قال عميد محرري صحيفة فرانكفورتر الغماينة تسايتونغ الألمانية، فولفغانغ غونتر ليرش، إنه ما كان للعالم اليوم أن يرى الإنترنت أو الحاسوب لولا ما سطره من نظريات ومفاهيم مؤسس علمي الجبر واللوغاريتمات وواضع القواعد الأساسية لعلم الحساب الحديث، العالم المسلم أبو جعفر محمد بن موسى الخوارزمي. وقال ليرش "إن رواد علوم الرياضيات الألمانية الحديثة آدم ريزا وكارل فريدريش غاوس وكورت جويديل بنوا نتائج أبحاثهم الباهرة على ما أخذوه من نتائج توصل إليها الخوارزمي، الذي ينسب إليه مفهوم الخوارزمية في الرياضيات ويعد عند بعض كبار علماء الرياضيات الأب الروحي لعلم الحاسوب". وأضاف "لا تجري الآن مناقشة علمية حول أهمية الإنترنت دون أن يستدل فيها بالخوارزمية التي توصل إليها الفلكي والرياضي المسلم الكبير، الذي يعود نسبه إلى منطقة خوارزم الواقعة حاليا بين أوزباكستان وتركمانستان".
مآثر علمية
وذكر ليرش -الذي يعد أبرز الصحفيين الألمان المتخصصين في تاريخ الحضارة الإسلامية- أن الخوارزمي يعد واحدا من أشهر علماء الرياضيات والفلك والحساب في العالمين العربي والإسلامي، ومثله في ذلك مواطنه أبو الريحان البيروني، صاحب الفضل في وضع اللبنات الأولى لعلمي الجغرافيا والخرائط وعلوم أخرى عديدة. ونبه الصحفي الألماني إلى أن ترجمة أعمال الخوارزمي إلى اللاتينية في العصور الوسطى ساعدت أوروبا في الوصول إلى ما تستخدمه الآن من نظريات حديثة في علوم الرياضيات والحساب، مشيرا إلى أن صاحب كتاب "حساب الجبر والمقابلة" هو واضع أسس علمي الجبر وحساب اللوغاريتمات وأول من أدخل الصفر في العمليات الحسابية ومبتكر علامة التساوي وحاصل ضرب علامات الجمع والطرح. ونوه إلى أن محمد بن موسى الخوارزمي اعتمد في معادلاته الرياضية على الأرقام والعلامات الرياضية واختلف بذلك عن اليونانيين الذين ركزوا في معادلاتهم على استخدام الحروف والرسوم.
بيت الحكمة
ولفت ليرش إلى قضاء الخوارزمي الشطر الثاني من حياته في بغداد العاصمة الذهبية لدولة الخلافة العباسية التي امتدت -في عصره- من شمال أفريقيا إلى آسيا الوسطى.
ونوه الصحفي الألماني بدور الخلفاء العباسيين في دعم العلوم وتشجيع انفتاح المسلمين على الثقافات والحضارات المختلفة، وقال إن الخليفة المأمون أسند إلى الخوارزمي رئاسة بيت الحكمة الذي مثل بوتقة انصهرت فيها عصارة تجارب وأفكار مميزة لعلماء مسلمين ومسيحيين ويهود ومجوس. وخلص كبير محرري صحيفة فرانكفورتر الغماينة إلى أنه في حين "بقي عام ميلاد الخوارزمي مجهولا يعتقد أن وفاته كانت في عام 850 م، غير أن مآثر هذا العالم الكبير ستبقى شاخصة ودالة عليه عبر العصور وفي الكون" .
إنـــــي تـــذكرتُ والذكـــرى مؤرقةٌ مجـــداً تليداً بأيدينـــا أضعنـــاه
أن اتجهت إلـــى الإســـلام في بلـــد تجده كالطير مقصوصا جناحـاه
كـم صرفتنـــا يد كنــــا نصــرفهــــا وبـات يملكنـــا شعب ملكنـــــاه
استرشدَ الغـــــربُ بالماضي فأرشده ونحنُ كان لنـــا ماضٍ نسينــاه
إنا مشينا وراء الغـــــربِ نقبسُ من ضيائهِ فأصابتنــــا شظايــــــاهُ
باللهِ سل خلفَ بحرِ الروم عن عرب بالأمسِ كانُ هنا واليومَ قد تاهوا
وانزل دمشقَ وسائل صخرَ مسجِدها عن منً بناهُ لعل الصخرَ ينعــاهُ
هاذِ معــــــالمُ خرسٌ كــــل واحـــدة منهن قامت خطيباً فاغراً فـــــاهُ
اللهُ يعلـــمُ ما قلبتُ سيرَتهم يومــــاً وأخطاءَ دمـــعُ العيـــنِ مجـــراهُ
لا درَ درُ إمـــــرءٍ يطري أوائلـــــه فخراً ويطرقٌ إن سألتُه مــا هـو
يا من يرى عمـــــراً تكسوه بردتُه والزيتُ ادمٌ لــه والكـــوخُ مأواهُ
يهتزُ كســــرا على كرسِيه فــــرقاً من خوفه وملوكُ الرومَ تخشــاه
يا ربي فأبعث لنا من مثلهم نفـــراً يشيدونَ لنـــا مجـــــــداً أضعناه
بارك الله فيك اخي الحبيب
جازاك الله خيرا
ما أجمل تلك الأبيات
جزاكم الله كل خير أخي الحبيب ..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sraj
الحمد لله رب العالمين
نحن امة لها امجادها ولها مشاهيرها من العلماء
تاريخ مكلل بالعزة والفخر
بارك الله لك اخي الب ارسلان
دائما تفاجئنا بنقلك الرائع
وشكرا لك اخي mizouu على هذه القصيدة الرائعه جدا جدا
وادخلكم الله فسيح جناته
جزاكم الله خيرا على طيب المرور والتعليق أختنا الفاضلة