الخوف من الله تعالى سمة من سمات المؤمنين الصادقين {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ}هود:103{وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ}ابراهيم:14{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}الرحمن:46) {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى}النازعـات:40) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِنَّ اللهَ تَعَالَى خَلَقَ الرَّحْمَةَ يَوْم خَلَقَهَا مِائَةَ رَحْمَةٍ فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً وَأَرْسَلَ فِي خَلْقِهِ كُلِّهِمْ رَحْمَةً وَاحِدَةً فَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رَحْمَتِهِ لَمْ يَيْئَسْ مِنْ الْجنَّة وَلَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِن بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنْ الْعَذَابِ لَمْ يَأْمَنْ مِنْ النَّار.) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ قُتَيْبَةَ بْن سَعِيْد. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةََ. الخوف من الله تعالى سمة من سمات المؤمنين الصادقين , والخوف سلوك له حدود وضوابط. تعريف الخوف : الخوف، فزع القلب من مكروه يناله أو من محبوب يفوته. فهو صفة تتصف به النفوس البشريةكيف ما كانت قال تعالى:{ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى}طه67-69 وأنفع الخوف ما حجزك عن المعاصي، وأطال الحزن منك على ما فاتك من الطاعة، وألزمك الفكر في بقية عمرك. قال كعب الأحبار: لأن أبكى من خشية الله فتسيل دموعي على وجنتي أحب إلي من أتصدق بوزني ذهبا. وعن إبراهيم بن الأشعث قال: كنا إذا خرجنا مع الفضيل في جنازة لا يزال يعظ ويذكر ويبكي حتى لكأنه يودع أصحابه ذاهب إلى الآخرة حتى يبلغ المقابر فيجلس فكأنه بين الموتى جلس من الحزن والبكاء حتى يقوم وكأنه رجع من الآخرة يخبر عنها. وكان يقول: الخوف أفضل من الرجاء ما دام الرجل صحيحا, فإذا نزل به الموت فالرجاء أفضل من الخوف. قال الله عز و جل {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}النحل:50. والخوف على ثلاث درجات الدرجة الأولى الخوف من العقوبة وهو الخوف الذي يصح به الإيمان وهو خوف العامة وهو يتولد من تصديق الوعيد وذكر الجناية ومراقبة العاقبة . والدرجة الثانية خوف المكر في جريان الأنفاس المستغرقة في اليقظة المشوبة بالحلاوة ,وليس في مقام أهل الخصوص وحشة الخوف إلا هيبة الإجلال وهي أقصى درجة يشار إليها في غاية الخوف وهي هيبة تعارض المكاشف أوقات المناجاة وتصون المشاهد أحيان المسامرة وتقصم المعاين بصدمة العزة . ماهي الدوافع والأسباب التي تدفع الإنسان للخوف؟ الضعف والحاجة قال تعالى:{ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا}[النساء 28]{ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا}المعارج 19-21 من فوائد الخوف: الحيطة، والحذر، واختيار الأولى والأفضل، واستعمال الموجود في أحسن حال، وابتداع أفضل الوسائل للوصول إلى المطلوب أو البعد عن المحظور، قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا}النساء 17 { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ..} الأنفال 60{ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرُ..} البقرة61{ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ..} الأنفال46. اختر بنفسك ما تريد أن تخاف منه! إن الخوف صورة ذهنية نحن نكونها، حتى الخوف من المستقبل يجب أن نتعامل معه بشكل صحيح يجب أن أختار أنا من أخاف منه، ويكون خوفي مما سيحصل في الخارج حقيقة، لا مما نتخيل صورته في ذهني. حتى الخوف على الأولاد ومشاكلهم مع أن الهادي هو الله والخوف على الرزق مع أن الرزق مضمون عند الله والخوف من الموت مع أن الموت أمر لا مفر منه. فالخوف في هذا المجال لا ينفع لأنه لا يغير من الأمر شيئاً فإذا لم يأتيك أجلك لا تموت حتى ولو طلبته. إن مصادر الخوف مصادر داخلية لها علاقة بالواقع الخارجي.. بعض الناس يستمتعون بالنوم في الظلام، والبعض الآخر يموت رعباً وخوفاً في الظلام. الحكايات التراثية مع الأسف عن الجن جعلتنا نكون صورة ذهنية نخاف منها رغم أن الحقيقة أنني لا أخاف من الجن لأن الله ذكرهم في القرآن ويبن لنا أننا لا نراهم وليس لهم سلطان علينا، ولو لم يذكرهم الله لما عرفت أو صدقت بوجودهم. فلا تضع في عقلك وفكرك إلا ما ينفع، والذي لا ينفع ارمه ولا تضعه في فكرك، حتى ولو كان صحيحاً يقيدك ويقيد فكرك ويقيد حريتك. اسأل نفسك كم مرة حصل هذا الذي أخاف منه معي أو مع غيري؟ " حلل تلك المخاوف وبصدق، ودون أسوأ ما يمكن أن يحصل. " تقبل هذا الأسوأ وروض نفسك عليه إن لزم الأمر ذلك، سوف تشعر براحة. " حاول تحسين الاحتمالات السيئة التي تقبلتها، وكرس وقتك لذلك حتى تبلغ مرادك. " استغل ظرف الحاجة، فهو من موجبات الدعاء، للتوجه إلى الله بالسؤال، واستعن بالأدعية المأثورة والأوقات الفاضلة. " توكل على الله تعالى وثق بأنه معينك لا محالة فإنه لا يُخَيِّب أمل آمل ولا يضيع عمل عامل. " قف موقف الرجال الأبطال من المخاوف حين قال قائلهم: ما ذا يصنع أعدائي بي؟ إن قتلوني فقتلي شهادة، وإن نفوني فنفي سياحة، وإن سجنوني فسجني خلوة، ما ذا يفعل أعدائي بي؟ أنا جنتي في قلبي، وقلبي بيد ربي.كن شجاعاً: إن الشجاع منشرح الصدر، واسع البطان، متسع القلب. والجبان: أضيق الناس صدراً، وأحصرهم قلباً، لا فرحة له ولا سرور، ولا لذة له، ولا نعيم . الحدود والضوابط. " التدريب العملي بدفع الإنسان إلى المواقف المحرجة التي لا يتخلص منها إلا بالشجاعة. " الإقناع بأن معظم مثيرات الخوف لا تعدو أنها أوهام لا حقيقة لها. " القدوة الحسنة وعرض مشاهد الشجعان. " التنافس والتسابق في الخيرات طريق إلى رفع الدرجات. " ترسيخ عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر، وأن الإنسان لن يصيبه إلا ما كتب الله له. " الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر. والمراد بالسجن التقييد بما أمر الله. قال محمد بن السماك رحمه الله: يا بن آدم أنت في حبس منذ كنت، أنت محبوس في الصُلْبِ، ثم في البطن، ثم في المكتب، ثم تصير محبوساً في الكد على العيال، فاطلب لنفسك الراحة بعد الموت حتى لا تكون في الحبس أيضاً. " فاتصف باليقظة والفطانة فإن الدنيا كثيرة الأشغال!! لا يفتح رجل على نفسه باب شغل إلا أوشك ذلك الباب أن يفتح عليه عشرة أبواب. فكن كلما فتح لك باب من الدنيا افتح أنت باباً للآخرة، حتى لا تنس نصيبك منها، وعش متزناً كما أمرك الله تعالى فقال: { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}القصص 77 عن أبى هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة ". أخرجه الترمذي .الشرح أدلج: الإدلاج مخففَا : السير من أول الليل ، والادِّلاج مثقلا : السَّير من آخره ، والمراد بالإدلاج ها هنا : التشمير في أول الأمر، فإن من سار من أول الليل كان جديرا ببلوغ المنزل. قال الفضيل بن عياض: " من خاف الله دله الخوف على كل خير". عن ثابت عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنهم ـ أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل على شاب و هو في النزع فقال : كيف تجدك ؟ قال : أرجو الله و أخاف ذنوبي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرضى أو أمنه مما يخاف ) فمن خاف الله و حفظه في صحته حفظه في مرضه و من راقب الله في خطر حرسه الله في حركاته و سكناته وعن أَبي ذر - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( إنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ ، أطَّتِ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أنْ تَئِطَّ ، مَا فِيهَا مَوضِعُ أرْبَع أصَابعَ إلاَّ وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِداً للهِ تَعَالَى . والله لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أعْلَمُ ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيراً ، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بالنِّساءِ عَلَى الفُرُشِ ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأرُونَ إِلَى اللهِ تَعَالَى )) رواه الترمذي ، وَقالَ : (( حديث حسن )) . وَ(( أطَّت )) بفتح الهمزة وتشديد الطاءِ و(( تئط )) بفتح التاءِ وبعدها همزة مكسورة ، وَالأطيط : صوتُ الرَّحْلِ وَالقَتَبِ وَشِبْهِهِمَا ، ومعناه : أنَّ كَثرَةَ مَنْ في السَّماءِ مِنَ المَلائِكَةِ العَابِدِينَ قَدْ أثْقَلَتْهَا حَتَّى أطّتْ . وَ(( الصُّعُدات )) بضم الصاد والعين : الطُّرُقات : ومعنى : (( تَجأَرُون )) : تَستَغيثُونَ . وعن عدي بن حاتم - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلاَّ سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ ، فَيَنْظُرُ أيْمَنَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إلاَّ مَا قَدَّمَ ، وَيَنْظُرُ أشْأَمَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إلاَّ مَا قَدَّمَ ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلاَ يَرَى إلاَّ النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
وعن المقداد - رضي الله عنه - ، قَالَ : سمِعْتُ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يقول : (( تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنَ الخَلْقِ حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ )) قَالَ سُلَيْم بنُ عامِر الراوي عن المقداد : فَوَاللهِ مَا أدْرِي مَا يعني بالمِيلِ ، أمَسَافَةَ الأرضِ أَمِ المِيلَ الَّذِي تُكْتَحَلُ بِهِ العَيْنُ ؟ قَالَ : (( فَيكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أعْمَالِهِمْ في العَرَقِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى كَعْبَيْهِ ، ومنهم من يكون إِلَى ركبتيه ، ومنهم مَنْ يَكُونُ إِلَى حِقْوَيْهِ((أي مَعقِد الإزار .)) ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ العَرَقُ إلْجَاماً )) . قَالَ : وَأَشَارَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدهِ إِلَى فِيهِ . رواه مسلم . وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - : أن رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( يَعْرَقُ النَّاسُ يَومَ القِيَامَةِ حَتَّى يَذْهَبَ عَرَقُهُمْ في الأرضِ سَبْعِينَ ذِراعاً ، وَيُلْجِمُهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ آذَانَهُمْ )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ . ومعنى (( يَذْهَبُ في الأرضِ )) : ينزل ويغوص . وعنه ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - إذْ سمع وجبة((قال النووي في شرح صحيح مسلم: (( معناها السّقطة )) . )) ، فَقَالَ : (( هَلْ تَدْرُونَ مَا هَذَا ؟ )) قُلْنَا : الله وَرَسُولُهُ أعْلَمُ . قَالَ : (( هذَا حَجَرٌ رُمِيَ بِهِ في النَّارِ مُنْذُ سَبْعينَ خَريفاً ، فَهُوَ يَهْوِي في النَّارِ الآنَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَعْرِها فَسَمِعْتُمْ وَجْبَتَهَا )) رواه مسلم . الَ الله تَعَالَى : { وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ } [ البقرة : 40 ] ، وَقالَ تَعَالَى : { إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ } [ البروج : 12 ] ، وَقالَ تَعَالَى : { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَعْدُودٍ يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ } [ هود : 102-106 ] ، وَقالَ تَعَالَى : { وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ } [ آل عمران : 28 ] ، وَقالَ تَعَالَى : { يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } [ عبس : 34-37 ] ، وَقالَ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ } [ الحج : 1-2 ]، وَقالَ تَعَالَى : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } [ الرحمان : 46] ، وَقالَ تَعَالَى : { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ ، فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ }الطور : 25-28 وَالآيات في الباب كثيرة جداً . والخوف على قدر الذنوب فلو كان الرجاء يستقيم بلا عمل لكان المحسن والمسيء في الرجاء سواء وقد قال الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (البقرة:218) قال الله تعالى {وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} لأعراف:56 عن على بن أبى طالب قال : عليكم بخمس ، لو رحلتم فيهن المطى لأنضيتموهن قبل أن تدركوا مثلهن : لا يرجو عبد إلا ربه ، ولا يخافن إلا ذنبه ، ولا يستحيى من لا يعلم أن يتعلم ، ولا يستحيى عالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول : الله أعلم ، واعلموا أن منزلة الصبر من الإيمان كمنزلة الرأس من الجسد ، فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد ، وإذا ذهب الصبر ذهب الإيمان)أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان ، وابن عساكروأخرجه أبو نعيم فى الحلية . اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت . اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِمَّا عِنْدَكَ ، وَأَفِضْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ ، وَانْشُرْ عَلَيَّ رَحْمَتَكَ ، وَأَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْ بَرَكَاتِكَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ، وَمِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ. اللهم أغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني . للهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات إلى النور وجنبنا الفواحش ما ظهر وما بطن اللهم احفظنا في اسماعنا وأبصارنا وأزواجنا واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها عليك قابلين بها فأتممها علينا . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين والحمد لله رب العالمين.