{يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا} [النساء : 28]
ما أوسع رحمة الله سبحانه !.
. خلق عباده وتودد إليهم بالرحمات والنعم ...
بلغ من ضعف الإنسان أن كلمة تفرحه ، وأخرى تحزنه ، وشوكة تدميه ، وهدية ترضيه .. هو ضعف في جميع الوجوه ، ضعف البنية والإرادة والعزيمة والإيمان والصبر ، فناسب ذلك أن يخفف الله عنه ... ولا يدرك الإنسان ضعفه إلا عندما يتعرض لأقدار الله ولا يستطيع ردها .. فيستسلم ب لاحول ولا قوة إلا بك يا الله .. ما أراد الله أن نكون ضعفاء إلا لنفتقر إليه بهذا الضعف ، فإذا افتقرنا إليه مدنا بالقوة ...
كيف يرى البعض أن في أمر الله مشقة وجهد ، وكيف يظن أن في غير شرع الله فسحة ومستراح ؟!..
والخالق يقول(يريد الله أن يخفف عنكم)
الضعف يحيط بنا من كل اتجاه ولن نكون أقوياء إلا إذا كنا مع الله وشرعه ..
لكن احذر أن تغرنك القوة فتغرق في بحورها ...
-يقول ابن عباس رضي الله عنهما :" ثَمَانِ آيَاتٍ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ هِيَ خَيْرٌ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَتْ
أَوَّلُهُنَّ : ( يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ *وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا *يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا ) النساء/26-27-28 ثَلَاثًا مُتَتَابِعَاتٍ
وَالرَّابِعَةُ : ( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا ) النساء/31
وَالْخَامِسَةُ : ( إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا ) النساء/40، الْآيَةَ
وَالسَّادِسَةُ : ( وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا ) النساء/110
وَالسَّابِعَةُ : ( إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ) النساء/48 الْآيَةَ
وَالثَّامِنَةُ : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ ) النساء/152 "
الْآيَةَ " رواه البيهقي في " شعب الإيمان " (9/346) .
يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً (28)
1- سئل الثوري عن قوله تعالى{وخلق الانسان ضعيفا}ماضعفه؟قال:المرأة تمر بالرجل فلا يملك نفسه عن النظر إليها،وهو لاينتفع بها؟ فأي شيء أضعف من هذا؟ / عبد المحسن المطيري
2- كيف يرى من يرى مشقة في أمر الله ويتفوه بكلام يشكو جهد الأوامر وكيف يظن أن في غير شرعة الله فسحةومستراح والخالق يقول "يريد الله أن يخفف عنكم"./ أبو حمزة الكناني
3-﴿وخُلق الإنسان ضعيفا﴾ ضعف من جميع الوجوه: ضعف البنية والإرادة والعزيمة والإيمان والصبر فناسب ذلك أن يخفف ﷲ عنه ضعفه /السعدي / روائع القرأن
4- قال الرسعني الحنبلي في تفسير قوله تعالى: { وخُلِق الإنسان ضعيفاً } :قال ابن عباس وجمهور المفسِّرين: لا يصبر عن النساء، وعلى مشاق الطاعات. / خباب مروان الحمد
5- ﴿وخُلق الإنسان ضعيفا﴾ ضعفُه يحيط به من كل اتجاه صحته قوته ثباته رزقه كل شؤونه إن لم تكن من الله، فلا تكون أبدا فلا حول ولا قوة لنا إلا به / نوال العيد
6- جاء الإسلام لتسهيل حياة الإنسان مراعيًا ضعفه وحاجته .. فهو دين تخفيف وتيسير لا شدة وتعسير ! ﴿ يريد الله أن يخفف عنكم ﴾/ نايف الفيصل
7-التسهيل في الدين لا يعني (التساهل)، بل هو إرادة إلهية ومقصد شرعي وعلامة للاعتدال والوسطية . ﴿ يريد الله بكم اليسر ﴾ ﴿ يريد الله أن يخفف عنكم ﴾/ نايف الفيصل
تاملات قرآنية
حصاد التدبر