توجيه الكلام كان من الأولى لمن لا يقيمون صلاة الجماعة وحثهم عليها، بينما أصبح من الضرورة توجيه الكلام لرواد الجماعات والمساجد وحثهم على حضورها في وقتها.
فمن نرجو أن يكون مثالا لغيره بملبسه ومظهره نريده في أوائل الصفوف لا أن نراه قد أتى والإمام ينهي الصلاة أو على وشك.
عباد الله دقائق قليلات تحوي أجور عظيمات فلا تضيعوها ولا تعطوا للشيطان بابا ليسوق لكم الحجج والاعتذارات.
فإن وضعت ضمن اهتمامك ترديد الأذان خلف المؤذن وصلاة تحية المسجد وفضلها وصلاة ما بين الأذان والإقامة وفضلها، والدعاء بين الأذان والإقامة وفضله لما تركت التبكير إلى الصلوات أبدا، أسأل الله أن نكون نحن وإيّاكم منهم.
بسم الله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبداللهوعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
فتوجيه الكلامكان من الأولى لمن لا يقيمون صلاة الجماعة وحثهم عليها، بينما أصبح من الضرورةتوجيه الكلام لرواد الجماعات والمساجد وحثهم على حضورها في وقتها.
فمن نرجو أنيكون مثالا لغيره بملبسه ومظهره نريده في أوائل الصفوف لا أن نراه قد أتى والإمامينهي الصلاة أو على وشك.
عباد الله دقائق قليلات تحوي أجور عظيمات فلاتضيعوها ولا تعطوا للشيطان بابا ليسوق لكم الحجج والاعتذارات.
فإن وضعت ضمناهتمامك ترديد الأذان خلف المؤذن وصلاة تحية المسجد وفضلها وصلاة ما بين الأذانوالإقامة وفضلها، والدعاء بين الأذان والإقامة وفضله لما تركت التبكير إلى الصلواتأبدا، أسأل الله أن أكون أنا وإيّاك منهم.
حكى سعيد بن المسيب عن نفسه أنّهما أذن المؤذن أربعين سنة إلاّ وهو في المسجد!!
أربعون سنة فما بالنا نحن وماهمتنا وكم نستطيع تعاهد هذه العبادة!؟.
لنسترجع ونسرد معا بعد فضائل التبكيروالأجور المتحصلة بالتزامه إن شاء الله لعل في تعديدها رفع للهمم وتحفيزللنفس:
1- في التبكير استعداد نفسي لاستقبال الصلاة وسماع الأذان وبالتاليالخشوع فيها.
2- في التبكير للصلاة وفي المكث في المسجد في انتظار الأذانأجر كأجر الصلاة، فمن كان في انتظار الصلاة فهو في صلاة.
«لا يزال العبد في صلاة ما كان في مصلاه ينتظر الصلاة، وتقولالملائكة: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه حتى ينصرف أو يحدث قلت: ما يحدث؟ قال: يفسوأو يضرط» [الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 649].
3- انتظار الصلاة كالرباط وفيهارفعة للدرجات ومحو للخطايا فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: إسباغ الوضوء على المكاره. وكثرة الخطا إلى المساجد،وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط». وليس في حديث شعبة ذكر الرباط. وفي حديث مالك ثنتين«فذلكم الرباط، فذلكم الرباط» [الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 251].
4- انتظار الصلاة سبب لصلاة الملائكة على العبدوالترحم عليه، كما أنّ التبكير من أسباب إدارك الجماعة وما لها من فضلعظيم.
«صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته، وفيسوقه خمسة وعشرين ضعفا، وذلك أنّه: إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لايخرجه إلاّ الصلاة، لم يخط خطوة إلاّ رفعت له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة، فإذاصلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه: اللهم صل عليه، اللهم ارحمه، ولايزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة» [الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 647].
5- أنّ التبكير أدعى لترديد الأذان خلف المؤذن بخشوع واستحضار القلب،فعنمعاوية أنّه سمع المؤذن قال: "الله أكبر الله أكبر قال: الله أكبر الله أكبر، فساقألفاظ الأذان كلها والحوقلة في جواب الحيعلتين، ثم قال: هكذا فعل رسول الله صلىالله عليه وسلم". [الراوي: معاوية بن أبي سفيان - خلاصة الدرجة: حسن من هذا الوجهوأصل الحديث في البخاري - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: نتائج الأفكار - الصفحة أو الرقم: 1/351].
6 – في التبكير وإدراك الأذان فسحة للمصلي ليرددما بعد الأذان من مأثورات وإدراك فضائلها كما قال صلى الله عليه وسلم: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي، فإنّه من صلى عليصلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لاتنبغي إلاّ لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت لهالشفاعة» [الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 384].
7- أنّ في التبكيرإدارك للدعاء بين الأذان والإقامة وما له من فضل كما ورد في الحديث:«الدعاء لا يرد بين الأذان و الإقامة» [الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 244].
8- في التبكير فسحة لسنة صلاة ركعتين بين الأذان والإقامة فقد ورد فيالحديث: «بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة. ثم قال فيالثالثة: لمن شاء» [الراوي: عبدالله بن مغفل المزني - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 627].
9- فيالتبكير إدارك للصف الأول وبالتالي الفوز بفضله وقد ورد فيه: «لو يعلم النّاس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليهلاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبحلأتوهما ولو حبوا» [الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2689]
10 - في التبكيرإدارك لتكبيرة الإحرام التي من لزمها أربعون يوما كتب له براءة من النفاق كما وردفي الحديث: «من صلى لله أربعين يوما في جماعه، يدرك التكبيرةالأولى، كتب له براءتان: براءة من النار، و براءة من النفاق» [الراوي: أنسبن مالك - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أوالرقم: 6365].
11- من يدرك الصف الأول يدخل في وصف خيرة الرجال كما ورد فيالحديث: «خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساءآخرها وشرها أولها» [الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 440].
12 – أنّ في التبكيرإدارك لتحية المسجد في خشوع وخضوع كما ورد في الحديث:
«دخلتالمسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وحده فقال: يا أبا ذر إن للمسجدتحية وإن تحيته ركعتان فقم فاركعهما قال: فركعتهما ثم عدت» [الراوي: أبو ذرالغفاري - خلاصة الدرجة: صحيح أو حسن [كما اشترط على نفسه في المقدمة] - المحدث: ابن الملقن - المصدر: تحفة المحتاج - الصفحة أو الرقم: 1/419].
13- التبكيردليل على تعلق القلب بالمساجد وبالتالي الدخول في السبعة الذين يظلهم الله يوم لاظل إلاّ ظله كما ورد في الحديث: «سبعة يظلهم الله يوم القيامةفي ظله يوم لا ظل إلاّ ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل ذكر الله فيخلاء ففاضت عيناه، ورجل قلبه معلق في المسجد، ورجلان تحابا في الله، ورجل دعتهامرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتىلا تعلم شماله ما صنعت يمينه» [الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6806].
14- فيالتبكير حضور للقلب ونبذ للدنيا ومدعاة للسكينة والوقار.
15- التبكير يتيحالإتيان بالنوافل المشروعة وخاصة من كان منها سنة راتبة قبلية كما في صلاتي الفجروالظهر.
«أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع أربعاقبل الظهر، وركعتين قبل الغداة» [الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1182].
«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سكت المؤذن بالأولى من صلاةالفجر، قام فركع ركعتين خفيفتين قبل صلاة الفجر، بعد أن يستبين الفجر، ثم اضطجع علىشقه الأيمن، حتى يأتيه المؤذن للإقامة» [الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 626].
جعلني الله وإيّاكم من المبكرين المبتدرين المبادرين السباقينالسابقين إلى الصلوات والخيرات وممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأطالب نفسيوأطالبكم أن نبدأ من اليوم ونضع نصب أعيننا التبكير إلى الصلوات وابتدارها فالدنيابرمتها زائلة ونحتاج زادا للآخرة فكيف بعمود الدين وعماده.
هذا وصلى اللهعلى نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
فادي محمد ياسين
المصادر:
- الأحاديث مستمدة من موقع الدرر السنية www.dorar .net
اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتنى ، وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبى فاغفر لى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت .