذمة ضئيلة وسنسحقكمسحقا بأحذيتنا, تماما كالحشرات ضحك القائد ضحكة قصيرة متهكمة شديدة السخرية : نعم كما كنا منذ سنوات ليست بعيدة, وظل الوحش المرعب يردد بصوته الجهورى الأجوفبأنه سيسحقنا و 7000 من جنودكم محاصرين فى العاصمة , يأكلهم اليأس ليعودوافى النهايه الى أحضان أمهاتهم وسراويلهم مبتلة من الرعب, مخلفين وراءهم أسلحتهموعتادهم , وحتى أحذيتهم نهض واقفا ونظر فى عينى الجنرال الصامت يرتجف غضباوأكمل ببرود : فلتستمتع بقوتك فى سجننا أيها الجنرال وأنت تنتظر قادتك المغاويرليبادلوك برجالى وسنرى من منا يستطيع الصمود أكثر.. سنظل نقاتل ونقاتل حتىترضخوا وتأتوا الينا صاغرين, ثم أردف بلهجه ذات مغزى : كما حدث من قبل رحلالقائد....... وتركه يغرق فى بحور من المشاعر المرتبكه والأعصاب المحترقه .................................................. ......... مضت فترهطويله من الصمت.. إلى أن استطاع عمر أخيرا أن ينطق : شـ ..شـ..شيشان !! أنا!!! من الشيشان؟؟ هز محمد رأسه ببطء وهو يقول : نعم أنت ابن خالد ديساروف أعظم مجاهدشيشانى عرفته فى حياتى كنت وأباك أصدقاء وأخوة فى الجهاد, وأقارب أيضا ..فزوجتهمن أغلى انسانه على قلبى .. أختى خديجه تنهد محمد بعمق وهو يقول : كان والدكطبيبا, عرفنى على صديقه الطبيب صابر عبد التواب الذى جاء الى هنا فى بعثة طبيةتابعة للجنة الإغاثه الإنسانية المصرية... استضافه خالد فى منزله عدة أشهر .. كنا كأعز الأصدقاء...حتى.... قامت القوات الروسيه بمهاجمة العاصمة ..جروزنى استدعاه مدير البعثة الطبية وأبلغه بضرورة الرحيل الفورى عن العاصمة .. عاد مسرعا ليودع خالد ....لكن................ اتسعت عينا عمر اثارة, وقالمتعجلا محمد ليعرف ما حدث : لكن ايه؟ أكمل محمد وقد كسا صوته حزن عميق : وجدالبيت محطم وجميع من فيه قتلى... كان الجنود الروس يبحثون عن أباك .. وقدر اللهأن يكون موجود فى البيت فى هذا الوقت لكن ...سبحان الله ... استطاعت أمك أنتحميك وانت رضيع..أخفتك فى مخبأ عجز الجنود عن الوصول اليه وبقيت نائما حتىرحلوا وعندما وصل الدكتور صابر وسمع صوت بكائك لم يدرى أين يذهب بك, والبلد كلهافى حالة من الجنون والفوضى..؟ أخذك معه على متن الطائرة المغادرة, وأدخلك الىمصر بطريقة لا يعلمها أحد غيره ويبدو أنه كان يعلم مسبقا أنه سوف يعتقل, فترككعند خادمته الأمينه ضاقت عينا عمر بشك : ياسلام؟!!!!!! وازاى عرفتوا انىسافرت على مصر؟ محمد : ترك لى الدكتور صابر رسالة مع أحد معارفى الذين كانوايرافقون البعثه الطبيه عمر غير مصدق : وسبتونى 17 سنه؟ محمد بأسى : الإجتياحالروسى لم يترك أخضر ولا يابس.... لقد غادر المجاهدون جروزنى الى الجبال تاركينكل شئ ودارت معارك طاحنة لإستردادها, ولم يكن باستطاعتنا ترك مواقعنا كجنودوالذهاب لأى مكان, ولا يمكن أن نحضرك الى هنا وسط آتون الحرب المشتعلة ... كنتصغيرا للغاية.. وبعد أن أخرجنا الروس من جروزنى, لم يكن معنا ما يكفى من ماليغطى تكاليف الرحلة الى مصر واعادتك الى هنا ناهيك عن الحصار الإقتصادى الذى فرضعلينا, والتحرشات الروسية المستمرة, وتهديداتهم المستمرة بالإعتداء علينا وبعدعدة سنوات حدث الإجتياح الثانى للشيشان ..وانخرطنا معهم فى حرب ضروس استنزفتناتماما... والآن تغيرت الظروف , أصبحت رجلا وخرج الروس من جروزنى من بضعة أشهرفقط, وعادت الحياه تسير ابتلع عمر ريقه بصعوبه وصمت طويلا يحاول استيعاب ذلكالكم الهائل من المفاجآت , ثم نظر الى محمد وقال : وانتوا عاوزين منى ايهدلوقتى؟؟أنا مش فاهم محمد بود هادئ : نحن أهلك ..يجب أن تعيش معنا هنا, فىوطنك انتفض عمر من مكانه بعنف وقال فى ثوره : فين؟؟ هنا؟ أنا..أعيشهنا؟؟ محمد بصرامه : لقد وافقت من قبل ...هل تذكر؟ عمر بانفعال : لاااااا ..دا كان زمان..لما كان فيه شغل وفلوس وميه بتجرى....انما انت عاوزنى أعيش هنا؟ وسطالبرد والتلج والحرب !!! وفى بلد ما اعرفهاش, وسط ناس ماعرفهمش ولا أعرفبيرطنوا بأنهى لسان !! لا يا عم ..أنا مروح بلدنا, ومتشكرين قوى على واجبالضيافه محمد بغضب : هؤلاء الناس هم أهلك, وأنت منهم, أنت هنا عزيز كريمبينهم زفر بضيق وهو يكمل : أفهم تماما مشاعرك, لقد ملء الوهن قلبك, استسغتالحياة تحت الشمس الدافئه, واستطعمت الأمان والراحة وأصبحا همك الأكبر, حتى لو ضحيتفى سبيلهما بنخوتك ورجولتك وابتلعت الذل والعار..لتنعم بالدنيا ضغط أسنانه بقوةوهو يقول بغضب مكتوم : لن ..أسمح ..لك ..أبدا أهل هذه البلاد لا يتنازلون عنأبناءهم مهما حدث ينفعل عمر بشدة ويصرخ : محروقه بلدكوا عاللى فيها...فاكرنىهاقعد هنا ...لاااا فايت هالكوا مخضّره, أنا مش ابنكوا أنا ابن حرام ... سامع...ابن حرام فجأه ....اصطدم عمر باعصار غاضب عنيف انقض محمد عليهبقبضته ليكسر أنفه ويسقطه أرضا بعنف ويبدأ عمر بالصراخ والعويل فيزيد من غضبمحمد ويسحبه من ملابسه ويلكمه بعنف ويأتى كل من فى البيت على صوته لينقذوه منمحمد وتمسك زوجته بيديه لتمنعه من ضرب عمر ويساعد مالك عمرعلى النهوض محمدبغضب مخيف : اياك أن تنطق بهذه الكلمات أمامى اياك أن تسب أباك أو أمك والاقتلتك يستعيد بعضا من هدوءه ويكسو صوته الحزن وهو يقول : لن تفهم أبدا ماذايعنى أن تفقد أغلى الأصدقاء .................................................. ... فى الأيام التاليه ................... استقر الحال بعمر فى بيت خاله ولمتدخر العائلة جهدا للإشعاره بأنه فى وطنه كان الجميع يتعامل معه بلطف وحنان منأول السيدة الطيبة زوجة محمد التى كانت تمرضه وترعاه ...ومالك الظريف الذى كانيحاول التخفيف عنه بكل وسيلة, الى زهرة الرقيقة التى كانت تسأل عنه من وقتلآخر... حتى الصغير خالد ..كان يحبه لكن عمر كان لديه شعور دائم بالغضبوالتمرد تزداد حدته ويظهر جليا كلما رأى خاله محمد أو احتك به دخل عمر حجرةالمعيشه بخطوات ملوله بطيئه ..فوجد العائلة كلها هناك.. الأب والأم والصغيرانيشاهدون التلفاز, ومالك يجلس الى منضدة فى أحد أركان الحجرة يستذكر دروسه, وزهرةتجلس فى الركن الآخر تقرأ اتجه عمر الى المنضدة التى يجلس اليها مالك وجلس علىمقعد أمامه مالك : مرحبا عمر ...سأنهى دروسى وأخلو اليك حالا... كيف حالأنفك؟؟ عمر بغيظ : اسأل أبوك...ياااااااااسااااااتر ...ايه ده ؟؟ تصدق بالله ... أنا كلت علق بعدد شعر راسى, وانضربت كتير وقليل ... الا أبوك ..ده عليهايد.. مرزبه! شايلها ازاى ده ؟ يبتسم مالك وهو يقول بمرحه المعتاد : أبىمجاهد, ويجيد فنون القتال يزفر عمر بضيق وملل : اف ..ايه ده ... معندكوش هناحاجه نتسلى بيها؟ مالك بمرح : اطلب أى شئ تريده عمر بصوت خافت : معاك سيجاره؟ مالك بدهشه : ماذا؟؟ عمر : سيجاره مالك يبلع ريقه ويقول بصوت منخفض هوالآخر : لا...لا أحد هنا يدخن السجائر عمر بتأفف : طب مفيش كوتشينه؟؟ مالك : ماذا قلت ؟؟... لا أستطيع فهم أغلب كلماتك عمر بضيق : يابنى هو أنا بتكلمعبرى؟؟ كوتشينه يابنى ..كوتشينه...ورق ...ورق.. مالك يهز رأسه بفهم : نعم ...فهمت .. لا ...لاأحد هنا يلعب الورق عمر : ياساتر ...انتوا عايشينازاى! مالك يبتسم : انتظر حتى أنهى ما فى يدى وسأجد ما يسلينا يسند عمر مرفقهالى المنضدة ويريح خده على كف يده ويتثاءب بكسل ملول حتى تقع عينه على زهرة وهىتنهض من مكانها وتتجه الى المكتبة الكبيرة فى آخر الحجرة لتبحث عن كتاب تطاردهاعيناه ويستدير وجهه خلفها فجأه ينهض مالك ويرتكز بمرفقيه الى المنضدة ويميلبجزعه ويقترب من عمر ويمسك وجهه بين أصابعه وينظر فى عينيه مباشرة وهو يقولبابتسامة مفتعلة : كن حذرا ..بعض أنواع التسليه قد تكون خطيرة ومؤلمةللغاية يشيح عمر بيده : خلاص ياعم آسف, انت هاتعلق لى المشنقة؟ مالك ببساطه : فقط أحببت أن أنبهك ..فزهرة ليست فتاة عادية ستفهم ذلك فيما بعد عمر بلهجةمعتذرة : ماشى يا عم.مسموح بالكلام ولا ده كمان ممنوع؟؟ يعود مالك الى مرحه : ولم لا ..انها أختك كما هى أختى ينهض عمر ببطء وينظر حوله ثم يتجه الى المنضدةالتى تجلس اليها زهرة التى شعرت به فرفعت عينيها من الكتاب وهى تقول بود وابتسامةهادئة على شفتيها : مرحبا عمر ...كيف حالك؟ عمر يجلس الى المنضدة وينظر للكتابالذى بين يديها: الحمد لله.... ايه ده؟؟...كل ده كتااااااااب؟
انتىبتذاكرى ولا حد بينتقم منك؟؟ تبسمت ضاحكة : لا لقد أنهيت دروسى منذ قليل عمربدهشة : : أمال بتعملى ايه بالكتاب ده؟؟ زهرة : هذا كتاب تاريخ ..... عمربعجب : بتقرى ده كله؟؟ زهرة : لا....بل أحفظه عمر بذهول : ليه ؟؟ مين اللىبيعذبك كده؟؟ يشير بابهامه خلفه بتساؤل دون أن يتكلم زهرة ضاحكة : لا ...ليسهو ... بل أنا التى أريد ذلك ....أريد أن أشارك فى حفظ تاريخ هذا البلد عمرببلاهه : مش فاهم ؟؟ يعنى ايه تحفظى كتاب عشروميت صفحه؟.. ايه اللى يزنقك علىكده ؟؟ زهرة بهدوء : لقد قاربت على الإنتهاء من حفظ ربعه الأمر ليس صعبا كماتتصور .... هذا ان أردت أن تفعله عمر : : ماشى....لكن مش هو مكتوب فى الكتاب؟والكتاب فى المكتبة؟ بتحفظيه ليه؟؟ زهرة : حتى أساعد فى انقاذه عندما يتكررما حدث فى الماضى .................................................. .. انهم يحرقونها........ قال القائد بألم شديد وهو ينظر هناك بعيدا من خلالالمنظار المكبر ترك المنظار وجلس مستندا الى صخرة وارتسم على وجهه الغضب ممزوجابالألم وردد ثانية : انهم يحرقونها....يحرقونها... أحمد بغضب : أصبحوا كالكلابالمسعورة منذ اختطفنا جنرالهم جوهر : هزيمتهم الفادحة فى معركة دبيورت أشعلتجنونهم لقد قتل منهم أكثر من 800 خلاف الآليات والأسلحه التى غنمناها منهم لهذايصبون حقدهم وغضبهم على جروزنى القائد : سيدمرونها عن آخرها ان لم نتصرفبسرعه يحرقونها أو يدمرونها ....انها لا تهمهم فى شئ جوهر بهدوء : سوفيتوقفون قريبا ... القائد بغضب : لا لن يتوقفوا الا عندما ترتوى نزعتهم الساديهلن أقف مكتوف الأيدى وأتركها تحترق لن أتركهم يدمرونها أبلغ بقية الكتيبةبالإستعداد ... ارتسمت فى عينيه نظره مرعبه وهو يكمل : سيكون الردمزلزلا .................................................. ........... مشفاااااهم ...قالها عمر بضجر شديد مالى أنا ومال ايفان الرهيب والشيخ منصور ولاشامل ده كمان تنهدت زهرة وفكرت قليلا ثم قالت : حسنا سأحاول أن أشرح لك بطريقهمختلفة نحّت الكتاب جانبا وأحضرت من المكتبه رقعة شطرنج رصت عليها القطع بطريقةمعينه وعمر يراقبها باهتمام شديد, وبعد قليل انضم اليهما مالك بعد أن أنهى ما فىيده وأخذ يستمع لزهرة بشغف زهرة : القطع البيضاء الكثيرة تمثل روسيا ..والسوداءتمثل المقاومة الشيشانية وهى على الرغم من قلتها العدديه أمام الأسلحه والإمكانياتالروسية الا أنها لم تهدأ أبدا فى أى فترة من الفترات على مدار التاريخ قدمتقطعة سوداء للأمام وهى تقول : (الشيخ منصور أوشورما وحد العشائر الشيشانيه
)جمعتبيديها القطع السوداء كلها معا( وأعلن الجهاد ضد الروس...لكنه هزم فى معركة نهرالسونجا واعتقل ومات فى السجن عام 1793 )*
)أسقطت القطعه السوداء ثم أزاحتها منالرقعه وقدمت قطعه أخرى( ثم ظهر الإمام شامل وأسس دولة اسلامية فى الشيشانوداغستان معا (رسمت دائره وهميه بإصبعها حول القطع السوداء( وهو من أعظم العلماءالمسلمين المجاهدين الذين نعتز بتاريخهم ألتفت حوله قبائل الشراكسة والشيشان , وكل علماء القوقاز والتركستان ,وقاد حرب أستنزاف فى شعاب المنطقة ووديانها وجبالهاأستمرت ثلاثين سنة وإستنزفت قوا إثنين من القياصرة هما نيقولا الأول (1825 –1855م)(وألكسندر الثانى 1855 –1881م) لكنها انتهت بهزيمة المقاومة عام 1864 م ووقعالشيخ المجاهد فى الأسر
)أسقطت القطعه الثانيه وازاحتها خارج الرقعة) عمربدهشة : ومات فى السجن ؟؟ زهرة بجدية : لا...بل أعدم .... وتعتبر هذة الثورةالإسلامية أعظم ثورة فى تاريخ صراعنا مع روسيا القيصرية لكنها للأسف لم تمتدطويلا فالصراع دائما كان بين شعب ضعيف الإمكانيات وإمبراطورية تملك إمكانيات كبيرةوتتلقى الدعم من القوى المجاورة .. وبعدها بخمس سنوات فقط قام الروس بقتل 4000شيشانى فى منطقة سالى محاولين اخماد الإنتفاضه ... لكن الإنتفاضه لم تهدأأبدا وعندما ظهر الحاج أذن(قدمت قطعه جديدة) لم تمض ثمانى سنوات حتى أعلن امارةشمال القوقاز ولكن فى عام 1925 تم سحق الإنتفاضة وأعلنوا الحرب على الشيشانواتهموهم بالإرهاب والتمرد عمر بسخريه مريره : بقى كل ده وماكانوش لسه أعلنواالحرب؟؟!! زهرة : عام, 1944م أسس ستالين جمهورية الشيشان ذات الحكم الذاتى ولكنه فى عام 1945 غدر بهم, وقامت قواته بابعاد ونفى قرابة مليون مسلم من ستجنسيات مختلفه الى سيبريا وكان نصفهم من الشيشان وداغستان عمر بدهشة شديدة : ياااااااربنا!! مليون!!ونقلوهم ازاى دول؟ تغيرت لهجة زهرة وظهر الحزن عميقا فىصوتها : كانوا ...كانوا يقومون بشحن المواطنين داخل عربات الشحن بالسكك الحديديهكالبهائم.... لم يرحموا المرضى ولا العجزه كبار السن وترك المبعدون خلفهم كلما يملكون من متاع وأغراض وأراض لتكون غنيمه للمستوطنين الروس القادمين الى الشيشان ليس هذا وحسب... لقد مات نصف عدد المبعدين فى الطريق من وباء التيفوس نتيجةالإزدحام الرهيب فى عربات الشحن .. كما مات آخرون فى معسكرات العمل فىكازاخستان تلك الفترة كانت من أشد الفترات التى مرت علينا قسوة نظر عمر حولهفوجد العائلة كلها قد التفت حول المائدة تستمع لزهرة وهى تحكى بأسلوبها الجذابالشيق : وعاد الشيشانيون الى بلدهم عام 1957 ليجدوا أرضهم أصبحت ملكا لسكان جددشكلوا ربع عدد سكان الشيشان . تنهد عمر بعمق وهز رأسه غير مصدق : علشان كدهبتحفظى التاريخ؟
زهرة : ليس هذا فحسب ..أنا أريد أن أكون من حراس التاريخ الروس يحاولون باستماته طمس تاريخنا ومحو هويتنا( ففى حرب القوقاز الأولى قاموابإلقاء كل المخطوطات فى بحيرة (كازن ـ ام) لكن الإمام شامل الكبير أمر كل كبار رجالالعشائر بإعادة كتابة التاريخ وكل ما حدث حتى يورث للأجيال ثم حاولوها ثانيةأثناء حملة الإبعاد لكننا أنقذنا مخطوطاتنا بأعجوبه ولن يكفوا عن ذلك ...سوفيعودون مرة بعد مرة ..لهذا لابد أن نستعد لهم...علينا أن نحافظ على تاريخنابأرواحنا فهو الكنز الثمين الذى نورثه لأبناءنا وأحفادنا من بعدنا.ولن ندعهميسلبونه منهم أسند عمر ظهره الى المقعد وهو يتأمل رقعة الشطرنج بتفكير : رمواالكتب فى البحر ؟؟ الروس ولا التتار؟؟ ابتسمت زهرة وقالت : أظنك الآن قد بدأتتفهم .................................................. .. يتبع.............................
توقيع : مسك
اللهم اشغلني بما خلقتني له و لا تشغلني بما خلقته لي
(5) فى صباح يوم مشرق جميل خرج عمر الى الفناء على صوت مالك الشجىوهو يغنى وهو يقطع الأخشاب في ليلة مولد الذئب خرجنا إلي الدنـــــيا وعندزئير الأسد في الصباح سمونا بأسمائــنا وعندما شاهده مالك, قطع أغنيته وحياهبحرارة.. اقترب منه عمر وقال : بتعمل ايه؟؟ مالك : أقطع الأخشاب واجهزهالأضعها فى المخزن للشتاء القادم عمر بدهشه : ليه يابنى كده ...انت غاوى شقا؟؟ ماانتوا عندكوا ولا 60 دفايه جوه, اللى بالكهربا واللى بالغاز مالك : اننانفعل هذا كل عام .تحسبا لأى هجوم مباغت من الروس عمر : يادى النيله.. أناكان ايه اللى رمانى الرميه السوده دى مالك يضحك من كلماته ويقول ببساطة : ان أولما يقذفونه, هو شبكات الغاز والكهرباء والماء ليصيبوا الحياه فى البلاد بالشلل ويتركونا نعانى من البرد ونقص الماء والكهرباء عمر بضيق: ياساتر ....عاوزينيعذبوكوا! قال مالك بمنتهى الثقة وعلى وجهه ابتسامة واسعة: لا................. بل يريدون ابادتنا لم يعلق عمر ...لكن أثر الصدمةظهر واضحاعلى وجهه مالك بمرح : تريد أن تجرب ؟ اقترب عمر منه وامسك بآلةتقطيع الأخشاب وحاول أن يقلد مالك لكنه لم يكن بمثل مهارته ..فأخفق مرتين ضحكمالك بمرح وبدأ يعلمه كيف يقطع الأخشاب وقضيا وقت ممتع معا يحوطهما الود والمرحالذى كان يضفيه مالك بشخصيته المرحه اللذيذة وبعد أن انتهيا ..إتجه مالك الىالمخزن ليضع فيه الأخشاب ... أما عمر فقد جلس فى الفناء يتأمل الباب الخارجىورأسه يمتلئ بأفكار كثيرة
(أعلم تماما ما يدور برأسك..) انتفض عمر عندما سمعالصوت الآتى من خلفه محمد : مهما حاولت ..لن تستطيع الهرب تقدم محمد وجلسبجانبه عمر بضيق ساخر: ماكنتش عارف انى معتقل هنا محمد بهدوء : على العكس ..أنت حر تماما, وتستطيع الذهاب الى أى مكان فى أى وقت ... ولكن.... خذ حذرك ..فالجو متوتر جدا هذه الأيام ولن يسرنى أن يعتقد الناس أن أحد أفراد عائلتى خائنأو جبان ولن أستطيع الدفاع عنك اذا ما قرروا شنقك جحظت عينا عمر ووضع يده حولعنقه وهو يبتلع ريقه بصعوبه أكمل محمد بهدوء وهو يمد يده اليه بمفاتيح السيارة : اذا أردت الخروج فمن الأفضل أن تأخذ السيارة..هل تجيد القياده؟ أطبق عمر يده علىالمفاتيح وهو يهز رأسه بالإيجاب, وعيناه تتأملان محمد بمزيج من الدهشة والتحدى فىآن واحد قال محمد وهو ينهض : احرص على ألا يضيع منك الطريق تركه ودخل الىالمنزل وظل عمر جالس يفكر فى كلماته لبعض الوقت ثم نهض واتجه الى السيارةوفتح بابها عــــمـــــــر... التفت خلفه فوجد مالك وزهرة قادمان منالمنزل مالك : هل ستخرج بالسياة ؟ هز رأسه بالإيجاب, فأكمل مالك : هلاأوصلتنا فى طريقك الى السوق ؟ تحتاج أمى لبعض المشتروات وصلت السيارة الى السوقونزل منها مالك وزهرة مالك : يمكنك الذهاب الى غايتك, سنتدبرنحن أمرالعودة عمر : أنا ماكنتش رايح فى حته, هالف شويه أتفرج على السوق ونتقابل عندالعربيه افترق الثلاثه ...وسار عمر متمهلا واقترب من أحد البائعين يلتف حولهالناس, وأخذ يتأمل البضائع المعروضة لكنه مال على البضائع فأسقط بعضها وأخذ يلملمما سقط بسرعه وارتباك وهو يعتذر للبائع الذى وقف بجواره يلملم بضاعته وهو لا يفهمشيئا مما يقوله عمر سار عمر فى طريقه وعندما ابتعد عن البائع, وضع يده فى جيبهواطمأن على ما فيه وهو يبتسم بخبث : حلو...كلها 6 ,7 محافظ متختخه زى دى, ونرجع علىبلدنا...آل عمرديساروف آل سار يصفر ويدندن : وانا كل ماجول التوبه يابويا..ترمينى الماجادير ياعين عـــــــــمـــــــــــروف.. التفت خلفه, فوجدزهرة تناديه من بعيد وعندما اقتربت منه, قالت ببساطة وهى تبتسم: أعطنى الحافظةالتى وجدتها عمر بارتباك : نعم؟؟أنهى حا ..حافظه؟ زهرة : لقد رأيتك وانتتلتقطها........ من الأرض قالت الكلمه الأخيره بلهجه ذات مغذى خاص نظراليها لحظات بصمت ثم ضحك بمرح مفتعل وقال : آآآآآآه شوف ازاى..دانا كنت لسههادورعلى صاحبها علشان أرجعهاله قالت ببساطه وهى تبتسم : دع لى هذهالمهمة سأقوم أنا بها حتى لا تقع فى مأزق نظر اليها بدهشة واستنكار فأكملت مفسرة : اللغة ...لن تستطيع التفاهم معهم هز رأسه ساهما كما لو كانغير مقتنع بتبريرها وأعطاها الحافظة فذهبت لتعيدها وعندما عادت اليه قالت : عمر ...ما رأيك أن أعلمك لغتنا حتى يكون سهل عليك أن تتفاهم مع من لا يتكلمونالعربية رد عمر بحماس وقد وجدها فرصة مثالية للإقتراب من تلك المخلوقة الملائكيةالجميلة للغاية : مااااشى ...بس فيه حاجه أنا مستعجب لها !! انتوا ازاىبتتكلموا عربى كده؟ زهرة وهى تسير بجواره : لا تتعجب ..لقد دخل الإسلام الشيشانقبل ألف عام عن طريق التجار العرب ونحن ...أهل هذه البلاد مستمسكون بإسلامنا القوقازيون عامة فى مختلف الجمهوريات قوم يعتزون بسمتهم القوقازي...زيهم .عادتهم . لغتهم . الإنتماء إلى أرضهم , وحبهم الشديد للإسلام ,لكن وقوعهم تحتالإحتلال أكثر من أربعة قرون ونصف غيبهم كثيرا عن الإسلام , فى الوقت الذى نفذ فيةالمحتلون الروس فى العهد القيصرى والعهد الشيوعى خطة محكمة لمسخ هويتهم , وتذويبهاوزرع العادات والأخلاق الذميمة فى الشباب , ومحاولة تفتيت وحدتهم بإشعال الفتنبينهم , واستغلوا تعددهم العرقى الذى يصل إلى 72 قومية فهم أشبة بالقبائل ويتحدثون أكثر من احدى عشرة لغة .. لكن الروس لم يتمكنوا من تحقيق ما أرادوا فنحن نحاول قدر ما نستطيع الحفاظ على تقاليدنا وعاداتنا القوميه ولغتنا العربيةولهذا نسعى دائما الى غرس العادات والتقاليد الإسلامية فى نفوس أبناءنا ليشبوارجالا ويحافظوا على هويتهم... وهذا ما جعلنا نستطيع الصمود والمقاومه فى عصرايفان الرهيب ..أول قياصرة روسيا تنهدت بحسره وقالت : لقد مر علينا وقت كنا فيهلا نتكلم ولا نكتب الا العربيه....وذلك عندما أعلن الحاج أذن امارة شمال القوقاز وجعل اللغة العربيه هى اللغه الرسميه ..وتوعد بالعقاب كل من ينسى اللغةالعربية ونحن نسعى باستمرار لبناء المدارس التى تعلم الدين واللغةالعربية... ولا تنسى أن ابى تعلم فى الأزهر.. عمر بدهشة : يانهار أبيض ...ايهده؟ دانتى موسوعه زهرة باسمة : ظننتك ستشعر بالملل من حكاياتى .. ففى بعضالأحيان أثرثر كالمذياع ..أظن ان هذا بسبب محاولاتى لحفظ كتب التاريخ فقد انطبعأسلوب الكتب حتى فى طريقة كلامى عمر : بالعكس داأنت بتشرحى وتبسطى المعلومه ولاأجدعها مدرس تاريخ زهرة : حقا, أتمنى أن أصبح معلمة للتاريخ فى مدرسة اسلامية صمت عمر قليلا ثم عاد يسأل : بس فيه ناس كتير هنا مابيتكلموش عربى زهرة : بالطبع ..نحن نحاول باستماته الحفاظ على اللغة العربيه جيل بعد جيل ولكن هذا لايعنى أننا نفلح دائما...... ففى بعض الفترات ...يكون الإحتلال طاغيا ....وأول مايفعله هو محاولة القضاء على الدين والهويه وأول خطوه لذلك هى القضاء على اللغةالعربيه تماما كما حدث ايام حملات الإبعاد....فعندما عاد المبعدون الى بلدهم ...وجدوا الروس قد أغلقوا 800 مسجد وأكثر من 400 مدرسه لتعليم الدين واللغة العربية ..وبعض المساجد حولوها الى مراقص يشربون فيها الخمر وفرضوا اللغة الروسية كلغهرسميه للبلاد وجرموا أستخدام اللغة العربية و التعليم الإسلامى, بل وإقتناء المصاحففضلا عن تجريم ممارسة الشعائر..واقتناء الكتب الإسلاميه فمن كان يضبط لديه مصحف, كانوا يسجنونه عمر بصدمه : ياخبر أبيض!! حتى المصحف؟ وطبعا ماكنتيش تقدرىتلبسى الحجاب قالت مبتسمة : لم أكن وقتها قد ولدت بعد, لقد تحسنت الأحوال كثيراعن الماضى رفع حاجبيه, وهز رأسه كمن فهم أخيرا : آآآآه طب وايه اللى حصل بعدكده؟ أضاء وجهها الجميل ابتسامة أمل : أتدرى.. ان ما حدث كان له أكبر الأثر فىتقوية الوازع الدينى لدى الناس...وعادوا لإستكمال التعليم الدينى بشكل أقوى عن طريقالحلقات والدروس الخاصه وفى الخفاء عمر بسخريه مريره : الدنيا دى غريبه قوى .... ناس مش عاوزه تتعلم حتى لو سقوها العلام بالمعلقة ..وناس بتدفع حياتهاوتتسجن علشان تتعلم زهرة بفخر: ان تاريخ هذه البلاد غنى جدا بالجهاد والنضال منأجل الحفاظ على ديننا وحريتنا.......... وكانت.............. توقفت زهرة عنالسير وظهر على وجهها تعبير غريب عمر : ايه ؟؟فيه ايه؟؟ وقفتى ليه؟؟ قالتزهرة بارتباك : لا...أدرى..؟؟ أظن... أظننى ..أشعر بشئ ما؟ عمر بتوتر: ايه ؟؟حصلحاجه؟؟ نظرت فجأه الى السماء, وصرخت صرخه رهيبه : احــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذر
.................................................. ....... احــــــــــــــــــــذاااااااااااااااااار انهم يضربون فوقنامباشرة بالمروحيات صاح جوهر وهو يجرى باحثا عن مكان يحتمى به من القصف الروسىالرهيب هتف أحمد : أين القائد ؟؟؟...أنا لا أراه هتف جوهر بدهشة : ماهذا ؟؟ ..ماذا يفعل ؟؟ هل فقد عقله...انه يسير فى منطقه مكشوفه تماما عجبا ..ألايخشى على حياته أحمد وهو يلهث من الإنفعال : نصحناه كثيرا لكنه يرفض دوما تجنبالقصف القريب ..وحتى اذا ما أصيب ...لا يظهر ألمه أبدا لم أر أحد فى مثل تهوره جوهر :انظر ؟؟ انه يواجه المروحيه بصدر عار ....ماذا يفعل ؟؟ لا ..لايمكنأن !! صرخ بعنف : لاااااا ...سيقتلونه ..... سيقتلونه........
.................................................. ... (6) عندما صرخت زهرة...لم يتخيل عمر أبدا ما سيحدث بعدها لقد سمع صوتاقويا مرعبا أصابه بالفزع .. وقف جامدا كالتمثال للحظات ..الا أن زهرة دفعته بيديهابقوة ليجرى ناجيا بحياته فى اللحظات الأولى, لم يفهم ماذا حدث... لكنه شاهدالناس يركضون مذعورين لا يعرفون الى أين يتجهون, منهم من يفر هربا بسيارته ومنهم منيختبئ يحسب أنه فى مكان آمن, وآخر يجمع بضاعته هربا من القصف, وفى لحظات خلا السوقمن الناس... وبينما عمر وزهره يركضان, سمعا صوتا ينادى عليهما التفت عمر, فوجد مالك يجرى باتجاههما, وعندما وصل اليهما صرخ : بسرعة .....الى الملجأ...يجب أننصل الى الملجأ لكنه توقف عندما شاهد سيده عجوز كانت تبيع فى السوق ... تحاول أنتجمع بضاعتها وتجرها وراءها وهى تفر من السوق هربا من الموت ..الا أن قدميهاالضعيفتان وكبر سنها يعوقها التفت مالك الى زهرة وقال : خذى أنت عمر الى الملجأ, وأنا سأساعد تلك العجوز انطلق يجرى ولم يدع لهما فرصة للإعتراض قادت زهرة عمرالى الملجأ الآمن من القصف .. جلس عمر بجانب الحائط وهو فى حالة ذهول مما يحدثحوله لم يشعر بمثل هذا الرعب فى حياته من قبل وكان كل دقيقة ينظر الى زهرةالجالسه فى ثبات وهى تتمتم بآيات القرآن والأدعيه وكأنه يحاول أن يستمد منها الأمان بعد مدة ليست بالقليلة, هدأت الأصوات الرهيبة, وانتهى القصف.. وخرج عمروزهره من الملجأ, ومع أول خطوة ...ارتد عمر للوراء بصدمه من هول ما رأى .... البيوت والمحال مهدمة والقتلى والجرحى فى كل مكان.... تقدم عمر ببطء وهوينظر حوله بذهول تام ..... فجأه ............ انتفض بشدة واقشعر بدنه, وتسمرفى مكانه عندما وقعت عينه على جثة البائع الذى كان قد سرق حافظته منذ أقل من الساعه كان الرجل ممددا على الأرض جثة هامدة ...وملقاة بجانبه حافظة نقوده التى ردتهااليه زهرة مفتوحه, والمال يخرج منها لم يعرف ماذا يفعل ...لقد شل تفكيره وتجمدتمشاعره ...كان هذا الموقف من أقسى المواقف التى قابلها فىحياته عـــــــمــــــــــــــــــر ..عــــــــــــمــــــــــــر..ساعدنى افاق على صوت زهرة .. التفت اليها فوجدها منحنية على الأرض تحاول اسعاف صبىصغير ينزف بغزارة حمل معها الصبى واتجها الى حيث تركا السيارة ... تعجب عمرفالسيارة كانت سليمة على عكس ما كان يتوقع اتجها بسرعه لمستشفى الأطفال .... وهناك... أخذ منهما الطفل أحد الأطباء, وكانت المستشفى كخلية نحلكبيرة الكل يجرى .. وبدأ الجرحى بالتوافد بكثرة, لدرجة أن الأسرة لم تكفى لكلالمصابين, فاضطروا لوضع بعضهم على الأرض وكان عمر من آن لآخر ينظر الى زهرةويتعجب من قوة ثباتها و تماسكها فى مواجهة هذا الموقف الرهيب ... لم تجزع, ولمتبكى بل كانت تجرى فى أرجاء المستشفى تساعد الممرضات, وعندما طلب الأطباءمتبرعين لنقل الدم...كانت أول المتبرعات, عندها هب عمربدلا منها كان هناك نقصكبير فى الأدوية والأطباء, وأعداد المصابين فى تزايد مستمر, حتى أن بعضهم كان يموتقبل أن يستطيع الأطباء اسعافه... طلبت زهرة من عمر مرافقتها لشراء الأدوية التىطلبها الأطباء من خارج المستشفى وفى السياره ..كان رأس عمر يدور فيه سؤال لايستطيع الخروج على لسانه ...... أين مالك؟ هل..........؟
.................................................. .......... الـــــــــــــلـــــــــــهأكـــــــــــــبـــــــــر الــــــــــــلـــــــــــهأكــــــــــــــبـــــــــر هتف المجاهدون بسعادة بالغة والتفت جوهر الىأحمد وصرخ بإعجاب : فعلها الذئب.....فعلها البطل .....أسقطها بضربة واحدة التف المجاهدون حول القائد الذى وقف ثابتا ووجهه خالى من أى تعبير والمجاهدونيهنئونه بسعادة وهو شارد كعادته لا يرد الا بكلمة واحدة ....الحمد لله كان عقلهيسترجع تفاصيل ما حدث... عندما بدأ القصف الرهيب بالمروحيات والصواريخ سارالىمنطقه مكشوفة, وهو يحمل فوق كتفه مدفع من طرازr.B.G ...رآه قائد احدى المروحياتوحيدا, فظنه صيد سهل مال بالمروحية مقتربا منه ...لكن الذئب لم يتحرك أبدا بلنزل على احدى ركبتيه وبمنتهى الصبر والثبات أخذ يضبط مدفعه على كتفه وقائد المروحيةيقترب وهو يضحك من ذلك المجنون المتهور الذى يواجه مروحية وهو راكع على احدىركبتيه... فهو حتما لن يستطيع اصابة مروحية حربية تناور فى الهواء صوب الطيارسلاحها الى الذئب وهم بالضغط على الزر .... لكن الذئب كان الأسبق ..... أطلقمدفعه بمنتهى الثقة والثبات وفجر الطائرة الى قطع صغيرة أمام أعين الجميع مماجعل باقى المروحيات تهرب ظنا منهم أنه كمين افاق القائد من شروده على أصواتزملائه وهم يهنئونه ولكنه أنهى الموقف بجملة واحده : وما رميت اذ رميت ولكن اللهرمى استعدوا .. لقد كشف العدو موقعنا, وسنضطر الىتغييره
.................................................. ............ يتبع......................
ألقى عمر برأسه المثقل بالهموم والآلام على وسادتهبعد عودته الى المنزل بعد أن انتهى أشد وأقسى يوم مر به فى حياته... أخذ يحدق فىالسقف وهو يشعر بألم الدنيا يجثم فوق صدره ترك لدموعه العنان عندما اطمئن أنهوحيد و بعد أن ظلت دموعه حبيسة طوال اليوم .. شيئا فشيئا تحولت قطرات الدموع الىأنهار, وتحول البكاء الى نحيب ... لم يدرى كم مر عليه وهو يبكى, حتى أطرقت يدحانيه على كتفه, وسمع صوت مالك الحنون : عمر ...اهدأ يا عمر ...ما بك؟؟ كان مالكقد عاد الى المنزل فى وقت متأخربعد عودة عمر وزهرة بمدة طويلة كاد فيها القلق عليهيقتل كل من فى المنزل .. خاصة أمه وعندما سألوه أين كان, أجاب : كنت أساعدفى نقل الجرحى الى المستشفى العسكرى... أما الأب محمد, فقد ترك البيت منذ الغارةالروسية, ولم يعد التفت عمر الى مالك وقال وهو يبكى وقال بكلمات متقطعة : أنا ...أنا ..مش عاوز أفضل هنا ..أنا عاوز أرجع مصر ...أنا لازم أمشى ...مكانى مشهنا... مالك بتعاطف : اهدأ يا عمر, لقد مر كل شئ بسلام... تريد أن تتركنا بعدأن أحببناك؟ لقد كنت أعتبرك صديقى عمر : مالك ...خرجنى من هنا, لو بتحبنى صحيحخرجنى من هنا أنا مش عاوز أموت ...عاوز أرجع على مصر.. ساعدنى ..لو صاحبىصحيح ساعدنى مالك يفكر قليلا : ولكنى لا أعرف كيف أساعدك؟ عمر : فلوس ...عاوزفلوس ..علشان أقدر أرجع مصر مالك يظهر على وجهه الإحباط الشديد : ليتنى أستطيعمساعدتك فما لدينا من مال لن يكفى لإعادتك الى مصر عمر : ايه ؟؟ بس انتوا مشفقرا. وبعدين..طب ما أبوك راح مصر قبل كده ...اشمعنى دلوقتى؟؟ مالك بتردد : لا أدرى ماذا أقول ...ولكن ..سأخبرك ... منذ أن أعلن الرئيس الراحل جوهر دوداييفاستقلال البلاد عن روسيا لأول مرة عام 1994 وهم يشنون علينا حربا شعواء لم تتوقفالى الآن, استنزفتنا استنزافا وكلما دحرناهم ورفعنا راية الإستقلال, عادوا منجديد, حدث ذلك مرات عديدة وكلما أخرجناهم من أرضنا, وعقدنا معهم الإتفاقياتوالعهود بعدم الإعتداء, الا أنهم يخرقون بنود الإتفاقيه ويغيرون علينا من وقت لآخركما رأيت اليوم... لم يعترفوا أبدا باستقلالنا ويحاولون باستمراراغتيال قادةالجهاد والزعماء الذين يختارهم الشعببالإنتخابات الحرة ويحاولون باستمرار فرضحكام خونه موالين للحكومة الروسية مثلما اغتالوا الرئيس الشيشانى السابق سليم خانبندرباييف. وغيره كثير وهم لا يسمحون لنا بفتح مطار العاصمة, ويمنعونا منالتعامل مع العالم الخارجى حتى لا نتصرف فى مواردنا الطبيعيه من نفط وغاز عمربضجر شديد : ياعم أنا مالى ومال الكلام ده قاعد تبرم فى دماغى من الصبح بكلام مشفاهمه! أنا عاوز فلوس أرجع بيها على مصر مالك : هذا ما أحاول أن أخبرك به, البلد كلها فى حالة ارتباك اقتصادى ..وما معنا من مال لن يكفى لإعادتك الىمصر صمت قليلا ثم قال بعد تردد : لقد صرف أبى كل ماله لإحضارك الى هنا .. وليس هذا فحسب, لقد باع أرضنا واستدان ليدبر مصاريف رحلة الذهابوالعوده قد ترى تصرفه غريبا.... لكنه شيشانى........ لهذا يقول الشيشانيون (من الصعب أن تكون رجلا شيشانيا لما فى ذلك من أعباء يجب على الرجال تحملها) انأبى يضع مبادئه وعقيدته قبل نفسه وعائلته... عمر بذهول : ليه؟ بيعمل كل دهليه؟ وهو لا عمره شافنى ولا يعرفنى؟؟ مالك : ألم تدرك بعد ؟ لأنك ابنأخته وأعز أصدقاءه وليس هذا فحسب .. والدك أحد أبناء عمومتنا... لهذا لم يكنأبى ليتركك بعيدا عنا, فأنت أحد أفراد هذه العائله عمر بدهشة : طب وانتوا....... ازاى سبتوه يبيع أرضكوا؟؟ مالك وهو يبتسم ابتسامته الودودة البشوشه: سألنافردا فردا .. حتى خالد الصغير ..وأجمعنا كلنا على ضرورة احضارك الى هنا لتعيشمعنا صمت عمر تماما ولم يستطع أن يرد, كانت الدهشه تملأه من هذه العائلة الغريبةالتى تضحى بمالها وتستدين من أجل شخص لاتعرفه ولم تره من قبل مالك : فيمتفكر؟ عمر بيأس : أمى وحشتنى قوى مالك متسائلا : أمك خديجة؟ عمر : أمىفتحية..أمى اللى ربتنى زمانها دلوقتى عامله عمايلها وقالبه البيت محزنه أصلهاحنينه قوى أدرك عمر أخيرا أن عودته الى مصر ستتأجل الى ماشاء الله هذا اذاما استطاع تدبير المال اللازم لرحلة العوده مالك بود خالص : عمر ..لقد أحببتككثيرا وأعتبرك صديقى ... تنهد بأسى وهو يكمل : منذ استشهاد أخواى وأنا أشعربوحدة رهيبة, لم يزيلها سوى وجودك.. أحتاج لمن أتحدث معه ويسمعنى, لقد تغيرأبىكثيرا ولم يعد لديه وقت ليسمعنى قال عمر بدهشة بعد ان استطاع مالك اخراجه منحالة الإنهيار التى اجتاحته : هو انت كان ليك أخين ماتوا؟؟ هز مالك رأسهبالإيجاب وهو يقول : خالد وشامل استشهدا أثناء الاجتياح الروسى للشيشان, و قام أبىبدفنهما فى مقابر الأسرة, بجوارأمى
.................................................. .......................
قفز عمرجالسا على الفراش وقال بدهشة عارمه : ايه؟؟أمك ؟؟ هى مش اللى جوه دى أمك ؟؟ مالك : لا ..انها زوجة أبى, تزوجها بعدموت أمى لقد استشهدت أمى فى غارة مشابهه كالتى رأيتها اليوم عمر بذهول : حاجهغريبه؟؟ بس دى بتحبكوا قوى دى كانت هاتتجنن عليك لما انت اتأخرت مالك : بالطبع ..وأنا وزهرة نحبها كثيرا, فهى فى مكانة أمى عمر ومازالت الدهشه تلفه : وأبوك برده هو اللى دفنها؟؟ مالك : نعم ........دعك من هذا الآن, أريد أن أريكشيئا نهض مالك من على فراش عمر واتجه الى فراشه وأخرج من تحته صندوق كبير, أخرجمنه مجموعة لوحات قربها من عمر وقال : انظر ...ما رأيك ؟؟ هل تعجبك؟؟ تأمل عمراللوحات المرسومه وقال : انت اللى رسمتها؟ مالك بابتسامة واسعة : نعم ...هل هىجميلة؟ عمر بدهشة وهو يتأمل فى اللوحات ويقلب فيها : دى بيوت!! حلوه..بس شكلهاغريب شويه مالك يعود بظهره الى الوراء ويعقد كفيه خلف رأسه مستندا الىظهرالفراش بجانب عمر وعينيه تسافران بعيدا وابتسامة حالمة تملأ وجهه : يوما ما ....سيكون لدىّ شركة معمارية كبيرة.. وسأقوم بتصميم بيوت ستحدث انقلابا فى الطرازالمعمارى فى القوقازبأكمله هتف عمر وهو ينظر اليه بدهشة : الله يخرب بيتك ...دانتوا عيله عاوزه المرستان.. انت مش داريان احنا كنا فين النهارده؟؟ وسط الموت, بين الجثث والأنقاض وانت بتحلم انك تبنى بيوت ابنى يا خوياابنى ... وبصاروخ واحد يطربقوهالك على اللى فيها مالك ببساطه شديدة : يدمروها ..وسأبنى غيرها عمر : ياساتر عليك ...دانت كلح ..ايه يله البرود اللى انت فيهده؟ اعتدل مالك وقال بحماس : أنت لا تفهم ..فعندما أصمم بيتا أكون معجبا به ولكنبعد فترة أمله, وأصمم أجمل منه, فأنا أعشق التجديد .. وعندما أستطيع أن أحول تلكالرسومات الى حقيقة ستكون فرصة حقيقية لإثبات فنى ومهارتى فى التجديد والإبتكار عمر : ياعينى عالفلسفه.. ودا ايه ده كمان ؟؟ ده جامع ؟؟ ايه ده؟؟ انتعامل له صحن ؟ مالك : نعم ...يذهلنى كثيرا الطراز القديم فى المساجد ..وخاصةالمساجد المصريه ذات السقف المكشوف .. من أروع الأشياء أن يصلى الإنسان تحتالنجوم, وضوء القمر الهادئ الرقيق يتسلل الى قلبه, يملأه نورا ... واذا ما أحبالجلوس فى المسجد للإعتكاف والتأمل, يقلب وجهه فى السماء يتفكر فى خلقالله... بحث فى الصندوق ثانية وأخرج منه كتيب صغير وقال لعمر : انظر ..لدى كتابهنا عن المساجد المصريه, فيه صورة لمسجد عمرو بن العاص ومسجد طولون ...انه رائع . له مئذنة بسلم خارجى, تصميمه المعمارى مذهل حقا.. ومسجد محمد على شديدالروعه عمر بضجر: ياعم مانا عارف كل ده...وعايش طول عمرىوسط الحاجات دى ..بسالمساجد دى كلها ليها صحن ..يعنى مكشوفه ..ودى بقى ماتنفعش عندكوا هنا وسط السقعهوالتلج مالك بحماس : وهذا هو التحدى الحقيقى أن آخذ الفكره وأطورها وأبتكر فيهاوأجعلها تتناسب مع بيئتنا... أتعلم؟؟..فكرت أن أغطيها بقبة زجاجية عمر : والله انت مجنون وهاتجننى معاك بقى بتحلم انك تبنى مساجد والبلد فى حرب؟؟ مالكوهو يشرد بعيدا ويقول بعزم : يوما ما ...سأبتكر أحجارا من مادة مضادة للقنابلوالصواريخ, وتتحمل أقسى الظروف .. سأبنى بها المساجد, فأول شئيستهدفونه المساجد..... نظرعمرالى مالك بصمت وذهول وهو يفكر فى شخصيتهالعجيبه التى تتحدى الدمار والموت بكل هذا الأملوالتفاؤل
.................................................. ........... (7) أخيرا.......... عاد محمد الى أسرته وبيته بعد عدة أشهر قضاها فىمعسكرات المجاهدين ... نظر محمد الى مالك وزهرة وعمر وكأنما يراهم لأول مرة .. لم يكن يصدق حقا أنهم نجوا من تلك المذبحة الرهيبة فى العاصمة لقد أطلقتالقوات الروسية صواريخ بعيدة المدى وقصفت الطائرات بقذائفها على المدنيين فىالشوارع والأسواق وكانت الصواريخ تستهدف البيوت والمناطق المحيطة بالمستشفيات .. وقتل من جراء هذا القصف مائة من المدنيين, وجرح مائتان بعضهم مات لخطورةالإصابه وقلة الدواء..ودمرت عشرات البيوت وعدة سيارات
((مذبحه تتكرركثيرا)) ولقد اتجه محمد الى معسكرات المجاهدين فور علمه بالقصف وحتى قبل أنيطمئن على أولاده, ليدبر معهم طريقة للرد على تلك الضربة الروسيه الوحشية الغادرةالتى انتهكت الإتفاقية والوعود الروسية بعدم الإعتداء طوال مدة غياب محمد لم يكنعمر يعمل شئ سوى التفكير .... التفكير فى كل ما يدورحوله عجبا ...لقد ضبطنفسه يفكر.. لأول مره يفكر بهذه الطريقة وهذا العمق, لم تكن حياته السابقه تعتمدعلى التفكير, بل لم يكن لعقله أى دخل فى مسار حياته منذ ولادته, وكان يتعامل مععقله وكأنه غير موجود, أو أنه عضو غير قابل للعمل, ويترك لجوارحه العمل دون أدنىتدخل من عقله كانت شخصية محمد الغريبة تثير فضوله بشده وتدفعه دفعا للتفكير فيهاحتى وهو بعيد..... وبرغم حنقه الشديد عليه وغضبه منه الا أنه كان ينظر اليهعلى أنه رجل عجيب أتى من زمن آخر .. أو من عالم آخر...رجل يضحى بأى شئ وكل شئبلا مقابل والأم الصابرة التى لا تشكو أبدا برغم ثقل المسؤلية وضيق الحال علىالجميع, وبرغم ترك زوجها لها لفترات طويلة.. لكنها تقف صامدة , تحمل البيت بلاكلل تربى أبناءها وابناء زوجها بكل حب واخلاص ودون تفرقه أما مالك..فهو يصيبهدوما بالجنون... هو الوجه الآخر لشخصية والده, فهو عكسه تماما ..متفائل لأبعدالحدود ..ضحوك دائما, ينثر المرح فى كل مكان حوله ولايكف عن الغناء فى أى وقت .. ويردد أغنية واحدة لا تفارقه أبدا ولا يغنى غيرها وزهرة الرقيقةالهادئة...عجيبه أخرى من العجائب... تحمل عقلا أكبر بكثير من سنوات عمرها, ولديها قدرة عجيبة للتأثير فى الآخرين واقناعهم استطاعت اقناع عمر بتعلم اللغةالشيشانية وفى خلال عدة أشهر استطاع عمر اتقانها بشكل لا بأس به وكذلك بعض كلماتمن اللغة الروسية والتى كانت تتقنها زهرة بمهارة وعندما انتهت الدراسة وبدأتالعطله ..كان عمر يقضى معظم وقته بصحبة مالك وأصبح لدى زهرة المزيد من الوقت لتعلمعمر الكثير عن الشيشان وتاريخها كان عمر يجلس شاردا عندما سألته زهرة : فيمتفكر؟؟ عمر: أبوكى ده غريب قوى.. زهرة : لماذا؟ عمر : والله مانا عارف..دامحارب ولا تاجر ولا امام جامع ولامدرس عربى؟ ابتسمت زهرة وقالت : انه كلهؤلاء..فهو فى الحرب مجاهد .. وعند الصلاة امام, وهو تاجر يكسب قوته من عملهبالتجارة, وهو معلم اللغة العربية لمن لا يعرفها عمر : وازاى يمشى كده من غيرمايقول هو رايح فين! من غير حتى ما يطمن عليكوا مالك ببساطته المعهودهوابتسامته البشوشه : لقد اعتدنا ذلك .. فى المرة السابقه غادر دون أن يخبر أحدا .. وغاب عنا عام كامل... انه لا يتأخر أبدا عن الجهاد .. أبى شجاع للغاية.. تربىفى أحضان الذئاب عمر بدهشه : نعم ؟؟ يعنى ايه؟؟ يضحك مالك : انه تعبير دارجلدينا نقوله اذا ما أردنا أن نصف أحد ما بالشجاعة أكمل بفخر : الشيشانيونمقاتلون أشداء أقوياء شجعان, ناهيك عن نبل أخلاقهم عمر بيأس : وايه الفايده مندا كله ؟؟ هاتقدروا تغلبوا الروس؟؟ دول أقوى منكوا بكتير..مافيش حل للحرب دى الاانكوا تستسلموا أطرقت زهرة تفكر بعمق ثم قالت : أفهم تماما ما تعنى... نهضتمن مكانها وأحضرت كتابا من المكتبة وقلبت فيه قليلا ثم فتحته على صفحة معينةوأدارته باتجاه عمر وقالت : أترى هذه الصورة ؟.انه علمنا ..انظر اليهجيدا
تأمل عمر الصورة باهتمام وهو يستمع الى زهرة وهى تقول : اللون الأخضريرمز إلي الإسلام . عمر بتساؤل : السلام؟ زهره تهز رأسها بالنفى وتقول مصححة : الإسلام واللون الأبيض يرمز الى الشهادة واللون الأحمر يرمز الى كفاح الآباءوالأجداد فى سبيل الحرية وفى الوسط صورة الذئب ينظر الى القمر أتعلم لماخترنا الذئب رمزا لنا؟؟ هز عمر رأسه بالنفى ..فأكملت : الذئب ليس أقوىالحيوانات, لكنه من وجهة نظرنا الأنبل..فهو لا يقاتل الا الأقوياء, وليس كالأسدوالنمر الذى يفترس الضعفاء لذلك, اذا ما أردنا وصف أحدهم بالشجاعة ..نطلق عليهذئبا بدا على وجهه عدم الإقتناع فقالت : مازلت لا تصدق ؟؟ هل تذكر ما قلتهلك عن معسكرات الإبعاد الجماعى والسجون فى وسط آسيا؟؟ برغم قسوة الظروف وقتهاوذل الأسر والنفى ..الا أن شيشانيا واحدا لم يستسلم ولم يخضع للحكم الروسى ..بلانهم كانوا يظهرون دائما عداءهم للروس بمنتهى الشجاعة..ليس هذا كلامى....بل كلامالكاتب الروسى سولجنستين الذى عاصر ما فعله ستالين بالشيشان في معسكرات الإبعادالجماعي والسجون في وسط أسيا. لقد قال حرفيا (لك أن تكسر ظهورهم، لكن أحدا لايستطيع أن ينال من روحهم المعنوية، فقد ظلت نفوسهم نمرا مقيدا بالسلاسل،لأنهم كانوامن الشيشان الذين لا يرهبون الموت) تنهدت بعمق وأكملت بصوت هادئ لكنه يشتعلبالحماس والفخر : اننا قد نهزم ...لكننا لا نستسلم أبدا...فالحرية لدينا أغلى منالحياة وخير شهادة, هى مايشهد بها الأعداء صمت مالك وعمر تماما ليستمعا الىحديث زهرة الممتع زهرة : (قرأت مرة عن مخطوط روسى شهير عمره أكثر من مائةوثمانين عاما وهو عبارة عن رسالة بعث بها الجنرال روس أرمولوف الى قيصر الكريملينألكسندر الأول عام 1818 يبرر فيها سبب الخسائر الكبيرة للقوات الروسية ضدالشيشانيين .. ويتعهد بأنه سوف يبيدهم عن آخرهم ........ يقول فيها :
(( وأؤكد لكم يا فخامة القيصر العظيم أنه لن يرتاح لى بال طالما بقى شيشانى واحد علىقيد الحياة..لأن هذا الشعب المشئوم بإمكانه تحريك روح الثورة واشعال شرارة الحريةحتى بين أكثر الناس تفانيا واخلاصا للإمبراطورية الروسيه وربما داخل الكريملينذاته)) تنهدت وهى تقول بعزة : عمر ....نحن نؤمن تماما أننا سننتصر.. حتى لو لمنرى النصر بأعيننا فسيراه من بعدنا... لكننا فى النهايه سننتصر ظل عمر يحدقبها فترة كالتمثال, وكأن كلماتها الواثقة..قد اخترقته اختراقا فى تلك اللحظه ...دخل عليهم خالد الصغير وقال : مالك ...عمر. أبىيريدكما >>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
يتبع..........
نعم......!!!!!!!!!! هبعمر من مقعده صارخا بدهشة وغضب مقاطعا محمد الجالس أمامه تماما : بقى انت جايبنىهنا عشان كده؟ عاوز تزود عدد جيشكم نفر! عاوزنى أحارب معاكوا؟ دانا مدخلتشالجيش فى مصر, هادخله هنا!! عاوزنى أموت؟ قال محمد وهو يحاول الإحتفاظ بهدوءه : ليس الأمر هكذا ...انه مجرد معسكر تدريبى للتدريب على فنون القتال واستعمالالأسلحه كما أنك لن تكون وحيدا...سيكون معك مالك...المفروض أن تفرح لأنك ستصبحرجلا... عمر بانفعال وهو يشيح بيديه: لا لا الكلام الكبير ده مايجبش معاياأنا..... أنا لا هاروح معسكرات, ولا هاتدرب, ولا هاحارب, ولا ليا دعوة بالموالده كله قال محمد وقد بدا الغضب واضحا فى صوته : أمازلت حقا لا تصدق أنك من أهلهذا البلد؟؟ قرب وجهه من وجه عمر وهو يقول بصرامه : أنت ذئب شيشانى ولا بد أنتعيش كالذئاب.. لايغرنك أننا الآن فى حالة هدوء نسبى مع الروس, ففى لحظة واحدةقد يتحول ذلك الهدوء الى جحيم مستعر لقد بدأت تظهر نواياهم الخبيثة ومايبيتونهلنا الم ترى بعينيك مافعلوه بنا ؟ هذه البلاد فى حالة حرب وكل أبناءهاالقادرين على حمل السلاح يجب أن يكونوا مستعدين للدفاع عنها فى أى وقت ثم أنك لنتحارب..انه معسكر تدريبى ستذهب للتدريب على القتال ..لا الحرب عمر وقداستشاط غضبا : لو كنت عارف من الأول انك جايبنى هنا عشان ترمينى فى الحرب ..ماكنتشجيت اييييييه..انت عاوز منى ايه؟ عاوز تنتقم منى ليه؟ عملتلك ايه؟
.أنا مشهاحارب ...مش عاوز أموت... مش عاوز أموت... قال محمد بصوت كالرعد والغضب يقطر منكلماته : كن رجلا وتحدث كالرجال..أنا لا أفعل هذا بسبب عداء شخصى بينى وبينكفإبنى سيذهب قبلك...أنا أريد أن أصنع منك رجلا ... كل انسان هنا مسئول عن هذه الأرض ..فهى أمانة فى أعناقنا سيسألنا الله عنها ..لابد أن ندافع عنها حتى آخر قطرة دم فىعروقنا وحتى آخر رجل منا عمر بعناد شديد : أنا مش من البلد دى, ومش ممكن هاعيشهنا ابدا...أنا راجع مصر ومش هاتقدر تمنعنى...أنا راجع, راجع .. تفجر محمدبالغضب وهم أن يهجم على عمر ...لكن زهرة التى أتت مسرعة من الحجرة المجاورة على صوتالنقاش الحاد وقفت أمامه وحالت بينه وبين عمر وهى تقول برجاء : أبى أرجوك ...هلتسمح لى بكلمه؟ أكملت بسرعة دون انتظاررده: لا يمكننا اجباره علىالذهاب للمعسكردون ارادته, لقد تربى فى بيئة غير بيئتنا وهو غير مؤهل نفسيا ولا جسمانيا ليعيشحياتنا, كما أن قضيتنا مازالت بعيدة تماما عن تفكيره الأب بعناد وهو ينظر فىعينى عمر بقوة : عندما يعيش بين المجاهدين سيتربى ويتعلم كيف يكون رجلا زهرةبرقة : أبى ....انه غير مستعد نفسيا لفكرة الجهاد ... مشاعره غير مؤهله لإستيعابالأمر والإيمان بالقضيه لو ذهب الى هناك الآن بالتأكيد سيفشل صمت الأب طويلا ..وأطال النظر فى عينى زهرة الجميلتين وهو يفكر بعمق ... أما عمر ..فقد ظل ينقلعينيه بينهما وبداخله بركان يغلى بمشاعركثيره متناقضه بعد قليل ...لان وجه محمدونظر الى عمر وقال بصرامه حسنا ... فليذهب مالك وحده ..ولتبق أنت هنا ....وحدك...حتى تتعلم كيف تكون رجلا لم يدر عمر لم لم يفرح؟؟ رغم أن هذا هو ماكان يريده...بل العكس ..لقد أصابه كلام محمد بصدمة ....أو كلام زهرة ..؟؟ لميدرى أيهما أثاره أكثر...حتى عندما ذهب مع مالك الى حجرتهما, كان صامتا تماما ومالكيتحدث بحماس وهو يجمع أغراضه ويستعد للذهاب للمعسكر : أتعلم ...أنا سعيد لأنك ستبقىهنا... أول الأمر شعرت بالضيق, لأننى سأكون وحيدا هناك, لكنى أدركت أهمية وجودكهنا, فأنا لن أكون موجودا .. وأبى ..ربما اضطرته الظروف للرحيل كما حدث منقبل... فمن سيعتنى بأمى واخوتى ؟؟ أوصيك بهم خيرا ... ان وجود رجل فى البيتفى مثل هذه الظروف التى تمر بها البلاد أمر ضرورى رجل ..!!!!!!!!! رنت الكلمهبقوة فى أذن عمر وكأنه يسمعها لأول مرة وقضى عمر الليلة وهو يتقلب فى فراش منالشوك.. لا يدرى ما الذى أصابه .... كانت كلمات محمد وزهرة تدور فى رأسهوتمنعه من النوم.. ما الذى دهاه ؟؟.. ولماذا يشعر بكل هذا الضيق ولماذا تأثربهذه الكلمات رغم أنه سمع مثلها بل وأكثر منها من قبل.... شعر بجسده يكاد ينصهرمن الحرارة, وروحه تكاد تزهق من الإختناق, دفع الغطاء بضيق وهب جالسا فىفراشه.. مسح بعض حبات العرق عن جبينه وهو يفكر أخذ نفس عميق وغادر الفراشوبخطوات خفيفة اتجه الى حجرة المعيشه ... سمع صوت محمد وهو يترنم بآيات القرآنالكريم بصوته الندى الجميل....اقترب منه وهو يصلى فى خشوع, وألقى بنظره الى الساعةالمعلقه على الحائط, كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل بكثير ... ظل يدور فى أرجاءالغرفة بنفاذ صبر منتظرا أن ينهى محمد صلاته عندما انتهى محمد من الصلاة, اقتربمنه عمر وقال بتردد : أنا ...أنا ..عاوز أروح مع مالك .. التفت محمد اليهوتنهد وهو يهز رأسه : أتظن أن هذا هو الوقت المناسب لإدعاء الشجاعه؟؟ عمر بغضب : لا ...أنا مش جبان, دانا بعون الله كنت بقفل شوارع فى مصر وأبيتهم من المغرب خفضرأسه وتردد قليلا وهو يكمل : أنا...أنا ..رايحالمعسكر ....................................
(8) فى الطريق الىالمعسكر......... شعر عمر بندم شديد وتمنى لو لم يكن استسلم لغضبه وشعورهبالإهانه من كلمات محمد ...وزهرة على وجه الخصوص وخوفه من أن تظنهجبانا عمر........لم أنت شارد هكذا؟؟ التفت الى مالك الجالس بجواره فىالسيارة حاملة الجنود التى تقلهما مع مجموعة كبيرة من أقرانهما الى المعسكر الذىسيقضيان فيه فترة التدريب وقال بشرود : مش عارف يا أخى..حاسس كده بحاجه غريبة, زى ما أكون كلت قفا جامد قوى مالك بدهشه : ماذا؟؟ عمر : قصدى ..زى ما يكون حدادانى شلوط , أو مقلب حرامية نظر الى مالك والدهشة والذهول على وجهه, ففسر قائلا : يعنى, زى ماتقول كده حد ضحك عليا, خدنى على خوانه قولى بصراحة..هى أختك زهرةكانت تقصد ايه بالكلام اللى قالته لأبوك؟ مالك ببساطه : أظنها كانت تريد أنتخلصك من الموقف وتبعدك عن غضب أبى. زهرة هى الإنسان الوحيد القادر على اقناعأبى واذابة غضبه فى لحظات قليله..فهو يحبها أكثر من أى شئ آخر فى العالم عمريتنهد بضيق : كانت تقصد كده صحيح؟ ولا كانت بتستفزنى علشان أعمل اللى أبوكعاوزه؟ ضحك مالك بمرح : ليس هذا ببعيد ..فزهرة الجبل تخفى فى رأسها أكثر بكثيرمما تبديه, كما أنها يمكن أن توصلك ببساطة وهدوء الى الجنون, كما كانت تفعل معىونحن صغار عمر بدهشه : بتقول ايه؟؟ زهرة الجبل ؟؟ اسمها زهرة الجبل؟؟ هز مالكرأسه بالإيجاب وهو يبتسم عمر : وده اسم ده؟؟ ..اسم غريب قوى... مالك وهويضحك: ألا تعلم ؟؟ ان أجمل وأندر الزهور هى التى تنبت فى أحضان الجبل وفوق القمم, وهى تمتاز بقوة تحمل لا مثيل لها , فهى تقاوم الرياح والثلوج وتتغلب على قسوةالشتاء ثم تعود لتتجدد فيها الحياة مرة أخرى, انها مثال رائع على تجدد الحياةوالصمود فى وجه أقسى الظروف كان مالك يتحدث بحماس شديد وهو يرسم بقلمه على ورقةصغيرة أخرجها من جيبه, وبعد أن انتهى ..ناول الورقه لعمر الذى ما ان نظر فيها حتىأصابته دهشة شديدة... لقد كانت تحمل رسما تخطيطيا لزهرة نادرة شديدة الجمالوالروعه تأمل الزهرة طويلا ثم نظر الى مالك وهز رأسه وابتسم بعجب ...................................... لم يستطع عمر اغماض جفنه لحظةواحده فى أول ليلة له فى المعسكر من شدة البرد. كان البرد قارسا بصورة لم يشهد لهامثيل وكان ينام هو ومالك داخل خيمة فى المعسكر مع أربعة آخرين ولم تفلح الأغطيةالثقيلة فى التخفيف من بعض ما يشعر به من البرد أخذ يتقلب يمينا ويسارا لعلهيشعر ببعض الدفء, وعندما يأس انتفض من فراشه وأخذ يهز مالك حتى استيقظ وقال لهبعصبية : مالك . قوم يله, قوم..خلاص, مش قادر أستحمل البرد عندكوا هنا شنيع مالك بصوت منخفض : اهدأ يا عمر حتى لا يستيقظ الجميع ..لا تقلق بعد يومين علىالأكثر ستعتاد الجو . قد يكون الشتاء هنا قاسيا لكنه يمر كما تمر بقيةالفصول عمر يعلو صوته بغيظ : تعرف انك بارد وسمج زى جو بلدكوا تمام أمسك عمربالوسادة والقاها على وجه مالك الذى رد عليه بدوره ورماه بالوسادة فخفض عمر رأسهوتفاداها لتسقط خلفه وهو يقول بصوت عالى : نام, نام يابارد ياكلح ياسمج لكنهصمت تماما عندما وجد الذعر قد ارتسم على وجه مالك . ثم انتفض بشده على صوت زئيرقادم من خلفه فاستدار بسرعه ليجد خلفه تماما عملاق ضخم أشبه فى حجمه بالغوريلا الاانه أبيض انكمش عمر وارتد للوراء حتى سقط على فراش مالك وهو يسمع العملاق يزأرمن جديد ويتكلم بغضب بالشيشانيه مالك يهمس له : انه يسأل من أِيقظه مننومه همس فى أذنه بخوف : أناهاقتل الجبان اللى دعك المصباح مالك : أِىمصباح؟ عمر : مصباح علاء الدين ..هو مش كان نايم فيه؟ مالك : لا .أعتقد أنهجبل جليدى انزلق حتى وصل الى هنا عمر بتعجب : وله, هو كان طويل قوى كده بالنهار؟ مالك : أظن أنه اتحد مع ظله ضدنا فزع الإثنان عندما صرخ المارد بغضب وحملعمر من ملابسه بيد واحده . وحاول مالك الدفاع عنه فأمسك بذراع المارد الأخرى لكنالمارد حرك ذراعه فسقط مالك أرضا, ثم حمل عمر لأعلى بيديه وقذفه خارج الخيمة ليسقطعلى ظهره بعنف متألما وقبل ان يقوم رأى جسد مالك طائرا فى الهواء ليسقط فوقه تماما, ويصرخ عمر من الألم رفع مالك رأسه وهو يتأوه بشدة ثم ابتسم بغيظ شديد وقال : لمتستطع ان تتحمل النوم داخل الخيمة تحت الأغطيه الثقيله!!! ابتسم ...ستنام الآن فىالعراء عمر بغضب وهو ينهض بسرعه ويتجه الى الخيمه : لاااا, أنا ما اتاكلشقونطه عليا النعمه لأبات جوه غصبن عن حبة عينه ودخل الى الخيمة وهو غاضب وبعدقليل سمع مالك صوته وهو يصرخ آآآآآآآآآه ثم رآه قادم اليه طائرا وسقط بجوارهتماما قضى عمر ومالك أغلب الليل سائرين أمام الخيمة ذهابا وايابا حتى لا يتجمدامن شدة البرد, ولم يكف عمر لحظة واحدة عن السباب واللعن لهذا المارد الذى اجبرهماعلى قضاء الليل فى العراء فى هذا الجو القاتل وفجأه قرر عمر ان يغادر المعسكروحاول مالك ان يمنعه لكن عمر استطاع بالفعل خداعه والهرب منه وتسلل الى خارجالمعسكر دون ان يراه أحد سار عمر لمدة طويلة حتى بدأ ضوء النهار يلوح فى الأفق وفجأه سمع من ينادى عليه التفت فوجده مالك فهتف بغضب : ايه اللى جابكورايا؟ مالك وهو يلهث : وعدت أبى أن أعتنى بك وأرعاك ..فأنت لا تعرف هذه البلادجيدا عمر وهو يجد فى السير بخطوات واسعه : صح, مش عارفها, علشان كده هارجع للبلداللى عارفها انا راجع على مصر مالك وهو يجرى خلفه : هل جننت؟ كيف ستعود وليسمعك مال ولا تعرف الطريق ..توقف يا عمر ..لو بقيت تسير هكذا لوصلت الى الحدودالداغستانيه عمر وهو لا يتوقف عن السير : مايهمنيش مالك : ولكنها تحتالإحتلال الروسى. سيمسكون بك عمر : أحسن ما أقعد فى التلاجه دى ..مش ممكن هافضليوم واحد تانى فى المكان الزباله ده التفت له بغضب وهو مازال يسير بسرعه : وابعدعنى ..اياك تيجى ورايا جذبه مالك من كتفه وصرخ فيه بغضب : توقف . نحن قريبون منالحدود. لن أدعك تذهب اليهم . سيقتلونك دفعه عمر بكفيه بقسوة فى صدره وهو يقولبغضب : مالكش دعوة بيا, ابعد عنى وارجع لأهلك . أنا مش منكم .فاهم؟ اياك تيجىورايا أمسكه مالك من ملابسه وجذبه بغضب وقال : بل أنت تعنينى تماما فأنت ابنعمتى واوصانى ابى ان أرعاك يضرب عمر ساعديه بقبضتيه ويجبره على ترك ملابسه وهويقول بغضب : مش عاوز منك حاجه لأنت ولا أبوك . أنا ماشى, وبحذرك تانى, اياكتيجى ورايا يلكمه مالك فى فكه بغضب وهو يقول : أيها المجنون . أتريد أن تسقط فىيد الأعداء؟ يشتبك معه عمر فى معركه بالأيدى ويكيل له اللكمات وهو يصرخ : أنا حر .ان شالله أروح جهنم, مالكش دعوة يتوقف مالك عن ضربه ويظهر على وجهه الحزنوالغضب الشديد وهو يقول : اذا فأنت تريد أن تذهب الى الروس يدفعه فى صدره بكفيهفى ضيق وهو يصرخ : فلتذهب . وليقتلوك .لن أحزن ولن أهتم لأمرك. ولكن اياك أن تخبرهمأنك ابن خالد ديساروف . لأنهم ان علموا فسيذيقونك العذاب ألوانا أنت بالنسبة لهمغنيمه عمر بتحدى : أنا مش ابنه, ارتحت عقد مالك حاجبيه بغضب وظهر على وجههالإشمئزاز واستدار ورحل فى صمت أما عمر فقد أكمل طريقه وحيدا وظل يسير على أرضجبليه غير ممهده حتى كلت قدماه وأضناه التعب تجمد فجأه فى مكانه عندما سمع صوتخشن يقول بالروسيه التى علمته زهرة الكثير من كلماتها : توقف ..والا أطلقتالنار التفت ببطء صوب الصوت فوجد جنديا روسيا يصوب سلاحه اليه فرفع يديه ببطءووضعهما فوق رأسه وسقط قلبه بين قدميه عندما سمع صوت السلاح وهو يجهزللإطلاق .................................................. .... سيدىالقائد..لقد أسر الذئب انتفض القائد الكبير من مكانه وصرخ بذهول : ماذا؟ كيفحدث ذلك أحمد بحزن : كنا فى طريقنا الى موقع العمليه, واعترضتنا كتيبه روسيهللمشاه كان يبدو أنهم قادمون من أجلنا ..وأدركنا أن خبر العمليه قد تسرب اليهمبطريقة ما وكادوا يطوقوننا من الخلف لولا الذئب الذى استطاع أن يتسلل بمهاره واخترقالحصار وصعد فوق الجبل وأمطرهم بوابل من النيران فظنوا أنه كتيبه كامله تهاجمهمفاتجهوا اليه واستطعنا التخلص من حصارهم وحاولنا انقاذه فلم نستطع لأن قوات الإمدادقد وصلتهم, وحاصروا الذئب لكنهم لم يستطيعوا التقدم الا عندما نفذت ذخيرته ورأيناهموهم يأسرونه وأرسلنا اثنين منا خلفهم ليراقبوهم ويعرفوا الى أين أخذوه القائدالكبير بجزع : لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم لابد أن نخلصه من أيديهمقبل أن يقتلوه ..اجمع لى قادة الكتائب الآن وأخبر كتيبة الأنصار بالإستعداد جلسالقائد الكبير وسط قادة الكتائب وأخذ يتشاور معهم فى الأمر أحد القاده: ستكونمهمة تخليصه من أيديهم شديدة الصعوبه فالقاعدة التى نقلوه اليها عسيرة الإقتحام ولاشك أنهم قد شددوا عليه الحراسه القائد الكبير يقول بعد صمت : لا يمكن أن نتركهبين أيديهم .. سيذيقونه العذاب ألوانا قبل أن يقتلوه ان حياته باتت مهدده قائدآخر: سيدى القائد .. لدى خطه ... .................................................. .... يتبع............
(9)
جلس عمر وحيدا فى احدى الحجرات الصغيره داخل المعسكر الذى نقله اليه الجنود الروس بعد أن أسروه وأخذوه معهم وهو طوال الطريق يحاول اقناعهم بأنه ليس شيشانيا ..لكنهم لم يفهموا منه شيئا فلم يكن أحد منهم يعرف العربيه كما انه أخفى عنهم انه يعرف اللغة الشيشانيه
وبمجرد أن وصل الى المعسكر أخذوه الى أحد الضباط الروس يعرف العربيه لإستجوابه وبعد ساعتين كاملتين من التحقيق والإستجواب المرهق ..استطاع أن يقنع الضابط (أو هكذا ظن ) أنه كان يعمل فى السعوديه عندما التقى بأحد الرجال الشيشانيين الأغنياء قدم الى السعوديه فى عمرة واستطاع الرجل اغراءه بالمال ليعمل عنده فوافق وأخذه معه الى بلده ليعمل خادم له ولأسرته وعندما طلبوا ابنه للذهاب الى معسكر المجاهدين دفع الرجل مبلغا كبيرا من المال له ليذهب الى المعسكر مكان ابنه ووافق مضطرا وذهب الى المعسكر لكنهم كشفوا أمره فهرب منهم ثم وقع فى أيدى الروس وبرغم عدم اقتناع الضابط بالقصه ومحاولاته لمعرفة الحقيقه بالضغط النفسى على عمر ..الا أنه تركه أخيرا وأمر الجنود باصطحابه الى تلك الحجره
تنهد عمر بعمق ونهض من مكانه وأخذ يدور فى الحجره والقلق والخوف يسيطران عليه الا أنه تماسك قدر ما يستطيع وأخفى قلقه حتى لا يفتضح أمره عبر كاميرا المراقبه المثبته فى أعلى الحائط
أخذ يتأمل الحجره ويدور فيها بعينيه ..كانت صغيره ومتاعها قليل مجرد سرير صغير ودولاب ومنضده وأربعة كراسى
انتفض عمر وارتد للخلف عندما فتح باب الحجره فجأه واتسعت عيناه من الدهشه والإنبهار فقد كانت تقف على باب الحجره أجمل فتاه رآها فى حياته تأملها قليلا ثم صرخ فى نفسه : يا أولاد الأبالسه!! ايه..ابتديتوا تلاعبونى ؟
اهدا يا عمرلا تنكشف
اهدا وركز وفكر كويس فى اللى هاتقوله وتعمله
قالت الفتاه بلهجه عربيه سيئه :أهلا وسهلا ..هل أنت جائع؟
هز عمر رأسه ببطء ودون أن يتكلم
دخلت الفتاه الى الحجره وخلفها رجل يحمل صينيه عليها طعام وبعض المشروبات وضعها على المنضده ورحل وأغلقت الفتاه الباب خلفه ونظرت الى عمر وهى تقترب منه فابتسم لها عمر ابتسامه عريضه محاولا اخفاء قلقه وتوجسه
وضعت يدها على كتفه فانتفض مبتعدا عنها فرفعت احدى حاجبيها بدهشه وقالت : هل تخاف منى ؟
قال بارتباك : لا لا بس! ....
ثم نظر الى الطعام وأكمل : أصلى جعان
قالت وهى تضحك : تفضل الطعام أمامك
هجم عمر على المنضده وأخذ يلتهم الطعام التهاما فهو لم يأكل منذ أمس وجلست الفتاه فى الكرسى المجاور له وأخذت تراقبه وهو يأكل بمزيج من العجب والإشمئزاز
كان يأكل بطريقه غريبه ومقززه يأكل بيديه الإثنين ويصدر أصواتا عاليه بفمه تقزز أشد النفوس ثباتا
ولكن يبدو أن الفتاه استطاعت التغلب على ذلك فوضعت يدها فوق كتفه ومالت عليه وهى تقول : أتعلم أنك وسيم؟
نظر اليها ورسم على وجهه السعاده وفتح فمه المملوء بالطعام وضحك ضحكه شديدة البلاهه ثم أمسك بدورق الماء وأبعد الكوب جانبا ورفعه عاليا بعيدا عن فمه وأماله ليسقط الماء داخل بلعومه مباشرة مصدرا صوتا شديد الصخب جعل الفتاه تبتعد عنه
وضع الدورق على المنضده ثم تجشأ بصوت عالى جدا. انتفضت الفتاه من على المنضده وجلست على السرير بعيدا عنه
أنهى طعامه ونهض من على الكرسى ومسح أنفه وفمه فى كمه وكادت الفتاه تفرغ ما فى جوفها عندما تمخط عمر متعمدا على الأرض ثم مسح يديه فى ملابسه
ولكن يبدو أنها كانت مدربه جيدا فقد تجاوزت كل ذلك واقتربت منه من جديد ووضعت يديها حول رقبته فأزاح يديها ببطء وهو يبتسم ابتسامته العريضه وقال : لا لا بصى يا أختى, أصل الطريقة دى مش هاتنفع معايا
قالت بلغتها العربيه السيئه : وما هو الأسلوب الذى ينجح معك؟
قال : معلش يا أختى أصل بعيد عنك عندى الهسهس
قالت بدهشه : ماذا؟
عمر وهو يبتعد عنها : قصدى أقول يعنى عندى وسواس فى مخى ساعه تروح وساعه تيجى
لا وايه..باخاف من خيالى, وأمى قالت لى اوعى ياواد ياعمرمن الإيدز
علشان كده باترعب كل ما أشوف واحده حلوه زيك
رفعت حاجبيها بدهشه وصمت فأكمل : وبعيد عنك ياختى عندى حساسية من الريحة الحريمى, وكل ما أشم ريحة كلونيا حريمى, ألاقى جلدى احمر وجسمى كله قام عليا,واشتغل هرش
والاقى جسمى كله نطر دمامل وخراريج, بصى
رفع ملابسه فرأت بعض الدمامل الحمراء المتناثره على ظهره فانتفضت باشمئزاز بعيدا عنه
عمر بتساؤل : الا قوليلى يا أختى ..همه حابسنى هنا ليه؟
قالت بتأكيد : لا . اطلاقا فقط نحن نحميك من هؤلاء الإرهابيين فلا شك أنهم يبحثون عنك الآن
هز عمر رأسه ورسم على وجهه تلك الإبتسامه البلهاء لكنه من داخله كان يشعر بالخوف الشديد
جلست على السرير ووضعت ساقا فوق الأخرى وقالت : أخبرنى يا عمر ..أتريد أن تعود لبلدك ؟
قال بلهفه : أبوس ايديكى
قالت : وما الذى أتى بك الى هنا؟
قال بسرعه : الفلوس ..الفلوس طبعا يا حلوه
سألته : أنت تحب المال؟
قال : ومين مايحبهوش؟
قالت : أتحب لعب الورق؟
لمعت عيناه بقوه وقال : دا أنا معلم
قالت : حسنا انتظرنى قليلا حتى أعود
.................................................. ..............
اقترب الجنرال الروسى من الذئب بخطوات بطيئه حتى وقف أمامه مباشرة ووضع احدى قدميه على صخره والأخرى على الأرض وهو يمسك عصا غريبه أخذ يهزها فى يده وهو يتأمل الذئب
كان الذئب فى حاله يرثى لها فقد كان عار تماما ومعلق من رسغيه فى العراء بحبلين رفيعين ومغموس حتى خصره فى حفره مملوءه بالمياه المثلجه تجمد الدماء فى العروق بالإضافه الى درجة حرارة الجو التى تقترب من الصفر
قال الجنرال بشماته : اذا فأنت الذئب !!
أكمل عندما لم يتلق ردا : أتعلم كم كبدتنا من خسائر فى المال والجنود؟
رفع الذئب رأسه ببطء ورماه بنظره مخيفه ارتجف لها قلبه وقال بسخريه : أتريدنى أن أقدم اعتذارا رسميا؟
ضغط الجنرال أسنانه وظهر فى عينيه غضبا لكنه استطاع أن يتحكم فى تعبيرات وجهه بمهاره فرفع احد حاجبيه وابتسم بسخريه وقال : يعجبنى الرجل القوى الرابط الجأش
قرب العصا من وجهه وبمجرد أن لامست فكه سرى فيها تيار كهربائى صعقه صعقة شديده ارتج لها جسده بعنف واهتز الماء من حوله وبرغم ألمه الرهيب لكنه لم يتأوه أو يصدر أى صوت قال الجنرال ببرود شديد : هل أعجبتك ؟.انها فقط بدايه لفتح شهيتك..
صمت قليلا ثم قال بسخريه شديده : أتظن حقا أنكم ستنتصرون ؟ أنتم مجرد حشرات متمرده ارهابيه وسنسحققكم بأحذيتنا سحقا لقد أمسكنا بك داخل أراض روسيه وأنت تجهز لعمليه ارهابيه كبيره
سقطت أقنعتكم..لم يعد الأمر دفاعا عن أرض ولا مطالبه بالحريه بل مجرد زمره من العصابات المتمرده التى تقوم بعمليات ارهابيه
كان جسد الذئب يرتجف بشده من البرد لكن عيناه ثابتتان يشع منهما بريق مخيف وهو يقول : تلك الأكاذيب التى تملؤون بها آذان العالم لن تفت فى عضدنا داغستان ليست أرضا روسيه بل هى (أرضا مسلمه من أيام الخليفه المسلم الراشد عمر بن الخطاب أنتم تحتلون أرضا مسلمه ونحن نساعد أهلها الى تحريرها من جبروتكم وبطشكم انها من أقدم بلاد القوقاز اسلاما
كما أن القائد شامل باسييف وقادة داغستان قاموا بتأسيس الاتحاد الشعبى الشيشانى الداغستانى منذ عام 1998)*:
الجنرال وقد بدأ الغضب يتسلل الى صوته : داغستان روسيه وستظل روسيه وما فعلتموه فيها ليس سوى مجموعه من العمليات الإرهابيه التى ستحاكمون عليها وتعدمون
الذئب : وما تفعلونه الآن فى الشيشان أليس ارهابا؟ ألم تخرقوا بنود الإتفاقيه التى بيننا وبينكم و تضربوا مواقع مدنيه؟ألم ترتكبوا جرائم ضد الإنسانيه؟ ألم تحتلوا جروزنى رغما عن أهلها
ضغط أسنانه بقوه واهتز صوته من الغضب وهو يكمل : ألم تضربوا قوافل المهاجرين المدنيين العزل بالطائرات وتحرقوا حافلاتهم ؟ ان هذا هو الإرهاب بعينه
انكم تحتلون داغستان أيضا رغما عن أهلها وتجبرونهم على الخضوع لسلطتكم دون ارادتهم لقد ضربتم قرية كومادا بالطائرات والمدافع وهى قريه داغستانيه
الجنرال : لقد ضربناها بعد أن احتلها المتمردون الشيشانيين لنخرجهم منها
الذئب : لقد استنجد بنا أهل القريه أنفسهم بعد أن حاصرتموها وضربتموها بالطائرات والمدافع
الجنرال بغضب : لقد استدعتنا الشرطه الداغستانيه بعد أن فشلوا فى صد هجوم المتمردين الداغستانيين
ان داغستان روسيه وستظل روسيه هل تفهم؟
الذئب ساخرا : نعم . ورغما عن أنف أهلها جميعا
الجنرال وقد بدأ يفقد السيطرة على أعصابه : لا تدعى الشجاعه . فستهزمون عما قريب فليس لديكم القدره على مواصلة القتال لفترات طويله
الذئب بتحدى : لو لم تكن لدينا القدره على مواصلة القتال ضدكم لما دخلنا داغستان لنجدة اخواننا فى اقليمى بوتليخ وكراماخى ومساعدتهم على قتالكم بعد أن استنجدوا بنا
الجنرال بغضب هادر : سنرى الآن مدى شجاعتك الحقيقيه واعلم أنك لن تموت الآن بل ستموت قطعة قطعه ولتصرخ بكل قوتك ليسمعك الهك ويأتى لينقذك
ضحك ضحكه شيطانيه ومد يده الى أحد جنوده الذى أعطاه سلكا كهربائيا
فقال بسخريه شديدة البروده : هل تشعر بالبرد؟ حسنا ..سأدفئ لك الماء....استمتع بحمامك الدافئ أيها الذئب
وضحك ضحكه أشد من الأولى ووضع السلك فى الماء .................................................. ...
ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ
تصاعد الدخان كثيفا من السيجاره التى تتدلى من فم عمر وامتلأت منفضة السجائر التى أمامه على المنضده بكميه كبيره من أعقاب السجائر تشير الى مدخن شره , كان يمسك بين يديه ببضعة كروت من أوراق الكوتشينه و ينظر اليها بتركيز شديد, وحول المنضده التف ثلاثه من الضباط الروس يلعبون معه الورق
كشف كل منهم أوراقه على المنضده وظهر على وجوههم الإحباط . فتناول عمر ورقه أخرى من كومة أوراق مقلوبه على المنضده ورتبها وسط أوراقه ثم كشف أوراقه كلها على المنضده وهو يضحك بابتذال شديد : هأ هأ هأ هأ ااااااااااو قفف .. أنا بلاعب قفف
كل واحد فيكم يطرقع قفاه ويحط فلوسه هنا
ورغم أنهم لم يفهموا من كلمات عمر الساخرة شئ, وضع كل منهم ماله على المنضده وهم يتحدثون الى بعضهم البعض بعصبيه ويبدو عليهم الغيظ الشديد, وجمعها عمر أمامه بلهفه وهو يدخن السيجاره بشره
وقال : لو فضل الحظ كده ملالى, يبقى هارجع على مصر قريب جدا
بدأت اللعبه من جديد وبدأ عمر يرتب أوراقه لكنه بدأ يشرد ويتشتت ذهنه عندما وجد أمامه صورة بنت فى احدى الأوراق خيل اليه انها تنظر اليه . هز رأسه وأغلق عينيه بقوه وفتحهما وتعجب بشده فقد كانت تشبه زهره . كانت تنظر اليه بنظرات حزينه.. سحب ورقه من الكومه المقلوبه فوجدها ولد أخذ يفرك عينيه بيده فقد خيل اليه انه مالك . هز رأسه مجددا محاولا طرد تلك الأفكار من رأسه وبدأ يركز فى اللعبه . لكن كلمات زهره ومالك كانت تخترق رأسه اختراقا وتمنعه من التركيز فى اللعب
مالك : انهم يريدون ابادتنا
زهره : الحريه لدينا أغلى من الحياه
مالك : المساجد أول شئ يستهدفونه
زهره : نحن نؤمن تماما أننا سننتصر.. حتى لو لم نرى النصر بأعيننا فسيراه من بعدنا.....لكننا فى النهايه ....سننتصر
أفاق من تخيلاته على صوت أحد الضباط يقول له : العب
نظر اليه شذرا ثم أخذ نفس طويل من السيجاره وأكمل اللعب
فجأه انتفض الجميع على صوت صفارات الإنذار تدوى بقوه فى المكان تحدث الضباط الثلاثه الى بعضهم البعض ورحلوا مسرعين وبقى عمر وحيدا يفكر ومع أصوات طلقات الرصاص والمدافع التى تدوى فى أذنيه , شعر أنه فى مأزق حقيقى فماذا سيفعل به المجاهدون اذا ما تمكنوا من استعادته ؟وبدأت تراوده أفكار رهيبه أصابته برعب حقيقى
.................................................. .....
توقيع : مسك
اللهم اشغلني بما خلقتني له و لا تشغلني بما خلقته لي