الحمد لله رب العالمين، أحمده تعالى وأشكره، ومن الذنوب والمعاصي أستغفره، أحمده تعالى حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأصلّي وأسلّم على نبيه ومصطفاه، الرحمة المهداة والنعمة المسداة، خير البشر وسيد ولد آدم أجمعين، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
مع حلقة جديدة من سلسلة (تحديات) والتي نسعى من خلالها إلى بيان بعض التحديات التي تواجه الشخص في حياته وكيفية مواجهتها وعبورها بإذن الله تعالى.
ولازلنا نسوق بعض التحديات التي تواجه المسلم في حياته، هذه التحديات التي يتخطاها البعض ويعجز البعض الآخر عن تخطيها، نقف اليوم مع تحدّ جديد، ربّما لم يخطر هذا التحدي على بال الكثيرين، وأنا أعتبرها تحدّ عظيم جدا، التحدي الذي نتحدث عنه هو تحدي اليقين.
نعم، هذا التحدي يسقط فيه كثير من الناس. وربّما تكون الصورة غير واضحة، لذلك دعونا نضرب بعض الأمثلة على هذا التحدي.
اليقين باليوم الآخر ووجود الجنة والنار، وقد يستغرب الكثيرون من هذا المثال لأنهم يعتبرون هذا من البديهيات، ولكن الواقع يشهد غير ذلك، فبسبب نقص هذا اليقين، نقبل على كثير من السيئات ونقصّر في كثير من الطاعات، ألم يكن هذا اليقين هو السبب في تسابق الصحابة على الطاعات والابتعاد عن المحرمات؟ ألم يكن هذا اليقين هو السبب في مسارعة الصالحين من قبلنا إلى لزوم الطاعات واجتناب السيئات بل وفي بعض الأحيان الابتعاد عن المباحات خشية الوقوع في الحرام؟
التحدي هنا في تذكّر هذا الأمر دائما، لأن ذلك ليس بالأمر اليسير خصوصا أن الشيطان يسعى جاهدا بأن ينسينا.
مثال آخر على اليقين، وهو اليقين بأن بعد العسر يسر وفرج، وقد صرّح الله ذلك بقوله: "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً" (الشرح 5،6)، وقال في آية أخرى :"سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً" (الطلاق 7). هذا اليقين فيه تحدّ كبير لأنه حينما تشتد المصائب قد ييأس الشخص من الفرج، وللأسف هذا حال الكثيرين.
نحتاج إلى اليقين بكل شيء قاله الله تعالى وقاله نبيه صلى الله عليه وسلم، فأبوبكر الصديق مثلا كان على يقين بفتح فارس والشام رغم ارتداد جزيرة العرب بأكمله، فقط لأنه سمع ذلك من الرسول صلى الله عليه وسلم. وهكذا كان كل الصحابة والصالحين من بعدهم.
فعلا، الأمر فيه تحدّ كبير ويحتاج إلى مجاهدة النفس والشيطان وسؤال الله تعالى دائما التوفيق.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى طاعته وأن يرزقنا اليقين والإخلاص، والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
مع حلقة جديدة من سلسلة (تحديات) والتي نتناول فيها بعضا من التحديات التي تواجهنا في حياتنا والتي إذا استطعنا التغلب عليها، أصبحنا متميزين في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى.
التحدي الذي سأتحدث عنه اليوم، سقط فيه كثير من المسلمين للأسف، لأنهم اعتبروه بلا قيمة ولم يدركوا أهميته الكبرى في تقدم الشعوب، في حين أقبل عليه الغرب وأصبحوا مثلا يقتدى به بعد أن كان المسلمون الأوائل هم المثل الأعلى في هذا الأمر.
القراءة، هو التحدي الذي نتحدث عنه اليوم، والعجيب أنها لم تكن تحديا عند المسلمين الأوائل، فقد أدركوا قيمتها وأهميتها فأقبلوا عليها وأنتجوا وألّفوا وكانت الأمة الإسلامية في طليعة الأمم في العلم والثقافة.
أمّا الآن، فمع كثرة الملهيات واهتمام الناس بالأمور التافهة، لم يجدوا وقتا للقراءة – كما يزعمون – وأصبحت القراءة عملة نادرة وصعبة بين المسلمين.
القراءة هامة جدا لمن أراد أن يرتقي بفكره وثقافته وعلمه، وهي هامة كذلك لمن أراد أن يؤثر وينتج، والذين يحتجون بقلة الأوقات، نقول لهم: إذا كانت القراءة تمثّل لكم شيئا هاما وقيّما في حياتكم فستجدون وقتا لها، أمّا إذا كانت في هامش الاهتمامات، فمن الطبيعي أن تقولوا أنّه ليس هناك وقت.
أصبح الغرب – وللأسف – يفوقوننا في هذا المجال، فتجد أن القراءة أصبحت جزءا من حياتهم، فهم يستثمرون أي وقت فراغ في القراءة. ولا أريد أن أكون سلبيا إلى درجة كبيرة، لأنني ألاحظ أن معدل الإقبال على القراءة زادت في الفترة الأخيرة وخاصة مع انتشار معارض الكتاب والتي تشهد إقبالا جيدا من الناس. ولكننا نحتاج إلى أعداد أكبر من القرّاء حتى نصل بإذن الله إلى أن يقرأ المسلمين جميعهم.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى كل خير وأن يوفقنا إلى القراءة المفيدة وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد، مع حلقة جديدة من سلسلة (تحديات) والتي نسعى من خلالها إلى بيان بعض التحديات التي تواجه الشخص في حياته وكيفية مواجهتها وعبورها بإذن الله تعالى.
كنت أتساءل دائما، لماذا كثير من الأشخاص غير منجزين؟ لماذا بعض الناس ينتجون والكثير لا ينتج؟ ثم استطعت الوصول إلى بعض الأسباب لعل من أهمها عدم التخطيط. ولذلك فإني أعتبر التخطيط الشخصي تحدٍّ كبير لم يستطع كثير من الناس مواجهته، وبالتالي لم يستطيعوا الإنجاز أو الإنتاج، وإن استطاع البعض منهم ذلك فلفترة محدودة أو متقطعة.
لماذا لا نخطط لأنفسنا لتحقيق إنجازات معينة؟ العملية سهلة أكثر مما نتوقع، ولعل البعض استصعب الأمر حينما سمع عن التخطيط في المؤسسات، ولكن الجانب الشخصي بسيط جدا، فقط أمسك ورقة وقلم واكتب ما الذي تريد أن تفعله غدا، أو ما الذي تريد أن تنجزه في هذا الأسبوع، في هذا الشهر، في هذه السنة وهكذا.
قد يكون الأمر صعبا في البداية، ولكن كما قلنا فإن التخطيط الشخصي عبارة عن تحدي، وبالتالي هناك صعوبة بعض الشيء، ولكن مع التعود فإن الأمر يصبح سهلا ويسيرا، ومع التخطيط المستمر وطلب التوفيق والعون من الله تعالى فإن الإنجازات ستتوالى بإذن الله تعالى.
اكتب مثلا – وبأي صيغة تراها مناسبا – أن أحافظ على الصلوات الخمس جماعة في المسجد طوال الأسبوع، اكتب مثلا، أن أتواصل مع اثنين من زملائي غدا، أكتب مثلا، أن أمارس الرياضة عشرين مرة في الشهر.
عندما نكتب الأهداف فإن شعورا ما يدفعنا إلى تحقيق هذه الأهداف ، وحتى إذا أخفقنا في تحقيق بعض الأهداف، فلنستمر في التخطيط لأن لنا أجرا على النية بإذن الله تعالى، ولنسع جاهدين إلى المحاولة من جديد وتحقيق الأهداف.
نسأل الله تعالى أن يوقفنا إلى صالح الأعمال والأقوال وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد، مع حلقة جديدة من سلسلة (تحديات) والتي نسعى من خلالها إلى بيان بعض التحديات التي تواجه الشخص في حياته وكيفية مواجهتها وعبورها بإذن الله تعالى.
لعل السؤال الذي تساءلت عنه في الحلقة الماضية عن سبب كون كثير من الناس غير منجزين، يجرُّنا بالحديث عن تحديات كثيرة في وجه هذا الأمر، ولعل أبرز تلك التحديات، تحدي استثمار الوقت.
حياتنا هي عبارة عن أوقات نمضيها، وكل الناس بلا استثناء لها برنامج معين في قضاء هذه الأوقات، سواء بالمفيد أو بغيره، وحتى الشخص الذي ينام طوال اليوم، فإنه قرّر بأن يقضي وقته طوال اليوم في النوم.
إن أبرز ما يعين على استثمار الوقت بالمفيد هو وجود همّ يحمله الشخص يسيطر عليه في جميع أوقاته، وهذا الهمّ واضح عند الدعاة وكذلك عند أعداء الأمة، فالداعية الذي يحمل همّ أن يحرص الناس على صلاة الفجر، فإنه يستثمر وقته في إيجاد الوسائل لحث الناس على أداء صلاة الفجر. وكذلك الوضع لأعداء الأمة، فالذين عندهم همّ لإفساد شباب المسلمين، يستثمرون أوقاتهم في الليل والنهار، فقط ليبدعوا وسائل جديدة لإفساد الشباب.
ووسيلة عملية أخرى لاستثمار الوقت، وهو حساب الإنجاز الشخصي في اليوم، فاليوم عبارة عن أربع وعشرين، والمطلوب حساب الوقت الذي استغرقه الشخص في اليوم لتحقيق إنجازات معينة، وكلمة إنجاز تعني تحقيق شيء مفيد، يفيد النفس ويفيد المجتمع، فالصلاة إنجاز، والذكر إنجاز، والنصيحة إنجاز، والجلوس مع الأهل إنجاز، وهكذا، وفي نهاية اليوم يقوم الشخص بحساب إنجازه في اليوم ليرى مدى استثماره لوقته.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على استثمار الوقت بكل مفيد ولنتذكر بأننا محاسبون على كل لحظة من أعمارنا. عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن، عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه." رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.