حَدِيثٌ حَسَنٌ، رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه، وَغَيْرُهُ بِأَسَانِيدَ حَسَنَةٍ، قال الألباني حديث صحيح.
ومعنى الزُّهد في الشيء: الإعراضُ عنه لاستقلاله، واحتقاره، وارتفاع الهمّه عنه، يقال: شيء زهيد، أي: قليل حقير.
والزهد في الدنيا يُراد به تفريغ القلب من الاشتغال بها، ليتفرّغ لطلب الله، ومعرفته، والقرب منه، والأُنس به، والشوق إليه.
قال عمرو بن العاص: ما أبعَدَ هدْيكم من هدْي نبيّكم –صلى الله عليه وسلم-، إنّه كان أزهدَ النّاس في الدنيا، وأنتم أرغبُ الناس فيها.
ومن زَهَدَ فيما في أيدي الناس، وعفّ عنهم، فإنهم يُحبُّونه ويُكرمونه لذلك ويسود به عليهم، كما قال أعرابيٌّ لأهل البصرة: من سيِّدُ أهل هذه القرية؟ قالوا: الحسن (البصري)، قال: بما سادهم؟ قالوا: احتاج النّاس إلى عِلمه، واستغنى هو عن دنياهم.
وما أحسَنَ قول بعض السلف في وصف الدنيا وأهلها:
وما هيَ إلاّ جيـفةٌ مُستحيلةٌ *** عليها كِلابٌ همُّهنَّ اجتِذابُها