اسمه محمد بن سعيد بن حماد البوصيري المصري، وينسب الى بوصير من اعمال بني سويف بمصر...
وقد كان اصله مغربيا وكان يعتز ببذلك فمن ذلك ما قاله :

إن كان مثلي مغربيا فما في صحبة الاجناس من باس
وإن يكذب نسبتي جئته بجبة الصوف ودفاسي

حفظ القرآن في طفولته، وتعمق في دراسة السيرة النبوية والمقارنة بين الاديان السماوية ويظهر ذلك واضحا في اشعاره..
فهو من اعظم من كتب شعرا في المديح النبوي..
وهو صاحب قصيدة البردة الرائعة ( والتي لاقت جدلا واسعا على مر العصور) بسبب ابيات قليلة فيها...
ولكنها تعبر عن مدى حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، منها ما قاله:

جاءت لدعوته الاشجار ساجدة تمشي اليه على ساق بلا قدم
كأنَّما سطرت سطراً لما كتبتفروعها من بديع الخط في اللقم

ايضا وصف القران الكريم في هذه القصيدة وكان مما قاله:

ما حوربت قط إلا عاد من حرب اعدى الاعادي اليها ملقي السلم
ردت بلاغاتها دعوى معارضها رد الغيور يد الجاني عن الحرم

ثم في نهايتها قال :
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم

وقد اشتغل رحمه الله بامور كثيرة، حيث عمل منذ صغره في كتابة الالواح التي توضع شواهد للقبور، ثم اتخذ حرفة الحساب فلم يفلح، وافتتح كتّابا لتحفيظ القران الكريم، ولم يوفق في ذلك ايضا...

وقد كان قصيرا نحيفا...شاعرا ذكيا...
توفي رحمه الله بالاسكندرية عام 695هـ