03-11-2020, 03:33 AM
|
المشاركة رقم: 1 (permalink)
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مشرف عام |
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
12 - 12 - 2010 |
العضوية: |
13068 |
المشاركات: |
13,316 |
بمعدل : |
2.74 يوميا |
معدل التقييم: |
28 |
نقاط التقييم: |
144 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
الشريعة و الحياة
القراءة الأساس الأول لبناء الحضارة الإسلامية
“اِقـرأ” : منهج حيـــاة
قال تعالى: {اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الانْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اِقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الذي علم بالقلم، علم الانسان ما لم يعلم}.
-اِقْرَأْ: خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وخطاب لأمته على امتداد الأزمنة والعصور واتساع الأمكنة والدهور .
-اِقْرَأْ: فعل أمر حُذف مفعوله، هكذا قال أكثر من واحد من المفسرين، مثله مثل فعل خلق، من قوله تعالى: {الذي خلق}.
قال الزمخشري عن مفعول خلق: إما أن لا يُقدّر له مفعول وأن يراد أنه تعالى الذي حصل منه الخلق واستأثر به لا خالق سواه، وإما أن يقدر ويراد خلق كل شيء…
ويمكن أن نقول قياسا على ذلك: إن تقدير المفعول في “اِقرأ” يمكن أن يقدر بكتاب الله تعالى وما يترتب عنه من معارف؛ أي اقرأ كتاب الله تعالى هذا المنزل وتدبر ما فيه، وإما أن يكون التقدير اقرأ أي مقروء، لكن بشرط واحد وأساسي، وفي كلتا الحالتين، أن تكون القراءة باسم الله الخالق {الَّذِي خَلَقَ} الأكرم {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ}.
والباء، في {بِاسْمِ رَبِّكَ} قيل إنها للاستفتاح، أي (مستفتحاً باسم ربك)، أو الاستعانة، أي (مستعيناً باسم ربك)، أو للتبرك، أي (متبركا باسم ربك)، أو الملابسة، أي “مُلْتَبِساً بِاسْمِهِ تَعَالَى؛ أَيْ: مُبْتَدِئاً بِهِ؛ لِتَتَحَقَّقَ مُقَارَنَتُهُ لِجَمِيعِ أَجْزَاءِ المَقْرُوءِ”. وقد تكون للمصاحبة، ويكون المجرور في موضع الحال من ضمير (اقرأ). أي: اقرأ ما سيوحى إليك مصاحباً اسم ربك، فالمصاحبة مصاحبة الفهم والملاحظة لجلاله، ويكون هذا إثباتاً لوحدانية الله بالإلهية، وإبطالاً للنداء باسم غيره، مهما كان هذا الغير.
كيف فـهم القـدماء هـذه الآيـات؟
قال ابن كثير: فأول شيء نزل من القرآن هذه الآيات الكريمات المباركات وهن أول رحمة رحم الله بها العباد، وأول نعمة أنعم الله بها عليهم. وفيها التنبيه على ابتداء خلق الإنسان من علقة، وأن من كرمه تعالى أن علم الإنسان ما لم يعلم، فشرفه وكرمه بالعلم، وهو القدر الذي امتاز به أبو البرية آدم على الملائكة. والعلم تارة يكون في الأذهان، وتارة يكون في اللسان، وتارة يكون في الكتابة بالبنان: ذهني ولفظي ورسمي، والرسمي يستلزمهما من غير عكس، فلهذا قال: {اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم} وفي الأثر: قيدوا العلم بالكتابة. وفيه أيضا: من عمل بما علم رزقه الله علم ما لم يكن يعلم.
وقال الزمخشري: فدلّ على كمال كرمه بأنه علم عباده ما لم يعلموا، ونقلهم من ظلمة الجهل إلى نور العلم، ونبه على فضل علم الكتابة لما فيه من المنافع العظيمة التي لا يحيط بها إلاّ هو، وما دوّنت العلوم ولا قيدت الحكم ولا ضبطت أخبار الأولين ومقالاتهم، ولا كتب الله المنزلة إلاّ بالكتابة؛ ولولا هي لما استقامت أمور الدين والدنيا؛ ولو لم يكن على دقيق حكمة الله ولطيف تدبيره دليل إلاّ أمر القلم والخط، لكفى به ..
وقال ابن الجوزي في زاد المسير: {الذي علم بالقلم} أي: علم الإنسان الكتابة بالقلم {علم الإنسان ما لم يعلم} من الخط، والصنائع.
ألفـاظ القـراءة فـي القـرآن الكـريم
إن ورود لفظة “اقرأ” في بداية الوحي لم تكن إلا بداية، لأن مفهوم القراءة تكرر في القرآن الكريم بألفاظ شتى، من نحو: “تلا”، و”رتل”، و”كتب”، و”قلم”، و”مداد”، و”قرطاس” و”صحيفة”، ليصل عدد الألفاظ ذات الصلة بالقراءة، حوالي: 447 لفظا، يأتي في مقدمها لفظ كتاب الذي ورد ذكره 244 مرة، لتكون نسبة هذه الألفاظ بالنظر إلى مجموع ألفاظ القرآن الكريم حوالي” 0,60%. وإذا كان العلم من نتاج القراءة ومقرونا بها، كما هو واضح في بداية سورة العلق، وأضفنا إلى هذه الألفاظِ السابقة الألفاظَ الدالة على العلم، والتي يبلغ عددها 779 لفظا، فإن العدد العام لهذه الألفاظ يبلغ حوالي: 1226 لفظة، موزعة على معظم سور القرآن الكريم. وبذلك ترتفع نسبة ورود هذه الألفاظ إلى حوالي 1,55% من مجموع ألفاظ القرآن الكريم. وهذا الرقم بنسبته العامة يحمل دلالة قوية من حيث قيمة القراءة والعلم وأهميتهما في المنظور القرآني، مع العلم أن المجتمع العربي آنذاك كانت تسوده الأمية بشكل كبير.
ولقد وعى السلف الصالح من هذه الأمة دلالة “اقرأ” حق الوعي، فأسسوا مجتمعا قارئا، وبنوا حضارة قوامها القراءة باسم الله .
hgrvhxm hgHshs hgH,g gfkhx hgpqhvm hgYsghldm lëkçg çglQçQ çgl,g çgdAçRé çgiQgçldé çgRçgé
|
|
|