المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
قلم محترف |
البيانات |
التسجيل: |
28 - 1 - 2020 |
العضوية: |
29239 |
المشاركات: |
4,976 |
بمعدل : |
3.27 يوميا |
معدل التقييم: |
0 |
نقاط التقييم: |
10 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
امانى يسرى محمد
المنتدى :
الأسرة والطفل
رد: ستون قاعدة ربانية في الحياة الزوجية … د . ناصر بن سليمان العمر
القاعدة الرابعة والأربعون: الشكوى التي يسمع الله لها!
قال تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ} [المجادلة:1]
ورد أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج ومعه الناس، فمر بعجوز، فاستوقفته، فوقف، فجعل يحدثها وتحدثه، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين، حبست الناس على هذه العجوز، فقال: ويلك! أتدري من هي؟ هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات، هذه خولة بنت ثعلبة التي أنزل الله فيها: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا}، ولو حبستني إلى الليل، ما فارقتها إلا للصلاة، ثم أرجع إليها!
والآية في خبر أوس بن الصامت مع زوجته خولة بنت ثعلبة رضي الله عنهم، عندما ظاهر منها، فجاءت مشتكية إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشكو ما آل إليه حالها مع زوجها الذي ظاهر منها ، وفي الآية تنبيه على تعلق المرأة بالله عز وجل، وأن ذهابها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من باب الأخذ بالأسباب، ترجو أن يجري الله تعالى على يديه ما يفرج كربتها ويذهب ظلامتها.
فذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم آخذة بالسبب، باثَّةً شكواها إلى ربها تعالى، ولهذا جاءها الفرج، فرفع الله ما بها، وأنزل بسببها أحكامًا لم يزل يفرج بها على كثير من إمائه وعباده.
والظهار أن يقول الرجل لامرأته أنت عليّ كظهر أمِّي! أو يشبهها بمن تحرم عليه على التأبيد، وهو كما قال الله تعالى: {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا} [المجادلة:2]، فاللفظ لفظ قبيح مجرد أن ينطق بظهر أمه قد يدرك الخيال معنىً سيئًا، وهو من إرث الجاهلية فجاء الإسلام يصحح الأوضاع ويبين المنهج الحق وما يلزم من وقع فيه. ولهذا على المرء أن يضبط ألفاظه ويهذب لسانه.
وتأملوا شكاية هذه الزوجة الصالحة رضي الله عنها، ما جاءت لتشنع، ولا تسب أو تشتم، بل جاءت لتعالج نازلة وهذا همّها، يظهر ذلك من كلماتها التي قالتها للنبي صلى الله عليه وسلم: (إنّ لي صبية صغارًا إنْ ضممتهم إليه ضاعوا، وإن ضممتهم إليَّ جاعوا) ، كلمات تكتب بماء الذهب فالأم تربي وتحفظ أولادها، وهذا شاهدناه في بيوتنا وبيوت أهلنا، والأب يشغل بابتغاء الرزق والكسب، والنفقة واجبة عليه، فيشغله ذلك في أوقات كثيرة عن ملاحظة الأولاد.
وهذه الكلمات من خولة رسالة لعدد من الأمهات اللاتي أهملن -هداهن الله- أولادَهُنَّ وركن تربيتهم إلى الخادم أو الخادمة، فحدثت عادات وسلوكيات قبيحة. بل قد يكون بعض هؤلاء الخدم من النصارى أو من المسلمين الذي لم يتربوا تربية صالحة! فنشأ جيل كما ترون يحزن.
والمقصود أن خولة رضي الله عنها، أحسنت الشكوى، فجاءت في شأن كبير يستحق! وقد حررت المشكلة، علمت أنه لا تكتمل التربية إلا بتعاضد الزوجين، وأن ما وقع معها يحول دون ذلك، وأنه لابد من سبيل لحل الإشكال ورفع الضرر الواقع عليها، والذي إن استمر سوف تترتب عليه آثار لا تحمد.
وهذا معروف يشاهده كثير من الناس في حالات الفرقة والشقاق التي تقع في البيوت! تجد فيها أطفالًا عاشوا كالأيتام ووالداهما أحياء! إما بافتراق الزوجين فالأب ذهب وتزوج والأم أخذت سبيلها وتزوجت وبقي الأطفال، أو بتهاجرهما واعتزال كل منهما في بيت أهله!
وقد لحظت هذا في أثناء زيارتي لبعض الدور الاجتماعية، وهي دور الأحداث، لاحظت أن فيها أطفالًا وشبابًا من سن الثامنة حتى الثامنة عشر وقعوا في جرائم، ووجدت أن من أعظم الأسباب هو فرقة الزوجين أو تهاجرهما ووقوع الخلاف بينهما.
إن الطلاق إذا وقع لأسباب موضوعية، وبعد تأمل ودراسة واستشارة فهو حكم شرعي قد يكون هو العلاج، ولاسيما إذا سلك فيه المنهاج الشرعي، وكذلك بعده في التفاهم على أمور الأولاد، ولهذا قال تعالى: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 229]، لكنْ كثيرٌ من حالات الطلاق لا تقع عن روية ولا عن دراسة ولا عن بُعد نظر، ولا تكون الفرقة فيها بإحسان، ومن هنا تقع المشكلات! أما التهاجر بين الزوجين، أو من قبل الزوج بالظهار ونحوه فهو محظور في نفسه لا سبيل لرأب مفاسده إن استمر! عاقبته أن يبكي الأب والأم على أولادهما الذين عرضوهما للضياع والشتات، ولا سيما في ظل زمان صعب جدًا، وأحوالٍ لا تخفى! فالله الله لنبتعد عما يفرح الشيطان من الظهار والتهاجر والشقاق، ولنعمد إلى علاج ما بدر من ذلك أو نزل، بالشكوى إلى الله تعالى، الإيجابية الجديرة بأن تسمع، وهي المشتملة على عرض مشكلة حقيقية تستدعي تدخلًا، فتعرض المشكلة، وتبين المفسدة، بعيدًا عن اللجج والإزراء، ومن ثمَّ الاستعانة بمن هو أهل للإعانة على علاجها! والله أسأل أن يجنبنا وإياكم الشقاق وأسبابه.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
القاعدة الخامسة والأربعون: يهب لمن يشاء ما يشاء!
قال الله تعالى: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} [الشورى].
هذه الآية عظيمة تشتمل على قاعدة جليلة! العلم بها ومراعاتها تذهب مشكلات كثير من البيوت!
تأمل قوله تعالى: {یَهَبُ} إذًا هي منحة، هي هبة! ومن هو الواهب المتفضل؟ هو الله عز وجل! ولو استحضرنا ذلك لما وقعت كثير من المشكلات في البيوت! تجد بعض الأزواج إذا رزق بالبنات دون البنين غضب! وصب جام غضبه على زوجته، وكأنه يحملها المسؤولية! والمسكينة ليس بيدها شيء!
يذكر أهل الأخبار أن رجلًا يقال له أبو حمزة الضَّبي، كان تأتيه البنات ولا يأتيه البنين، فهجر زوجته، وكان يقيل ويبيت بمنزل مجاور، فمر يومًا ببيتها فسمعها تهدهد البينة وتغنيها بقولها:
مـا لأبي حمزة لا يـأتينـا *** يظل في البيت الذي يلينا
غضبـان ألّا نـلد البنيـنـا *** تـالله مـا ذلك في أيدينا
ونحن كالأرض لزارعينـا *** ننبت مـا بـذروه فينـا
قالوا: فغدا الشيخ حتى ولج البيت فقبل رأس امرأته ورأس ابنته الصغيرة! وقال: ظلمتكما وربِّ الكعبة! فقد علم أنها صادقة!
أعرف أحد الأزواج جاءته البنات فتزوج امرأة أخرى -وليس الإشكال في أنه تزوج بأخرى- يقول: يريد الأولاد! فجاءته بنات، وتزوج ثالثة فجاءته بنات! إن الذي يهب هو الله.
إن من مقتضى الإيمان بقدر الله تعالى أن نرضى بما يقسمه الله تعالى، ولا ينافي هذا أن نتوجه إلى الله تعالى ونطلب منه أن يرزقنا الذرية الطيبة المباركة.
فالواجب على الذي يرزق بالبنات أن لا يتسخط نعمة الله تعالى، فضلًا عن أن يحمل الزوجة مسؤولية ذلك! ومن الجهل أن يتصور الزوج أن زوجته تريد البنت ولا تريد الابن! وأنها تفرح بالبنات دون الأبناء!
إن البنات حجاب من النار إن صبر عليهن، وأحسن تربيتهن، كما بيَّن النبيُ صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة !
وما يدريه لعل هؤلاء البنات خير له في العاجل والآجل! كم من الأبناء -ولا أقلل من قيمتهم- كان سببًا لشقاء الرجل، كما قال الله تعالى: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [التغابن]، بل وصف بعضهم بالعداوة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} [التغابن]، فليرضى الإنسان، بالقدر، وليحمد الله على ما رزقه.
والواجب ألاّ يتسخط رزق الله تعالى، ويجعله سببًا للشقاق، واضطراب الحياة الأسرية.
وأخيرًا كلمة لمن لم يرزق الذرية! أقول له: لا تيأس .. أبونا إبراهيم عليه السلام، الذي هو خليل الرحمن لم يرزق بالولد إلا بعد مائة وعشرين سنة! زكريا عليه السلام نبيٌ من أنبياء الله لم يرزق إلا بعد كما وصف الله في القرآن: {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} [مريم]، فتوجّهَ إلى الله تعالى {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ} [الأنبياء]، فتوجّه إلى من توجه إليه إبراهيم وزكريا عليهما السلام واضرع إليه وناده ولا تستعجل! احذر من اليأس لأن اليأس قد يؤدي إلى سوء الظن بالله تعالى.
ولو قدِّر أن تكون عقيمًا، فاعلم أن الله تعالى حكيم عليم! {وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} [الشورى].
كم من العلماء والعبّاد والصالحين من لم يرزق بأولاد، فصبر واحتسب وما ضره ذلك بل كان هذا سببًا في أن يشقّ طريقه إلى الله.
ومحمد صلى الله عليه وسلم لم يبلغ أحدٌ من أولاده الذكور، كلهم ما توا قبل البلوغ وهو رسول الله صلى الله عليه والسلام! بل ماتت بنياته كلهن في حياته إلاّ فاطمة رضي الله عنها بقيت بعده قليلًا!
فيا من لم ترزق الولد لا تأس لعل الله قد أراد بك خيرًا! فالله عليم حكيم، ولا تيأس وابذل الأسباب، فالله كما قال: {عَلِيمٌ قَدِيرٌ}، وفي ختم الآية بهذا الاسم إشارة إلى الأمل لطيفة! كم بلغنا من أخبار النساء من لم تحمل إلا بعد عشر سنوات، وأخرى بعد خمسة عشر عامًا، والله على كل شيء قدير! ولا مانع من استخدام العلاج المشروع، وأنص على المشروع لأن هناك وسائل لا تجوز، فالغاية لا تبرر الوسيلة، وعلى المسلم أن يرجع إلى فتاوى العلماء والمجامع الفقهية ليعرف ما يجوز وما لا يجوز، فاتق الله وأجمل في الطلب، وارض بما قسم، وأمل الخير في الدارين.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
القاعدة السادسة والأربعون: إن الشيطان لكم عدو!
قال الله تعالى: {يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} [طه].
هذه الآية التي في أبينا آدم وأمنا حواء عليهما السلام، ولم تكن تلك العداوة شخصية لتزول بموتهما! بل هي عداوة لجنس البشرية {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر]، فهذه العداوة من الشيطان باقية مستمرة إلى قيام الساعة لا سبيل لصلح أو هدنة!
وعلينا الحذر الشديد من عداوته، فإذا كان أبونا آدم وأمنا حواء عليهما السلام لم يسلما من إغوائه، فكيف بي وبك إن غفلنا عن ذلك!
وتأمل مع أن الله عز وجل حذّر آدم عليه السلام من الشيطان وقال له: {إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى}! مع ذلك استطاع بأساليبه وحِيَله أن يغويهما، {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ * فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ} [الأعراف]. فإذا كان هذا مع التحذير! ومَنْ الذي حذَّر؟ هو الله سبحانه وتعالى! ومن المحذَّر منه؟ هو الشيطان! ومن المحذَّر؟ هو آدم وحواء عليهما السلام! ومع ذلك استطاع الشيطان أن يغويهما، وإن كان إغواء في ساعة سرعان ما انفكا عنها ورجعا وأنابا، وقبل الله توبتهما.
لكن العبرة من ذلك ضرورة أن يكون الزوجان على تيقظ وانتباه، لخطر الشيطان، وخبث أساليبه.
وهنا وقفة مع قوله تعالى: {فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ} أي أنه سلك أساليب مغوية خادعة، يقسم عليها! فيجب أن يكون الزوجان متيقظان فإن حيله كثيرة وخبرته بنفوس البشر طويلة!
وهذا الحذر لا أقول يجب أن يكون منذ يوم الزواج بل يبدأ قبل الزواج، وانظر كم من حالة طلاق وقعت قبل الدخول وبعد العقد!
وإذا استشعرنا هذا الأمر، تعين علينا أن نغلق عليه منافذ الوساوس والشكوك.
ومن جملة وظائف الشيطان الإغوائية! التي يعنيه أمرها ويدرب عليها أهل الباطل، إيقاع الخلاف والفرقة بين الزوجين، وهو يسعى في ذلك بكل سبيل وسوسة وإغواء، وقهرًا! ويدخل في ذلك قوله تعالى: {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ} [البقرة]، وتأمل قوله: {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا} إذًا هو علم، يتعلمه الساحر من الشياطين! والعلم له أسسه وتفاصيله ووسائله.. وقد لا يأتي الشيطان أكثر الناس من هذا الطريق، لكنه يأتيهم من طرق أخرى، من طرق قذف الشكوك، ومن طرق الإغواء، من طرق أخرى كثيرة. على سبيل المثال، كثرت اليوم حالات الطلاق ولو بحثنا في نسبة الطلاق العالية، لوجدنا أن كثيرًا منها لم تقع لأسباب موضوعية، وإنما هي نتيجة لعمل دؤوب من الشيطان، سواءً فيما يتعلق بالجوالات ووسائل الإعلام الحديثة والشكوك التي يبثها الشيطان حول زوجة الرجل أو يوسوس للزوجة حول زوجها، وقد لا تكون شكوكًا لكنها حقائق يغري ويغوي بها! من كان في عافية وغنى عنها!
وكم من حالة وقفت عليها سببها الشكوك والظنون الكاذبة! تجد أن المرأة تتهم زوجها بوسوسة من الشيطان أن له علاقات، أو يكلم بعض النساء، وقد يكون هذا مجرد شكّ ووسواس، وقد يكون حقًّا في غير ريبة. والعكس تجد بعض الرجال يشك في زوجته ويراقبها بل -يتلصص عليها- وإذا وصلت الحال إلى هذا الحدّ فهي بداية الفشل.
والمهم أن نحذر من الشيطان أن يدمِّر حياتنا الزوجية، فإن هذا العدو المبين قد جعل ذلك هدفًا له! ففي الحديث الصحيح: (إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا! فيقول: ما صنعت شيئًا! قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته! قال: فيدنيه منه ويقول نعم أنت)! قال بعض الرواة أراه قال يعني النبي صلى الله عليه وسلم: (فيلتزمه) .. لأنه يدرك ما يترتب على هذا الأمر من خطر، وتمزيق أسرة، وتفريق جمع، وإشاعة عداوة، وتعريض كلًا من الزوجين للفتنة، والأولاد للضياع، والعصمة في قطع الطريق عليه، فإن وقع الطلاق ضرورة فبالمعروف، والتزام التدابير الشرعية التي أشير إلى بعضها في القواعد السابقة، والله الموفق.
موقع المسلم
|