روحت انا واصحابي بعد ما اطمنا على تامر ، ولكن كنت مشغولا تمام الانشغال بما قاله تامر ، واشتقت لمعرفة ايه اللي بيدور في ذهن الشباب وايه نظرتهم للالتزام وليه مبيدخلوش فيه او ليه بيدخلوا بس بيسبوه وليه بيخسروا دينهم وانفسهم عشان شهوات او لذات ،ازاي بيفكروا وازاي حاسبين الموضوع ,ودار في ذهني العديد من الاسئلة حول تامر ولكن قلت لنفسي (انهارده الخبر بفلوس بكرة يبقى ببلاش) وذهبت لانام نوما عميقا فقد كنت مجهدا جدا .
في اليوم التالي وفي نفس الموعد ذهبت الى تامر كما وعدته وكلي شوق لاعرف اجابات تلك الاسئلة التي دارت في ذهني ....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ازيك يا تامر عامل ايه دالوقت ، تامر: ازيك يا عمر الحمد لله انك جيت انا بجد مشتاق للقعدة معاك عشان في اسئلة كتير في دماغي عايز الاقيلها اجابة ، قلت :سبحان الله انا ايضا مشتاق لمعرفة الكثير من الأمور ، أهم حاجة دالوقت انت عامل ايه،تامر : الحمد لله بس في حاجات كتير بتوجعني في جسمي ، قلت:معلش الحادثة كانت كبيرة برده والحمد لله ان هي جات لحد كده واحتسب كل الم في جسدك لله تاخد عليه حسنات، قاللي ازاي يعني كنت بعصيه وعاقبني وبرده يديني حسنات انا مش فاهم حاجة،قلت: ربنا لم يعاقبك انتقاما وكراهية لك ولكنه فعل ذلك لانه عايزك ترجعله،ولو كان انتقام وكراهية كان قبض روحك على تلك المعاصى ولكنه اعطاك فرصة ، قاللي: ازاي ، قلتله سعات الواحد بيكون بعيد عن ربنا جامد وربنا بيحبه وعايزه يقرب ليه وفي الحالات اللي زي ده ربنا بيبعتلة رسالة غالبا بتبقى تقيلة شوية بس لو فهم معناها حتجيب نتيجة ، فلو ان الله لم يفعل بك ما حدث هل كنت ستفكر يوما ان تعود اليه ، ولم العودة اليه وجميع طلباتك مجابة ، أما اذا حسيت انك محتاجله ساعتها حترجعله وهكذا صاحب كل مرض او بلاء أو دين أو مشكلةلو بص للموضوع من ناحية ان ربنا عايزه يرفعله ايديه ويقولله يا رب انا محتاجلك انا عايزك جنبي يا رب متسبنيش لوحدي لاني ضعيف ، فسيكون هذا الباء الذي وقع فيه نعمة له ويأخذ عليها حسنات وتكفر عنه سيئات ، تامر : ياه للدرجادي ربنا عايزنا نقرب منه واحنا ولاهنه، قلت : وأكتر من كده هو انت مش عارف الكلام ده ولا ايه، تامر: أنا نسيت كل حاجة يا عمر من يوم ما سيبت الجامع، فكرتني صحيح ، يالله بقه نحكيلك عن قصتي ولا انت مش عايز تسمع،قلت: لأ طبعا انا نفسي أسمعلك بجد بس حتبدأ من أيام الثانوي ولا من بعد كده،تامر : لا انا حبدأ من أول حياتي ، قلت : ماشي اتفضل يا عم وكلي اذان صاغية .
تامر :انا كنت عايش زي ما اي انسان عايش في الدنيا بروح المدرسة وبذاكر وبصلي وكنت بحضر ندوة كده عالطاير في الجامع اللي فريحنا بس مش علطول، وكنت طبعا سعات بسمع اغاني او اتفرج على أفلام ومسلسلات وكنت عايش حياتي عادي جدا باكل واشرب وانام والعب ومفيش حاجة شغلة دماغي وكان أصحابي زيى بالظبط ، أما أبويا وأمي فكانوا طيبين جدا وبيخافوا علي انا واخواتي جداا جداا ، وكانوا بيحبوا الدين وبيصلوا وبيخافوا من ربنا بس سعات برده شوية افلام ومسلسلات بس ربونا ان الدين ده شئ مقدس في حياتنا وعلمونا اساسياته وازاي اعبد ربنا والحاجات ده اللي كل اب بيعلمها لابنه ، وحده وحده بدأت أحفظ قران في الجامع في الندوة... حفظت جزء عم وتبارك وبعد كده وقفوا الحفظ واستمرينا في الندوة بس ، في البيت لما لقوني بحفظ القران فرحوا جدا وبدأت أمي تشجعني اني احفظ القران ووعدوني بالجوائز والمكافات، فلما أخبرتهم أن الحفظ توقف " طلبت منى أمي اني اشوف اي حد من أصحابي بيحفظ قران وأروح معاه قلتلها حاضر ، وفعلا بدأت أسأل اصحابي عن واحد معانا في الفصل أو المدرسة بيحفظ قران ، فقالولي فيه واحد اسمه عبدالله حافظ 8 أجزاء ، فذهبت اليه فورا ولم أتردد وسألته عن المكان الذي يحفظ فيه القران ، فأخبرني أنه يحفظ في مسجد اسمه عمار بن ياسر وانهم هناك يحفظون القران كاملا ويعلّمون الدين أفضل من أي حد، روحت معاه بعد ما قولتلهم في البيت ووافقكم ، وبدأت اتعرف على هذا العالَم الغريب علي فاتعرفت عالشيخ اللي بيحفظ قران كان شغال فاتعرف علي واعطاني مواعيد التسميع ،وفي المرة القادمة ذهبت وسمعت اول سورة في الجزء التالت فشكرني ومدحني واستمر الامر على هذا الحال وانا اذهب لاسمع فقط واروح علطول من غير ما اسلم على حد أولي دعوة بحد ، وبعد شهر من التسميع طلب مني ان احضر ندوة بتتعمل هنا في الجامع بعد صلاة الجمعة فاخبرته اني احضر ندوة في مسجد اخر ، فقاللي حاول تيجي واخذ يعدد لي مزايا تلك الجلسة ، بس انا خدت الكلام من هنه وطلعته من هنا لان كان لي هدف واحد اني احفظ القران وبس ومليش دعوة بحد، وبعد اسبوعين من اخر مرة كلمني فيها ، قاللي : بص يا تامر انت بتحفظ معانا ولازم بقه تحضر معانا احنا الندوة بتاعتنا احسن وافضل وبتعلم الدين أفضل ، قلتله بس انا مستريح هناك ، قاللي خلاص روح بقه احفظ هناك ، قلتله بس هناك ما بيحفظوش قران ، قاللي خلاص خليك معانا ، قلتله : حقول لبابا وماما ، ولما ذهبت للبيت قلت لهم ماجرى وكعادتهم لانهم ناس طيبين قلولي يابني هنه واحد وهنا واحد المهم احفظ القران ، قلتلهم ماشي ،ذهبت في الموعد المحدد بعد الصلاة وحضرت الندوة بتاعت الشيخ ، كانت مختلفة تماما عن الندوة الاخرى فالذي يتحدث شيخ كبير والكلام اللي بيقوله لاول مرة اسمعه كلام في الدين بس كلام كبير وجديد ، بعد ما خلصت الندوة قابلني الشيخ وقاللي هيه احنا أحسن ولا همه ، قلتله بصراحة انا هنا سمعت حاجات جديدة لاول مرة اسمعها وان شاء الله حاجي هنه علطول ، قاللي : خلاص متنساش بقه معاد تسميعنا المرة الجاية ، قلتله: ماشي.
ذهبت للبيت وأنا افكر في ذلك العالم الجديد الذي سادخل عليه فقد كان مختلفا عن العالم الذي احياه اليوم اصحابي كلامي نظام حياتي كل شئ كام متغير في هذا العالم ، وكنت افكر اكمل ولا بلاش ، المهم قلت طالما هما بيحفظوا القران يبقى اكيد هم الاحسن اكمل معاهم وأسيبها على ربنا، وبدأت رحلتي مع هؤلاء الناس اللي هم بعد كده كانوا سبب في اني كرهت الدين ، قلت : ازاي ، قالي ما انا جايلك في الكلام اهوه، بس وأنا بحكيلك ححكيلك السلبيات والمشاكل اللي حصلت اما الايجابيات فكانت كلها منحصرة في حفظي لنصف القران واني اتعلمت حاجات في ديني كانت كتير فعلا بس للاسف دالوقتي انا ناسيها.
طلب مني شيخي ان اكمل الحفظ مع شيخ اخر اسمه عمرو وان هذا الشيخ هو المسؤول عني ولازم اسمع كلامه ، قلتله لا انا عايز اكمل مع حضرتك وانا مش عايز حد مسؤول عني أنا اعرف اكون مسؤول عن نفسي ، قاللي لا انت لسه صغير والشيخ عمرو اكبر منك ويعرف حاجات اكتر منك... زي الصحابة مش النبي كان بيربيهم ويعلمهم ويتابعهم وزي ما احنا بنقلد النبي يبقى لازم نعمل زيه ، قلتله ماشي بس مش لازما اسمع كلامه في كل حاجة ، قاللي شوف الصحابة كانوا بيعملوا ايه واعمل زيهم مش هم كانوا بيسمعوا كلام النبي في كل حاجة ، قلتله : بس ده مش النبي ، قاللي بس هو يقوم مقام النبي لانه بيعلمك ويربيك وشوف زمايلك بيعملوا ايه واعمل زيهم ، قلتله بس أنا زمايلي مش عاجبني لان ساعات بحس ان دماغهم ناشفة وكل ما اجي اناقشهم في حاجة يقولولي اصل الشيخ عمرو قال كده مع ان بتبقى في حاجات واضح ان هي غلط وبرده يعملوها عشان هو قال كده ، قاللي : مش انت بتحب ربنا وعايز توصل للجنة ، قلت : اه ، قاللي : خلاص اسمع الكلام ولو عملت مشاكل او اشتكالي منك حزعل منك ومش حتكمل حفظ قران معانا..
كان هذا ثاني صدام بيني وبينه بعد جلسة الجمعة ولكن المرة ده انا مش مقتنع ، معقولة حسلم دماغي لحد يمشيني زي ما هو عايز ، لأ..لأ....افرد ضيعني ولا قاللي حاجة مش صح ساعتها لازما اسمع كلامه...لأ ، أنا خلاص حسيب الناس دولت وارجع تاني للناس اللي كنت معاهم اول مرة ، ذهبت للشيخ كي اسمع اخر سورة في الجزء الخامس وكان عمري حينها 3اعدادي ، ولما خلصت تسميع قاللي الشيخ عمرو عايزك تقعد معاه يوم السبت الجاي وزي ما اتفقنا تسمع كلامه، قلته بص يا شيخ انا مش رايح معاه لاني مبحبهوش وبصراحة بقه لو حضرتك مش عايزني أحفظ قران خلاص بس انا حرجع بقه للناس اللي كنت معاهم ، قاللي : على راحتك بس انت كده بتبيع الجنة عشان تريح نفسك وخلاص هو يعني الناس اللي انت كنت معاهم علموك ايه دول لا بيحفظوا قران ولا بيعلموا العلم اللي اتعلمته معانا اسمع كلامي وروح جرب اقعد مع الشيخ عمرو وان شاء الله حيعجبك ، قلتله خلاص ماشي .....ومتسألنيش يا عمر ليه لان كانت له طريقة في اقناع الذي امامه بما يريد وبرده كان كل شوية يقوللي اني لو سيبته يبقى انا بسيب الطريق الصح وبضحي بالجنة لاجل الدنيا وكده ربنا حيزعل مني ، والكلام ده كان بيأثر في جامد فأنا مش عايز ربنا يزعل مني....
المهم روحت مع الشيخ عمرو ومعرفونيش ساعتها عنه غير الحاجات الحلوة بس اما الحاجات الوحشة فلم يخبروني بها وانا اللي عرفتها بمجرد الصدفة بعد اعوام ، زي انه عاد سنتين في الكلية وانه اجل سنة في الثانوية العامة وان ابوه بيشتكي منه لانه مبيعملش اي حاجة في شغل البيت وطول الوقت بره البيت ويقوللهم انا مش فاضي انا ورايا هموم الدعوة ، وغير ذلك من الأمور اللي معرفتهاش غير متأخر جدا ....
المهم روحت معاه ، وفعلا يوم السبت روحت انا وزمايلي وقعدنا معاه ، وحدد معانا معادين في الاسبوع عشان نقعد معاه غير معادين التسميع وغير معاد الندوة وغير معاد لعب الكورة بتاعنا اللي مع الجامع اللي كان الجمعة الصبح، ومن هنا بدأ مشواري في كره الالتزام بسبب الافعال الغريبة والمنفرة التي كان يفعلها هذا الشيخ معي وسأذكرها لك في عدة نقاط واريد منك بعد ان اقولها ان تقول لي رايك فيها وهل كان هو صح ، وهل هذا هو رأي الدين حقا أم لا..قلتله طب قوللي الأول عناوين لتلك المواضيع اللي ضايقتك منه، قاللي:
1- علاقتي بالبيت وأسرتي .
2-علاقتي بأصحابي خارج المسجد وبالناس عموما.
3-الدراسة والتفوق فيها.
4- طريقة تعليم العلم الشرعي.
5-ترتيب اولوياتنا في واحنا في المسجد.
6-طريقة معالجته للمشاكل اللي كانت فينا.
7- التقديس للشيخ ورفعه في مكانة عالية.
8- عدم القبول باختلاف الراي والجمود على راي واحد وما سواه غلط حتى في الاراء الفقهية.
وغيرها من الأمور التي ستأتي في كلامي معاك بس مش متذكرها دالوقتي،قلتله:ياه كل ده ، عامة مش ححكم عالراجل غير لما اسمع الاول .....
وفجأة دق الباب ،فتحته فوجدت ام تامر فسلمت علي وشكرتني على زيارة تامر وقالتلي " خليك معاه علطول يا بني ده بيحبك خالص،ودالوقت مالهوش أصحاب غيرك" قلتلها :حاضر يا أمي تامر ده أخويا ...ونظرت الى تامر بابتسامة وقولتله: خلاص حجيلك بكرة تاني ان شاء الله عشان نكمل موضوعنا، ومتنساش تاكل كويس، قاللي : ماشي.