لم يدر "فرانك ريبيري Franck Ribéry" (23 عامًا) لاعب الوسط وأصغر لاعب في المنتخب الفرنسي لكرة القدم أن يديه المرفوعتين وهو يقرأ "الفاتحة" قبيل أدائه ركلة البداية في مونديال كأس العالم 2006م ستخطفان الأضواء إليه.
ويرى ريبيري أن دينه الجديد هو أمر شخصي، ولا يحبذ التحدث عنه علنًا مع كثير من الفرنسيين الذين يجهلون أنه قد اعتنق الإسلام. إنه نادرًا ما يتحدث عن كيفية عثوره على الدين الإسلامي، ملحًّا على "البابارازي" (المصوِّرون المتطفلون) أن يدعوه وشأنه.
لكنه حديثًا صرَّح لمجلة "باري ماتش" أنه يشعر بالاطمئنان مع الإسلام. كما قال: "لقد عشت حياة صعبة، وعقدت العزم على أن أعثر على السكينة، وفي نهاية المطاف وجدت الإسلام".
وكانت مجلة الإكسبرس L'Express الفرنسية هي أول من سرَّب خبر تحول ريبيري إلى الإسلام في بداية العام 2006م، رغم أن تك المجلة لم تذكره بالاسم إلا أنها قالت: إن لاعبًا من المنتخب الوطني الفرنسي قد اعتاد على التردد إلى مسجد في مدينة "مارسيليا" جنوب فرنسا.
وهناك تشجيع لريبيري ليخلف أسطورة كرة القدم اللاعب الفرنسي المسلم ذي الأصل الجزائري زين الدين زيدان، الذي قال: إنه سيعتزل كرة القدم بعد نهاية بطولة كأس العالم 2006م. ففي "استاد فرانس" كان هنالك نحو ثمانين ألفًا من الجمهور يهتفون باسمه "ريبيري! ريبيري!".
لقد اعتنق ريبيري دين زوجته "وهيبة" ذات الأصول المغربيَّة، وحينما تعرَّض للإلحاح والضغط صرح لمجلة "باري ماتش" قائلاً: "الإسلام منبع قوتي في ساحة الملعب وفي خارجها".
ومن المعروف أن آلافًا من الفرنسيين يعتنقون الإسلام كل عام في فرنسا، لكنهم ليسوا جميعًا يعلنون صراحة عن دينهم الجديد؛ خوفًا من التمييز في المعاملة في المنزل أو في العمل، وخوفًا من النظرة النمطية التي ترى أن المعتنقين الجدد يميلون إلى التطرف، وذلك استنادًا إلى دراسات واستطلاعات حديثة.
ولقد اضطر أخيرًا الهدَّاف المتفوق أنيلكا Anelka، الذي لعب في "باريس سان جيرمان" وفي "أرسنال" و"ريال مدريد" و"ليفربول" و"مانشستر سيتي"، أن ينتقل إلى الفريق التركي بعد تزايد المضايقات الموجَّهة إليه (بعد إسلامه).
والمعروف أن دولة فرنسا فيها ما بين ست إلى سبع ملايين مسلم، ويشكلون أكبر أقلية مسلمة في أوربا.
المصدر: كتاب (هكذا أسلمت) ترجمة وإعداد: هالة صلاح الدين لولو، دار الفكر- دمشق، الطبعة الأولى، 1428هـ/ 2007م.