منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   خواطر وأدب (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=68)
-   -   يا أيها الأقصى الجريح ! (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=21461)

إبراهيم الجيزاوي 28-04-2011 05:30 AM

يا أيها الأقصى الجريح !
 
يَا أُمَّةَ التَّوْحِيدِ هُبِّي وانْهَدِي [1] وخُذِي زِمَامَ الأَمرِ جِدّاً واصْمُدِي
شَحَذَ البُغاةُ الهِيمُ ضِغْنَ قُلُوبِهِمْ وتَقَاطَرُوا ، كُلٌّ بكُلٍّ يَقْتَدِي
إنَّا غَدَوْنَا كالخِرَافِ يَسُوسُنَا رَاعٍ هَزِيلُ الفِكْرِ ، مُنْهَزِمٌ رَدِي
لا ؛ والذي سَمَكَ السماءَ وحَاكَها لَنْ نهتدي إلاَّ بشَرْعِ مُحَمَّدِ
فهوَ الذي قادَ العُرُوبَةَ للعُلا بالدِّينِ بالحقِّ المُبِينِ بمسجدِ
واليومَ صِرْنا كالبُغَاثِ بأرضِنا خُرْساً وعُمْياً عن عدوٍّ سَرْمَدي
يَلْهُو بنا جَلاَّدُنا ، وثُغُورُنا تحمي أعادينا البُغاةَ وتَفْتَدي
ودِيارُنا مَرْمَى العَدُوِّ ، وأهلُنا صَيْدٌ لكلِّ مُكابِرٍ ومُعَرْبِدِ
أَهلي تَعامَوْا عنْ عَدُوٍّ غَادِرٍ واسْتَبْسَلوا في قَهْرِ شَعْبٍ مُجْهَدِ
و المسجدُ الأقصَى يُرَدِّدُ شاكياً : مَا حِيلَتي يَا ربُّ قدْ قُطِعَتْ يَدي
حَوْلي الأَحِبَّةُ أَغْمَضُوا أَبْصَارَهُمْ عَمَّا أُقاسي من عَدُوٍّ مُلْحِدِ
مَا بَالُهُمْ كُلٌّ أَشَاحَ بوجْهِهِ عَنِّي ، ولاذَ بهَجْعَةٍ وتَبَلُّدِ ؟
مَا بَالُهُمْ قَدْ أَغْمَدُوا أَسْيافَهُمْ وتََناوَمُوا عن مَقْصَدٍ وتَعَمُّدِ ؟
* * *
فَهَبُوا مَوَاطِنَكُمْ غَدَتْ نَهْبَ العِدَى وأَنَا بطِيبِ مَعِيشَةٍ وتَبَغْدُدِ
أَوَ كنْتُمُ تَرْضَوْنَ مِنِّي مَا بَدا منكُمْ وأُحْسَبُ في شُعُوبِ مُحَمَّدِ ؟!
دَعْكُمْ مًنَ الصَّمْتِ المُرِيبِ فإنهُ عَارٌ شَنِيعٌ لا يَلِيقُ بمُهْتَدِي
أَنَا هَا هُنا في غَزَّةَ الشَّمَّاءِ أَصْـ ـمُدُ للعَدُوِّ الغاشِمِ المُتَمَرِّدِ
لا أَنْثَني حَتَّى يَصِيرَ النصرُ ثَوْ باً سَابِغاً ، وتَنامُ عَيْنُ مُسَهَّدِ
ويعُودَ للأقْصَى الشَّرِيفِ مَقَامُهُ بَيْـنَ الوَرَى ، ويَقِرَّ رَوْعُ الهُدْهُدِ
وتَفُوحَ أَجواءُ البَرَايَا بالهُدَى والطَّيْرُ بَيْنَ مُرَفرِفٍ ومُغَرِّدِ
أنَا سَهْمُ كُلِّ قبيلةٍ وعَشِيرَةٍ شَمَّاءَ تُمْسِي باليَقِينِ وتَغْتَدِي
أَنَا سَيْفُ كُلِّ قَبِيلَةٍ مُضَرِيَّةٍ فَرَطٌ لَهَا في صَحْوَةٍ وتَجَدُّدِ
أَنَا لَنْ أَذِلَّ لغاصِبٍ مهما عَتَا سَأَظَلُّ ما أَحيَا طَهُورَ المورِدِ
أنَا لن أَمَلَّ من الجهادِ؛ فليسَ لي إلا الجهادُ طرِيقُ كلِّ مُجَدِّدِ
* * *
إنَّ اليهودَ وإنْ تَعَاضَدَ جَمعُهُمْ وأَمَدَّهمْ حَبْلُ الصليبِ بمِرْفَدِ
لنْ يبلُغوا منَّا الهَزيمةَ ، والرضَا دُونَ انبِلاجِ الصُّبْحِ بالنصرِ النَّدِي
ولَسوفَ يَعلمُ كلُّ مَنْ فَوقَ الثَّرَى مِنْ ظَالِمٍ أو عائلٍ مُستَعبَدِ
أَنَّا - بَنِي الإسلامِ - أَهلُ نِكايةٍ بعدوِّنَا إنْ جارَ ، أَهلُ تَفَرُّدِ
نَعفُو إذا فُزْنا ، ونَصبرُ إنْ بَغَا بَاغٍ ، وندَّخِرُ العِرَاكَ إلَى غَدِ
نأبَى الخَنَا مهما تَعاظَمَ أَهلُهُ وامتدَّ في الآفاقِ غَيرَ مُقَيَّدِ
ونذُودُ عن أَقداسِنا أَهلَ الهَوَى ذَوْدَ الأبيِّ الحُـرِّ دُونَ تَردُّدِ
* * *
نَحْنُ الأُلَى سَبَقُوا الأَنامَ بنهضَةٍ عَمَّتْ تُخومَ الأَرضِ مِعطاءَ اليَدِ
مَا فرَّقَتْ بينَ الأَنامِ لمَوْطِنٍ أَو لُكْنَةٍ عَجْماءَ مِنْ مُتَشَرِّدِ
فالكُلُّ في دينِ الإلهِ عَبِيدُهُ مِنْ أَيِّ قَوْمٍ سُلْسِلُوا أَو مَحْتِدِ
* * *
يَا أَيُّها الأَقْصَى الجَريحُ تَصَبُّراً فالنصرُ آتٍ لا مَحالةَ في غَدِ
الناسُ حَوْلَكَ ثائرونَ تَصُدُّهمْ عنكَ القُيُودُ وحُكْمُ ثرثارٍ رَدِي
وغَداً سيرحَلُ إفْكُهُ وشُرُورُهُ وتُقَصُّ أَجنحةُ الزعيمِ الأَوْحَدِ
ويُصاحُ : يَا هذي الحدودُ تصَدَّعِي عن دَربِنا ، وذَرِي المَسِيرَةَ تَبْتَدِي !


الساعة الآن 05:27 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام