منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   الشريعة و الحياة (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=99)
-   -   الهجرة وبداية تأسيس الدوله الاسلاميه .. (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=31545)

محمد فراج عبد النعيم 23-11-2011 07:14 AM

الهجرة وبداية تأسيس الدوله الاسلاميه ..
 


تعتبرالهجرة هي الفاصل بين مرحلتين من مراحل الدعوة الإسلامية، بين مرحلة الجماعه المؤمنة ومرحلة الدولة الاسلاميه الجامعه
لكن استقبال العالم الإسلامي لذكرى الهجرة هذا العام مختلفًا أو هكذا ينبغي أن يكون بعد الربيع العربي الذي ما زالت توابعه وهزاته تتلاحق ويتسع نطاقها فتسقط عروش الطواغيت وتتهاوى أخرى.

لكن هذه الشعوب التي أسقطت الطواغيت تجد نفسها أمام تحد في غاية الخطورة والأهمية ألا وهو بناء أوطان على أنقاض مدمرة خربة تعمد الطغاة على مدى عقود طويلة تدمير مقدراتها, وحرق أرضها, وامتصاص دمائها.

فالهجرة النبوية الشريفة لم تكن حدثًا عابرًا في تاريخ الدَّعوة نحتفل به كُلَّ عام، ولم تكن حدثًا شخصيًّا يتعلق بحياة الحبيب صلى الله عليه وسلم، بل كانت حدثًا غيَّر مجرى التاريخ. ولذلك كان تجدُّد الوقفة مع الهجرة النبوية كل عام؛ للعظة والاعتبار، وللاهتداء والاقتداء، وبهدف التذكير بخط سير الدَّعوة، وعرض لواقعنا على أهدافها وغاياتها.
فبعد الهجرة أقام المسلمون حضارة إسلامية رائدة قامت على أساس الحق والعدل والحرية والمساواة هي حضارة إنسانية، قدَّمتْ وما زالت تقدم للبشرية أسمى القواعد الروحية والتشريعية الشاملة، التي تنظم حياة الفرد والأسرة والمجتمع، والتي تصلح لتنظيم حياة الإنسان كإنسان بغض النظر عن مكانه أو زمانه أو معتقداته.

محمد فراج عبد النعيم 23-11-2011 07:16 AM

رد: الهجرة وبداية تأسيس الدوله الاسلاميه ..
 
الإسلام هو دين ودولة معا ...


يقول الإمام أبو حامد الغزالي "الدين والسلطان توأمان الدين أصل والسلطان حارس وما لا أصل له فمهدوم وملا حارس له فضائع". ولقد قرر علماء السياسة الشرعية أن أول ما تحتاج إليه الدعوة الإسلامية أن تقوم "دار الإسلام" أو دولة الإسلام" التي تتبنى رسالة الإسلام عقيدة وشريعة عبادة وأخلاقا, هذه الدولة ضرورة إسلامية وهي أيضا ضرورة إنسانية، دولة توحد الأمة تحت راية واحدة وتنطلق بالإسلام إلى العالمية، هذه الدولة جزء من نظام الإسلام.
ولقد عاش النبي صلى الله عليه وسلم حلم الدولة وأعدوا أنفسهم لمهامها بكل أمل وقوة ولم يغب ذلك عنهم في أي مرحلة من مراحل الدعوة في مكة وكان يبشِّر أصحابه حتى يطمئنوا إلى ما هم قادمون عليه من مستقبل.

فقد روى الإمام أحمد عن عدى بن حاتم، قال: بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجل فشكى إليه الفاقة، وأتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل. قال: يا عدى بن حاتم هل رأيت الحيرة ؟ قلت: لم أرها وقد أنبئت عنها. قال: فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدا إلا الله عز وجل. قال: قلت في نفسي: فأين دعار طيئ الذين سعروا البلاد يعنى (الأشرار) ؟ !, ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى بن هرمز. قلت: كسرى بن هرمز ؟ قال: كسرى بن هرمز. ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج بملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحدا يقبله منه، وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم وينظر عن شماله فلا يرى إلا جهنم.

محمد فراج عبد النعيم 23-11-2011 07:21 AM

رد: الهجرة وبداية تأسيس الدوله الاسلاميه ..
 
الرسول صلي الله عليه وسلم وبناء الدوله الاسلاميه ...

1- لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من غار حراء وبعد حوار طويل تقول له زوجته خديجة بعد أن أخذته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل: يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، فقال ورقة:هذا هو الناموس الأكبر نزّله الله على موسى، ليتني فيها جَذَعَا أنصرك حين يخرجك قومك، ولئن أدركني يومك لأنصرنك نصرا مؤزرا.
فمنذ اللحظة الأولى علم صلى الله عليه وسلم التحديات التي ستواجه وأنه سيتحول من بلد إلى بلد وسيكون البلد الجديد مأوى جديدا للدعوة. فتهيأ صلى الله عليه وسلم وهيأ أصحابه لتلك المرحلة فرباهم تربية صلبة قوية, تربية رجل الدولة فكرا وعقلا ممارسة وعملا.
2- إدراكه صلى الله عليه وسلم أن حالة الاستضعاف التي هم فيها لن تدوم وأن الغاية التي يسعون إليها ستتحقق يظهر ذلك من هذه الحادثة الشهيرة حيث يقول حديث الصحابي الجليل خباب بن الأرت: شكونا إلى رسول الله وهو متوسط بردة له في الكعبة، فقلنا له ألا تستنصر لنا؟ ألا تدع الله لنا؟ فقال: "كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه، فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون".
3- البحث عن مراكز داعمة للحركة نحو الدولة وذلك من خلال ترتيب الهجرة إلى الحبشة قال تعالى: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ} قال ابن كثير -رحمه الله-: "هذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين بالهجرة من البلد الذي لا يقدرون فيه على إقامة الدين إلى أرض الله الواسعة حتى يمكن إقامة الدين... ولما ضاق على المستضعفين بمكة مقامهم بها، خرجوا مهاجرين إلى أرض الحبشة ليأمنوا على دينهم هناك، فوجدوا خير المنزل هناك في جوار النجاشي ملك الحبشة.
ويقول الأستاذ سيد قطب "فقد كان النبي يبحث عن قاعدة أخرى غير مكة، قاعدة تحمي هذه العقيدة وتكفل لها الحرية، ويتاح فيها أن تتخلص من هذا التجميد الذي انتهت إليه في مكة، حيث تظفر بحرية الدعوة وحماية المعتنقين لها من الاضطهاد والفتنة، وهذا في تقديري كان هو السبب الأول والأهم للهجرة، ولقد سبق الاتجاه إلى الحبشة، حيث هاجر إليها كثير من المؤمنين الأوائل، والقول بأنهم هاجروا إليها لمجرد النجاة بأنفسهم لا يستند إلى قرائن قوية، فلو كان الأمر كذلك لهاجر إذن أقل الناس وجاهة وقوة ومنعة من المسلمين، غير أن الأمر كان على الضد من هذا، فالموالي المستضعفون الذين كان ينصب عليهم معظم الاضطهاد والتعذيب والفتنة لم يهاجروا، إنما هاجر رجال ذوا عصبيات، لهم من عصبيتهم -في بيئة قبلية- ما يعصمهم من الأذى ويحميهم من الفتنة".
ويرى قطب أن "اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم الهجرة إلى الحبشة يشير إلى نقطة إستراتيجية هامة، تمثلت في معرفة الرسول بما حوله من الدول والممالك، فكان يعلم طيبها من خبيثها، وعادلها من ظالمها، الأمر الذي ساعد على اختيار دار آمنة لهجرة أصحابه، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه حال قائد الدعوة الذي لا بد أن يكون ملمًّا بما يجري حوله، مطلعًا على أحوال وأوضاع الأمم والحكومات".

محمد فراج عبد النعيم 23-11-2011 07:26 AM

رد: الهجرة وبداية تأسيس الدوله الاسلاميه ..
 
التضحيه وبناء الدوله الاسلاميه ...

إن بناء الدولة المؤمنة الموحدة لم يكن ليقابل بالترحيب أوحتى بالسكوت من قبل أعداء الدين، بل عملوا كل ما في استطاعتهم لإجهاض هذا الحلم, شأن ما نراه في أيامنا من محاولات إجهاض الثورات العربية وتفريغها من مضمونها.

ولقد كانت الهجرة في حد ذاتها النموذج الأرقى للتضحية ودفع الثمن من أجل أن يصل المسلمون ما ينشدون، حيث كان يضحون بأموالهم وبيوتهم وبلدهم وأهلهم لاينطلقوا إلى المجهول.

ونترك أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبي أمية تحدثنا عن روائع الإيمان وقوة اليقين في هجرتها وهجرة زوجها أبي سلمة. حيث قالت رضي الله عنها: "لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة رحل لي بعيره، ثم حملني عليه، وحمل معي ابني سلمة بن أبي سلمة في حجري، ثم خرج بي يقود بعيره، فلما رأته رجال بني المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم قاموا إليه فقالوا: هذه نفسك غلبتنا عليها، أرأيت صاحبتنا هذه علام نتركك تسير بها إلى البلاد؟ فتركوا خطام البعير من يده فأخذوني منه، وغضب عند ذلك بنو عبد الأسد رهط أبي سلمة ، فقالوا: لا والله لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا.

فتجاذبوا ابني سلمة بينهم حتى خلعوا يده، وانطلق به بنو عبد الأسد، وحبسني بنو المغيرة عندهم، وانطلق زوجي أبو سلمة إلى المدينة. ففُرق بيني وبين زوجي وبين ابني".

وكانت زِنِّيرَةُ أمَةً رومية قد أسلمت فعذبت في الله، وأصيبت في بصرها حتى عميت، فقيل لها: أصابتك اللات والعزى، فقالت: لا والله ما أصابتني، وهذا من الله، وإن شاء كشفه، فأصبحت من الغد وقد رد الله بصرها، فقالت قريش: هذا بعض سحر محمد.

كما أسلمت أم عُبَيْس، جارية لبني زهرة، فكان يعذبها المشركون، وبخاصة مولاها الأسود بن عبد يغوث، وكان من أشد أعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن المستهزئين به.

وأسلمت جارية عمر بن مؤمل من بني عدي، فكان عمر بن الخطاب يعذبها ـ وهو يومئذ على الشرك ـ فكان يضربها حتى يفتر، ثم يدعها ويقول: والله ما أدعك إلا سآمة، فتقول: كذلك يفعل بك ربك.

وكان خباب بن الأرت مولى لأم أنمار بنت سِباع الخزاعية، وكان حدادًا، فلما أسلم عذبته مولاته بالنار، كانت تأتي بالحديدة المحماة فتجعلها على ظهره أو رأسه، ليكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم، فلم يكن يزيده ذلك إلا إيمانًا وتسليمًا، وكان المشركون أيضًا يعذبونه فيلوون عنقه، ويجذبون شعره، وقد ألقوه على النار، ثم سحبوه عليها، فما أطفأها إلا وَدَكَ ظهره.

وكان عمار بن ياسر رضي الله عنه مولى لبني مخزوم، أسلم هو وأبوه وأمه، فكان المشركون ـ وعلى رأسهم أبو جهل ـ يخرجونهم إلى الأبطح إذا حميت الرمضاء فيعذبونهم بحرها. ومر بهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم يعذبون فقال: "صبرًا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة"، فمات ياسر في العذاب، وطعن أبو جهل سمية ـ أم عمار ـ في قبلها بحربة فماتت، وهي أول شهيدة في الإسلام، وهي سمية بنت خياط مولاة أبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وكانت عجوزًا كبيرة ضعيفة. وشددوا العذاب على عمار بالحر تارة، وبوضع الصخر الأحمر على صدره أخرى، وبغطه في الماء حتى كان يفقد وعيه. وقالوا له: لا نتركك حتى تسب محمدًا، أو تقول في اللات والعزى خيرًا، فوافقهم على ذلك مكرهًا، وجاء باكيًا معتذرًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فأنزل الله: { مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ } الآية [ النحل: 106 ].
هذه نماذج من التضحيات ليعلم المسلمون كيف قامت دولة الإسلام الأولى وما الثمن الذي دفعه الصحابة في سبيل إقامتها، ولنعلم نحن الآن أن أولى الناس هم أولئك الذين دفعوا تضحيات في مواجهة النظام الفاسد، فبذلوا من أنفسهم وأموالهم في سبيل إقامة دولة الإسلام الكثير والكثير، فضلا عن كونهم يمتلكون نظرية كاملة لإقامة تلك الدولة.


الساعة الآن 06:59 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام