من بين القيم التي عكف والداي (حفظهما الله) على غرسها في وجداني "حب وطني"، فوعيت على عاطفة قوية تسري في أعماقي. وفي المقابل وبفضل الله علماني استسقاءً من ديننا العظيم حب سائر الأوطان الإسلامية... فتعلمت حبك يا مصر الكرامة... كم كنت رائعة بتلاحم أبنائك البررة والمخلصين لأرضك الطيبة.
لقد انتفضت تونس العزيزة على قلوبنا وقد كان مخلصوها وقود ثورتها فهزت أركان العدو وأربكت حسابات الغرب والقوم التبع... وعلمت تونس الدنيا قاطبة معنى الشموخ...
وبقدر عظمة الهبة التونسية إلا أن مصر العزة صنعت ثورتها... فكل وطن يصنع الثورة التي تواكب آمال مواطنيه. وإن اشترك أبناء الأمة الواحدة في نقاط متعددة بمقتضى العقيدة التي توحدهم والامتداد الجغرافي وعوامل أخرى كثيرة...
مصر العزة...
إن هبتك اضطرت الأعداء إلى إعادة حساباتهم المغلوطة وجعلت العميل يعض على أنامله غيظا... ويتحسر على ما فرط... فما هو من هؤلاء ولا من هؤلاء.
وقام الأصيل بكل الحب يهتف باسمك يا مصر ويدعو لعزتك وقد تمنى لو طوى الأرض طيا ليصنع معك ثورتك ويعايش بعدها لحظات النصر على ترابك ويشم ريحك الطيبة ويحتك بشعبك الكريم...
نأمل أن تستلهم كل الأوطان الإسلامية معالم هاتين الثورتين كشعلة أمل تستوقد الهمم من باب الموعظة وليس التقليد أو الثوران دونما هدف مسطر، ومع اليقظة على رسم المعالم على أسس مدروسة ، ومنهجية تستوحي سطورها من كتاب الله وسنة رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم.