30-11-2014, 10:57 AM
|
المشاركة رقم: 5 (permalink)
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو فعال |
البيانات |
التسجيل: |
30 - 9 - 2009 |
العضوية: |
8312 |
المشاركات: |
135 |
بمعدل : |
0.03 يوميا |
معدل التقييم: |
0 |
نقاط التقييم: |
10 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
بوالوليد
المنتدى :
منتدى التنمية البشرية
رد: سلسلة (خذ الكتاب بقوة)
الحلقة الخامسة
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
مع حلقة جديدة من سلسلة (خذ الكتاب بقوة) والتي نسعى من خلالها إلى بيان أهمية صفة الجدية في حياتنا.
لازلنا نتحدث عن علامات الجدية والتي بدأناها بالعلامة الأولى وهي وجود الهدف ثم العلامة الثانية وهي استثمار الوقت. وفي هذه الحلقة نتحدث عن العلامة الثالثة وهي الحرص على طلب العلم.
المتأمل في حياة العظماء يجد هذه العلامة واضحة في حياتهم ولعل كلمة الإمام أحمد بن حنبل لخّصت حياة هؤلاء العظماء حين سئل رحمه الله: إلى متى تطلب العلم؟ فقال: مع المحبرة إلى المقبرة. فكانت حياة هؤلاء العظماء تعكس الحرص على طلب العلم مع أنهم وصلوا إلى مراتب عالية في العلم والتعليم.
وإذا تساءلنا عن سبب كون هذه العلامة من علامات الجدية، فنقول بأن الحرص على طلب العلم يعني بطبيعة الحال استثمار الأوقات وعدم إضاعتها والرغبة في تطوير الذات في النواحي المختلفة. والعلم الذي نقصده بلا شك هو العلم المفيد سواء كان هذا العلم شرعيا أو حياتيا.
والدليل على أنّ هذه العلامة من علامات الجادين هي أنها طريق من طرق دخول الجنة حيث قال صلى الله عليه وسلم: “وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً، سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقاً إِلَى الجَنَّةِ“.رواه مسلم.
وقد ضرب الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أروع الأمثلة في طلب العلم حيث بدأ بطلب العلم منذ صغره واستمر في ذلك حتى أصبح حَبر الأمة وترجمان القرآن وأحد أكبر علماء الصحابة رضوان الله عليهم جميعا.
والقارئ لتاريخ علماء المسلمين يجد العجب العجاب في حرصهم على طلب العلم لدرجة أن بعضهم قد اختصر وقت أكله حرصا على العلم، وبعضهم ألقى النوم جانبا حرصا على العلم، بل إن من أعجب الأمثلة هو من يحرص على العلم وهو على فراش الموت. كل ذلك لأنهم كانوا جادّين في حياتهم.
(خذ الكتاب بقوة) يدفعنا إلى الحرص على طلب العلم حتى آخر لحظات حياتنا لكي نفيد أنفسنا والآخرين.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد، وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.
توقيع : بوالوليد |
كن إيجابيا واصنع الحياة |
|
|
|