منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   المنتدى العام والهادف (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=104)
-   -   محاكات من تاريخ تطور الفلسفة (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=27758)

قطرات الندى 22-09-2011 10:38 AM

محاكات من تاريخ تطور الفلسفة
 
ان المجتمع الاسلامي باعتباره مؤسسا على العقيدة الدينية وانها جوهر هويته قد واجه لحظة انفتاحه على الثقافاتالاخرى السابقة عليه اشكالية اساسية ساهمت في بلورة و تاسيس الفكر الاسلامي وهي ما يعرف باشكالية الفكر و الايمان. واذا كان المعتزلة كفرقة كلامية قد وسعت هامش العقل و اخضعت النص الديني لقراءة عقلية بواسطة التاويل. فان الاشاعرة كحركة ارتدادية قد سعت قمع التاويل من اجل انقاذ النص الديني. وفي هذا المناخ نشات الفلسفة العربية الاسلامية مسكونة بهذا الهاجس اي محاولة للتوفيق بين الدين والفلسفة ولا سيما ان جمهور اهل السنة قد وقفوا موقفا عدائيا من اي فكر دخيل يتاسس على مرجعية غير المرجعية الاسلامية ولا سيما الفلسفة اليونانية، بعد ان نشط المسلمون في ترجمة هذا الثراث الفلسفي في القرن الثامن و التاسع الملايين و هكذا كانت المحاولات الاولى للتفلسف في الاسلام تستحضر بعمق حجم الصراعبين اتجاهين متعارضين الاتجاه الذي ينتصر للدين والاتجاه الذي يرفع لواء العقل كقيمة كونية تتخطى كل نص وفي هذا الاطار تندرج اعمال الفيلسوف كندي (اول فيلسوف) وخصوصا اعمال كل من ابي نصر الفرابي الشيخ الرئيس ابي علي بن سينا اذ حاولا الاخيران الاظطلاع بدور المؤهل للفكر الفلسفي في الفضاء الثقافي الاسلامي عبر ابراز ان التعارض بين الدين والفلسفة تعارض وهمي وسطحي وينم عن سوؤ فهم عميق لمجمل التفلسف . وانه يمكن تاسيسها على ذلك اقامة فلسفة دينية تستقيل مبادئها من النص وتثري اشتغالها بالعقل . وذلك انطلاقا من تبنيها لنظرية فيض الافلاطونية(افلوطين الاسكندري) اذ رايا ان هذه النظرية تتيح لهما تجاوز المازق الحاد الذي يؤدي اليه القول للخلق من عدم كما هو منصوص عليه دينيا، والاقرار في نفس الوقت بمفهومالخلق من مادة اولية قديمة (الهيولي) كما نجد في الفلسفة الارسطية .اذ ان نظرية الفيض التي تقدم حلا وسطا للتصورين يتمثل في التسليم بكون الله باعتباره جوهرا معقولا مفارقا اذ يعقل ذاته سيتفيض عنه عقل اول مفارق ايضا هذا بدوره سيقوم بنفس العملية وهكذا . والتفكير بهذا المعنى له معنى الخلق بحيث ستنبثق كل الموجودات مادية كانت او روحية وفق هذا النسق .الا ان هذه النظرية لا تؤدي الى شطب المعارضة التي رفعها الفقهاء المسلمون في وجه هذه الفلسفة .بل نجد مفكرا كبيرا في حجم ابي حامد الغزالي مستوحيا عقيدته الشعرية قد سارع الى شن حملة ضارية على الفلسفة في كتابه المشهور تهافت الفلاسفة، كفر فيه الفلاسفة في ثلاثة مسائل اساسية وبدعهم في سبعة عشر مسالة . وقدادى هذا الجمهور الى خمود النشاط الفلسفي في المشرق الاسلامي وتكسيرالفورة العقلية التي صاحبت نشاة الفلسفة في هذه المنطقة و تحولها تدريجيا الى نوع من السجلات الكلامية اللهوتية الى ان الفكر الفلسفي قد ظهر اكثر اشراقا وسطوعا في الغرب الاسلامي على كل منابن باجة وابنطفيل صاحب حي ابن يقضان وخصوصا يد الفيلسوف الاشهر وليد ابن رشد.


الساعة الآن 06:45 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام