﴿قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين﴾ [هود: ٥٣]
هكذا يتدرجون في إبطال الشريعة، يجردونها عن قداستها ثم ينفون نسبتها لله ثم يعارضوها بإهواء، فتؤول الشريعة عندهم مجرد (أقوال)
. كمال التوكل في تمام اليقين بكفاية الله عز وجل
﴿فكيدوني جميعا ثم لا تنظرونإني توكلت على الله ربي وربكم﴾ [هود: ٥٥-٥٦]
. ﴿وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمينكأن لم يغنوا فيها﴾ [هود: ٦٧-٦٨]
سنوات من النعيم كأنها لم تكن حين نزل غضب الله!
نعوذ بالله من زوال نعتمه
. ﴿فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط﴾ [هود: ٧٤]
لا تشغلك همومك الدنيوية عن همومك الرسالية
. ﴿فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط﴾ [هود: ٧٠] ما الأدب الذي نتعلمه من الملائكة في هذا المشهد أن ندفع عن أنفسنا الريبة ولا نترك بابا لإساءة الظن
. ﴿ياقوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولاتخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد﴾
استثار فطرتهم ثم ديانتهم ثم مروءتهم ثم عقولهم
وهكذا المصلح لا يدخر جهدا ولا أسلوبا في النصح والتأثير
. ﴿قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا﴾
هكذا يهددون الداعية بسلب الجاه والمكانة حين يخالفهم!
فإما أن تحفظ قدرك عندهم وتخضع او تحفظ قدرك عند الله فتُرفع
(فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ).
صفة الرحمة والرأفة ،لا تنفك ابدا عن الدعاة.
( إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ )
في طريق دعوتك ستتهم بما يؤذيك فكن واثق بأنك على الحق و استمر بثبات في طريقك
(فما لبث ان جاء بعجل حنيذ)
اكرام الضيف وحسن ضيافته والمبادرة في ذلك وتقديم اجود وأحسن الطعام من الإيمان بالله
﴿ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ ﴾
اقترب منه باستغفارك وندمك يقترب منك بعفوه وغفرانه ويجيب دعوتك فهو القريب المجيب سبحانه
(ولَمَّا جاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ )
(فلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نجَّيْنَا صالِحًا والَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ
) لم يقل الله (والَّذِينَ آمَنُوا) بل قال الله (وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ) [معه]
دلالة على فضل الصحبة الصالحة هذا ما قدموه
( وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْارُسُلَهُ وَاتَّبَعُواْأَمْرَكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ )
وهذا ما حصدوه
(وَأُتْبِعُواْفِي هَذِهِ الدُّنْيَالَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلاإِنَّ عَادًاكَفَرُواْرَبَّهُمْ أَلاَبُعْدًا لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ)
(فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ )
احذر أن تجامل أحد بشيء حرمه الله
(كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا)
ذَهبتْ الشهوات وبَقيتْ التّبعات *
﴿قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين﴾
(ما جئتنا ببينة )
أصحاب الهوى ينكرون الحجة التي لا توافق هواهم.
﴿ إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء ﴾
تشويه القدوات ودعاة الحق من سنن أهل الضلال .
{ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم}
لما عرف قوم عاد بالقوة رغبهم نبيهم بالترغيب الموافق لحالهم وهذه من اساليب الدعوة
أهل البيت وآله يشمل الزوجات كما يشمل البنين والبنات
(قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ)
الخطاب موجه لزوجة إبراهيم عليه السلام
﴿يقدم قومه يوم ٱلْقِيَٰمَةِ فَأَوْرَدَهُمُ الناروَبِئْسَ ٱلْوِرْدُ المورود﴾
يعني:يتقدمهم إلى النار؛إذهو رئيسهم القرطبي يستفاد من ذلك من تقدم الناس إلى الشر في الدنيا تقدمهم إلى النار يوم القيامة تدبر هذه الآية "يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار"
إياك والدلالة على الضلالة
إبراهيم عليه السلام: (جاء بعجل حنيذ)
لوط عليه السلام قال: (ولا تخزون في ضيفي)
لاحظ اعتناء الأنبياء بالضيف وإكرامه
﴿ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ﴾
( برحمة منا )
مهما يكن عملك الصالح من الدعوة إلى الله والسعي في الخير فلا نجاة من الشرور إلا برحمة الله فكن مع الله