أخي في الله بارك الله فيك على مقالك الرائع ولكن هناك بعض الأحاديث الضعيفة التي أوردتها في مقالك فأرجو التنبه لها مع العلم أخي في الله أنه لا يكتفى بتخريج الحافظ المنذري كما هو معلوم عند أهل الحديث :
الحديث الأول :
((اهجري المعاصي ؛ فإنها أفضل الهجرة ، وحافظي على الفرائض ؛ فإنها أفضل الجهاد ))
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" و "الأوسط" وفيه إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس ؛ ضعفه الجمهور . وقال البخاري :"فيه نظر" .
قال الهيثمي في مجمع الزوائد :"رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط" ، وفيه إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس ؛ وهو ضعيف" .
وأيضا الحديث ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة.
الحديث الثاني:
((عليك بالإياس مما في أيدي الناس ، وإياك والطمع ؛ فإنه الفقر الحاضر ))
أخرجه الحاكم وصححه وغيره وقال في:جمع الجوامع أو الجامع الكبير للسيوطي - (1 / 14503)
وتعقبه الذهبى(أي للحاكم بتصحيحه) بأن فيه محمد بن سعد وهو مضعف . وقال السخاوى : فيه أيضًا محمد بن حميد مجمع على ضعفه .
الحديث الثالث:
((عليك بطول الصمت فإنه مطردة للشيطان وعون لك على أمر دينك ))
هذ الحديث في فقرات صحيحة وفيه أخرى شديدة الضعف فليراجع ضعيف الترغيب والترهيب للشيخ الألباني حول هذا الحديث .
قال أبو شامة المقدسي الشافعي في " الباعث على إنكار البدع والحوادث " ( ص 54 ): " وهذا(أي رواية الحديث الضعيف دون التنبيه لضعفه) عند المحققين من أهل الحديث وعند علماء الأصول والفقه خطأ بل ينبغي أن يبين أمره إن علم وإلا دخل تحت الوعيد في قوله " صلى الله عليه و سلم " : " من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين " رواه مسلم " قلت : رواه مسلم في مقدمة صحيحه كما في شرح النووي على مسلم (1 / 62).
قال ابن حبان في كتابه " الضعفاء " ( 1 / 7 - 8 ) : ( في هذا الخبر دليل على أن المحدث إذا روى ما لم يصح عن النبي مما تقول عليه وهو يعلم ذلك يكون كأحد الكاذبين على أن ظاهر الخبر ما هو أشد قال " صلى الله عليه و سلم " : " من روى عني حديثا وهو يرى أنه كذب . . " - ولم يقل : إنه تيقن أنه كذب - فكل شاك فيما يروي أنه صحيح أو غير صحيح داخل في ظاهر خطاب هذا الخبر " ونقله ابن عبد الهادي في " الصارم المنكي " ( ص 165 - 166 ) وأقره.
أخي المفضال بالنسبة للحديث الذي ذكرته عن عبادة فأحببت ان أورده بلفظه من مسند الإمام أحمد وتعليق المحقق عليه : عن عبادة بن الوليد بن عبادة حدثني أبي قال : دخلت على عبادة وهو مريض أتخايل فيه الموت فقلت يا أبتاه أوصني واجتهد لي فقال أجلسوني قال يا بني إنك لن تطعم طعم الإيمان ولن تبلغ حق حقيقة العلم بالله تبارك وتعالى حتى تؤمن بالقدر خيره وشره قال قلت يا أبتاه فكيف لي أن أعلم ما خير القدر وشره قال تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن أول ما خلق الله تبارك وتعالى القلم ثم قال اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة يا بني ان مت ولست على ذلك دخلت النار إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن أول ما خلق الله تبارك وتعالى القلم ثم قال اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة يا بني ان مت ولست على ذلك دخلت النار
رواه أحمد في المسند وقال محقق المسند الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح وهذا إسناد حسن.