تتغير رؤيتك للحياة..
حين تنظر للنهايات: ﴿وإن يَتَفَرَّقا﴾.. باعتبارها بدايات: ﴿يُغْن الله كلا من سَعَتهِ﴾..
أشياء كثيرة في هذه الحياة .. لَمْ تُوْجَد لتَبقى معك .. لها وقتُها وأجلُها المسمّى .. بل إن فقدانَها ﴿فإنّي نسيتُ الحوت﴾ .. قد يكونُ إيذانا بِبابٍ واسع من العطاء ينتظرُك ﴿فَوَجَدا﴾ ..
﴿الذين يُنفقون في السّراء والضراء﴾
الإنفاقُ في الضراء: أن تبذل وأنت محتاج.. أن تبتسم وأنت حزين.. أن تمسح دموع غيرك ودموعك في عينيك.. أن تسلي عن المحزون وأنت أحوج منه.. أن تُشرق بالنُّور رغم كلّ شيء..
﴿ فما كان جوابَ قومه إلا أن قالوا أَخرِجوا آلَ لوط من قريتكم إنهم أناسٌ (يتطهرون) ﴾
عندما يصبحُ التطهرُ تُهمةً !
﴿ولتصنع على عيني﴾
إنها منزلة وإنها كرامة أن ينال إنسان لحظة من العناية؛ فكيف بمن يصنع صنعا على عين الله
(وإنّهُ لكتابٌ عزيزٌ)
ومن عزّته أنّ كُنُوزه لا تنفتحُ إلاّ لقلبٍ يهواهُ ويُحبُّهُ كلّ الحُبّ..!
عَلَّمني القرآنُ، من خلال الدّلالات العامة لقوله ﷻ: "أو تسريحٌ بإحسان"؛ أنه حين تكون النهاية؛ فمن الأجدر أن تُحسنَ فيها.. المواقف الأخيرة تبقى ولا تُنسى.. فلا أقلّ من أن تتركَ ذكرى جميلة إذا ما أزف الرّحيل..
﴿ وما بدّلوا تبديلا﴾..
هي صفةُ مدح في المبادئ، والمواقف، وكذلك-بالقياس-في العلاقات الإنسانية.. فمن وجدتّه كذلك؛ تَمَسّك به.. ومَن لم تُغَيّرهُ عليك الأيامُ والسنين.. ولا تَبَدّل رغم معرفته بك ، وإدراكه لمن تكون؛ هو أولى الناس بك..
وقد يتجلى لطفُ الله في هيئة شخص.. يُخبرك أنك لست في المكان الصحيح.. ﴿ وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ : يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ .﴾
-ثم إنّ السّعةَ شعورٌ، وإحساسٌ، ومفهوم روحيٌ قبل كل شيءٍ؛ فلرُبّما اتسعت النّفس والمكان ضيّق: ﴿فأووا إلى الكهف؛ ينشرْ لكم ربُّكم من رحمته﴾، وقد تشعر بالضيق رغمَ اتساع المكان: ﴿حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وضاقتْ عليهم أنفسُهم﴾..
﴿إنك كُنتَ بنا بَصِيرا﴾..
نَأوي إليها حين تعجزُ الكلمات.. .
﴿ولا تَعْدُ عينَاكَ عنهم﴾..
لا تترك من يرجو صحبَتك.. لا تتجاوز من يُحبّك.. لا تنصرف عن قُلوبٍ أَقبلَت إليك..
[ فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ]
لم تنسهم الفرحة إخوانهم إنها الأخوة في الله حقا..
د #طارق_مقبل