منتدى قصة الإسلام - هـــؤلاء هــم اليهود

كان من عادة اليهود انه اذا ثبت ادانة رجل وامراة بفعل السوء ان يحكموا فيهما ( بالتجبية ) وهي ان يجلد كل واحد منهما بحبل من ليف مطلئ بالقار ويتم طلاء وجهيهما بالسواد ! ثم يركب كل منهما حمارا ويجعل وجهه الي مؤخرة الحمار ويطوف الناس بهما في المدينة فهل ظل هذا الحكم بينهم بعد هجرة رسول الله صلي الله علليه وسلم الي المدينة ؟
فقد حدث بعد الهجرة ان اجتمع علماء اليهود وقرروا الحكم بإدانة رجل وامراة منهم بالفاحشة ارادوا ان يستغلوا هذه الحادثة ، كي يتأكدوا من صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم قالوا : نبعث بهذا الرجل والمراة الي محمد ونسأله ان يحكم فيهما ، ونري ماذا سيفعل ؟! فإذا حكم فيهما بالتجبية ، فأنه يكون ملكا وليس نبيا ، وبذلك لا نخشي منه علي مكانتنا بل يمكن ان نقول له : اننا اتبعناه وصدقناه ، اما اذا حكم فيهما بالرجم ، فإنه نبي ، وبذلك ينبغي ان تحذروا منه علي مكانتكم كي لايسلبكم ما انتم فيه .
ذهب اليهود الي رسول الله صلي الله عليه وسلم بالرجل والمراة قالوا له : احكم في هذين فإنهما قد فعلا السوء فاحكم فيهما فقد وليناك الحكم عليهما .
امرهم الرسول الكريم ان ياتوا بالتوراة ، ففيها حكم الله الذي بينه لهم ، فبدأ احد علمائهم يقرأها ولكنه وضع يده علي اية الرجم التي امرهم الله فيها بأن يرجموا الرجل والمراة اذا فعلا ذلك ، وكان مع الرسول الكريم عبدالله بن سلام رضي الله عنه الذي كان من علماء اليهود من قبل ولكن الله تعالي هداه الي الاسلام ، فادرك عبد الله ان العالم اليهودي اخفي اية الرجم بيده فضرب يده وابعدها عن التوراة وقال : هذه يارسول الله اية الرجم يأبي ان يتلوها عليك !
قال لهم الرسول الكريم : ويحكم يامعشر اليهود مادعاكم الي ترك حكم الله وهو بأيديكم ؟ كان ذلك مفاجأة لهم أُسقط في ايديهم ، وجدوا انه لا مفر من الاعتراف بالحقيقة وان يخبروا رسول الله صلي الله عليه وسلم بالسبب الذي دعاهم الي ان يتركوا حكم الله ويعطلوا حدا من حدوده !
قالوا له : والله يارسول الله انا كنا نعمل به الي ان وقعت تلك الواقعة التي جعلت اليهود يتركونه فقد حدث فيما مضي ان رجلا من بيوت الملوك واهل المكانة العالية وقع في هذا الفعل السئ مع امراة من قومه وقد كان متزوجا اي مستحقا لتنفيذ حكم الله وهو الرجم ولكن الملك حماه وعطل حكم الله فيه بسبب قرابته منه وبعد ذلك وقع رجل من اليهود في الذنب نفسه ولم يكن قريبا من الملك ولا من بيوت الملوك واشرافهم فاراد الملك ان يطبق عليه الحكم ويقيم عليه حد الرجم فاعترض اهله وعشيرته وقالوا للملك : لا والله لاترجمه حتي ترجم فلانا قريبك .
شعر الملك انه في مأزق اراد ان يبحث عن حل لتلك المشكلة استعان بعلماء اليهود في زمانه فاجتمعوا فيما بينهم واتفقوا علي التجبية وهي الجلد بحبل مدهون بالقار وسواد الوجه وركوب الحمار اما الرجم فقد اماتوه واخفوه وابطلوا العمل به فاستمر ذلك من بعدهم .
فلما انتهوا من كلامهم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : فأنا اول من احيي امر الله وكتابه والعمل به ثم امر بالرجل والمراة فتم رجمهما امام المسجد. كان عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما من بين الذين رجموهما ، راي ذلك اليهودي ينحني علي المراة كي يحميها من الحجارة ولكن هيهات فهذا حكم الله من فوق سبع سماوات جزاء لهذه الجريمة البشعة وحتي لو استطاع ان يحميها من احجار الدنيا فمن يحميها من نار جهنم تلك النار التي وقودها الناس والحجارة .
لم تكن هذه هي المرة الوحيدة التي لجأ فيها اليهود الي رسول الله صلي الله عليه وسلم كي يحكم بينهم بل لجأوا اليه مرة اخري ليس حبا فيه ولكنهم ارادوا ان يفتنوه ! فقد اجتمع ذات يوم ثلاثة من علمائهم وقالوا فيما بينهم : هيا نذهب الي محمد لعلنا نفتنه عن دينه فإنما هو بشر هيا نجرب لعلنا ننجح في ذلك . ذهبوا الي الرسول الكريم وقالوا له : يا محمد انك تعرف اننا علماء اليهود واشرافهم وسادتهم وانا اذا اتبعناك وآمنا بك اتبعك اليهود كلهم من بعدنا سيفعلون ذلك اقتداء بنا وثقة في راينا فإننا مستعدون للإيمان بك وتصديقك ولكن بشرط ، فما هو ؟
عرضوا شرطهم قائلين : ان بيننا وبين رجال من قومنا خصومة فما رايك ان نعرض عليهم ان تكون حكما بيننا فإذا جئنا بهم اليك تحكم لنا عليهم فنؤمن بك بعد ذلك ونصدقك ! امرٌ عجيب !! كيف يجرؤ هؤلاء علي ان يطلبوا ذلك من الرسول الكريم ، فقد بعثه الله بالحق ، فكيف يكون الباطل ثمنا للحق ، رفض الرسول الكريم ذلك الطلب العجيب ! فدين الله ليس في حاجة الي اهل الباطل ، ظل الاسلام يتخلل النفوس والقلوب في كل زمان ومكان ، وظل اليهود اعداء لله ورسوله والمسلمين .