(ومن كان مريضاً أو على سفر)
حذفت كلمة منكم في هذه الآية على خلاف الآية السابقة؛ لأنه أستعيض عنها بما قبلها (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) وحتى لا يقع تكرار الكلمة وهذا من عِظم بلاغة القرآن.
(الذي أنزل فيه القرآن)
في الآية دليل صريح على أن القرآن أنزل بشهر رمضان وتحديداً في ليلة القدر ( إنا أنزله في ليلة القدر) سورة القدر آية رقم ١. (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) سورة الدخان آية رقم ٣.
هل الأفضل للمسافر الفطر أم الصوم في نهار رمضان؟
اختلف فيه العلماء لكن الأرجح: أن ينظر الصائم لحاله إن كان عليه مشقة ولو يسيرة فالأفضل له الفطر. وإن تساوت فيه المشقة والمقدرة فالأفضل له الصوم، لأن الصيام في نهار رمضان أفضل من غيره.
"أياماً معدوات"
معدودات: جمع يدل على القلة. لمّا كان الأجر المترتب كثير مقابل هذه الأيام صارت الأيام قليلة معدودات.
(فعدة من أيام أخر)
هذه الأيام هل تكون متتابعة أم متفرقة؟ الآية أطلقت، فعليه يجوز أن يقضيها متتابعة أو متفرقة.
إلا الصوم فإنه لي"
اختص الله الصيام عن باقي العبادات لأن الصائم لا يُرى ولا يُعرف بين الناس كالمصلي ونحوه.
.(ولعلكم تشكرون)
كيف نشكرالله على الصيام مع أن فيه مشقة؟ -
الصيام لا يعلم أجره إلاالله(إنمايوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)فرمضان شهر الصبر فيه تجتمع أنواع الصبر: ١-صبر على الطاعة ٢-صبر عن المعصيةوالمباحات ٣-صبر على أقدار الله المؤلمةوالجوع والعطش من أقدار الله المؤلمة
"فمن كان مريضاً أو على سفرٍ فعدةٌ من أيام أُخر"
أو على سفر: فيه دلالة على أنه لا يلزم المسافر أن يكون سفره شاقاً ليفطر، بل حتى لو كان مسافراً راكباً ومرتاحاً في سفره فله أن يفطر.
"فمن تطوع خيراً فهو خير له"
المعنى: من زاد على الاطعام الواجب عليه فهو خيراً له.
وهذا يشمل حتى زكاة الفطر أو زكاة المال فلو زاد عليها العبد فهو خيراً له.
(يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)
هكذا هي شريعة الله كلها ليس فيها كلفة على الناس بل مبنية على اليسر مقدور عليها، ومع أنها مقدور عليها في الاصل إلا أن الله يُيسرها ويجعل فيها رخص في بعض الحالات.
(ولتكبروا الله على ما هداكم)
المقصود الأسمى من الصيام هو تعظيم الله عز وجل لأن لا أحد يعلم عن الصائم غير الله تعالى. - والصائمين إذا أتموا صيامهم من شهر رمضان وبعد رؤية هلال شوال فإنه يستحب لهم تكبير الله عز وجل حتى يدخل الإمام لصلاة العيد.
"إن كنتم تعلمون"
فيه اشارة على أن من علم شيئاً ليس كمن لا يعلمه، ومن يعلم حكم شرعياً فهو أولى بامتثاله ممن لا يعلم.