عش في جنة القرآن .
من المهم أن تعمم الآية على الأحداث ولا تقصرها على سبب نزولها ،
فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
يعني تعايش مع كل آية وخذ منها قاعدة للحياة .
خذ هذه النصيحة الذهبية ، وجهز قلبك بآية .
قال ابن القيم - رحمه الله - حذار حذار من التهاون بالأمر إذا حضر وقته، فإنك إن تهاونت به ثبطك الله وأقعدك عن مراضيه ، قال تعالى
(إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين).
( بدائع الفوائد:3/ 69
أى :
لا تؤخر وقت الصلاة عن أول وقتها ، ولا وقت الذكر عن وقته ،
وهكذا في سائر الأوامر ،
فبادر قبل أن تغادر
قال تعالى : " وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ " [ الحـج :78 ]
قال صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء و الأرض فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه أوسط الجنة و أعلى الجنة و فوقه عرش الرحمن و منه تفجر أنهار الجنة " [ رواه البخاري ]
شعارنا : وجاهدوا..
قم بعمل يعدل الجهاد في سبيل الله :
(1) مجاهدة النفس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه وهواه" [ رواه ابن النجاروصححه الألباني ]
فخالف نفسك اليوم في شيء وجاهدها عليه وارتق الدرجات عند الله تعالى .
(2) السعي على خدمة الأرملة والمسكين: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: " الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أوالقائم الليل الصائم النهار " [ رواه البخاري ]
(3) بر الوالدين : روى أبو هريرةرضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه يستأذنه في الجهاد فقال : " " أحي والداك ؟! "قال : نعم . قال :" ففيهما فجاهد " [ رواه البخاري ]
(4) العمل على الصدقة : قال صلى الله عليه وسلم : " :" العامل في الصدقة بالحق لوجه الله عز وجل كالغازي في سبيل الله عز وجلحتى يرجع إلى أهله" [ رواه أحمد وصححه الألباني ]
والله من وراء القصد
" ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين "
الثمرة جليلة والسلعة غالية ، والثمن رخيص بالنسبة للجائزة ، فلا ترضوا بالخسران ،
فيا صفوة خلق الله في الأرض بانتمائكم لهذ الدين ، لا ترضوا بالدنية في دينكم ، وكونوا على الخير أعوانا ، واستعينوا بالله ولا تعجزوا .
شعارنا : تقرب شبرا .
في صحيح مسلم أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال قال الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث ذكرني والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإذا أقبل إلي يمشي أقبلت إليه أهرول .
عليك بالأعمال المضاعفة ، التي تخطو بك خطوات في الطريق إلى الله رب العالمين .مثل :
(1) النافلة المضاعفة :
روى أبو يعلى وصححه الألباني أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " صلاة الرجل تطوعا حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمسا و عشرين "
(2) الذكر المضاعف :
روى مسلم في صحيحيه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من قال سبحان الله مائة مرة. يكسب ألف حسنة وتحط عنك ألف سيئة "
(3) قراءة القرآن المضاعفة :
روى الإمام أحمد وحسنه الألباني أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : "من قرأ قل هو الله أحد حتى يختمها عشر مرات بني الله له قصرا في الجنة "
" ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم " [ فصلت : 34-36]
نعم ادفع إساءة الناس بالإحسان ، وهذا يحتاج لمجاهدة وسعة صدر ، وتمحيص للنية ، حتى لا تراقب إلا الله جل وعلا .
روى الترمذي وصححه الألباني عن أبي الأحوص عن أبيه قال : قلت يا رسول الله ، الرجل أمر به ، فلا يقريني ، ولا يضيفني ، فيمر بي أفاجزيه ؟ قال : " لا ، أَقْره " . أي أكرمه ولا تعامل إساءته بمثلها .
رواه الطبراني في الكبير وصححه الألباني أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" صل من قطعك ، وأعطِ من حرمك ، واعفُ عمَّن ظلمك "
ارحم الجهلاء بأن لا تقابل إساءتهم بمثلها :
" وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا " [ الفرقان :63]
إذا سبك أحد أو استفزك فترفع عن مجاراته ، وخف أن تقع في العقوبة حين الجواب ، وإنما يزيد سفاهة فتزيد حلمًا .
وتذكر أنه صلى الله عليه وسلم ما انتقم لنفسه قط ، فتعود من اليوم على كظم الغيظ فاشغل نفسك بالأهم ودع عن سفاهة السفهاء ، والحلم وتجنب الغضب بأن تعيش لربك لا لنفسك ، وأن تدع ربك يدبر لك ، ويدرأ عنك ، ويدافع عنك . الجم لسانك ، ونفس طاقة الغضب في الغيرة لله تعالى .
قال صلى الله عليه وسلم : " من كظم غيظا و هو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رءوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين يزوجه منها ما شاء " [رواه أصحاب السنن الأربعة وحسنه الألباني ]
وأبشر بمحبة الرحمن يا كاظم الغيظ : قال تعالى :
" وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " [آل عمران :133-134]
قال صلى الله عليه وسلم :
"إن من أحبِّكم إليَّ وأقربِكم مني مجلسًا يوم القيامة : أحاسنكم أخلاقًا " [ رواه الترمذي وصححه الألباني ]
طهر قلبك من التشفي والانتقام ، ومن رد الإساءة إلا إذا كان معاملة هذا الإنسان بالحسنى تزيده شرًا فهنا قال الله تعالى : "والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون "
لا تنتقم لنفسك ، وإنما اجعل الانتصار حين يصيبك البغي وتنتهك محارم الله فلا تغضب لنفسك ،
وإنما اجعل طاقة الغضب كلها لله .
فمن يستطيع أن ينام اليوم سليم الصدر من كل من آذاه ويبشر بالجنة إن شاء الله تعالى ؟
نسأل الله أن يطهر قلوبنا ، وأن يكفينا شر كل ذي شر ، اللهم اكفنا شرور النَّاس ، ونعوذ بك ربنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا