{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا ۚ أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المجادلة : 6]
﴿ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ﴾
فالإنسان سيحاسب على أدقّ التصرفات، لماذا غضب ؟ لماذا أعطى ؟ لماذا منع ؟ لماذا وصل ؟ لماذا قطع ؟ لماذا مدح ؟ لماذا ذمّ ؟ لماذا أقبل ؟ لماذا أدبر ؟ فكل المواقف والتصرفات يحصيها الله عز وجل، ولسوف يُنَبَّأ بها الإنسان يوم القيامة، و قد قدَّم لله عز وجل الحجة على ذلك.
كل حروفنا مكتوبة حتى المنسية فهناك كتاب لايغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها .. جميع أقوالنا وأفعالنا سنلاقيها وأمام الله تعالى ...
هل نحن مستعدون لمواجهة ذلك ؟؟!!...
مابالنا لانتذكر معاصينا ؟! بينما نتذكر ونحفظ جميع طاعاتنا !!
لقد نسينا المعاصي لكثرتها وعدم الاكتراث بها !!...
وحفظنا طاعاتنا لقلتها وقناعتنا انها مقبوله !! ...
لكن تذكري أيتها النفس (أحصاه الله ونسوه)
هل ما ينساه الإنسان ينساه الملِك الديَّان؟!
كلا !!!
والافراد فى ذلك كالجماعاتٍ - تفعل ما تفعل،
وتترك ما تترك،
لكنها يومًا ما ستقف أمام ربها! وستُواجَه بما فعلت، وستُحاسَب بما تركت
فالإنسان مراقَبٌ على مدار اللحظة،
الكتاب الإلهي ينسخ ما يفعل،
ويسجِّلُ ما يترك حتى يوم العرض الأكبر
﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ ﴾
﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ *
وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾
[الزلزلة: 7، 8]،
متى !
( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا
أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )
(وما كان ربك نسيا )
(يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا)
ألا تجعلنا هذه الآية نشعر بالخوف والقلق من ذنب اقترفناه ولم نستغفر له ؟!.. كيف نطمئن وننسى ذنبا قد يصل بنا إلى الهاويه ؟!!
لاتحقرن ذنبا مهما كان صغيرا فذلك يقودك لنسيان الاستغفار ...
استقم واتق الله .. طهر نفسك واصرف عنها الآثام واغسلها بالاستغفار قبل فوات الأوان .. فعندما يخبرك الله بما عملت .. يشهد لك بالاستغفار .. والله على كل شيء شهيد . نستغفرك ربنا ونتوب إليك ...