ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد عشرة أنواع للبكاء
أولا : بكاء الخوف والخشية .
إن للبكاء من خشية الله فضلا ًعظيما ً، فقد ذكر الله تعالى بعض أنبيائه وأثنى عليهم ثم عقب بقوله عنهم: { إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً } مريم58.
وقد ذكر المنذرى من حديث عبد الله بن عباس أن رسول الله قال : " عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله" - المصدر:الترغيب والترهيب - 2/225- حكم المحدث: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما
من فوائد البكاء من خشية الله :
أنه يورث القلب رقة ولينا
أنه سمة من سمات الصالحين
أنه صفة من صفات الخاشعين الوجلين أهل الجنة
أنه طريق للفوز برضوان الله ومحبته
ثانيا ً: بكاء الرحمة والرقة .
ثالثا ً: بكاء المحبة والشوق .
رابعا ً: بكاء الفرح والسرور .
خامسا ً: بكاء الجزع من ورود الألم وعدم احتماله .
سادسا ً: بكاء الحزن ....
والفرق بين بكاء الحزن و بكاء الخوف : هو أن بكاء الحزن يكون على ما مضى من حصول المكروه أو فوات محبوب وبكاء الخوف يكون لما يتوقع في المستقبل منذلك.
والفرق بين بكاء السرور والفرح و بكاء الحزن : أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان .. ودمعة الحزن حارة والقلب حزين.. ولهذا يقال لما يفرح به هو قرة عين وأقر الله به عينه ولما يحزن هو سخينة العين وأسخن الله عينه به.
سابعا ً: بكاء الخور والضعف .
ثامنا ً: بكاء النفاق
وهو : أن تدمع العين والقلب قاس .
تاسعا ً: البكاء المستعار والمستأجر عليه .
كبكاء النائحة بالأجرة فإنها كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب :تبيع عبرتها وتبكي شجو غيرها
عاشرا ً: بكاء الموافقة
فهو أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر عليهم فيبكي معهم ولا يدري لأي شيء يبكون يراهم يبكون فيبكي .
وأما عن التباكي قال : وما كان مستدعىً متكلفاً ، وهو التباكي
وهو نوعان : محمود ومذموم
فالمحمود : أن يُستحلب لرقة القلب ولخشية الله ، لا للرياء والسمعة ،
والمذموم : يُجتلب لأجل الخلق .
وفى حديث عبد الله بن عباس أن عمر بن الخطاب قال للنبي وقد رآه يبكي هو وأبو بكر في شأن أسارى بدر : قلت : يا رسول الله ! أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك ، فإن وجدت بكاء بكيت ، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أبكي للذي عرض على أصحابك من أخذهم الفداء ، لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة " ( شجرة قريبة من نبي الله ) - أخرجه مسلم في صحيحه ضمن حديث مطول في الجهاد .
ولم ينكر عليه ، وقد قال بعض السلف ابكوا من خشية الله فإن لم تبكوا فتباكوا .
وقال يزيد بن مسرة (رحمه الله): البكاء من سبعة أشياء : البكاء من الفرح والبكاء من الحزن والفزع والرياء والوجع والشكر وبكاء من خشية الله تعالى فذلك يطفئ منها أمثال البحور من النار..
وجاء في الشعر
إذا اشتبكت دموع في خدود تبين من بكى ممن تباكى
ومن المعلوم أن بكاء الشخص أحياناً لا يكون دليلاً على صدق حاله أو مقاله ، ويدل على ذلك قوله تعالى في سورة يوسف
{ وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ } يوسف16
وآخر المقال هو قول شيخ الإسلام ابن تيمية :
وكان عتبة الغلام سأل ربه ثلاث خصال : صوتاً حسناً ، ودمعاً غزيراً ، وطعاماً من غير تكلف ، فكان إذا قرأ بكى وأبكى ودموعه جارية دهره ، وكان يأوي إلى منزله فيصيب فيه قوته ولا يدري من أين يأتيه .
" مجموع الفتاوى " ( 11 / 282
Hk,hu hgf;hx lk,çX hgf;hx
توقيع : سيف الامه
من عرف نفسه لم يضره ما قال الناس فيه
لاتستحى من اعطاء القليل فان الحرمان اقل