ما استصعبتَ شدة، ولا ضاق بك عيش، ولا نال منك همٌّ ولا غمٌّ إلا هوَّن عليك ذلك: وداع ميِّت إلى الدار الباقية:
(وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون)
( ومن يتق الله يجعل له مخرجا )
فقد ضمن الله للمتقين أن يجعل لهم مخرجا مما يضيق على الناس..
وأن يرزقهم من حيث لا يحتسبون..
فإذا لم يحصل ذلك ، دل على أن في التقوى خللا ، فليستغفر الله ، وليتب إليه
[ابن أبي العز الحنفي]
قال ابنُ القَيِّم:
"النَّاسُ في الدُّنيَا مُعَذَّبُون عَلَى قَدرِ همَمِهم بِهَا".
فإذا كانت الآخرة همّك الأول، فنِعم العذاب الذي يورثك أعظم الثواب.
وإذا كانت الدنيا همّك، فتعب في الدارين، وشقاءٌ في الحياتين.
قال الله تعالى:
"والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس..أولئك الذين صدقوا".
صبرك علامة صدقك..
وإلا فما أسهل دعاوى الكاذبين!!
تسلية الصابرين
"إن الرجل ليكون له عند الله منزلة،فما يبلغها بعمل، فلا يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلِّغه إياها".
رواه أبو يعلى-السلسلة الصحيحة
(فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا)
ابن عباس:
"الدنيا قليل فليضحكوا فيها ما شاءوا،
فإذا انقطعت وصاروا إلى الله، استأنفوا بكاء لا ينقطع عنهم أبدا"
هنيئا له..هنيئا له..هنيئا له!
من لم يؤثر تأخر الإجابة على استمرار دعائه. وصدق اضطراره. وقوة يقينه. وحسن ظنه بربه.
الصبر شرط القيادة وعنوان السيادة،
ومفتاح الصبر هو اليقين بالجزاء والآيات
(وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون).
قال مورِّق: "ما وجدتُ للمؤمن مثلا إلا رجل في البحر على خشبة، فهو يدعو:
يا رب..يا رب، لعل الله أن ينجيه".
الافتقار والاضطرار شعار الأبرار.
لا عجز عند المؤمن!
من جميل الدعاء النبوي: "واجبُرني": أي ما ضاقت به حيلتي وقوتي وعقلي وسعيي فاجبر كسري فيه بقوتك التي لا يُعجزها شيء.
ضاق صدرك لأنك لم تفتح مصحفك منذ زمن.
والله لو قرأت القرآن بغير تدبر لانشرح صدرك،
فكيف لو تدبرت فيه؟!
لمن شكا ضيق الصدر وعُسر الأحوال!
قال تعالى:
(فافسَحُوا يَفْسَح الله لَكُمْ)
قال الإمام الرازي:
"تدل على أن كل من وسع على عباد الله
أبواب الخير والراحة، وسّع الله عليه خيرات الدنيا والآخرة".
كم غافلا سينزع ثوب الغفلة عن قلبه الليلة؟!
في الحديث: "من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين،..".
ما أيسر الثمن وأعظم الأجر.
"علام يتوفاني الله، وبم يختم الله لي؟!".
كلمات كفيلة بالقضاء على كل عُجْب وكِبْر،
وحث القلب على العمل الصالح رجاء حسن الخاتمة
تزداد الوحشة والقلق ويقل الأنس مع إدمان مطالعة صفحات التواصل.
ويزداد الأمن والسكينة والراحة بكثرة مطالعة صفحات المصحف.
والعاقل من يختار!
المؤمن همُّه تكثير حسناته ورفع درجاته، ولا يبالي إن كان ذلك بصبر على شدة أو شكر على نعمة، لثقته برحمة الله وحكمته.
(ربنا أفرِغ علينا صبرا):
في وجه الشدائد لا يكفي قليل الصبر؛
إلا أن ينهمر وينصب كالمطر الغزير على القلب.
لا يملك مفاتيح خزائن الصبر إلا الله!
قرأت قول ربي: (وإن من شيء إلا عندنا خزائنه).
ثم قوله: (وآتاكم من كل ما سألتموه).
فأيقنتُ أن الخير العميم في انتظار من يطرق باب الكريم.
القرآن فيه حاجة كل محتاج!
من قرأه ليزيد إيمانه زاد.
من قرأه ليزول خوفه زال.
من قرأه ليذهب حزنه ذهب.
من قرأه ليفوز بمحبة الله فاز
ما أشق عزل العبد في الدنيا عن المناصب والولايات،
فكيف بعزل الآخرة عن معالي الدرجات!
وليته كان العزل وحده.
بل والعذاب الأليم في دركات النار؟!
لا تصحب المتشائمين ولا اليائسين،
ولا (تقرأ) لهم، فهم الموت قبل نزول ملك الموت، وخروج روحك قبل أوانها.
كن على يقين أن لك مع طول دعائك وتأخير إجابتك خيرا قادما لا محالة.
لا أقول في الآخرة مؤجلا، بل وفي الدنيا معجلا
(سأريكم آياتي فلا تستعجِلون).
(إن وليي الله الذي نزّل الكتاب وهو يتولى الصالحين).
اجعلها دائما في دعائك:
(وتولّنا في من توليت)..
الأكثر شهرة هو أكثر استهدافا بسهام الرياء من شيطانه، وأسهل تعرضا لخدش إخلاصه. وليست الوقاية بالعزلة والاختفاء، بل بزيادة عبادات الخفاء!