منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   معًـا نبني خير أمة (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=100)
-   -   هل الموتى يسمعون ؟ _ بحث علمي _ (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=2028)

مرفوع بالكسرة 02-11-2008 11:05 AM

هل الموتى يسمعون ؟ _ بحث علمي _
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أما بعد :

فهذا بحث مختصر في مسألة سماع الأموات التي اختلف فيها العلماء مع ذكر أدلة الفريقين والترجيح بينها

الدليل الأول على عدم سماع الأموات
قوله تعالى (( وما أنت بمسمع من في القبور )) (فاطر :22)

قال الطبري في تفسير الآية (10/407) ط دار الكتب العلمية (( كما لا يقدر أن يسمع من في القبور كتاب الله، فيهديهم به إلى سبيل الرشاد، فكذلك لا يقدر أن ينفع بمواعظ الله، وبيان حججه، من كان ميت القلب من أحياء عباده، عن معرفة الله، وفهم كتابه وتنزيله، وواضح حججه، كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة {إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور} كذلك الكافر لا يسمع، ولا ينتفع بما يسمع ))
قلت فابن جرير يرى أن الميت لا يستطيع أن يسمع القرآن مطلقاً وبناءً عليه لا ينتفع به بل ويروي عن قتادة أن الآية على ظاهرها في عدم سماع الأموات ووجه تشبيه الكافر بالميت في عدم الإستفادة من الخطاب
وقال ابن أبي زمنين المالكي في تفسيره (4/29) ط الفاروق (( أي وما أنت بسمع الكفار سمع قبول كما أن الذين في القبور لا يسمعون ))
وقال القرطبي في تفسيره ( 14/328) (( أي كما لا تسمع من مات كذلك لا تسمع من مات قلبه ))
وقال العز بن عبدالسلام في تفسيره (3/26) (( كما لا تسمع الموتى كذلك لا تسمع الكافر ))
وقال الشوكاني في تفسيره المسمى فتح القدير (4/486) ط سيد إبراهيم (( كما لا تسمع من مات كذلك لا تسمع من مات قلبه ))
وقال محمد الطاهر بن عاشور في تفسيره المسمى التحرير والتنوير (22/295) (( فكأنهم الأموات في القبور وأنت لا تستطيع أن تسمع الأموات ))
والقول أن الآية فيها تشبيه للكافر بالميت من حيث عدم الإنتفاع بالخطاب قول صحيح ولكنه لا ينفي دلالة الآية على عدم سماع الأموات بدليل قوله تعالى (( وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ * وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ
* وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ * وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ )) (فاطر : 19_20_21_22)
فكما لا يخفى أن الكفار يبصرون ولكنهم لما كانوا لا ينتفعون بالآيات التي يرونها كانوا كالعميان الذين لا يرون ولا يتفكرون بالآيات المرأية فالتشبيه بوجه من الوجوه فقط ومع ذلك هذا لا ينفي عدم رؤية العميان وكذلك الكفاركالموتى الذين لا يسمعون لأنهم لا ينتفعون بما يسمعون ومثله قوله تعالى ((وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ )) (يونس :42)
فأثبت لهم سمعاً ثم شبههم بالصم الذين لا يسمعون مطلقاً فتأمل
فتشبيههم بالصم من وجه من الوجوه لا ينفي عدم سماع الصم

الدليل الثاني على عدم سماع الأموات
ومن أدلة عدم سماع الأموات قوله تعالى (( فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين )) (الروم :52)
ووجه الدلالة أن رب العالمين شبه المشركين بالموتى والصم الذين لا يسمعون لعدم انتفعاهم بما يسمعونه من التنزيل فكما أن الأصم لا يسمع فكذلك الميت لا يسمع
والقول الذي اختاره السقاف من أن قوله تعالى (( إذا ولوا مدبرين )) عائد على الموتى والصم معاً قول ساقط لأن الميت لا يتحرك فكيف يولي مدبراً وفائدة تقييد الإدبار بالأصم أن الأصم إذا كان مقبلاً قد يقرأ الشفتين فينتفع بالخطاب وأما إذا أدبر فلا مجال للإنتفاع
وقد تشبث السقاف بحديث (( مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه كمثل الحي والميت )) _ انظر الإغاثة ص 7_
قلت ومعنى الحديث مختلف عن معنى الآية فالمقصود هنا حياة القلب وموته ثم إنه لا ذكر للسماع في الحديث على خلاف الآية

قال ابن جرير الآخر في تفسير سورة الروم (10/197) (( يقول تعالى ذكره: {فإنك} يا محمد {لا تسمع الموتى} يقول: لا تجعل لهم أسماعا يفهمون بها عنك ما تقول لهم، وإنما هذا مثل معناه: فإنك لا تقدر أن تفهم هؤلاء المشركين الذين قد ختم الله على أسماعهم، فسلبهم فهم ما يتلى عليهم من مواعظ تنزيله، كما لا تقدر أن تفهم الموتى الذين قد سلبهم الله أسماعهم، بأن تجعل لهم أسماعا ))

وقال القاسمي في تفسيره محاسن التأويل (5/409) (( وقال الزمخشري : شبهوا بالموتى وهم أحياء صحاح الحواس ، لأنهم إذا سمعوا ما يتلى عليهم من آيات فكانوا أقماع القول ، لا تعيه آذانهم وكان سماعهم كلا سماع، كانت حالهم لانتفاء الجدوى السماع كحال لالموتى الذين فقدوا السماع ))
قلت وقد أقر القاسمي الزمخشري على ما قرره
وقال صديق حسن خان في تفسيره المسمى فتح البيان (10/69) (( شبه الكفار بالموتى الذين لا حس لهم ولا عقل ))
وقال أبو حيان الأندلسي في تفسيره المسمى البحر المحيط (7/124) (( ولما كان الميت لا يمكن أن يسمع لم يذكر له متعلق ))


وفي المشاركة القادمة سأذكر بيقة أدلة القائلين بعدم سماع الأموات

مرفوع بالكسرة 03-11-2008 12:17 PM

رد: هل الموتى يسمعون ؟ _ بحث علمي _
 
الدليل الثالث على عدم سماع الأموات
ومن أدلة عدم سماع الأموات قوله تعالى (( إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون )) (الأنعام :36)
ووجه الدلالة بينه ابن جرير الطبري حيث قال (5/184) (( القول في تأويل قوله تعالى: { إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون}
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: لا يكبرن عليك إعراض هؤلاء المعرضين عنك وعن الاستجابة لدعائك إذا دعوتهم إلى توحيد ربهم والإقرار بنبوتك، فإنه لا يستجيب لدعائك إلى ما تدعوه إليه من ذلك إلا الذين فتح الله أسماعهم لإصغاء إلى الحق وسهل لهم اتباع الرشد، دون من ختم الله على سمعه فلا يفقه من دعائك إياه إلى الله وإلى اتباع الحق إلا ما تفقه الأنعام من أصوات رعاتها، فهم كما وصفهم به الله تعالى: {صم بكم عمي فهم لا يرجعون} [البقرة: 171]. {والموتى يبعثهم الله} يقول: والكفار يبعثهم الله مع الموتى، فجعلهم تعالى ذكره في عداد الموتى الذين لا يسمعون صوتا ولا يعقلون دعاء ولا يفقهون قولا، إذ كانوا لا يتدبرون حجج الله ولا يعتبرون آياته ولا يتذكرون فينزجرون عما هم عليه من تكذيب رسل الله وخلافهم ))
الدليل الرابع على عدم سماع الأموات
ومن الأدلة التي تدل على عدم سماع الأموات قوله تعالى (( ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ * إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ )) (فاطر : 13 و14)
ووجه الدلالة أن الآية عامة في كل من عبد من دون الله وفيهم الأنبياء فكلهم لا يسمع ويوم القيامة يكفرون بشرك من يدعوهم من دون الله
وحتى لو قلنا أن الآية في الأصنام فالأصنام رموز عن أشخاص
قال البخاري (4859)حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوْزَاءِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ اللَّاتَ وَالْعُزَّى كَانَ اللَّاتُ رَجُلًا يَلُتُّ سَوِيقَ الْحَاجِّ
قلت فصنمه رمزٌ عليه
الدليل الخامس على عدم سماع الأموات
ومن الأحاديث التي تدل على عدم سماع الأموات
قوله صلى الله عليه وسلم ((أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة فان صلاتكم معروضة علي قالوا كيف تعرض عليك وقد أرمت قال إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ))
قلت رواه أبو داود (1047) والنسائي (1374) ترقيم أبو غدة وابن ماجه (1085) بسند صححه الشيخ الألباني غير أن ابن ماجة جعل الحديث من مسند شداد بن أوس
وهو عند الآخرين من مسند أوس بن أوس _ وهو أصح _
وفي الحديث فوائد
الأولى أن الصحابة فهموا أن من تأرم عظامه أي تبلى لا يبلغه شيء لتعطل حواسه بتلاشي أدواتها وهذا عام في كل من هم من غير الأنبياء وبالتالي فهم لا يسمعون
الثانية إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لهم وتخصيصه للأنبياء وتخصيصه للصلاة بالبلوغ ينفي بلوغ غيرها

مرفوع بالكسرة 04-11-2008 11:22 AM

رد: هل الموتى يسمعون ؟ _ بحث علمي _
 
أدلة القائلين بسماع الأموات
الدليل الأول
من أشهر الأدلة التي احتج بها مجيزو سماع الأموات حديث قليب بدر وقد رواه البخاري (4/1461) ومسلم (4/2203) (( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرَكَ قَتْلَى بَدْرٍ ثَلَاثًا ، ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَامَ عَلَيْهِمْ فَنَادَاهُمْ فَقَالَ : يَا أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ ، يَا أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ ، يَا عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ، يَا شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ، أَلَيْسَ قَدْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ، فَإِنِّي قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا . فَسَمِعَ عُمَرُ قَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَسْمَعُوا ، وَأَنَّى يُجِيبُوا وَقَدْ جَيَّفُوا ؟ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يُجِيبُوا . ثُمَّ أَمَرَ بِهِمْ فَسُحِبُوا فَأُلْقُوا فِي قَلِيبِ بَدْرٍ ))
وهذا الحديث حمله جماعة من النظار على أنه معجزة للنبي
قال قتادة ( وهو راوي الحديث عن أنس في البخاري )((أحياهم الله حتى أسمعهم قوله صلى الله عليه وسلم توبيخاً وتصغيراً ونقمة وحسرة وندامة))
قلت وهذا التوجيه قوي من وجوه
الأول أن النبي خصص سماعهم بلحظة ندائه لهم ومفهومه أنهم لا يسمعون في غيرها
روى أحمد بسندٍ ظاهره الحسن عن ابن عمر أنه قال(( وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على القليب يوم بدر فقال يا فلا يا فلان هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا أما والله إنهم الآن ليسمعون كلامي قال يحيى فقالت عائشة غفر الله لأبي عبد الرحمن أنه وهل إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله إنهم ليعلمون الآن أن الذي كنت أقول لهم حقا وإن الله تعالى يقول إنك لا تسمع الموتى وما أنت بمسمع من في القبور ))
وروى النسائي (4/110) بسند قوي عن ابن عمر
-أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على قليب بدر فقال هل وجدتم ما وعد ربكم حقا قال انهم ليسمعون الآن ما أقول لهم فذكر ذلك لعائشة فقالت وهل ابن عمر إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنهم الآن يعلمون أن الذي كنت أقول لهم هو الحق ثم قرأت قوله {إنك لا تسمع الموتى} حتى قرأت الآية.
وهذا الوجه كاف لنقض احتجاج المثبتين للسماع بالحديث
الثاني قول النبي جواباً على قول عمر(( كَيْفَ يَسْمَعُوا وَأَنَّى يُجِيبُوا وَقَدْ جَيَّفُوا )) (( مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ )) فأجاب جواباً خاصاً بالمشركين الذين يناديهم ولم يقل (( بل الموتى يسمعون )) وقال (( لما أقول )) ولم يقال (( لم يقال )) مما يدل أن الأمر خاص به
وبقي أن نتكلم عن تراجع عائشة المزعوم عن نفيها لسماع الأموات وعمدة من يقول بهذا التراجع ما رواه أحمد عَنْ عَائِشَةَ (25372) ، أَنَّهَا قَالَتْ : لَمَّا أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ بِأُولَئِكَ الرَّهْطِ فَأُلْقُوا فِي الطُّوَى ، عُتْبَةُ وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابُهُ ، وَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ : جَزَاكُمْ اللَّهُ شَرًّا مِنْ قَوْمِ نَبِيٍّ ، مَا كَانَ أَسْوَأَ الطَّرْدِ وَأَشَدَّ التَّكْذِيبِ ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ تُكَلِّمُ قَوْمًا جَيَّفُوا ؟ فَقَالَ : مَا أَنْتُمْ بِأَفْهَمَ لِقَوْلِي مِنْهُمْ ، أَوْ لَهُمْ أَفْهَمُ لِقَوْلِي مِنْكُمْ ».
قلت وسنده ضعيف فهو من رواية مغيرة بن مقسم عن إبراهيم النخعي وهي ضعيفة كما في تهذيب التهذيب (5/496) وإبراهيم لم يسمع من عائشة كما في تهذيب التهذيب (1/177) وروايته هنا عن عائشة

وحتى لو صح السند فإنه معلولٌ بمخالفة الروايات الأخرى الثابتة عن أم المؤمنين

مرفوع بالكسرة 05-11-2008 03:35 PM

رد: هل الموتى يسمعون ؟ _ بحث علمي _
 
الدليل الثاني

ومن ذلك استدلالهم بحديث ((ما من عبد يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام ))
وفي لفظ (( ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام ))
وهذا الحديث لا يصح

روى الحديث ابن عبد البر في الإستذكار ص185 من الجزء الأول: أخبرنا أبو عبد الله عبيد بن محمد قراءة مني عليه سنة تسعين وثلاثمائة في ربيع الأول قال: أملت علينا فاطمة بنت الريان المستملي في دارها بمصر في شوال سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة قالت: حدثنا الربيع بن سليمان المؤذن، صاحب الشافعي، قال: حدثنا بشر بن بكير، عن الأوزاعي، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أحد مر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام ))
قلت وقد صحح هذا السند عبد الحق الإشبيلي في الأحكام(1/80) ولكنه معلول
فقد ورد بلفظ "ما من عبد يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام"
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (4493) (( أخرجه أبو بكر الشافعي في (( مجلسان)) (6/1) وابن جميع الصيداوي (351) وأبو العباس الأصم في الجزء الثاني من حديثه (ق143/2) ورقم 43 منسوختي ، ومن طريقه الخطيب في التاريخ (6/137) وتمام في الفوائد (2/19/1)وعنه ابن عساكر (3/209/2) و (8/517/ 1) والديلمي (4/11)والذهبي في سير أعلام النبلاء (12/590) عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم به )) انتهى النقل بتصرف يسير _ وقد نبه الشيخ الألباني إلى وقوع الإنقطاع في سند ابن جميع الصيداوي والذهبي _
قلت لا يخفى على الناظر اتفاق المخرج فقد روى هذا الحديث عن عبد الرحمن بن زيد بشر بن بكير وعن بشر الربيع بن سليمان وهذا يستوجب الترجيح ورواية أبو العباس الأصم وهو محدث عصره كما في السير (15/453) أرجح من رواية فاطمة بنت الريان التي لا تكاد تعرف ولم أظفر إلى الآن بترجمةٍ لها

قال الحافظ ابن رجب في أهوال القبور (ق83 /2) _ استفدت من تحقيق الشيخ الألباني لللآيات البينات_(( قال عبد الحق الإشبيلي : إسناده صحيح . يشير إلى أن رواته كلهم ثقات ، وهو كذلك ، إلا أنه غريب ، بل منكر ))




وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم يترجح شديد الضعف لاوإليك

أقوال الأئمة النقاد فيه كما وردت في تهذيب التهذيب ( 3/345) ط دار المعرفة
قال الدوري عن ابن معين ((ليس حديثه بشيء ))
وقال البخاري وأبو حاتم ((ضعفه علي بن المديني جداً))
وقال أبو حاتم(( ليس بقوي في الحديث كان في نفسه صالحا وفي الحديث واهيا))
وقال بن حبان ((كان يقلب الأخبار وهو لا يعلم حتى كثر ذلك في روايته من رفع المراسيل وإسناد الموقوف فاستحق الترك ))
وقال بن سعد ((كان كثير الحديث ضعيفا جدا ))
قال الساجي ((وهو منكر الحديث ))
وقال الطحاوي ((حديثه عند أهل العلم بالحديث في النهاية من الضعف ))
وقال الحاكم وأبو نعيم ((روى عن أبيه أحاديث موضوعة ))
قلت هذا يقتضي أن تكون روايته عن أبيه وهذه منها ضعيفة جداً بل موضوعة
وقال البزار في مسنده ( 1/415) عن عبدالرحمن ((منكر الحديث جداً ))

ثم إن الحديث خاص فيمن يعرفه المؤمن في الدنيا وهذا يخرج من كان لا يعرفه

ولا أدري كيف أصبح إسناد هذا الخبر جيداً كما زعم بعضهم


الساعة الآن 09:43 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام