يخلط كثير من الناس بين حرفي الضاد والظاء لتشابه صفاتهما.
والصحيح أن الضاد تتميز من حيث صفاتها عن الظاء وعن باقي الحروف بصفة الاستطالة وهي، كما رأينا في مبحث المخارج، طول المخرج وامتداده من أول حافة اللسان إلى آخره بحيث يستوعب الحنك كله.
أما من حيث المخرج والصوت فلا تشابه بينهما البتة. فمخرج الضاد يكون من إحدى حافتي اللسان أو كلتاهما مع ما يحاذيها من الأضراس العليا. أما مخرج الضاد فيكون من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا. (استمع إلى الأمثلة في هذا الباب)
3. يجب الانتباه أيضا إلى إظهار الضاد الساكنة عند الطاء نحو (اضْطُرَّ) في قوله تعالى ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ (البقرة 173) (المثال الثالث) وعند التاء نحو (أَفَضْتُم) في قوله تعالى ﴿فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ﴾ (البقرة 198) (المثال الرابع).
كما يجب الانتباه إلى إظهار الظاء عند التاء نحو (أَوَعَظْتَ) في قوله تعالى ﴿قَالُوا سَوَاء عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ﴾ (الشعراء 136) (المثال الخامس).
4. في قوله تعالى ﴿قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ﴾ (القصص 23) (المثال السادس) ينطق بعض الناس حرف الصاد في كلمة (يُصْدِرَ) قريبا من حرف الزاي فيقرؤها (يُزْدِرَ). ومثل ذلك كلمة (الصِّرَاطَ) في قوله تعالى ﴿اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾ (الفاتحة 6) (المثال السابع) ونحو ذلك. وهذا غير وارد في رواية حفص.
5. يجد بعض الناس وخاصة الأعاجم منهم صعوبة في نطق بعض الحروف كالقاف ينطقها بعضهم قريبة من الكاف وكالجيم ينطقها البعض قريبة من الياء أو من الشين.
تماماً كمأ أود أن أضيف لهذا الدرس الرائع والهام فى أحكام التلاوة بعض النقاط:-
التفخيم والترقيق 1
هذه بعض الاخطاء التي يقع فيها الكثير من القراء في باب التفخيم والترقيق.
1. تفخيم غنة الإخفاء وترقيقها: الغنة تتبع ما بعدها تفخيما وترقيقا. والخطأ الأكثر شيوعا في ذلك ترقيق الغنة إذا كان ما بعدها حرف مفخم نحو (وَمَن قَالَ) في قوله تعالى(;وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ (الأنعام 93) (المثال الأول) أو (مَن طَغَى) في قوله تعالى ;فَأَمَّا مَن طَغَى (النازعات 37) (المثال الثاني)، فالواجب في مثل هذه المواضع تفخيم الغنة عند إخفاء النون الساكنة في (من).
2. من الأخطاء الشائعة أيضا في هذا الباب تفخيم الحرف المرقق إذا تلاه حرف مفخم. ومثال ذلك
تفخيم البعض للتاء في كلمة (ترى) من قوله تعالى(;فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ; (الحاقة 8) (المثال الثالث) والصحيح ترقيقها.
تفخيم النون في (نصر) في قوله تعالى (;إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ; (النصر 1) (المثال الرابع) والصواب أن حرف النون يرقق دائما.
تفخيم الواو في (والله) كما في قوله تعالى (وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ); (البروج 20) (المثال الخامس) وكلمة (وصية) من قوله تعالى (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ); (البقرة 240) (المثال السادس). وهذا خطأ لأن الواو من الحروف المرققة دائما.
تفخيم الفاء في كلمة (فقال) كما في قوله تعالى (فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا) (الشمس 13) (المثال السابع) ومثله تفخيم الفاء في كلمة (فَوْقَكُمْ) من قوله تعالى(;وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً) (النبأ 12) (المثال الثامن) وكلمة (فَضْلاً) من قوله تعالى(فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)(الحجرات 8) (المثال التاسع). والصحيح أن حرف الفاء يرقق في جميع الأحوال.
تفخيم الميم في (مَرْيَمَ) كما في قوله تعالى (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً) (مريم 16) (المثال لعاشر) وفي كلمة (الْمَصِيرُ) من قوله تعالى (وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (الملك 6) (المثال الحادي عشر). والصواب ترقيق الميم
ـــــــــــــ****ــــــــــ****ـــــــــــ******ــ ــــــــــ هذا منقول (للأمـــانه)
عامة الناس يذكرون ألفاظاً لا يدركون أنها عربية فصيحة، وبعد الرجوع إلى المعاجم يتبيّن أنها عربية فصيحة كما مضى في المبحث الأول، أما هنا فإن بعض طلبة العلم بل كثيراً منهم يتكلمون بألفاظ معتقدين أنها صحيحة، ولكنها على العكس من ذلك فهي قد تكون عربية فصيحة، ولكنها لم تستخدم للمعنى الصحيح المراد، وإليك أيها القارئ الكريم بعضاً من الأخطاء الشائعة وهي على الألسن ذائعة:
1- يُقال عن الشيء السهل: بسيط، وهذا خطأ، لأن البسيط يعني الواسع، والبَسْط نقيضُ القبْض.
قال ابن منظور(1): " والبَسيطة الأرض العريضة الواسعة".
2- يُقال: هذا مُلْفِتُ للنظر، والصحيح: لافت، لأن اسم الفاعل من الفعل:"لَفَت" هو :"لافت".
3- يُقال: ذهبنا سَويّاً، أي: مجتمعين، وهذا خطأ، لأن (سَويّاً) تعني متكاملاً، قال تعالى: "فتمثّل لها بشراً سوياً"(2)، أي: مُسْتَويَ الْخلْقِ تامّه، والصحيح: ذهبنا جميعاً.
4- يُقال: تَوفّى فلانُ، ببناء الفعل للمعلوم، والصحيح: تُوفِّيَ فلانٌ، ببناء الفعل للمجهول، لأن الذي يَتَوفَى الأنفسَ – أي : فاعل الوفاة - هو الله – عز وجل - قال تعالى: "اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ"(3).
وكذلك فالصحيح في استخدام صيغة اسم الفاعل هو أن تقول: الله مُتَوفّي الأنفسِ، ولا تقل: فلانُ مُتَوفيِ بل قل: فلانُ مُتَوفَّى.
5- "كلُّ عام وأنتم بخير" والصحيح "كلَّ عامٍ أنتم بخير"، لأن "كلُّ" في العبارة الخاطئة مبتدأ ليس معه خبر، والواو لا تفيد معنى.
أما العبارة الصحيحة "كلَّ عامٍ أنتم بخير" فإعرابها كالتالي:
كلَّ : مفعول فيه ظرف زمان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وهو مضاف .
عامٍ : مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
أنتم : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
بخير : الباء: حرف جر. خير: اسم مجرور، ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة من الجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر.
إذن فالتركيب الأصلي للجملة [ أنتم بخير كلَّ عام ] أما من الناحية البلاغية للعبارة فظاهرها جملة خبرية ، فهي خبرية لفظاً إنشائية معنى، إذ الغرض منها الدعاء، والدعاء إنشاء طلبيّ .
6- "المَلَكِيّ" يُستخدم هذا النسب نسبةً إلى "مَلِك" وهذا استخدام خاطئ، فالنسب إلى مَلِك هو: مَلِكِيّ.
والغريب أن ينتشر هذا النسب انتشاراً واسعاً وكأنه هو الصحيح فمَلَكِيّ نسبة إلى مَلَك .
7- الصَّحافة" والصحيح "الصِّحافة" قياساً على بقية المهن نحو: التِّجارة، والحِّدادة، والنِّجارة…
8- "ما هو الإيمان" الضمير هنا لا يصح وجوده؛ فالسؤال بعد حذف أداة الاستفهام يجب أن يكون ناقصاً يحتاج إلى كلمة تكون هي الإجابة ، فمثلاً: ما هو الإيمان؟ عند حذف الضمير تصبح بقية صيغة السؤال: هو الإيمان، وهي جملة تامة تصلح لأن تكون مبتدأ وخبراً، فالصحيح في الصيغة الاستفهامية: ما الإيمان؟.
ويؤيد ذلك استفهامات وردت في القرآن كقوله تعالى: "مَا الْقَارِعَةُ"(4)، وكقوله – صلى الله عليه وسلم - :" أتدرون من المفلس؟"
9- "ثمَّ أمّا بعد" الخطأ فيها توالي ثمّ، وأمّا. فثمَّ: حرف عطف يفيد الترتيب والتراخي، وأمّا: حرف شرط غير جازم يفيد التفصيل، ومعنى "أمّا بعد" في هذا التركيب: مهما يكن من شيء؛ لذا لا يصح أن يتوالى الحرفان المتشابهان في المعنى.
ثم إنه لم يرد مثل هذا الأسلوب في عصر الاحتجاج، وعصر الاحتجاج إلى سنة خمسين ومائة من الهجرة في الحاضرة وإلى سنة مئتين في البادية، فهذا الأسلوب وهذا التركيب دخيل ولا يصح.
10- "جئت لوحدي" فكلمة "وحدي، أو وحدَك" تعرب – دائماً- حالاً منصوبة، ولا يصح في الحال أن تأتي مجرورة ، لأن الحال فضلة منتصب، إذن فالصحيح "جئت وحدي" .