منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   معًـا نبني خير أمة (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=100)
-   -   من صفات جيل الفتح والتمكين ... (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=27846)

محمد فراج عبد النعيم 24-09-2011 11:07 PM

من صفات جيل الفتح والتمكين ...
 

أولاً: الإخلاص لله عز وجل، مصداقًا لقوله تعالى ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾
وإخلاص العبد لله عز وجل يستوجب منه أن يقصد بعمله رضا ربه ويطمع في مثوبته، ويستوجب منه كذلك أن يستعين بالله في أداء العمل، فلا يستعين بنفسه ولا بإمكاناته أو خبراته، بل يستشعر دومًا أنه بالله لا بنفسه، وأنه لا حول ولا قوة إلا بربه.

ثانيا: الخوف من الله.. ذلك الذي يدفع صاحبه إلى الاستقامة على أمره سبحانه ﴿إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين. ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد)
وفارق كبير بين خوف عارض يهز المشاعر، ويرسل العبرات، ثم يمضي إلى حال سبيله، وبين خوف دائم يملأ القلب ويجعله دائمًا في حالة من التذكر والانتباه.
إن الخوف المطلوب وجوده هو الخوف الذي يدفع للعمل، ويثمر التقوى والورع في كل الأقوال والأفعال، فيتحرى صاحبه الدقة في كلامه، ويترك الكثير من المباح مخافة الوقوع في الحرام.


ثالثا: تمكن حب الله من القلب حتى يصير حبه أشد من جميع المحاب الأخرى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾
والدليل العلمي على صدق هذا الحب هو المسارعة إلى طاعته- سبحانه، والتضحية من أجله، والشوق الدائم إليه، والأنس به، والتلذذ بذكره، والرضا بقضائه.

رابعا: التواضع وخفض الجناح وإنكار الذات، وأن يكون كل واحد من أبناء هذا الجيل عند نفسه صغيرًا ﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾
والتواضع حالة قلبية يعيشها العبد وتظهر في سلوكه وتعاملاته مع ربه، ومع نفسه، ومع الناس.
فمع ربه تراه دومًا متذللاً إليه، خاضعًا بين يديه، مظهرًا عظيم افتقاره وحاجته إليه، وأنه مهما أوتي من أشكال الصحة أو القوة أو الثراء أو الجاه.. فهو كما هو: عبد ذليل لرب جليل، وأن هذه الأشياء لم تغير من حقيقته شيئًا.
أما تواضعه مع نفسه فيكون باستصغاره لها، ورؤيتها بعين النقص، لذلك فهو يمشي على الأرض هونًا، ولا يتبختر أو يختال
وأما تواضعه مع الناس فينطلق من رؤيته لهم بأنهم أفضل منه، مهما كانت أعماله ورتبته، فهو دائمًا ينظر إلى الجانب الإيجابي لكل من يتعامل معه، ويستشعر أفضليته عليه.

خامسًا: الجهاد الدائم في سبيل الله بمفهوم الجهاد الواسع، من بذل الجهد والطاقة في جميع المجالات التي تسهم في بناء المشروع الإسلامي ﴿يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ﴾

سادسًا: عدم التعلق القلبي بالدنيا كما قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثقالتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل) وكما اشترط النبي يوشع بن نون على بني إسرائيل عندما أراد أن يدخل الأرض المقدسة ألا يكونوا متعلقين بأمر من أمور الدنيا. جاء في الحديث المتفق عليه (غزا نبي من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولم يبن بها، ولا أحد بنى بيوتًا ولم يرفع سقوفها، ولا أحد اشترى غنمًا أو خلفات وهو ينتظر أولادها)

سابعًا: كثرة العبادة، فالجيل الذي سيمكنه الله عز وجل جيل عابد يحن دومًا إلى المحراب ليسكب العبرات ويتزود بوقود الإيمان، ولقد أخبرنا الله عز وجل بأن ﴿الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ )وأخبرنا بصفة من يمكنهم في الأرض ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ﴾

ثامنًا: الصبر والثبات: فطريق التمكين ليس مفروشًا بالورود بل مليء بالأشواك والعقبات ﴿الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) وقال تعالىhttp://forum.amrkhaled.net/images/smilies/frown.gif وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)
ولقد سار في هذا الطريق أصحاب الدعوات من قبلنا، فلما صبروا وتحملوا مشاقه ولأوانه أكرمهم الله عز وجل بالنصر والتمكين ﴿وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ﴾

تاسعًا: الاعتدال والتوازن، فالجيل الموعود بالنصر والتمكين عليه أن يفهم الإسلام فهمًا صحيحًا شاملاً متكاملاً، فيعطي كل ذي حق حقه، لا يضخم صغيرًا، ولا يصغر كبيرًا، لا يترخص فيما لا ينبغي الترخيص فيه، ولا يتشدد فيما لا ينبغي التشدد فيه حتى يستقيم له السير ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكزنوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ)

عاشرًا: الترابط والتآخي: فلا بد من الوحدة، ولا بد من التآخي في الله.. لا بد من وحدة القلوب وعدم التنازع (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) ﴿وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾
فلا بد من توحيد الصفوف، والتحرك الجماعي الذي يستفيد بجميع الطاقات، ويقوم بتوزيع المهام على كل الأفراد حتى يصل إلى الهدف المنشود، فإن لم يستطع المسلمون أن يتوحدوا تحت راية واحدة، وهم يسعون لاستكمال شروط النصر، واختلفوا فيما بينهم، فليكن اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد، بمعنى أن يكمل بعضهم بعضًا تحت ظلال المحبة في الله، وليكن شعار الجميع، نجتمع فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه.

نسأل الله تبارك وتعالى أن نكون أهلا لحمل أمانة هذا الدين، وأن نتحلى جميعا بهذه الصفات التي تؤهلنا لنصر الله وتأييده..إنه ولي ذلك والقادر عليه.

محمد فراج عبد النعيم 25-09-2011 09:47 AM

رد: من صفات جيل الفتح والتمكين ...
 
جزاك الله كل خير ....
وأسأل الملك العظيم أن يرفع قدرك ويسعد قلبك ..
وأن يرضي عنك رضاء .. لا يسخط بعده أبدا ..

عزه غنيم 27-09-2011 03:30 AM

رد: من صفات جيل الفتح والتمكين ...
 
كم هذه الكلمات رائعة
اللهم اجعلنا ممن يساهم في بناء هذا الجيل . اللهم مكن للمسلمين في الارض .اللهم ربي ابناء المسلمين.
بارك الله فيك اخي كاتب الموضوع وزادك علما ونفع بك .

محمد فراج عبد النعيم 27-09-2011 07:11 AM

رد: من صفات جيل الفتح والتمكين ...
 
جزاك الله كل خير يا اختي علي مرورك الكريم
وهذا شرف لي ...
وأسأل الملك العظيم أن يرفع قدرك ويسعد قلبك واسرتك ..
وأن يرضي عنك رضاء .. لا يسخط بعده أبدا ..
آمــــــــين


الساعة الآن 09:35 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام