منتدى قصة الإسلام - فلنحرر أنفسنا

فلنحرر أنفسنا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل إنسان يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) إن الله سبحانه وتعالى رفع الإنسان إلى أعلى المراتب بأن خلق له العقل ليفكر ويتمتع في هذا الكون. يفكر في قدرة الله سبحانه وتعالى في بناء هذا الوجود بهذه الدقة المتناهية من الذرة إلى المجرة بل المجرات. يفكر في الجبال ومن أرساها والبحار وما وراؤها والإنسان ودقت خلقه. وقد أطلق له العنان وأعطاه الحرية في التفكير بشرط أن يفكر بشكل جيد وحقيقة واضحة وليس خرافات وأوهام فالتفكير الصحيح يعطي الإنسان الحرية الكاملة ويحرره من كل القيود.
فوقنا سماء فيها من النجوم والكواكب ما لا يمكن حصره وكلها تسير وفق نظام دقيق مبدع لا تتجاوزه ولا مقدار شعرة وإلا لتهدم الكون .
وأمامنا ارض وجبال وبحار وهي متوازنة على هذه الأرض وموزعة بشكل دقيق وجميل.
ينظر الإنسان إلى السماء كيف رفعت وكيف تسبح النجوم والكواكب. يتعجب من هذا العدد الهائل في صفحة السماء وكلها من اجل الإنسان كما أخبرنا به الله سبحانه وتعالى في كتابه في سورة لقمان : (( آلم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علمٍ ولا هدىً ولا كتابٍ منيرٍ )).
هذا الكون الكبير ليس ثابتاً وإنما يتسع كما أخبرنا القرآن الكريم (( والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون )) وأيضاً هذا الكون يجري ويسبح (( وكل في فلك يسبحون )) سبحان الله العظيم جريان وسبح واتساع ألا يدل ذلك على الواحد القهار الذي صنع فأبدع الصنع . كان الصحابة يتفكرون بعمق لغتهم وبنقاء فطرتهم وهذا ما نجده في تفسير ابن عباس رضي الله عنه لآيات الكون والتي تطابق في كثير من الأحيان ما وصل إليه العلم الحديث حيث دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل )وذلك قبل قرون مما وصلت إليه الأمم بعد اختراع المراصد الجوية والآلات.
إذاً الإنسان يملك قوة كبيرة في التفكير فإذا حرر نفسه من كل الخرافات والأوهام وسعى بكل جهده للوصول إلى الحقائق الثابتة لابد أن يصل إلى أعلى مراتب الإيمان والتي بدوها تصله إلى الحقيقة الواضحة البينة وهي أن لهذا الكون خالق واحد خلق فأحسن الخلق وصنع فأبدع الصنع وهذا بدوره يصله إلى الهدف الأساسي من وجوده في هذا الكون وهو عبادة الله سبحانه وتعالى والتي هي الطريق بإذن الله إلى الفردوس الأعلى في الجنة .وأخيراً نجد تحرير الإنسان هو تحرير نفسه من كل القيود والأوهام الدنيوية والعودة للتفكير السليم بوجود الله سبحانه وتعالى والتمعن في خلقه وآياته .
أ هدى همزة