منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   معًـا نبني خير أمة (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=100)
-   -   تيه الحمقاء (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=19412)

العبد المحب لله 17-02-2011 01:39 PM

تيه الحمقاء
 
تيه الحمقاء
سمعنا الكثير الكثير عن فلاسفة الغرب وعلمائهم الذين يصل صيطهم الى جميع اهل الارض من دون ان يصل الى اهل السماء! فأهل السماء لم يمدحوهم ولم يدعون الله ان يبارك لهم في عملهم في الوقت الذي يعظمون هؤلاء على الارض، من قبل اهل الارض. فكيف ذلك ونحن نعلم أن محبة الشخص في الدنيا دليل على محبة الله وأهل السماء له والا ابغض الله القلوب عنه. فلقد رأينا الفيلسوف العظيم الالماني فريدريك نيتشيه بقولته الشهيرة التي يقدسها الغرب، "نحن خلقنا الله ثم قتلناه" اي بمعنى، نحن ابتدعنا فكرة الله لنخادع انفسنا ونشعر بالسلام والامان. من اين جاء بهذا وما معناه؟! والله لا افهم ولكن اقول ان كان نيتشيه يظن انه قادرعلى أن يفعل شئ من ابسط الاشياء وهو ان يبتدع أو يخلق فكرة توصله الى السلام والامان لكان ابتدع فكرة تنجيه من جنون عقله ونوبات الصرع في اواخر حياته وموته من مرض جنسي اخيرا. ولكنه غرور فقط. ثم سمعنا بالقدير تشارلز داروين الذي افتانا وقال بنظرية التطور ولكن عجز ان يصل الى اصل الحياة! فيقول ان الانسان خرج من كائن يمثل اب مشترك بيننا وبين "اخواننا" القردة بل ويقول ان اصل جميع الكائنات، كائن حي واحد! وتطور بعد ذلك الى انواع كثيرة من الكائنات. وعندما يسئلون اتباعه عن الحياة وكيف وجدت في الاصل فلا تجد جوابا الا ان يقولوا ان الحياة تكونت على ظهور الكريستال في اعماق البحار..كيف؟! ومن أين؟ لا تجد جوابا. ومنهم الكثير والكثير في العصر الحالي وفي جميع الازمان. فكيف يلقون هؤلاء الجهلة الزاعمين العلم كل هذا التقدير والاحترام من الناس؟!
هذه هي الفتنة بعينها التي تنبأ بها نبينا الكريم بالاضافة الى فتن اخرى كثيرة. فنحن نرى اليوم التافهين يصبحون ملوكا والجهلة يصبحون علماء ويسمون انفسهم بالالقاب الراقية المتينة و للاسف جميع المعايير منقلبة بحق! الناس يصدقون ما يسمعون بسذاجة بل ويحاربون دفاعا عن افكارهم العجيبة وكأنهم يوقنون تمام اليقين من أنهم يملكون الحقيقة. فلا عجب فقد جعل هؤلاء اكثر من حقيقة على الارض ولكل شخص حرية اختيار الحقيقة المناسبة له. يريدون أن يقنعون البشرية بأن ليس هناك صواب او خطأ، وانه ليس هناك حق أو باطل فضللوا الشعوب ورائهم وما اجمل هذه المعادلات لكل حائر يريد ان يصل الى الحقيقة عبر "العقل" فقط كما يزعمون ولكن الواقع أنهم لا يستخدمون عقولهم ولا قلوبهم لكشف الحقيقة. فانه من العقلانية ان نجنب العقل ما لا يستطيع اليه سبيلا وأن نشرك القلب في الفقه وادراك الامور. منذ الاف السنين والانسان يحير نفسه بنفسه وما زال حائرا ومتلهفا ليجد معنى ولو بسيط للروح اوالحياة ولم يستطع فلماذا لا زال البعض يؤمن بالعلماء البلهاء أو ينتظر منهم اجابات بعد الاف السنين من الفشل؟!
الروح من عند علام الغيوب ولن نعلم عنها شيئا حتى نهاية الزمان. هذا ما يرفضه من جعلوا من العقل اله والحقيقة انهم لم يؤلهوا العقل بل هبطوا به الى ادنى المستويات لانهم لم يقدرونه حق تقديره بتخطيهم حدوده. الكون كله وما فيه ليس منطقيا بالنسبة للعقل البشري المحصور ومع ذلك صدقناه ولا أحد يستطيع أن ينكر أن الكون حقيقة. أتساءل هنا، اذا كنا نحن عبارة عن كائنات تسكن على سطح الارض كغيرنا من الكائنات وقد اثبت العلماء بما لا يدع مجالا للشك أن الارض كروية فكيف لنا الا نقع الى الفضاء الخارجي؟ العقل يقول بوجوب السقوط! ولكن الحقيقة تخالف العقل وتغلبه وهي حقيقة قائمة منذ ملايين السنين. والعلم فسر هذا ولكن ذلك لا ينفي كونه امر غريب وخارج عن منطقنا المحدود وسواء فسروه العلماء أم لم يفسروه فهو موجود من قبل الانسان. لذلك أقول وأشهد أن العلم من الله ويكشفه لنا متى يشاء ونحن فقط نقر هذا العلم كلما كشف الله لنا بعض منه لندركه بشكل محسوس. اذا ادرك العقل، وصدق الانسان أننا راسخون على الارض رغم كرويتها فكيف يصعب علينا تصديق وجود خالق للارض والسماء؟! ولماذا نثبت بعض الاقوال والافعال المخالفة للمنطق البشري وننكر البعض الاخر!؟ ومن الامثلة المشابهة الكثير، الكبيرة منها والصغير. اذا اخذنا على سبيل المثال الجاذبية الارضية، فالارض ليس بداخلها مغناطيس وليس فيها شفاطا هوائية مثلا ولا مادة سمغ لتلتصق بها الاجسام ولكن مع ذلك نقر ونؤمن جميعا ان للارض جاذبية تسحب الاجسام وان كانت على بعد اميال في عمق السماء! الا يعتبر هذا الامر غير معقولا للبشر؟! ولكنه حقيقة ومن يرفضها اليوم يكون مجنون او ناقص عقل. كذلك اصغر الكائنات الحية الا وهي البكتيريا فهي موجودة منذ الاف السنين، تنفعنا وتضرنا ولكن لم نعقلها حتى كشفها الله لنا. لماذا هذه الازدواجية في المعايير؟ وماذا ننتظر؟ أننتظر ان يبين الله لقلوبنا وعقولنا وانفسنا بقية الحقائق لنصدق بعد ذلك ولا يفيدنا التصديق حينئذ.
فالوقت يمر كلمح البصر فلن نفيق الا والشمس قد خرجت من مغربها اوالروح قد بلغت الحلقوم ووالله لا اخاف الا على امتي الحبيبة، امة عالم العلماء على الارض وامام البشرية ومعلمها، الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم الذي انزلت الحقيقة على قلبه ليرشد بها العباد. فهذه الافكار معهودة في الغرب ولكنها جديدة على العالم الاسلامي وهذا الفرق بننا وبينهم موجود منذ قرون. فلطالما كذب اليهود الانبياء حتى انهم طلبوا من موسى ان يريهم الله عز و جل عياننا بيانا. والنصارى كذبوا وحرفوا ليكسبوا امور دنيوية حقيرة لا تنفعهم في شئ حتى انهم جعلوا عيسى الها لضعف ايمانهم ولانهم لا يستطيعون ان يؤمنوا الا بما يروا. أما نحن، فنحن الامة الصديقة التي لا تحتاج للمعجزات الخارقة لتؤمن فايات الله كثيرا قد وضعها الله في الارض لكي لا يكون لاحد عليه حجه. ارجو ان لا نتجراء ونكسر الفرق الذي بيننا وبينهم وهو الشئ الوحيد الذي يميزنا عند الله.


الساعة الآن 09:04 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام