منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   منتدى التنمية البشرية (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=130)
-   -   الصلاح.. صفة الشخص الطموح للنجاة من الأزمات (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=21580)

إبراهيم الجيزاوي 01-05-2011 04:17 AM

الصلاح.. صفة الشخص الطموح للنجاة من الأزمات
 
الصلاح في اللغة: مصدر «صلح» الشيءُ يَصْلَحُ ويصلُحُ صَلاَحًا وهو ضد الفساد ويقال فيه أيضًا صَلَحَ صُلُوحًا والوصف من صالح وصلح ورجل مُصْلح في أعماله وأموره وقد أصلحه الله.
واصطلاحًا: هو سلوك طريق الهدى.
وقيل: وهو استقامة الحال على ما يدعو إليه (الشرع) والعقل.
والصالح: المستقيم الحال في نفسه.
وقال بعضهم: هو القائم بما عليه من حقوق الله وحقوق العباد، والكمال في الإصلاح منتهى درجات المؤمنين ومُتمَنى الأنبياء المرسلين.
وقيل: التغير إلى الاستقامة في الحال وضده الفساد.
وذكر أهل التفسير أن الصلاح في القرآن على أوجه:
الأول: الإيمان، ومنه قوله تعالى: "جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ"(الرعد: 23).
الثاني: علو المنزلة، ومنه قوله تعالى: "وَإِنَّهُ فِي الآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ" (البقرة: 130).
الثالث: تسوية الخلق، ومنه قوله تعالى: " لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا" (الأعراف: 189)، أي سويَّ الخلق.
الرابع: يكون بمعنى الرفق، ومنه قوله تعالى: "سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ" (القصص: 27)، أي الرافقين بك.
الخامس: يكون بمعنى الإحسان، كما في قوله تعالى: "إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ" (هود: 88).
السادس: يكون بمعنى الطاعة، كما في قوله تعالى: "إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ" (البقرة: 11)، يعني مطيعين لله عزَّ وجل.
السابع: يكون بمعنى الأمانة، كما في قوله تعالى: "وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا" (الكهف: 82)، يعني ذا أمانة.
وهذا هو المطلوب من الرجل الطموح الصالح..
مطلوب منه: الإيمان وعلو المنزلة وتسوية الخلق والرفق والإحسان والطاعة والأمانة، عندها سيلبي الله له ما يشاء عند الدعاء، شأنه كشأن ما ورد في صحيح البخاري عن الثلاثةِ نفر الذين أوَوْا إلى غار في جبل فأُغلق بصخرة، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالاً عملتموها صالحةً فادعوا الله بها لعله يفرجها.
فكان من الثلاثة، الصفاتُ السابقة كلها؛ في الصلاح مع الوالدين والأجير والخوف من الله، ففرج الله عنهم، طامحين بصلاحهم في الله، فاستجاب لهم ونجوْا مما هم فيه.
الصلاح مطلوب للطموح، حتى ينجوَ من أحداث وأزمات ومشكلات ستحدث له، عندها لن يجد سوى صلاحه يسنده بعد الله عز وجل، ليخرج من هذه الأحداث.
هذا في الدنيا.. أما في الآخرة:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: «أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر» صحيح البخاري، مصداق ذلك في كتاب الله: "فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"(السجدة: 17).
وهذا الشافعي يقول:
أحب الصالحين ولست منهم
لعلي أن أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي
ولو كنا سواءً في البضاعة
وقال يحيى بن معين:
وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد
ذخرًا يكون كصالح الأعمال
وقال أبو العتاهية:
وإذا تناسبت الرجال فما أرى
نسبًا يقاس بصالح الأعمال
وإذا بحثت عن التقي وجدته
رجلاً يصدِّق قوله بفعال
وإذا اتقى الله امرؤٌ وأطاعه
فتراه بين مكارم ومعالي
أنت تحتاج إلى الصلاح في طريق طموحك الطويل، فهو لك:
دليل كمال الإيمان وحسن الإسلام.
به تجلب النعم وتدفع النقم.
علامة على حسن الخاتمة.
طريق موصل إلى الجنة.
سبيل إلى الاستخلاف في الأرض.
طريق إلى الحياة الطيبة.
سبيل إلى النصر في الدنيا والآخرة.
يثمر محبة الله ثم محبة الناس.
وقاية من خطر الذنوب والمعاصي.
فهل ستتمسك به أم ستتخلى عنه، وبالتالي تتخلى عن رحلتك مع نفسك؟



الساعة الآن 05:42 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام