ومن الأحاديث المتواترة ما روي عن أنس بن مالك : الدعاء مخ العبادة .
وقال تعالى في سورة المؤمنون : ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ 60
هذا من لطفه بعباده، ونعمته العظيمة، حيث دعاهم إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم، وأمرهم بدعائه، دعاء العبادة، ودعاء المسألة، ووعدهم أن يستجيب لهم، وتوعد من استكبر عنها فقال : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ أي : ذليلين حقيرين، يجتمع عليهم العذاب والإهانة، جزاء على استكبارهم.
فهل رأيتم كرم أعظم من ذلك ؟ يدعوك ربك أن تسأله فيعطيك , فإن لله خزائن السماوات والأرض يرزق من يشاء بغير حساب ,
فمهما كان طلبك .. قم وارفع يديك إليه , فالكريم لا يرد سائل..
وفي الحديث القدسي يقول تعالى :
يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم . وإنسكم وجنكم . قاموا في صعيد واحد فسألوني . فأعطيت كل إنسان مسألته . ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر…..( رواه مسلم )
ونستمع إلى هذا النموذج الحي من ادعية المؤمنين ورد في سورة ال عمران :
أي: أجاب الله دعاءهم، دعاء العبادة، ودعاء الطلب، وقال: إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر وأنثى، فالجميع سيلقون ثواب أعمالهم كاملا موفرا، ﴿ بعضكم من بعض ﴾ أي: كلكم على حد سواء في الثواب والعقاب، ﴿ فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا ﴾ فجمعوا بين الإيمان والهجرة، ومفارقة المحبوبات من الأوطان والأموال، طلبا لمرضاة ربهم، وجاهدوا في سبيل الله.
﴿ لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله ﴾ الذي يعطي عبده الثواب الجزيل على العمل القليل.
﴿ والله عنده حسن الثواب ﴾ مما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فمن أراد ذلك ، فليطلبه من الله بطاعته والتقرب إليه، بما يقدر عليه العبد....
******
نسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال ويرزقنا العفو والعافية في الدنيا والآخرة والاخلاص في كل أعمالنا...
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور أبصارنا وجلاء أحزاننا وذهاب غمنا , اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا من ما جهلنا وارزقنا تلاوته أناء الليل وأطراف النهار على النحو الذي يرضيك عنا .
روت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها :
قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها قال قولي اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني .
( حسن صحيح )
المصدر: سنن الترمذي
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا .
*******
وهناك نماذج كثيرة في القرآن العظيم عن إجابة الدعاء