المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
يسعى نحو المعالي |
البيانات |
التسجيل: |
28 - 1 - 2020 |
العضوية: |
29239 |
المشاركات: |
5,014 |
بمعدل : |
3.25 يوميا |
معدل التقييم: |
0 |
نقاط التقييم: |
10 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
امانى يسرى محمد
المنتدى :
لغتنا العربية
رد: تأملات قرآنية للشيخ هانى حلمى
القرآن في مواجهة الصراع
نحن في صراع مع طوائف شتى ،
وأخطرهم الذين من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ، والطعن في الظهور من الماكرين وخزها شديد
لكن القرآن بصرنا بكيفية التعامل مع هؤلاء
قال تعالى : " قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين "
فعلينا بالسير في الأرض لقراءة السنن الكونية ، فتدبروا في العواقب ولا تغتروا بالظواهر ، ولكن انظروا في المآلات .
" ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون "
رد فعل أهل الإيمان دائما ما يكون عاطفيًا فقلوبهم رقيقة ، فيحزنون وتضيق صدورهم لشفقتهم ، لكن التوجيه الرباني يمسح هذه الأحزان ، ويصنع الشخصية المسلمة التي لا تنصاع للعاطفة وحدها ، بل تتفهم السنن الربانية
" ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين "
هنا كأنهم يسألون سخرية ، أو يوقعون أهل الإيمان في " مطبات الأسئلة الحرجة " وهذا ما نراه إعلاميًا الآن .
لكن كيف يكون الجواب ؟؟
" قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون "
الجواب يكون بالإنذار ، فالشخصيات المجرمة لا تستثيرها إلا النتائج ، ويقلقها المستقبل فتنزعج بالتهديد بالمغيبات ، وإن أظهرت ثباتا .
هل ترون هذا في واقع أوضاع البلاد العربية الآن ؟؟؟
اللهم من كاد لنا أو لبلادنا فاشغله بنفسه واجعله كيده في نحره
ثم جاءت الخطوات العملية لمواجهة الماكرين :
أولا : شكر النعمة فإن كفرانها اساس تسلط هؤلاء علينا ، فإن وجدت مجرمًا مستعليًا فاذكر نعمة لم تشكرها
" وإن ربك لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون "
ثانيًا : فتش في قلبك " وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم "
وقارن ظاهرك بباطنك فإنه اختبار الصدق والإخلاص " وما يعلنون "
ثالثًا : تذكر ذنبًا سالفًا أو عيبًا ماضيا
" ما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين "
رابعًا : الزم مصحفك وأسقط الآيات على واقعك
" إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون "
وفي أوج الصراع تتخبط الأقدام فتجد القرآن " هدى " وفي ظلمات الفتن تجد القرآن " رحمة "
خامسًا : تذلل وافهم عن ربك وتعلم
" إن ربك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم "
سادسًا : القِ بحمولك على الحي الذي لا يموت " فتوكل على الله "
سابعًا : واثبت ثبوت الرواسي " إنك على الحق المبين "
ثامنًا : اعرف دورك فإنك مطالب بالبذر لا الحصاد
" إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين "
" وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم "
تاسعًا : الزم الرفقة المؤمنة وطهر الصف المسلم من الماكرين
" إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا " وصفتهم هي شعارهم الأزلي " فهم مسلمون "
هل فهمتم درس التعامل مع الماكرين ؟
هل عرفتم كيف نتعامل مع من يعادينا ؟
إلى الله المشتكى
,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الإنصاف
" ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى "
فالعدل والإنصاف يقتضي أن تزن الناس بميزان الحسنات والسيئات ، لا ميزان الانتماءات والتصنيف ، وإلقاء التهم وفق هذا التصنيف الحزبي أو الفكري،
فدعوها فإنها حقًا ( منتنة ) وانفضوا غبارها فقد آن وقت الائتلاف
هل يمكن أن تقبلني كإنسان فتعطيني حقي من البر والإحسان ؟
هل من الممكن أن نتعامل وفق أنني مسلم لي عليك حقوق ولك عليَّ واجبات ؟
هل من الممكن ان ننفض الماضي العكر بكل صراعاته ومشاغباته ورواسبه ؟
هل من الممكن أن نتمايز فنتكامل دون أن نطالب بالانصهار ؟
يمكنني أن أرد على المخالفين لكن بأدب وحكمة ولا نوغر الصدور ونجعل الشيطان يحرش بيننا؟
هل من الممكن أن تستسيغ أيها السلفي قولا لأحد الإخوان ؟ ويتسع صدرك أيها الإخواني لنصيحة السلفي ؟
وهل من الممكن أن تزال عبارات التصنيف هذه من القاموس حتى نجتمع على نصرة الإسلام والعمل لدين الرحمن ونبتعد عن الظلال القاتمة لهذه التصنيفات فتسعنا دائرة الإسلام وأخلاقه أولا ثم دائرة أدب الخلاف ثانيًا ثم دائرة التناصح المهذب ثالثا ثم دائرة الاحترام المتبادل وإن اختلفت الرؤى رابعًا ؟
عن سفيان بن حسين أنه قال : ذكرت رجلا بسوء عند إياس بن معاوية فنظر في وجهي وقال : أغزوت الروم ؟
قلت : لا ، قال : السند والهند والترك . قلت : لا ، قال : أفيسلم منك الروم والسند والهند والترك ولم يسلم منك أخوك المسلم ؟
إنني لا أطالب أحدًا أن يتخلى عن رؤاه طالما قامت على أدلة صحيحة ، ولكني أطالب بتغيير أساليب العرض وأساليب الحوار
فمن ينصف ؟ ومن يعدل ؟ ومن يتخلق بأخلاق المرحلة ؟
الأخوة في الله ..
إنها دعوة للتوبة العامة بين كل المتنازعين ، وبين أصحاب الاتجاهات المختلفة ، ففي الوسط الدعوي كوارث لابد من إزالة أنقاضها ،ولا يتحقق ذلك إلا بهذه التوافقية على
( أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي )
يا من ترى فيَّ القبيح هل لا تكفيك أنني أقول : أستغفر الله وأتوب إليه ؟
يا من أخطأت في حقي وقدحت فيَّ بغير بينة ولا برهان هل لا تكفيك أني أستغفر الله لك ؟
يا من اغتبت هذا وخضت في أعراض المسلمين أما يكفيك أنها - والله -كبيرة
في سنن أبي داود وصححه الألباني عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم .
أقولها لكل مسلم ومسلمة الآن للتصافي والتعافي
إن كنت اغتبتني فأستغفر الله لك ، وإن كنت اغتبتك فأتوب إلى الله
وهكذا نبدأ في التوبة العامة للتقريب بين المسلمين وتعميق أواصر رابطة الإيمان
ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب فتستطيلون في أعراض الناس بغير حق؟
ولا تكونوا عون الشيطان على المسلمين ، بل كونوا عباد الله المتسامحين
قولوها كما قالتها أمنا زينب في حادثة الإفك : أحمي سمعي وبصري ما علمت إلا خيرا
بهذا تتآلفون ، ولا تفتنون ، وتراغمون الشياطين التي تنزغ بينكم
فمن يمد يده يبايع على هذه الخطوة ؟؟
,,,,,,,,,,,,,,,
(فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)
كيف تكون تقيًا ؟
(1) ترك بعض المباحات خوفًا من الوقوع في المكروهات أو المحرمات .
روى الترمذي وقال : حديث حسن أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس " .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه :
تمام التقوى أن يتقي اللهَ العبدُ حتى يتقيه من مثقال ذرة وحتى يترك ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراماً
وقال الحسن رحمه الله :
ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيراً من الحلال مخافة الحرام.
وقال الثوري: إنما سمّوا متقين لأنهم اتقوا ما لا يُتقى" ما لا يُتقى عادة أو ما لا يتقيه أكثر الناس".
وقال بعضهم:"إذا كنت لا تحسن تتقي ؛ أكلت الربا، وإذا كنت لا تحسن تتقي؛ لقيتك امرأة ولم تغض بصرك، وإذا كنت لا تحسن تتقي ؛ وضعت سيفك على عاتقك" ،
أي تدخل في الفتن بالجهل .
: علينا أن ندع بعض المباحات أو المشتبهات تورعًا لننال منزلة التقوى.
مثلاً: قد يكون وجودك في يعض الأماكن للتنزه أو التسوق مباحًا ، لكن تترك فعله أحيانا حذرا من الوقوع في الخطأ .
قد يكون لبسك لبعض الملابس مباحًأ ، لكن تترك هذا لا لشيء إلا امتثال السنة ولتحقيق ثمرة التقوى .
فمن ستلبس اليوم الإسدال والخمار ، ومن ترتدي العباية والملحفة ، ومن ستؤثر النقاب لتنال منزلة التقوى ؟؟؟
(2) المراقبة :
ووصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً لما بعثه إلى اليمن فقال :
" يا معاذ اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن "..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في حديث (( اتقِ الله حيثما كنت)):
" ما أعلم وصية أنفع من وصية الله ورسوله لمن عقلها واتبعها
قال تعالى: { ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله }".
فلابد من أعمال سر خبيئة بينك وبين الله لتنال منزلة التقوى
(3) التزام الدعاء بذلك :
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : (( اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكّاه أنت وليها ومولاها)).
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يسألها في دعائه فيقول : (( اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى))،
وفي دعاء السفر يقول: (( اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى)).
فهم لا يقترفون الكبائر ولا يصرون على الصغائر، وإذا وقعوا في ذنب سارعوا إلى التوبة منه
{ إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون}
سارعوا مباشرة إلى التوبة والإنابة إذا أصابتهم صغيرة ، أن لا تستريح حتى تعود إلى الله طالباً الصفح والمغفرة مما ألمّ به .
(4) العفو والصفح .
قال تعالى : { وأن تعفوا أقرب للتقوى}.
فالمتقون أهل سلامة الصدر ، وهم يعفون عن الناس لأنهم يعامون ربًا عفوا يحب العفو فهم ربانيون
(5) تحري الصّدق في الأقوال والأعمال .
قال تعالى : { والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون}،
الذي جاء بالصدق هو محمد صلى الله عليه وسلم ، والذي صدق به قيل هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه .
{ أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون}،
هذا بيان أن المتقي يصدق ، ولا يتلونون ، ولا يعرفون الكذب في الأقوال ولا الأحوال ، بل الصدق شعارهم في كل شيء .
(6) تعظيم شعائر الله :
قال تعالى : { ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} .
فعظم شأن العبادات ، الصلاة على أول وقتها ، الصيام صيام جوارح وقلب لا طعام وشراب وشهوة فقط ، وهكذا يعظمون شأن العبادة فيرزقهم الله التقوى .
(7) العدل والإنصاف
قال تعالى : { ولا يجرمنّكم شنآن قوم ٍ على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى} .
فلا يعرفون الظلم ، ولا تأخذهم في الله شفاعة شافع أو قرابة قريب ، فلا يعرفون إلا العدل في كل شيء ، لأنهم يتخلقون بصفة ربهم الذي حرم الظلم على نفسه وجعله بين الناس محرمًا
(8) رفقة الصالحين أهل الصدق المتقين .
قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} .
فلابد من صحبة الخير والأخوة الإيمانية ليحقق الإنسان هذه المنزلة ويثبت عليها .
فتعالوا بنا نتعاون على البر والتقوى ، قال تعالى : { وتعاونوا على البر والتقوى }
,,,,,,,,,,,,,,,,
إذا كنت تريد أن تسابق بالخيرات ، فعليك بأن تتحلى بصفات هؤلاء المسارعين ، وهي تسع :
قال تعالى : " وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ " [ آل عمران : 133-135 ]
فالصفة الأولى : الإنفاق والبذل في سبيل الله على كل حال .
الصفة الثانية : كظم الغيظ .
الصفة الثالثة : العفو عن النَّاس .
الصفة الرابعة : الإحسان .
الصفة الخامسة : التوبة من قريب وعدم الإصرار على الذنب .
وقال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ وََالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ " [ المؤمنون : 57-61 ]
الصفة السادسة : الخوف والخشية .
الصفة السابعة : الإيمان بآيات الله تعالى .
الصفة الثامنة : التوحيد وعدم الشرك .
الصفة التاسعة : العمل والخوف من عدم القبول .
هذه الصفات سنتدارسها ، ونحاول تطبيقها عمليًا ، لنتحلى بصفات المسارعين في الخيرات ، الذين شهد الله لهم بأنهم الفائزون السابقون .
وأوصيكم ونفسي ( القيام .. الصيام ... الصدقة .. قراءة القرآن ... أعمال البر ) .
وعليكم اليوم بحفظ هذا الدعاء المهم :
قال صلى الله عليه وسلم يا شداد بن أوس إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات :
اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد وأسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب . [الصحيحة 3228 ]
الكلم الطيب
|