منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   الأسرة والطفل (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=93)
-   -   من عظماء الإسلام .. السيدة زبيدة زوج هارون الرشيد (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=27767)

محمد فراج عبد النعيم 23-09-2011 12:09 AM

من عظماء الإسلام .. السيدة زبيدة زوج هارون الرشيد
 
ولدت عام 145هجرية. وتزوجت من هارون الرشيد في يوم مشهود, نثرت فيه الجواهر واللالىء الثمينة على الناس.

عُـرفت زبيدة بنت جعفر بمواقفها الرصينة , ومكانتها المرموقة , والاثار التي تركتها في بلاد الحرمين.

نسبها: هي زبيدة بنت جعفر بن المنصور الهاشمية العباسية، أم جعفر زوجة هارون

الرشيد، وبنت عمه، أم الأمين العباسي. اسمها أمة العزيز

وقد وصفها ابن تغري بردي قائلا:
أعظم نساء عصرها ديناً وأصلا وجمالاً وصي انة ومعروفاً.

قيل: كان جدها المنصور يرقصها في طفولتها ويقول: يا زبيدة ! فغلب عليها الاسم

حياتها: تزوجت هارون الرشيد سنة 165هـ، وكان ذلك في خلافة المهدي ببغداد. كانت تحب ابنها محمد الأمين حباً جما, وهذا جعلها تهيئ له الخلافة من بعد أبيه, لكن الرشيد كان يهيئ ويريد أن يكون خليفة المسلمين من بعده ابنه المأمون, ولكن زبيدة لم توافق على ما كان يريد الرشيد فغضبت منه وذهبت إليه تعاتبه على هذا الأمر الذي كان يريد, وعندما أخذت تعاتبه.

قال لها الرشيد: "ويحك إنما هي أمة محمد ورعاية من استرعاني الله تعالى مطوقاً بعنقي وقد عرفت ما بين ابني وابنك ليس ابنك يا زبيدة أهلاً للخلافة ولا يصلح للرعية ".

فقالت: ابني والله خير من ابنك وأصلح لما تريد ليس بكبير سفيه ولا صغير فيه، أسخى من ابنك نفساً، وأشجع قلباً.

فقال الرشيد: ويحك إن ابنك لأحب إلى لأنها الخلافة لا تصلح إلا لمن كان لها أهلاً وبها مستحقاً ونحن مسؤلون عن هذا الخلق ومأخوذون بهذا الانام، فما أغنانا أن نلقى الله بوزرهم وننقلب إليه بإثمهم فاقعدي حتى أعرض عليك ما بين ابني وابنك.

أجرى هارون الرشيد الاختبار بين الأمين والمأمون فاستدعى المأمون أولاً.
ولما وصل إلى باب المجلس سلم على أبيه ثم وقف طويلاً مطأطأ الرأس، حتى أذن له الرشيد بالجلوس والكلام . جلس وحمد الله تعالى ثم استأذن الرشيد بأن يقترب فأذن له بذلك, اقترب وقبل أطرافه ويدي زبيدة، ثم رجع إلى مكانه وحمد الله على رضى أبيه حسن رأيه فيه. فقال الرشيد: يا بني إني أريد أن أعهد إليك عهد الإمامة وأقعدك مقعد الخلافة فإني قد رأيتك لها أهلاً وبها حقيقاً, فبكى وصاح المأمون يسأل الله العافية لوالده,
ثم قال: يا أبتاه أخي أحق مني وابن سيدتي و لا أخال إلا أنه أقوى على هذا الأمر مني وأشد استطلاعا عرض الله لك ما فيه الرشاد والخلاص، وللعباد الخير والصلاح, ثم أستأذن للخروج فأذن له الرشيد.

وبعد ذلك استدعى الرشيد ابنه الأمين
فأول ما فعله الأمين أن دخل على أبيه دون أن يستأذن وهو يتب وختر في مشيته حتى وصل إلى كرسي العرش إلى أبيه.
فبدأ الرشيد بسؤاله: ما تقول يا بني أن أعهد إليك,

فرد على الفور: ومن أحق بذلك مني يا أمير المؤمنين؟

فصرفه أمير المؤمنين هارون الرشيد

وقال لزبيدة: كيف رأيت؟

فقالت: يا أمير المؤمنين: أبنك أحق بما تريد. فرد الرشيد: فإذا أقررت بالحق وأنصفت فأنا أعهد إلى ابني ثم إلى ابنك.

وهناك أيضاً ما يدل على حبها الكبير لأبنها فقد بعثت ذات يوم بجاريتها إلى مدرس ابنها الكسائي الذي كان يقسو عليه,
فقالت له الجارية ما أمرتها زبيدة أن تقوله وهو: ترفق بالأمين فهو ثمرة فؤادي و قرة عيني وأنا أرق عليه رقة شديدة,

والدليل الآخر على حبها للأمين عندما توفيت الفطيم زوجة الأمين حزن عليها حزناً شديداً وبلغ أم جعفر زبيدة بذلك فقامت إلى أمير المؤمنين. فذهبت إليه فاستقبلها.
و قال لها: يا سيدتي ماتت فطيم .
فقالت:نفسي فداؤك لا يذهب بك اللهف ففي بقائك ممن قد مضى خلف عوضت موسى فهانت كل مرزئة ما بعد موسى على مفقودة أسف
و قالت له: أعظم الله أجرك ووفر صبرك وجعل العزاء عنها ذخرك .

أما الأمين فكان يرد على حنان وعطف أمه بتعظيمها وتبجيلها, وكانت الشجاعة من صفات الأمين والدليل على ذلك ما قاله لزبيدة عندما كان العدو محيطاً به: إنه ليس بجزع النساء وهلعهن عقدت التيجان، والخلافة سياسة لا تسعها صدور المراضع وراءك .

وقالت زبيدة في رثائه:
أودى بألفين من لم يترك الناس افامنح فؤادك عنم قتولك الباسا
لما رأيت المنايا قد قصدن له أصبن منه سواد القلب والراسا
فبت متكئــأً ارعى النجوم له اخال سنته في الليل قرطاسا
والموت كان به والهم قارنه حتى سقاه التي أودي بها الكاسا
رزئته حين باهيت الرجال به وقــد بنيت به للــــــــــــدهر آساسا
فليس من مات مردوداً لنا أبداً حتى يـــــــــــرد علينا قبله ناسا

وقيل أن زبيدة أمرت أبو العتاهية بكتابة أبيات على لسانها للمأمون :

ألا إن صرف الدهر يدني ويبعد ويمتع بالآلاف طورا ويفقد أصابت بريب الدهر مني يدى

فسلمت للاقدار والله أحمد وقلت لريب الدهر إن هلكت يد فقد بقيت والحمد لله لي يد إذا

بقي المأمون لها فالرشيد لي ولي جعفر لم يفقدا ومحمد ...

وكما ينسب إليها عين زبيدة في مكة التي جلبت إليها الماء من أقصى وادي نعمان شرقي مكة، وأقامت له الأقنية حتى أبلغته مكة.

وقد ذكر ابن جبير في طريق رحلته الى مكة الاثار وعين الماء المروفة باسمها فقال: وهذه المصانع والبرك والابار والمنازل التي من بغداد الى مكة هي اثار زبيدة ابنة جعفر
وكانت زبيدة أثناء حجها قد رات ما يعانيه الحجاج من نقص المياه ,لهذا أمرت بحفر نهر جار يتصل بمساقط مياه المطر, وبذلت الكثير من أموالها وجواهرها . وبعد أن درس أمهر المهندسين المشروع, قرروا أنه يحتاج لأموال عظيمة لإنشاء هذه العين, فكان جوابها: اعمل ولو كلفتك ضربة الفاس ديناراً.وبلغ طول هذه العين عشرة أميال.

توفيت زبيدة ببغداد سنة 216هجرية وظل الناس يتذكرون سيدة عظيمة خدمت سبل الحج بتأمين المياه وأنفقت أموالها في سبيل ذلك.


الساعة الآن 07:56 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام