إن الأمم لا تُبنى بسهولة، كما أنها لا تُبنى بطريقة عشوائية!!
إن بناء الأمم أمر صعب يحتاج إلى جهود متضافرة، وصبر طويل، وعزم أكيد، وهو - في نفس الوقت - يسير وفق خطوات محددة، وسنن ثابتة، لا تبديل لها ولا تغيير، قال تعال: )فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً[1](.
وعلى الأمة في لحظات ضعفها أن تدرس بعمق الأسس التي ينبغي للأمة أن تُبنى عليها، حتى لا يصبح بناؤنا هشًا ينهار مع أي عاصفة..
إننا يجب أن نتدبر في سنن بناء الأمم التي جاءت في كتاب ربنا سبحانه وتعالى، وفي سنه رسولنا r، كما يجب أن نتدبر في سنن بناء أمتنا في مراحلها السابقة، وكيف استطاع المغيِّرون والمجدِّدون من أبناء الأمة المخلصين أن يحوِّلوا الهزيمة إلى نصر، والضعف إلى قوة، والهوان إلى سيادة وتمكين..
وفوق ذلك فإن على المسلمين أن يدرسوا بعمق تجارب بناء الأمم المختلفة من عموم أهل الأرض، وليس بالضرورة أن تدرس تجارب المسلمين فقط، بل على العكس، إن على المسلمين أن يستفيدوا من ميراث الإنسانية، وذلك - بطبيعة الحال - دون التنازل عن شيء من ثوابتنا، أو التخلي عن أمر من شريعتنا..
وبدراسة متأنية لكتاب الله عز وجل، ولأحاديث الرسول الكريم r، والقصص والتاريخ، وكذلك لأحداث الواقع، يتبين لنا - بما لا يدع مجالاً للشك - عدة عوامل تُسهم بشكلٍ متفاعل في بناء أي أمة، ويأتي على رأس هذه العوامل - وبشكل لافت جدًا للنظر -: "العلم"!