المسلم لا يقاتل إلا من قاتله:
المسلم لا يسعى أبداً لهذا الصدام ..
المسلم بطبعه بدينه بتعاليمنا بإرشادات ديننا وتشريعنا لا يسعى أبداً إلى الصدام مع الآخرين، لكن يُجر له المسلم جرا
المسلم لا يقاتل حقيقة إلا من قاتله، دائماً يُقدّم التي هي أحسن انظر إلى قول الله عز وجل:
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ {39}
الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ
لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ{40} الحج. متى أُذن للمسلمين أن يقاتلوا؟
عندما وقع الظلم عليهم، عندما أُخرجوا من ديارهم عندما تعرض المشركون لحرماتهم
قبل ذلك لم يُؤذن لهم بالقتال فالمسلم لا يقاتل إلا في حالة وقوع الظلم عليه
وأي الأعراف في الأرض تنكر على المظلوم أن يرفع الظلم عن كاهله وكل الناس يؤمن بذلك مسلمهم وكافرهم كل البشر بصفة عامة
أي أمة في الأرض تُخرَج من ديارها أو تُنتَهك حرماتها أو يُهدّد رجالها ونساؤها وأطفالها بالقتل أو يقتلون فعلاً
كل الأمم في الأرض على اختلاف مللهم وأديانهم وأعرافهم توافق جميعاً على الدفاع عن النفس لرفع الظلم فهذا في نص الآية واضح.
ثم يقول ربنا سبحانه وتعالى في سورة البقرة في مرحلة أخرى من مراحل الدعوة بعد الذهاب للمدينة المنورة:
{وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ .. (من نقاتل؟) الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} البقرة190
ويقول سبحانه وتعالى في أواخر ما نزل في سورة التوبة وقد نزلت في آخر السنة التاسعة من الهجرة:
"وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً (لماذا؟ .. وضح العلة: ) "كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً" (لأن المشركون يقاتلونكم كافة؛ قاتلوهم كافة)
وأيضاً في سورة التوبة قال تعالى:
{أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ
أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ} التوبة13 وضح علة القتال: نحن نقاتلهم لأنهم بدؤونا في القتال ولأنهم نكثوا أيمانهم ولأنهم هموا بإخراج الرسول
إذاً وجب على المسلمين أن يقاتلونهم ولا يخشون في الله لومة لائم.
إذاً أنا لا أبحث عن الصدام ولكنه يقع لأن المشركين لا يتركون المسلمين في حالهم
إذا سلك المسلمون طريق الدعوة إلى الله عز وجل بالتي هي أحسن مرة وثانية وثالثة وعاشرة
لا بد أن يجتمع أعداء الله على ظلم المسلمين لأن الله وعد الشيطان بالإنظار إلى يوم القيامة فهو يدعو حزبه لحرب المؤمنين
فهي سنة من سنن رب العالمين سبحانه وتعالى .. سنة التدافع:
{وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً
وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} الحج40
نرجع إلى مرحلة بناء أمة الإسلام:
إذا كان الصدام محتماً من سنن رب العالمين سبحانه وتعالى أنه يجعل هناك فترة قبيل الصدام يُنقّى فيها الصف المؤمن
هذه الفترة تبدأ بما نسميه بـ
نقطة النشاط: ماذا تعني نقطة النشاط؟ هي حدث يحصل في آخر زمن الإعداد .. هذا الحدث ينقل المسلمين من مرحلة زمن الإعداد إلى المرحلة التي بعدها
إلى المرحلة التي سيُُنقّى فيها الصف المؤمن من المنافقين، نقطة النشاط هذه لها صفة هامة جداً وهي
أنها في الغالب حدث يكرهه عامة المسلمون -سبحان الله- هي أمر لم نكن نريده لم نطلبه وإذا عاد بنا الزمان نقول ليتها لم تحصل
لا نرتب لها لا نفرح بها، حدث يكرهه المسلمون لكن هذا الحدث ينقل المسلمين من مرحلة زمن الإعداد إلى ما بعدها من مراحل.
وانتبه أن كل النقاط التي يحدث عندها التغيير ليس للمسلمين فيها أي دخل هذه من تدبير رب العالمين.
يعني كل النقاط التي يحدث فيها تغيير محوري في خط سير الأمة الإسلامية لا يختاره المسلمون بل أحياناً يكرهونه لا يريدونه
لأنه حدث مكروه حدث فيه ألم للمسلمين فيه ضرر يقع على المسلمين
في نظرتنا البسيطة غير المعمقة غير العارفة بالغيب فلا نعرف فيه الخير لكن سبحان الله:
"وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ".
هذه النقطة تنقل المسلمين إلى زمن وضوح الرؤية تضح فيه الرؤية تماماً
فيظهر فيه المنافق بوضوح وأيضاً يظهر فيه كذلك الصادق بوضوح
فإذا علم الصادقون مَن المنافقين بينهم في الصف ونبذوهم وأخرجوهم وأصبح الصف المؤمن صفاً خالصاً مؤمناً
عندها يحدث الصدام وعندها يكون النصر إن شاء الله تعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم ه
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركات
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
توقيع : ع العزيز خوخات المغرب
إن لله عباداً فطناَ، طلقوا الدنيا وخافوا الفتنَ، نظروا فيها فلما علموا أنها ليست لحي وطنَ، جعلوها لجة واتخدوا صالح الأعمال فيها سفناَ.
نعم لابد من وضوح الرؤية لنا جميعا فى هذا الزمن لكى نعرف الى اين نسير وماذا يجب علينا فعله
جزاك الله خيرا
توقيع : فاروق ابوعيانه
اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتنى ، وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبى فاغفر لى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت .