المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
ضيف عزيز |
البيانات |
التسجيل: |
22 - 7 - 2021 |
العضوية: |
29716 |
المشاركات: |
32 |
بمعدل : |
0.03 يوميا |
معدل التقييم: |
0 |
نقاط التقييم: |
10 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
الخلافة الراشدة
خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه 2
الخلافة الراشدة:
الحياءُ خلقٌ عظيم وهو لا يأتى إلا بخير.
وأصدَق هذه الأمةِ حياءَ هو عثمان بن عفانَ رضي الله عنه كما أخبر بذلك الصادق المصدوق ﷺ.
تقول عائشة رضى الله عنها: كان رسول الله ﷺ مُضَطجعاً فى بيته كاشفاً عن ساقيه فاستأذن أبو بكر فأذن له فدخل وهو على تلك الحال فتحدث ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدث ثم استأذن عثمان فجلس النبى ﷺ وسَوىٰ ثيابه, قالت عائشة يا رسول الله دخل أبو بكر فلم تَهْتَش له ولم تُبالى به, ثم دخل عمر فلم تَهْتَش له ولم تُبالي به, ثم دخل عثمان فجلست وسوَيت ثيابك, فقال رسول الله ﷺ ألا استحى من رجل تستحى منه الملائكة !.
وقال ﷺ إن عثمان حَيِيٌ سِتِّير تستحى منه الملائكة.
وكان عثمان رضي الله عنه شديدَ الخوفِ والخشيةِ من الله تعالى وكان إذا وقف على قبر بكى حتى بَلَّ لحيته فقيل له تذكر الجنة والنار فلا تبكى وتبكى من هذا؟ فقال: إن رسول الله ﷺ قال: إن القبر أول منزلٍ من منازل الآخرة فإن نجَا منه فما بعده أيسرُ منه وإن لم ينجو منه فما بعده أشدُ منه.
لله دَرُّ عثمان...
يملأ الخوف قلبه وهو المُبَشَّرُ بالشهادة فى سبيل الله وبجنة عرضها السمٰواتُ والأرض على لسان من لا ينطق عن الهوى.
فقد صعد النبى ﷺ جبل أحد ذات مرة ومعه أبو بكر وعمر وعثمان, فرَجَف بهم الجبل فقال النبى ﷺ اُثْبُت اُحد فإنما عليك نبىٌ وصديق ٌوشهيدان.
ومن صفات عثمان رضى الله الجليله أنه كان شديدَ التواضع, بعيدً عن الفخر والكِبْر, فقد كان كثيراً ما يُرىٰ نائماً فى المسجد فى مِلْحَفَه ليس حوله أحد وهو أمير المؤمنين.
يقول الحسن البصرى رحمه الله: رأيت عثمان بن عفان يَقِيلُ فى المسجد وهو يومئذٍ خليفة ويقوم وأثر الحَصَىٰ بجنبه, وُسئل الحسن على القائلين فى المسجد فقال: رأيت عثمان بن عفان نائماً فى المسجد ورِدائُه تحت رأسه فيجئ الرجل فيجلس إليه ثم يجئ الرجل فيجلس إليه كأنه أحدهم.
ورُوى عن عثمان رضي الله عنه أنه كان يَلى إعداد ماء الوضوء فى الليل بنفسه فقيل له: لو أمرت بعض الخدم فيكفيك, قال: لا, الليل لهم يستريحون فيه.
وغضب على عبد له ذات يوم فعَرَكَ أُذُنَه حتى أوجعه وسرعان ما تذكر القصاص فى الآخرة فطلب غلامه وقال له: إنى عَركْتُ أُذُنَك فاقتص منى, فاستحى الغلام وأَبَىٰ أن يقف من عثمان ذلك الموقف لكن عثمان ألحَّ عليه فأخذ الغلامُ بأُذُن عثمان فقال عثمان رضي الله عنه اُشدُد, يا حبَّذا قصاصٌ فى الدنيا ولا قصاصٌ فى الآخرة.
وكان عثمان رضي الله عنه من المجتهدين فى العباده فقد روُي عنه من غير وجه أنه صلى بالقرآن العظيم فى ركعة واحدة عند الحجر الأسود أيام الحج.
وكان من عادته أنه يفتتح القرآن ليلة الجمعه ويختمه ليلة الخميس, وكان يصوم الدهر, ويقوم الليل إلا هَجْعَةً من أوله,
وكان رضي الله عنه يقول: حُبِبَ إلى من الدنيا ثلاث: إشباع الجوعان وكِسوة العريان وتلاوة القرآن, ويقول إنى لأكره أن يأتى على يوم لا انظر فيه إلى عهد الله ( يعنى المصحف ).
وكان يقول: لو طهُرت قلوبكم ما شبِعَت من كلام ربكم.
وهو الذى روَى للأمة قوله عليه الصلاة والسلام: خيركم من تعلم القرآن وعلمه.
وكان رضي الله عنه يُعتق كل جُمعة رقبةً فى سبيل الله وذلك منذ أسلم, فجميع ما أعتقه ألفانِ وأربعمائةِ رقبةٍ تقريبا.
وقد تقدم معنا أن عثمان بن عفان رضي الله عنه كان من أثرياء الصحابة يَعرِف كيف يَجمع المال ويعرف أيضاً كيف وأين ُينفقه وكيف ينال بماله رضا الله تعالى وجنتَه ومن ذلك أنه لما قدِم المسلمون المهاجرون إلى المدينة استنكروا ماءها, وكانت هناك بئرٌ ليهودىٍ تُدعَىٰ بئر روما تفيض بالماء العذب وكان يبيع ماءها وفى المسلمين من لا يجد ثمن ذلك فقال النبى ﷺ من يشترى بئر روما يجعل دَلْوَه مع دِلاَءِ المسلمين بخيرٍ له منها فى الجنة, فسارع عثمان رضي الله عنه لتلبية رغبة رسول الله ﷺ فذهب إلى اليهودى وساومه على شرائها فرفض اليهودى فساومه عثمان رضي الله عنه على شراء نِصْفِها, فاشتراه منه بإثنى عشرَ ألفِ درهم فجعله للمسلمين على أن يكون البئر له يوماً ولليهودى يوما, فكان المسلمون يستقون فى يوم عثمان رضي الله عنه ما يكفيهم يومين, فلما رأى اليهودى ذلك قال لعثمان أفسدت على تجارتى فاشترى النصف الآخر فقَبِل عثمان ذلك واشتراه بثمانيةِ آلاف درهم وجعل البئر كلها للمسلمين.
وضَاقَ المسجد النبوى بالمصلين بعد فتح خَيْبَر وكان بجوارالمسجد بيت فقال النبى ﷺ من يُوَسِعُ لنا بهذا البيت فى المسجد ببيتٍ فى الجنة فاشترى عثمان رضي الله عنه البيت بخمسةٍ وعشرين ألفا ووَسَّع فى المسجد.
ومما رُوى من جُودِه رضي الله عنه أن الناس أصابتهم شِدَةٌ وقحط على عهد أبى بكر الصديق رضي الله عنه فاجتمعوا إلى أبى بكر وقالوا: السماء لم تٌمطر, والأرض لم تُنبت, والناس فى شدةٍ شديدة, فقال أبو بكر رضي الله عنه: انصرفوا واصبروا فإنكم لا تُمسون إلا على فرجٍ من الله إن شاء الله, فما لبث الناس بقية يومهم ذاك حتى جاءت قافلة لعثمان رضي الله عنه من الشام فيها مائة راحلةٍ محملةً بكل ما يحتاجه الناس فاجتمع التجارعند بيت عثمان وقرعوا عليه الباب, فخرج إليهم عثمان وقال: ما تشاؤن؟ قالوا: قد بَلَغَنا أن عندك طعام فبِعْنا حتى نُوَسِّع على فقراء المسلمين, فقال عثمان: حُبَاً وكرامة, ادخلوا واشتروا, ثم قال: يا معشر التجار كم تُربِحُونى؟ قالوا: للعشرةِ اثنا عشر, فقال عثمان قد زادونى, قالوا للعشرة خمسةَ عشر, قال عثمان: قد زادونى, قال التجار: يا أبا عمرو ما بقى بالمدينة تجار غيرنا فمن زادك؟ قال: زادنى الله تبارك وتعالى بكل درهم عشرة, أعندكم زيادة؟ قالوا: اللهم لا, قال: فإنى أُشهد الله أنى قد جعلت هذه القافلة بكل ما فيها صدقةً على فقراء المسلمين.
ورغم اشتهار عثمان رضي الله عنه بالغنى والثروةِ والمال الوفير إلا أنه قد ُاشتهر أيضا بالزهد فى متاع الدنيا وزينتها, فمما يُؤثَرُ عنه أنه كان يُطعِمُ الناس طعام الإِمَارة ويَدخل إلى بيته فيأكل الخل والزيت.
يقول أبو العباسُ السَرَّاجُ رحمه الله قال لى أبو إسحاقٌ القرشى يوما من أكرم الناس بعد رسول اللهﷺ ؟ قلت: عثمان بن عفان, قال: كيف وقعت على عثمان من بين الناس؟ قلت: لأنى رأيت الكرَم فى شيئين, فى المال والروح فوجدت عثمان جَادَ بماله على رسول اللهﷺ ثم جَادَ بروحه على أقاربه, قال: لله دَرُّكَ يا أبا العباس.
وكان رضي الله عنه أيضاً من المجاهدين فى سبيل الله فلم يتخلف عن غزوةٍ غزاها النبى ﷺ إلا ما كان فى يوم بدر فإنه اشتغل بتمريض ابنة رسول الله ﷺ وأقام بسببها فى المدينة وضرب له رسول الله بسهمه من تلك الغزوة وأجْرِهِ فيها فهو معدود فيمن شهدها, وشهد أحدً والخندقَ والحديبية وخيبر وعمرة القضاء وحضر الفتح وهَوَازِن والطائف وغزوة تبوك.
ومن مواقفه المشهودة التى سجلها التاريخ بمدادٍ من ذهب موقفه يوم الحديبية فقد أراد النبىﷺ أن يُبْلِغَ قريش موقفه وهدفه من قدومه لمكة فدعا عثمان رضي الله عنه وأرسله إلى قريشٍ وقال: أخبرهم أنَّا لم نأتِ لقتالٍ وحرب وإنما جئنا عُمَّارا ( أى نبتغى العمرة ) فانطلق عثمان رضي الله عنه لما وجهه إليه رسول الله فأتى قريشا وبَلَّغَ زعمائَهَا الرسالة التى حُمِّلَها فلما فَرَغ من إبلاغ رسالته قالوا له: إن شئت أن تطوف بالبيت فطُف به, فقال رضي الله عنه ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول اللهﷺ , فلما رأت قريش هذا الموقف من عثمان رضي الله عنه وهو موقف لم يَرُقْ لها بحال احتَبَست عثمان عندها ولعلها ارادت بذلك أن تتشاور فيما بينها فى الوضع الراهن وتُبرِم أمرها وتَرُّد عثمان رضي الله عنه ومعه الجواب ولكن الإحتباس طال حتى شاع بين المسلمين أن عثمان قد ُقتل, فلما بلغت تلك الإشاعة رسول الله ﷺ غضِب لعثمان وقال: لا نبرح حتى نُنَاجِزَ القوم, ثم دعىٰ أصحابه إلى البيعه فساروا إليه يبايعونه على أن لا يفروا وبايعته جماعة على الموت وأول من بايعه أبو سِناَنٍ الأسدى وبايعه سلمة بن الأكوع على الموت ثلاث مرات فى أول الناس ووسطهم وآخرهم وأخذ رسول الله ﷺبيده اليمنى وقال: هذه يد عثمان فضرب بها على يده اليسرى وقال: هذه لعثمان, فكانت يد النبىﷺ لعثمان خيرٌ من يد عثمان لعثمان وخير من أيدى الصحابة لأنفسهم, فلما تمت البيعة وعلم بها أهل مكة خافوا وتركوا عثمان رضي الله عنه ورغبوا فى الصلح.
وقد ذكر القرآن الكريم خبر هذه البيعة ومَدْح أصحابها ورضى الله عنهم, قال الله تعالى فى ذلك ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا١٨﴾.
وفى غزوة تبوك جَهَّزَ عثمان رضي الله عنه جيش الُعسْرة بتسعمائةٍ وخمسينَ بعيرا وأتم الألفَ بخمسينَ فرسا, وألقى فى حِجْرِ النبىﷺ ألف دينار وجاء بسبعمائة أُوقِيةِ ذهبٍ صَبَّها بين يدى رسول الله حتى جعل النبى يٌقَلِبُها فى حِجْرِه ويقول: ما ضَرَّ عثمانُ ما عمل بعد اليوم, ما ضَرَّ عثمانُ ما عمل بعد اليوم.
قال الإمام الذَهبى: ولم ُينفق أحد أعظمَ من نفقة عثمان رضي الله عنه.
oghtm uelhk fk uthk vqd hggi uki 2 îgçé RAn Xëlçk Xçk
|