23-02-2020, 04:04 PM
|
المشاركة رقم: 3 (permalink)
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
قلم محترف |
البيانات |
التسجيل: |
28 - 1 - 2020 |
العضوية: |
29239 |
المشاركات: |
4,976 |
بمعدل : |
3.27 يوميا |
معدل التقييم: |
0 |
نقاط التقييم: |
10 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
امانى يسرى محمد
المنتدى :
المنتدى العام والهادف
رد: تغريدات د.طارق هشام مقبل
نحن لا نختار حين نُحِبّ.. (لو أنفَقْتَ ما في الأرض جميعا ما ألّفتَ بين قلوبهم، ولكنّ الله ألّفَ بينهم)
الأشياء التي تُؤثّر في أعماقنا.. تبقى معنا طويلا.. والمواقف التي تُغير مجرى حياتنا من الصعب نسيانها؛ أتأمل هذا حين أقرأ (فعرفهم، وهم له منكرون)؛ فربما يكون سبب عدم تَذَكّرهم ليوسف هو أنه لم يَعْنِ لهم شيئا.. كان حدثا ومضى.. أما هو فلم يستطع نسيان ذلك الموقف.. غفرَ ولكن لم ينس..
الوحدة.. إما أن تكون بسبب فراق من تُحِبّ: (وأصبح فؤاد أم موسى فارغا) وإما بسبب أنه ليس عندك رفيقٌ يشاركك الدرب أصلا، وهذه الوحدة تمثّلت -كما يُخيّل إلي- في غربة يوسف: (وقالت اخرج عليهن)وإما تكون بسبب وجودك مع شريك لا تنتمي له إطلاقا؛ كآسية: (رب ابنِ لي عندك بيتا)
كل حسابات البشر وسعيهم في جانب.. والتوفيق الإلهي والبركة التي يمن بها الله من يشاء في جانب آخر.. لا أملّ من تأمل هذا المعنى حين أقرأ (فألقيَ السحرُة سُجدا)، وتعليق الألوسي: "فيه إشارةٌ إلى أن الله يَمُن على من يشاء بالتوفيق والوصول إليه سبحانه في أقصر وقت".. باب الله واسع..
من سنن الحياة.. أن الأشياء التي تُفيدنا.. والتي هي في صالحنا.. ليست هي -بالضرورة- ما نحب ونرتاح لفعله.. (وإن فريقا من المؤمنين لكارهون).
المُحبّ.. ومَنْ تَعلّق قلبُه.. يرى ما لايراه غيرُه في محبوبه.. ويلتقط حتى أبعد الإشارات؛ قيل إن النار لم تظهر إلا لموسى، ولم يرها غيرُه ممن كان معه.. (إني آنَستُ نارا)..
ما لا يعني لك شيئا، ولا يُمثّل لك أيّ قيمة.. (قالوا أضغاث أحلام).. قد يعني الكثير.. بل ويكون الحياةَ لآخرين.. (قال: تزرعون سبع سنين دأبا).
نقرأ قولَهُ صلى الله عليه وسلم "من حسن إسلام المرء؛ تركُه ما لا يعنيه".. فندعوه (. اللهم أرنا ما يعنينا حقا.. أرنا الأشياء التي تستحقّ.)
كثير من سعي الإنسان= هو من أجل الحصول على "المعنى".. إذ إنه هو الذي يضفي قيمةً لهذه الحياة.. ومن أجلى صور المعنى وجود "الحب" -بأنواعه وصوره المختلفة- وحضوره في حياتك.. وقد كان الأستاذ مطاوع يقول: "مهما كانت متاعبُنا؛ فإن مشَاكلَ الحُبّ أقل إِيلاماً من مشَاكل الحياة الخالية منه."
(فلا تُشْمِتْ بي الأعداء). لأن الشّماتةَ لا تكون من صديق.. الصّديق تكون معه كما "أنت"
(وأنه هو أضحك وأبكى).. لأن الحياةَ لا تكتمل إلا بذلك.. "التناقض" من صميم إنسانيّتنا..
في تعبير القرآن (وجعلناكم شعوبا وقبائل؛ لتعارفوا) الكثيرُ مما يستدعي الانتباه؛ فالتعارف هو أساس الفهم، والتراحم، والتجارب تخبرنا أننا أقدر على الرحمة حين نفهم الطرف الآخر، وظروفه، ومنطلقاته.. وكأن رسالتها: تعارفوا لتتراحموا، وليعذر بعضُكم بعضا..
(فرَجَعناك). لأن "ما جمعَهُ الله لا يُفرّقُهُ إنسان"..
يتكرر ذكر الموت في القرآن؛ ليذكرك بأهمية الحياة، فمعرفتك بأنك ستموت تدفعك لأن تعيش حياة كاملة، وبجدية.. ومن هنا نفهم هذا التكرار بشكل أكثر إيجابية..
من أجمل وأعمق ما كُتِبَ حول قصّة تضحية إبراهيم بابنه، المذكورة في التوراة والقرآن= تحليلُ كيركجارد في كتابه (خوف ورعدة)، ومن أفكاره أن القصة رمزٌ للإنسان الذي يرى طموحاتِه وآمالَه تتلاشى أمامه في لحظات، ولكنه مع ذلك يحافظ على إيمانه، ويقينه بوعد الله الجميل.
قرأتُ في سنين مضت "أنّ في كل إنسان تعرفه.. إنسانا آخر لا تعرفه".. ثم أثبتت لي التجاربُ صحتها.. ولعله أيضا الدرس المستفاد من سورة الكهف؛ فالخضر الذي أنكر عليه موسى بداية: (لقد جئت شيئا نكرا).. لم يكن بالنسبة لموسى -فيما أحسب- هو الخضر الذي ودّعه في الختام: (وما فعلته عن أمري)
حين أقرأُ قولَه تعالى (يوم نحشر المتقين إلى الرحمن "وفدا". يُخَيّل إليّ أن القرآن كأنه يُوجّهنا للتركيز على أنفسنا، مُنافسَتها، وعدم الالتفات كثيرا لما يفعله الآخرون، بل الدعاء لهم بالخير؛ لأن القمةَ تتسع لجميع الناجحين..
|
|
|