ولقد اهتزّ السحرة.. آلاف السحرة -قيل أربعون ألف ساحر- منهم أمهر أبناء تلك المهنة في القُطر كله وربما خارجه قد اهتزُّوا أمام رجل واحد.. {فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَىٰ} [طه:62].. قبل أن يروا ما عند موسى.. فقط سمعوا منه ورأوا آيات اليقين تبرق في ثنايا نبراته الصادقة قبل أن يروا آياته الإعجازية.. مجرد أن تلقوا كلماته الحاسمة: {وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} [طه من الآية:61].. مجرد أن لمسوا قوته في الحق وإصراره على ظهوره - ارتبكوا.. تنازعوا.. والتنازع أول طريق الفشل.. ولقد تصدَّعت أركان البنيان الهش وشارفت على السقوط واحتاجت إلى أن يثبتوا بعضهم البعض أمام تلك القوة الكاسحة من رجلٍ واحد.. قوة الحق.
j]fv - F211D s,vm 'i (12) __________ 211 j]fv E,Ré