الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي له الأسماء الحسنى والصفات العلا، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لك الحمد يا ربنا على جميع النعم ما ظهر منها وما بطن. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وسيد ولد آدم أجمعين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
مع كل سلسلة أكتبها، أفكّر دائما، كيف سأختم هذه السلسلة؟ ما هو المعنى الذي سأطرحه لكي يكون ختاما لهذه السلسلة، والحمد لله الذي يوفقني لاختيار معنى مناسب لختام كل سلسلة أكتبها.
اليوم، أنا معكم في الحلقة الأخيرة من سلسلة (تحديات)، هذه السلسلة التي سعيت من خلالها إلى بيان بعض التحديات التي تواجه الشخص في حياته وكيفية مواجهتها وعبورها بإذن الله تعالى.
وفي حقيقة الأمر، لم تكن كتابة هذه السلسلة سهلة بالنسبة لي، لأنني شعرت بأن كل تحدٍّ أكتبه، عبارة عن تحدٍّ لي قبل أن يكون للقرّاء، وما يزال الطريق طويلا ومليئا بالتحديات وأسأل الله أن يعيننا جميعا على التغلب على هذه التحديات.
مررنا في هذه الحلقات على تحديات كثيرة، فقد ذكرت ستة عشر تحديا، وأختم هذه التحديات بالتحدي السابع عشر، ألا وهو تحدي الإيجابية.
بالنسبة لي، فإن هذا التحدي من أكبر التحديات التي تواجه الشخص في حياته، لأنه إذا استطاع عبور هذا التحدي كان ما وراء أسهل بإذن الله تعالى.
ما هي الإيجابية؟ الإيجابية هي شعور يدفع إلى عمل شيء مفيد يترك أثرا، فالإيجابية عبارة أولا عن شعور داخلي يتحرك في الشخص. فالشعور هو الذي يحرّك الدافعية في الشخص لعمل أمر ما، ولا شك بأن هذا الشعور شعور ايجابي لأن النتيجة هي عمل مفيد، وهذا العمل المفيد يترك أثرا سواء على المستوى الشخصي أو الخارجي.
وثانيا، لماذا هو تحدي؟ لأن الرسائل والممارسات السلبية في المجتمع كثيرة جدا، والشخص الذي لا يستطيع دفع هذه الرسائل سيقع بلا شك فريسة للسلبية. وأخطر آثار هذه السلبية أنها لا تؤثر فقط على الشخص وحده، بل يتعدى إلى الآخرين، لأن السلبيين في الغالب لا يرضون هذا الأمر لأنفسهم، بل ويريدون أن يكون الجميع سلبيون.
الإيجابية عبارة عن تحد خطير، والشخص الذي يستطيع تجاوز هذا التحدي، يكون قد خطا خطوات واسعة في طريق الإنجاز والتأثير والنهضة، وقبل ذلك كله، طريق العلاقة مع الله تعالى.
أحببت أن أختم هذه السلسلة بهذا التحدي، لكي أوجه رسالة للإيجابيين في كل مجتمع، بأن لا تلتفوا للسلبيين وللرسائل السلبية، فأنتم على الطريق الصحيح والعاقبة دائما للمتقين الصادقين الإيجابيين.
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يعيينا على تخطي جميع التحديات في هذه الدنيا وأن نكون من أهل الفردوس الأعلى من الجنة، وأن نكون ممن يساهمون في نهضة هذه الأمة، كما أسأله تعالى أن يؤجرنا على هذه السلسلة وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.