وهناك دوماً في كل زمان ومكان منصفون يُجري الله الحقّ على لسانهم ليُزهقوا به الباطل ، وخصوصاً كُتّاب الغرب الذين شهدوا بما أملاهم عليهم ضميرهم وفي مقدمتهم (لوثروب ستيوارت) في كتابه: (حاضر العالم الإسلامي) ود(آلما والتن) في كتابها: (عبد الحميد ظلّ الله على الأرض) والبروفيسور ورئيس جامعة بودابست اليهودي (أرمينيوس وامبري) الذي زار تركيا عام 1890م، والتقى السلطان، وقال عنه في كتاب (31 مارت) ص 61-62 : "إرادة حديدية، عقل سليم... شخصية وخُلُق وأدب رفيع جداً يعكس التربية العثمانية الأصيلة، هذا هو السلطان عبد الحميد ، ولا تحسبوا معلوماته الواسعة تخص الإمبراطورية العثمانية المنهكة وحدها ، فمعلوماته حول أوروبا وآسيا وأفريقيا حتى حول أمريكا معلومات واسعة ، وهو يراقب عن كثب جميع الحوادث في هذه الأماكن... والسلطان متواضع ورزين إلى درجة حيّرتني شخصياً ، وهو لا يجعل جليسه يشعر بأنّه حاكم وسلطان كما يفعل كل الملوك الأوروبيين في كل مناسبة، يلبس ببساطة ولا يُحبّ الفخفخة، أفكاره عن الدين والسياسة والتعليم ليست رجعية، ومع ذلك فإنّه متمسّك بدينه غاية التمسّك، يرعى العلماء ورجال الدين ولا ينسى بطريرك الروم من عطاءاته الجزيلة، إنّ بعض ساسة أوروبا يريدون أن يصوروا السلطان متعصّباً ضد المسيحيين وليس هناك ادعاء فارغ أكثر من هذا الادعاء... الحقيقة أنني أستطيع أن أقول وبكلّ ثقة إنّه إذا استمرّ الأتراك بالسير في الطريق الذي رسمه هذا السلطان، وإذا لم يظهر عائق سياسي؛ فإنهم سيسترجعون مجدهم وقوتهم وأكثر من ذلك فإنهم سيصلون إلى مستوى الدول الأوروبية في مجال الثقافة والاقتصاد في مدّة قصيرة".
وصدق الله تعالى في قوله : " يريدون أن يُطفئوا نور الله بأفواههم، ويأبى الله إلا أن يُتمّ نوره ولو كره الكافرون ".
قالوا في السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله :
• جمال الدين الأفغاني: " إنّ السلطان عبد الحميد لو وزن مع أربعة من نوابغ رجال العصر لرجحهم ذكاء ودهاء وسياسة". • البطريرك الماروني الياس الحويك: "لقد عاش لبنان وعاشت طائفتنا المارونية بألف خير وطمأنينة في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، ولا نعرف ماذا تخبئ لنا الأيام بعده ". من أقوال السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله : " يجب تقوية روابطنا ببقية المسلمين في كل مكان، يجب أن نقترب من بعضنا البعض أكثر وأكثر، فلا أمل في المستقبل إلا بهذه الوحدة، ووقتها لم يحن بعد، لكنه سيأتي اليوم الذي يتحد فيه كل المؤمنين وينهضون نهضة واحدة ويقومون قومة رجل واحد يحطمون رقبة الكفار ".
* السلطان الأحمر لقّب بذلك لكثرة الدّماء الذي سفكها بزعمهم. * غلادستون: رئيس وزراء بريطانيا. * "الرجل المريض" مصطلح أطلقته الدول الأوروبية على الدولة العثمانية في أواخر أيامها. * ومنها مكتبة المدرسة الحميدية في عكار (مشحة) التي ما زالت قائمة إلى اليوم، ولا يزال ختمه على كتبها. 1- "والدي السلطان عبد الحميد " مذكرات الأميرة عائشة أوغلي ، ص:76-77. 2- "السلطان عبد الحميد" محمد أورخان علي ، ص:148. 3- المصدر نفسه ، ص87. 4- "والدي السلطان عبد الحميد" مذكرات الأميرة عائشة عثمان أوغلي ، ص80. 5- "السلطان عبد الحميد" لمحمد أورخان علي ، ص 87- 88. • الرجل المريض مصطلح أطلقته الدول الأوروبية على الدولة العثمانية في أواخر أيامها. 6- راجع كتاب د. حسّان حلاق "دور اليهود والقوى الدولية في خلع السلطان عبد الحميد عن العرش". 7- "السلطان عبد الحميد" محمد أورخان علي ، ص 155. 8- نفس المصدر ، ص 157. 9- راجع كتيب "السلطان عبد الحميد الثاني" لأنور الجندي. 10- "اللوبي الصهيوني والحلف الاستعماري" لمحمد علي سرحان ، ص: 135. 11- "السلطان عبد الحميد" أنور الجندي ، ص: 25. 12- نفس المصدر. 13- السلطان عبد الحميد الثاني" لرفيق شاكر النتشه ، ص: 178 ، 183 . 14- " مكايد اليهود عبر التاريخ" لعبد الرحمن الميداني ، ص: 275. 15- المصدر نفسه ، ص: 279. 16- راجع كتاب " مذكرات السلطان عبد الحميد" للدكتور محمد حرب ، ص: 58، 234. 17- راجع كتاب "أجنحة المكر الثلاثة" لعبد الرحمن حبنْكة الميداني. 18- راجع كتاب " تصحيح أكبر خطأ في تاريخ الإسلام الحديث": أنور الجندي.
لذلك لو ذكر فقط الموقف المشرِّف للسلطان عبد الحميد تُجاه فلسطين، والذي بسببه حكم السلطان على نفسه بالنفي وعلى عرشه بالخلع ، وعلى سمعته بالتشويه ، وعلى تاريخ خلافته بالافتراء والتجريح لكفى ذلك لجعله من الأبطال الذي يجب أن لا تنساهم أمتنا خصوصاً اليوم... في زمنٍ عزّ فيه الرجال أمثاله الذين لا يميلون حيث تميل بهم الريح؛ لذلك صدق فيه قول الإمام علي رضي الله عنه: "لا يُعرف الحقّ بالرجال ولكن اعرف الحقّ تعرف أهله".
رحم الله السلطان عبد الحميد واسكنه فسيح جناته
وجزاكي الله خيرا كثيرا اختي الغالية